مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 10:03
المحور:
الادب والفن
كم كانت الاحرف ثقيله وهى تقوم برصها على تلك الاله الثقيلة ..منذ زمن اعتادت يدها الصغيرة على رفع الثقل ودفعة من اليمين الى اليسار ..صار رص الاحرف امامها هواية وعمل تتباهى به بين رفيقاتها ....تعود لهن قبل الغروب فلا تتحدث سوى عن تلك الاحرف ...يومها لم تقصد ان تبادله الابتسام مال على مكتبها احتضنت التها بكلتا يديها ....قال لها اسما لاتدرى اكان يمزح معها ام جاد فى كلماته من هى مارجريت ميتشل التى تذكره بها ....فى الغروب التالى وقبل ان تنصرف كعادتها اقترب منها ثانية وضع الكتاب بغلافة الجديد برفق على مكتبها ثم انصرف ........فى ذلك المساء التهمتها عيناها التى اعتادت الرؤية فى الظلام ...
انتظرت قدومه ولكن مرت بها ايام طوال لم يقترب من مكتبها ..عادت لصمتها ترص الاحرف على ألتها ....هل اعجبتك ؟
جفلت نظرت مباشرة الى عينية دون ان تقصد ....نسيت كل ما تعلمته عن خفض الاعين بالخارج ..تذكرت غضبت من نفسها ..ماذا يقول عنها الان ...كانت عيناها قوية ...هذا ما استمر فى قوله ...خبئته لديها يوم ان اغلقت الابواب فى وجهه ....فى صندرتها القديمة مكث اياما طويلة ...كانت الاصوات لا تختفى تاتى اليه مساءا من بعيد تلف ذراعيها حول كتفيه ...يهدأ قليلا..
تركض الاصوات فى كل الاتجاهات يغمض عينيه تدفئة وتضع يدها على اذنيه حتى لا يسمع اصواتهم وهى تقترب منهم ...تندفع الاقدام ذات الاحذية المدبيية فى كل مكان تنتزعه من بين يديها وتنتزعها من بين يديه تلقى بها وسط ظلام يحاوط عيناها وهى تسمع اصوات الصرخات القادمة اليها وتلتقط اذنيها انات ألمه تجتز على اسنانها غضبا تعلو الشمس وتنخفض وهى لاتزال تقف حيث تركوها على قارعة الطريق تنتظر قدومة لاتهتم كم مرت عليها شمس هى تعلم انه هناك فى مكان ما ...........................
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟