أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - أنتم تغلقون المصانع ونحن نستورد البضائع ..!














المزيد.....

أنتم تغلقون المصانع ونحن نستورد البضائع ..!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنتم تغلقون المصانع ونحن نستورد البضائع ..!
اذا كان لكل نظام مرعلى العراق سماته المتعلقة بظروف تشكيله وتداعياته ، فأن (النظام الحالي) ينفرد بمجموعة متداخلة من السمات لاتمت تفاصيلها ومسارات تشكيلها بصلات لكل ماسبقها على مدى تأريخ العراق الحديث ، أنتجت ومازالت فوضى غير مسبوقة في بلد كان ينتظر اعادة بناء للانسان والمؤسسات،بعد نصف قرن من الصراعات السياسية والحروب العبثية التي كلفت الشعب خسائر جسيمة على جميع المستويات .
من بين تلك السمات البارزة لمرحلة مابعد الدكتاتورية هي ( الشلل شبه التام للصناعة الوطنية ) ، وقد جرت (ادامته) بطرق واساليب مختلفة ، بدت في بعضها مخطط لها بعناية وأتت البقية كتحصيل حاصل،من خلال ترابط الانشطة السياسية والاقتصادية كمنظومة تتبادل التأثير بين أطرافها، فقد جرى (تعطيل) مشاريع الطاقة الكهربائية ،العصب الرئيسي لاعادة تأهيل المصانع الوطنية ، وتم اغراق السوق بالبضائع المستوردة من اسوء المناشئ، دون رقابة ولاسيطرة نوعية ولاتعرفة كمركية ، لتكون المقارنة بينها وبين المنتوج العراقي هو سعرها المتدني، وهو قياس ظالم بكل المقاييس، وتأثيراته مدمرة على منظومة العمل العراقية،وعلى الاقتصاد العراقي في نهاية المطاف .
لقد جرى تأهيل بعض المصانع العراقية باعتماد خطط وبرامج فردية ، كأن الوزارات العراقية المعنية بهذه الخطط تعمل في بلدان متعددة وليس في بلد واحد ، وقد رافق ذلك برامج ايفادات خارجية لبلدان متعددة ، هي الاخرى لم تنسق فيها تلك الوزارات مع بعضها لتعميم الفائدة ، اضافة الى انها كانت في الغالب الاعم من حصص المسؤولين الكبار وبطاناتهم ، وهؤلاء بالنتيجة ليس لهم علاقة مباشرة مع مكائن الانتاج التي يقف عليها العمال الذين حرموا من تلك الايفادات الخاضعة للمحسوبية والعلاقات الشخصية على حساب مصلحة العمل، وقد (تمتع) بتلك الايفادات البعض ممن روجوا معاملات تقاعدهم بعد انتهاء مدة الايفاد ، وهو مثال واحد على طبيعة تلك الايفادات، ناهيك عن المبالغ الهائلة التي صرفت على تلك الانشطة ولم تستثمر نتائجها في التشغيل المنتج والمفيد لتلك المصانع التي شملتها برامج اعادة التأهيل الفاشلة .
من بين المصانع التي تم تأهيلها من قبل وزارة الصحة في العام 2010 (مصنع المحاقن الطبية النبيذة في بابل) ، ليتم اغلاقه في العام 2013, وقد صرحت الدكتورة مدير عام دائرة الامور الفنية في الوزارة يوم أمس (لا يمكن السماح للمعمل بالانتاج الا بعد تطبيق شروط التصنيع الخاصة بالمستلزمات الطبية)! ، فيما قال المتحدث باسم الوزارة أحمد الرديني (أن معمل الحقن الطبية في محافظة بابل أغلق منذ عامين بسبب كثرة الشكاوى وعدم استيفائه الشروط الصحية)!، ولم يوضح اي منهما دور وزارة الصحة ولا أجراءاتها لمعالجة الخلل في ( شروط التصنيع والشروط الصحية ) طوال العامين الماضيين لاعادة المصنع الى وضعه الطبيعي ، خاصة والوزارة كانت انفقت المليارات على تأهيله ، وهو ليس مصنعاً للقطاع الخاص تغلقه الوزارة وتنتظر من المالكين اكمال نواقصه للسماح لهم باعادة افتتاحه من جديد .
أن هذا المصنع هوالوحيد لانتاج المحاقن الطبية في العراق، وقد كان يسد الحاجة الفعلية للبلاد قبل حصار التسعينات وبعده ، ولم يغلق يوماً للاسباب التي اوردتها وزارة الصحة ، رغم الظروف الصعبة في توفير قطع الغيار والمواد الاولية التي يعتمد عليها الانتاج ، فكيف يغلق الآن مع كل الامكانات المتوفرة له وللوزارة في توفير حاجاته ؟ وعلى ماذا صرفت المليارات اذا لم تكن على ( شروط التصنيع والشروط الصحية )! ، وكيف كان يعمل خلال السنتين اللاحقتين لتأهيله قبل اغلاقه ؟!.
هذه الاسئلة وغيرها الكثير التي يعرفها أصحاب الشأن ، مطلوب من وزارة الصحة العراقية ومن الجهات المسؤولة الاخرى، الاجابة عليها ومحاسبة المقصرين فيها كماينبغي، والعمل على اعادة افتتاح هذا المصنع ، قبل أن يضاف ملف غلقه (المشبوه) الى ملفات أخرى ، تنشط فيها جهات معروفة تحولت الى (مافيات ) تعمل تحت شعار ( أنتم تغلقون المصانع ونحن نستوردالبضائع )، ليكون المتضرر الاكبر هو المواطن العراقي ، المحاصر بالبطالة وارتفاع الاسعاروالتدهور الامني وضعف الخدمات ، وهي جميعها مخرجات طبيعية للصرعات الطائفية والسياسية العقيمة التي أنتجت الفساد العام وأعتمدته وسيلةً للبقاء .
علي فهد ياسين




#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق الحرائق العراقية
- متى يفصح النواب عن ذممهم المالية ؟
- استيراد مسؤولين ..!!
- محاصصة القتل في بغداد ..!
- الأول من آيار عيد العمال أم يوم العمال والعاطلين عن العمل ؟
- انجاز جديد لمجلس النواب العراقي ..!
- احنه صف الأول أحسن الصفوف ..!!
- تعيينات الوزير
- أحترمك .. لكنني لا أثق بك ..!!
- وأخيراً .. ثبت أن الأمين العام لم يكن أميناً ..!
- الدماء غالية والكلام رخيص ..!!
- أطباء في العراق ..( اذا ماصرت زين ارجعلي ) ..!!
- الأمانة لاتحتاج الى صراع ..!
- مدنهم نظيفة لأنهم يشترون ال ( زبالة ) .. !
- مسلسل قراءة القوانين في مجلس النواب ..!
- قرار الوزارة
- تأجير المدارس .. تأجير الضمائر ..!!
- اغلاق الملفات
- خطورة ( اللعب ) الاعلامي
- يوم الموازنة عطلة رسمية ..!!


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - أنتم تغلقون المصانع ونحن نستورد البضائع ..!