اليك رفيقي ...عبد الواحد كرم ...أبو حسام

صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اليك رفيقي ...عبد الواحد كرم ( أبو سلام ...أو أبو حسام ) .
كنت دوما أتسامر مع قمره المتلالئ والمبدر بنوره دوما ...عرفت الخال والصديق والرفيق الغالي أبا سلام منذ ما يربوا على ستة وثلاثون عام ..وكان متألقا وحيويا دافقا بعقله وسريرته ، له حضور لافت ...وصاحب مروءة وعفة ومبادئ سامية ...كان رقيقا ودمث الخلق والأخلاق والسيرة ...جوادا وكريما ينم عن أصالة وأرث نضالي عميق ..متفائلا عرفته دوما بالرغم من مرارة وقساوة الحياة وعسرها ومعوقاتها ...مبدئي لا يشق له غبار...عاش للحزب وجسد مبادئه وفيمه بحكمة وحنكة وتبصر ، وبنكران ذات وتعفف ...كان متصوفا حليما وودود مع من يحاوره .. يدافع عن وجهة نظره ..لكنه يصغي مع المختلف والمتقاطع ..بصبر وأصغاء وأنات ..الخال أبو سلام له طول العمر والعافية الدائمة ...أجتماعيا بأمتياز ، ويحرص كل الحرص على أن يبقى ديوانه عامرا بتواصل المحبين والرفقة والأحباب والأصدقاء والمعارف ..مع قهوته العربية الملازمة مع كل تفاصيل حياته ...وفي حله وترحاله والتي فرضت عليه فرضا نتيجة للملاحقات والأرهاب الذي كاننت تمارسه الأجهزة القمعية للأنظمة المتعاقبة ، وكغيره من المناضلين ، فعاش في بلدان الشتات لعقود ، ولكن لن تتمكن هذه الظروف وقساوة الحياة كما أسلفت من كسر عضده وأرادته ..ولا نالت من شكيمته وعزيمته ورباطة جأشه ، فكان يطوعها طوع أمره ...كماء رقراق يتسرب عبر مدارج الحصى ووعورة المجرى . ليس بوسعي التعبير الحقيقي عن جوهر وأصالة هذه الهامة الرفيعة ، والتي حفرت تأريخها على حجر الأقحوان والصيوان ، وكتبت هذا التأريخ بأحرف من نور ..رغم العقود الخوالي من السنوات فما زال يفيض شبابا متنورا ...وهو القادم من أعماق ريف ميسان صانعة الرجولة والشموخ ، له ذاكرة ثاقبة ونيرة ومتألقة وتتناغم مع تطور الحياة والحضارة الأنسانيتين ، وهو مرتبط وبشكل وثيق مع التراث والثقافة والأعراف العراقية وأصالتها وعمقها الذي يضرب بأطنابه في عمق التأريخ ، عرفته قارئا ثرا وشغوفا بمختلف المعارف ، وله ذاكرة ريعان الشباب... فهو يتذكر أدق التفاصيل التي مرت عليه عبر حياته الظافرة ، ويختزن من الأحداث وفي مجالات الحياة المختلفة التي تمثل تأريخا نضاليا مرموقا . الخال ... ورفيقي العزيز أبو سلام يتفقد أصحابه وأصدقائه ورفاقه ومن عمل معه في ساحات النضال المختلفة والطويلة ، والتي قد تزيد على السبعون عاما ومازال متواصل بهمة وعزيمة وأصرار بالرغم من أقترابه من نهاية العقد التاسع ، متمنين أليه العمر المديد والسعيد ..أبو سلام وفي أشد الوفاء ...له صفات تميزه عن غيره !..ولم أكن مبالغا في ذلك ...يحتفظ بعلاقات مميزة مع كل من عرفه داخل الحزب ومع الذين تركوا العمل الحزبي أو الذين أختلفوا مع الحزب ولأسباب عديدة ، فأنه يحرص على الأبقاء على هذه العلاقات وأن أختلف معه في الفكر والتنظيم وفي الرؤى ..لكنه لا يجامل أحد من هؤلاء الأصدقاء على حساب خياراته وقناعاته . مخلصا أقول للرفيق العزيز أبو حسام ...كل الأماني الطيبة أليكم سيدي ورفيقي وصديقي ، مع أمنياتي بأن ترفل بعافية دائمة وأن تغادر المشفى وتعود الى حزبك وأهلك ورفاقك وأصدقاء وأنت بألف خير ...لنزورك ورفاق الدرب في بيتك ونحتسي قهوتك التي لها عبق الكرام وفي بيت أخ كريم وسليل تأريخ زاخر بالأقدام والبسالة والوفاء .
صادق محمد عبد الكريم الدبش .
8-6-2015م

#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل