سعيدة عفيف
الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 04:24
المحور:
الادب والفن
تلك المرأةُ هناكَ،
في الزّاوِية المعتمة،
على الكرسي المتآكل
والمائدة المهترئة..
تمسك بالكأس،
ومرمدةٌ ودخان سجائر من حولها
تحجب دوائره الرفيِقَ
الجالِس أمامها
بوجه كالح تعلوه تجاعيد
وندوب وبؤس..
///
يا لقلب أمها
تلك المرأة،
تفتح ألبوم صورها
ونحو الجليس ترفع رأسها
ترمقه بحسرة النظرة
ثم تتذكر
تشرد
تتجهم
تَشرق بالدمع،
تنتحب
تتأوه
وتفرغ الكأس..
///
في العشرين،
كانت جميلة
جذلانة
ريانة
وردة يانعة تأبى الذبول
عرفت معه كل المتاعب
وكل الخطايا
وكيف تولد الرزايا
وكل المصائب
كيف تحول النضارة
وتختفي البشارة
وتموت العبارة
وكيف يشيب الرأس..
///
المرأة
الجميلة المليحة التي كانت
تشمخ بكبرياء
وبتنهيدة واحدة
تكفكف
من مقلتين ذائبتين
دمعتين
ثم تعب كأسها
وتبحث عن سيجارة..
في الزاوية المعتمة هناك..
فوق الكرسي المتآكل،
على المائدة المهترئة..
بينما الرفيق المتهالك،
يحني رأسه
ويلوك الكلام بيأس...
#سعيدة_عفيف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟