أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - لست نادما!














المزيد.....

لست نادما!


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 01:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أجل لست نادما أني تركت مدينة تزهو بأنوارها وتفتخر بجمالها! لست نادما أني تركت مدينة لا تعرف «توقفا» للكهرباء ولو دقيقة واحدة خلال ثلاثة عقود! نعم لست نادما أني تركت مدينة منحت لي الأمان وأنجبنا فيها أطفالنا وعلمتهم خير تعليم.. أجل لست نادما أن أترك مدينة يعيش فيها فلذة اكبادي .. وزوجة كنت وما زلت لها كل شيء!
أجل لست نادما أني تركت مدينة فيها مائة عرض مسرحي في اليوم! وفيها أكثر من مائة صالة سينما.. لست نادما أني تركت مدينة فيها عدد المراكز الثقافية أكثر من دور العبادة! لست نادما اني تركت مدينة ليس فيها جوع! لست نادما أني تركت مدينة لا تنام! لست نادما أني تركت مدينة لم يكن فيها الإنسان رقما! مدينة فيها العمل يغدق عليك مالا وفيرا حلالا!
لست نادما .. لقد فعلها قبلي ارنستو تشي جيفارا، الذي لم يترك مدينة فقط بل ترك وزارة وحكومة ومنصبا! وفعلها قبلي اصدقائي سعد والمهندس صلاح والفنان معتصم عبد الكريم والفنان ماهر كاظم . والمسرحي شهيد عبد الرضا. وماجد هاشم الياسين.. تركوا عواصم حقيقية وتسللوا سيرا على الأقدام عائدين إلى الوطن ابان الكفاح المسلح ضد النظام الفاشي المقبور. فاستشهدوا جميعهم !
لقد فعلها قبلي فنانون وأدباء وسياسيون تركوا مدنا عامرة دون ندم: مفيد الجزائري. حسين الهنداوي. جمعة الحلفي. عامر بدر حسون. صلاح حسن. د.ماهر سلمان. د.جاسم الحافظ .د. مشتاق العبيدي. مناضل داود. صبحي الجميلي. فخري كريم. محمد السلامي . قاسم حسن. جواد كاظم ( علي مالية ). عبد المنعم الأعسم. حميد قاسم. احمد المهنا. عدنان حسين. قاسم زيدان. رائد فهمي. حسان عاكف.. ومئات آخرون.. فماذا عساني انتظر إن أفعل سوى أن أفعل مثلهم؟ وان اتلمس خطاهم..
ولست نادما، لان بغداد تستحق أن نعود اليها وان نتنفس عبقها، وأن نساهم في فك حصار الفكر السلفي المتخلف عنها. المتنبي الخالد يقتل وهو في طريق عودته إلى بغداد. وبقيت قصائده شوكة في عيون قاتله. لست نادما أن أعود لأعمل في إعلام « الزراعة» متقاضيا مرتبا لا يتجاوز خمسمائة يورو شهريا بينما مرتبي في باريس كان يتجاوز هذا المبلغ بعشرة اضعاف ! لست نادما أن أقبل منصب مدير العلاقات والاعلام في دائرة السينما والمسرح خلال فترة إفلاس الدائرة ! ولست نادما أن استمر في عملي هذا رغم انقطاع مرتبي منذ ستة أشهر! وعدم حصولي على أية مكافأة مالية طيلة وجودي في المنصب.. ولست نادما أن أترك المنصب في أي لحظة يرتئيها المسؤول صاحب القرار ..لاني أؤمن إيمانا قاطعا بأن كرسي الوظيفة هو كرسي حلاق يتناوب عليه الناس بالجلوس. ولو بقيت لغيري ما وصلت لي.
لست نادما أن أقول للمسيء اسأت! ولست نادما أن ارفع القبعة واحني رأسا لكل فاعل خير. لست نادما أن أكره الحروب بمختلف أشكالها وألوانها وان أحب السلام. لست نادما أن أحب الجميع دون النظر لدين أو عرق أو عشيرة.
لست نادما على مساندتي التغيير وما زلت! لأنه كان يمكن ان يكون النافذة التي نطل منها على عراق ملون غارق بالمحبة. لست نادما أن ابقى هنا في هذه الفوضى المربكة والمرتبكة . لست نادما أن أجعل من العراق صورة وردية لاصدقائي في المنافي.. إذ رغم سحب الدخان هنا وهناك وعواصف الغبار إلا أني هكذا أراه.
لست نادما أن أكون جليسا على رصيف مقهى «رضا علوان « رغم مفخخاتهم!
واخيرا لست نادما ان لا أترك العراق لا في صيفه اللاهب ولا في شتائه الغارق في الوحل .. فهو الوحيد الذي يستحق أن نبقى معه إلى الابد.



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح الوطني في بغداد يحتضن - اهلنا - ونصير شمة
- عيد العمال العالمي 2015 في بغداد
- العقول النظيفة
- سيلفي مسرحية تعري الفساد والمفسدين
- الفنان خليل شوقي غادر ولم يرحل!
- العيد ال81 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي حظي بحضور رسمي وجماه ...
- العروض المجانية.. وداعا !
- من ينصف هؤلاء الشباب الراقصين؟
- قصعة* الوطن الواحد
- نقطة مضيئة في تاريخ السينما العراقية
- الهجرة الى اسرائيل مجددا!
- -سر القوارير- نقطة مضيئة في تاريخ السينما العراقية
- سر قوارير السينما العراقية !
- الشيوعيون العراقيون يستذكرون مآثر شهدائهم
- بغداد منزوعة السلاح!
- حقبة البعث السوداء في العراق
- جمعية -الثقافة للجميع- البغدادية تستضيف وتكرم الفنان قاسم زي ...
- -عيد الجيران- العراقي
- - عيد الجيران - العراقي
- فعالية أيام السينما العراقية في بغداد


المزيد.....




- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...
- جامعة كولومبيا الأمريكية تشرع في فصل الطلاب المشاركين في الا ...
- القيادة المركزية الأمريكية تنشر الصور الأولى للرصيف البحري ق ...
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 64 مقذوفا خلال 24 ساعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - لست نادما!