أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - لا تلمه فهو مسير لا مخير















المزيد.....

لا تلمه فهو مسير لا مخير


محمد الشريف قاسي

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 14:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إني ولدت في مجتمع وبيئة شرقية اسلامية مالكية صوفية وغذتني وربتني وكبرتني والدتي على حليبها ومعتقدها معا ولم اختر شيئا من هذا ولا ذاك فكبرت واصبحت مسلما مالكيا صوفيا كما هي أمي فما ذنبي في هذا أو ذاك؟ إني أبصرت طريقا أمامي فمشيت وقيل لي أنه الطريق المستقيم الوحيد وعليك بالسير فيه شئت أم أبيت، لا تسألني كيف ولماذا وما الهدف؟ ما دام الطريق الوحيد والحزب والوحيد والدين والوحيد والمذهب الوحيد والحاكم الوحيد والرأي الوحيد واللون الوحيد وهو لون أسود والموجود الوحيد في قريتنا. فتربيت ونشأت وكبرت وأحيا وأموت وأدفن على حب اللون الواحد والراي الواحد والدين والمذهب الواحد كما أنني أكره وأمقت كل ألوان قوس قزح وكل الأديان والمذاهب والافكار والفلسفات والانظمة والعادات والطقوس والاجناس والالسن والقبائل والشعوب، هكذا هو أنا وأنت وهو فلماذا تلمني وتلمه؟ هل نحن اخترنا ما نحن عليه؟ لماذا تريد ممن خلق في النيبال أن يكون غير بوذي وممن خلق في غرداية أن يكون غير إباضي وممن خلق في النجف أن يكون غير شيعي وممن خلق في نجد غير وهابي؟ هل نحن اخترنا الدين؟ لا . هل نحن اخترنا المذهب ؟ لا. هل نحن اخترنا لون بشرتنا ووالدينا وموطن ولادتنا ؟ طبعا لا. فالسؤال لماذا إذن تلمني على شيء لم اختره؟ إذن دعوا الخلق للخالق وما لقيصر لقصير كما يقال. أنا ( وأنت وهو) لم أختر الكثير مما أنا عليه وفيه، فقبل الاختيار يكون العرض عرض السلعة أو المنهج والمعتقد وقبل العرض لابد من حسن العرض ومن العارض وكيف ثم يأتي الاختيار وبأي منظار نختار؟ لابد من توفر شروط الاختيار والتمييز ليكون اختيارنا صحيحا ومؤسسا علميا وفق المنهج العلمي، وحتى المنهج العلمي هو نسبي والنسبي لا يمكنه ادعاء الحقيقة فما بالك بالحقيقة المطلقة. فلاختيار واصطفاء دين ما ومذهب ما وفكرة ما لابد من التعرف على السوق والمعرض وللعرض شروط معروفة في الماركوتينغ وهذا غير متوفر في كثير من البلدان. وإلا ما تفسير وجود عالم ودكتور في النووي يعبد الفأر في الهند؟ التفسير الوحيد هو أنه استعمل عقله وفكره في النووي وقلد واغلق عقله في أمر التدين والمعتقدات وتابع ما هو موجود وسائد وتربي عليه وشربه مع حليب أمه في تنشئته الأولى.
ثانيا في ميدان المقارنة بين الامم ومعتقداتها نقول هل نحن من اختار الدين الذي نحن عليه أم أننا وجدنا في بيئة ومحيط يعتقد ويعتنق دينا ما فأخذنا هذا المعتقد عن طريق الوراثة والتربية والعادة. وإذا كانت الاديان والاوطان والوالدين والبشرة واللغة لم نخترها بإرادتنا فلماذا نلوم غيرنا على اعتناق واعتقاد ما لم يختاروه؟ فهل البوذي هو اختار البوذية والمحمدي والعيساوي والموساوي وغيره أم اعتنق ما تربى عليه بالعادة والوراثة؟ فلماذا نلوم العيساوي على عيساويته والبوذي على بوذيته والمحمدي على محمديته؟ وما نقوله في ميدان الاديان نقوله في ميدان المذاهب داخل الاديان. هذا الذي يجعل حرب المذاهب والاديان حرب عبثية غير معقولة ولا انسانية ولا ايجابية. بل بالعكس تصبح مع الوقت حرب ضد الدين كدين من أساسه مهما كان هذا الدين. وإذا كان لهذه الاديان والمذاهب التدميرية آلهة مختلفة فلماذا لا تتقاتل هذه الآلهة فيما بينها وتترك البشر يتعايشون كإخوة متعاونين؟ وإذا كان كل دين من هذه الاديان يدعي أنه الناطق الرسمي الوحيد والوحيد فقط بسم إله السماء وأن كل الاديان الاخرى مزيفة ومزورة فهل يصعب على إله السماء أن يفك النزاع بطريقته؟ وهذه المذاهب المتعددة والمختلفة فيما بينها في الدين الواحد كيف نعرف الممثل الحقيقي منها لهذا الدين أو ذاك؟ ولماذا على اتباع هذه الديانات والمذاهب أن لا يتفقوا ويعملوا على القواسم المشتركة وما أكثرها ويركزون دائما وأبدا على المختلف فيه بنية إدامة النزاع والشقاق والاختلاف والقتال؟ وإذا كانت هذه الاديان والمذاهب من مصدر واحد وهو إله السماء الذي ارسل الرسل والانبياء والاولياء لتزكية النفوس وصقلها وتهذيبها فلماذا يركز أتباعها على استغلالها في التوسع واتهام الاخر ومحاولة اجتثاثه بدل التعايش معه بالحوار وتغليب روح المنفعة والمصلحة العامة على الخاصة؟ لماذا لا يركزون اهتماماتهم على النفع البشري وخدمة الصالح العام وتزكية وتربية وتصفية ارواحهم وقلوبهم من الحقد والكراهية والانتقام ورغم أن هذه الامراض النفسية والروحية دوائها في الدين والروحانيات؟ لماذا لا نهتم بالتصوف والعرفان والزهد في الدنيا وزينتها ونركز كل الاهتمام بالكراسي والسلطة والتكالب على الدنيا فيما فيها؟ أم أن الداء عند صاحب الدواء (القرآن شفاء للناس)؟ فإذا كان الطبيب مريضا ماذا نفعل بالمريض؟ قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) فإذا لم يشفى من أحقادهم وظلمهم وحقدهم وكراهيتهم ومن كل أمراض أنفسهم وأرواحهم المؤمنون فماذا نفعل لغيرهم؟ كمن يدعي الطب وهو معلول، أم أن المؤمنون يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ؟ أم أنهم يحملون أسفارا ويرددون أفعالا وأقوالا بلا تدبر وتبني حقيقي وذو معنى لها كالحمار يحمل اسفارا، بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين؟
إن القليل القليل من اختار معتقدا على علم وبحث ودراية بعد مقارنة وتجرد من ذاتيته.
القليل من بدل دينه أو مذهبه العقدي والفكري بسبب البحث والمقارنة.
فاختيار أي معتقد أو دين ومذهب يكون بعد الاجراءات التالية:
الخطوة الاولى: دراسة كل دين على حدى من مصادره الخاصة به (الكتاب المقدس) لا من مصادر مخالفيه وأعدائه.
الخطوة الثانية: إجراء مقارنة بين المعتقدات بكل تجرد وعقلانية وحيادية.
الخطوة الثالثة : معرفة أراء وانتقادات المخالفين لهذا المعتقد، بمعنى دراسة السلبيات والايجابيات وتحديد الردود عليها.
الخطوة الرابعة: اختيار ما يراه مناسبا من معتقدات وبالتالي يكون هذا الاختيار قريبا من الحقيقة. ورغم ذلك يجب أن يعتقد بحكم الرواسب الفكرية والفطرية أنه لم يكن حياديا ومتجردا مئة بالمئة كما هو معروف علميا فتبقى دائما نسبة الخطأ قائمة.
الخطوة الخامسة: اعتقاد أن الناس أحرارا حتى في اعتقاد واعتناق حتى ما هو خطأ بسبب الجهل وعدم البحث والتحقيق والتدقيق. كما أن العلوم الانسانية ومنها المعتقدات علم نسبي وليس حقيقي تجريبي مثل الرياضيات والكيمياء. فالإيمان والإلحاد علوم عقلية فلسفية وليست مادية طبيعية خاضعة للتجربة. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. ولوشاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم. وأن الهدف من الخلق والايجاد هو المعرفة (معرفة الآخر المختلف) والتعريف ثم التعرف ثم التعارف ثم الاعتراف بدل التنكر والانكار مع الاصرار بدليل (إنا جعلناكم شعوبا وقبائل يتعارفوا) لا لتناكروا وتقاطعوا وتقاتلوا وتناطحوا كغير العقلاء من الأنعام. ولاكن تبقى دائما الأغلبية والعامة تائهة ضالة للطريق أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا.



#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعدام مرسي جريمة أخرى
- الخروج على ولاة الأمور كفر وردة
- الموت السريري بين قفص الفقه وسجن القانون
- أوباما رضي الله عنه وأرضاه
- كامب ديفيد الثالثة الأخرى (مخيم عمي دافيد)
- الطيار المغربي كان في المكان الخطأ
- الجماعات الارهابية بين الأيدولوجيا والتكتيك
- بين البخاري الفارسي وابن رشد الأمازيغي
- الدولة السعودية العظمى والدور الاقليمي الواجب الاعتراف به
- المملكة العربية السعودية العظمى يجب الاعتراف بها كقوة اقليمي ...
- نفاق الإعلام العربي (العبري)
- الوهابية ...خطر على العالم أجمع
- الشيعة والتشيع
- الإرهاب الفكري في وسائل الإعلام والمنتديات التي يشرف عليها ا ...
- إسلام بحيري ومحاكم التفتيش المصرية
- المسلمون والعرب يمرون بمرحلة الاقتتال والحروب الطائفية والمذ ...
- الحمد لله لقد اتفق العرب مؤخرا
- حلف الدفاع العربي المشترك
- الجزائر ضد العدوان على اليمن الشقيق
- غزوة اليمن


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - لا تلمه فهو مسير لا مخير