سعيدة عفيف
الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 26 - 14:19
المحور:
الادب والفن
سيدتي،
لمن يشرق الحزن في عينيك،
ويقطر الندى..
من وجنتيك كل صباح؟؟
ولمن تفتر شفتاك عن ابتسامة مكتومة
تسقي نبتة الأسى اليانعة بالأعماق،
وتشيّع الأسارير لاقتفاء الأمل
بسحر الوشوشات وهمس القبل..
وغبطة الملكات ..
أيا امرأة موشحة بألوان الطيف،
بالبسيط الداكن الموشّى
بقلق الطبيعة
واكتناز اللحظة..،
وتيه الوقت
وقشعريرة الرغبات..
ها يتوقف الوجود حائراً،
يمتثل بين يديك،
ويلامس خفايا الفتنة فيك
فيرتسم على
نظرتك الساهمة..
وسحرك الأزلي
وسر القلق المطرز بالوجوم
عسى يحرر الثنايا
من بلاغة السديم
ومن مكر المواجع الرابضة خلف المقلتين..
أيها الكون!
يا من تشع طوعا
بالفرح والحزن وما بينهما،
اِهتف لناموسك الهادئ
بالسر
بالشوق
وبالبشارة
بما يقاسيه الوجه الوضيء..
في العتمات ..
وبمَن جعل السماء تمطر قسرا
تشف بالهمهمات وبالصهيل
تشمت بتفاهة الأحزان
وبصراخنا المزعج الممضّ
وبإبادتنا
لغصن الزيتون ورفيف الحمام
لفُلّكَ وزهرك الأعطر
وبأننا، في النفس الأخير،
خبا منا البريق
وأضعنا الطريق
ويا سيدتي،
لعلك في عليائك تضحكين
من فوضانا..
ومن الزمن الهارب منّا
فجودي بابتسامة غراء
تبعث الدفء جهارا
بأحشاء الكون الموحش البارد
وارعَيْ جمالا
هَدْهِديه بين ذراعيك
صنوا مقيما أبد الدهر
في عينيك..
سعيدة عفيف
مراكش
#سعيدة_عفيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟