|
لو كان الأوكسجين والماء قرار بشري ، لكانت المأساة اكتملت ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 00:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو كان الأوكسجين والماء قرار بشري ، لكانت المأساة اكتملت ... مروان صباح / نحمد الله على إبقاء نعمة الأوكسجين والمطر قرارهما قرار الالهي دون تمكين البشر من التحكم بهما ، ولو كان الأمر غير ذلك لكان الوضع مأساوي ، بل ، قد يعجز الخيال عن تخيل ما يمكن أن يحلّ من كوارث بالبشر ، وقد يكون لجوء الكثير من الناس الي بعض المهن المنافية للآداب العام والتى يشار اليها بالمهن اللأخلاقية ، هي ،نتيجة طبيعية لغياب التكافل والتضامن مع الآخرين بالضّرّاء ، وهذا ، بالطبع ، لجوء فيه بعض الذكاء الخبيث ، لأنه قائم على البحث الدقيق لغرائز الإنسان ، وخصوصاً ، المقتدر ، الذي يحتاج إلى دغدغة غرائزه كي يستخرج المال ، وفي غياب الفئات الثلاثة من المجتمع ، الكاظمين والعافين والمحسنين ، تتحول الحياة إلى مشروع غاب فاشلة ، لا تعترف ، إلا ، بالمعربد والانتهازي وصاحب الحيل ، والحبل يجر من مصطلحات لا نهاية لها ، طالما ، أن الحياة تبنت سلوك الغاب ولكل ما هو شرس فيها دون أن تحتفظ بغزال يذكرها بالتسامح . لم تكن مسألة أغنياء العصر ، فقط ، ممارسة تخزين المال بقدر حرصهم على التفاني في استعباد وامتلاك من يقع تحت امبراطوريتهم المالية ، وبالتالي ، يسعون بجهد ملفت على ابقاء الأكثرية تحت خط الفقر كي يستمروا بالتحكم بهم ، وطالما القوانين ، مفصلة على قياس من يملك المال والنفوذ ، تصبح تناول الحكاية دون التصدي لها أمر عبثي لا أكثر ، وأيضاً ، عندما يتحرى المرء بنظرة جريئة يجد ما يثير من مواقف وأوضاع ، هي ، دامية القلب حيث ولدت من ثنايا قاع المأساة ، وقد تكون ظهورها في أسواق التجارية ، فاضحة ، رغم من مأساويتها في البيوت ،هي ،مضاعفة ، بمرات ، ففي البيوت التى تعتمد على الصانعات ، بالطبع ، جاؤوا بهم من جنوب شرق أسيا ، يختفي وراء جدرانها قصص وحكايات يشيب لها الرأس عند سماعها ،لكننا ، نرغب بالقفز عن أمر هؤلاء هذه المرة ، بهدف الاقتراب من بروتوكول عتيق ساد بين التجار كسلوك معتمد ، وقد يكون فعلهم انتقل إلى جميع الحرف والمهن ، وعلى وجه الخصوص ، بين الممثلين والسياسيين ، حيث ، يحرص التاجر على تعليم ولده البكر تفاصيل وأسرار تجارته والتى قامت واستمرت مع مرور الزمن بٍهمة العاملين فيها ، بالإضافة إلى ذلك ، هناك أمر أخر ،هو ، سائد ويتكرر مادام عصي على المعالجة ، التفريق بين ما وهو قريب وبعيد ، فالابن من خلال تجارة ابيه يلاقى معاملة خمسة نجوم ، أمام ، العامل أو الموظف اللذين يشتغيلان في ذات المكان ، لهذا ، من المستحيل أن يتمتع الغريب بذات الاهتمام أو على الأقل بالحد الأدنى من السلامة العامة ، وهي بالتأكيد لا تحتاج إلى شرح مفصل ، طالما ، ينتفض الأب خوفاً على ابنه عندما يراه يحمل شيء ثقيل أو يُصرف في ساعات العمل ، أما ، اذا ، كان الشايل غير ابنه ، يبدي انزعاجه على الفور ، ويبدأ بالتأفف ، كون الإنجاز بطيء والجهد المبذول غير كافي .
لا عجب ، من فتيات نجدهم اضطروا للجوء الي امتهان مهن تعود عليهم بالمال الوفير ، وبسرعة صاروخية علا شأنهم ، عندما وجدوا بالعمل التقليدي ، قساوة وبهدلة واستعباد ، الذي اضطرهم إلى استخدام طرق ووسائل اخرى ، هي ، تعتمد على مهارات خاصة يسيل لعاب الأغنياء لمجرد الحصول عليها ، وبهذه الطريقة ، تحولوا مومسات العصر إلى صعاليك اليوم ، عندما اقتادوا نهجهم في تجريد من أحجب ماله عن الفقراء ، بإعادة توزيعها على المحتاجين من أقرباءهم ، ومن خلال التخيل الذي مازال حتى الآن عصي على الرقابة ، يتخيل المرء لو كان الأوكسجين والمطر ، بأيدي مرضا العصر ، ما هو الثمن الذي كان سيُفرض على الفقراء ، وهم الأغلبية الساحقة من البشر ، كي لا يحرموا منهما . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكتاب والحذاء
-
محاصرة مصر وتلغيم أمنها القومي
-
تحويل الشهيد إلى بئر بترول
-
إليسا تُعيد طوقان من قبره
-
بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب
-
تعاون يكشف عن حجم وأهمية العلاقة القائمة .
-
طاعنون باللجوء والهجرة، لهم الله .
-
تعاون يقطع الشك باليقين لأي عداء
-
الوطنية المتعثرة
-
اتفاق إطار أم مكافأة عن سلسلة تنازلات
-
عراقة الأمة ،، بلغتها
-
بين التفوق الإسرائيلي بالتكنولوجي والتميزّ الإيراني بالتشيع
...
-
كتاب ،، حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات
-
اختلاف ايديولوجي عقائدي بين ايران وإسرائيل يقابله تقاطع مصال
...
-
العبور من الدنيا كما قال السيد المسيح
-
ملاحظات يتلمسها المرء حول المشروع المصري
-
العقل والبطيخة
-
استعادة الضمير ..
-
انقلاب كوني يستدعي إلى اعادة ترتيب المنطقة
-
اختيار الصديق
المزيد.....
-
ياسمين عبد العزيز رسميًا في دراما رمضان 2025.. والعوضي يهنئ
...
-
سلوك بايدن خلال لقائه زيلينسكي يثير غضبا في الولايات المتحدة
...
-
البيت الأبيض يرفض الإفصاح عما إذا كان بايدن سيلتقي نتنياهو ا
...
-
بايدن يعلن الاتفاق مع ماكرون على تحويل الدخل من الأصول الروس
...
-
رائد فضاء تركي يحمل الكوفية الفلسطينية على متن رحلته تضامنا
...
-
نيران الفاشر تطال المرضى.. والنزوح الآن -بين الأحياء-
-
وزير الخارجية التركي يزور روسيا للمشاركة في اجتماع وزراء خار
...
-
بن غفير: لن أكون جزءا من أي صفقة لا تناسب أهدافنا في غزة
-
الرئيس الإسرائيلي يعلق على حادثة أثارت ضجة كبيرة خلال احتجاج
...
-
RT ترصد الدمار بالنصيرات عقب العملية
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|