أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - متى تعودين يا عشتروت ؟














المزيد.....

متى تعودين يا عشتروت ؟


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4807 - 2015 / 5 / 15 - 14:45
المحور: الادب والفن
    


إهداء : إلى الصديق العزيز سعيد إندى


ماضية هذه الأرض نحو النهاية
ماض هذا الوطن نحو الأفول، نحو البداية
الدماء الجارية في الجسد، أهرقت بما فيه الكفاية
نعيق الغربان، وأجراس الموت زفرت بالضربة القاضية
الوحش الذي يسكن في السماء كالظلال
الوحش الذي يسكن في النص، في الأرض على التلال
قتلني، قتل الإنسان
مص كل الدماء
التهم كل القربان
أشعل كل النيران
حرق الزرع، دمر البيوت، حطم الأوطان ..
يا للمصيبة حتى الحيوان، حتى الحيوان
متى كان الوحش
متى كانت عقيدة القتل تميز بين الحيوان والإنسان ؟
****
عشروت يا ذرة الحياة، يا شظايا الممات
أهرقوا دمك، وأنت تصلين للجسد، للقبل، للعناق
حطموا محرابك وغرسوا رايات سوداء
ترفرف بالشؤم، بالعدم، بالحزن والضياع
كبلوا جسدك وأفرغوا فيه زخات الرصاص
عشتروت يا ذرة الحياة
يا شظايا الممات
حولوا صلاتك إلى طقوس مقيتة ترتدي
المكر والنفاق
****
عشتروت
الغائبة في سماء وطني
المنتفية في أرض وطني
المدفونة بدون مراسيم ولا طقوس
في تربة وطني
أنت النساء الحوامل اللواتي يمتن في بوادي
وطني
أنت أطفال شوارع وطني
أنت ضحية سنوات الرصاص في وطني
أنت من رفضت الدستور الممنوح في وطني
وقلت لا وخرجت للتظاهر في وطني
أنت حلم الأنوار والنهضة في وطني
أنت صوت العقل والجسد والجنس والحب في وطني
أنت العلم والعلمانية في وطني
أنت صوت الشعب الحي في وطني
أقيموا الحداد في وطني
حتى تعود عشتروت ويعود وطني
ونقتل الديكتاتورية والواحدية
في سمائي في أرضي
في وطني
وتموت خفافيش الظلام، بنو صهيون ودواعش وطني
أقتلوا صوت البدوي
الذي زرع الذعر
والخوف في وطني
عشتروت سوف تعود إلى وطني
****
قتلك وأنت في المحراب
كنت رسولة الحب والحنان
البدوي اليهودي الذي كبر على ضفاف النيل، على ضفاف الانتقام
الساحر الكاذب
الحقود المفتري
المتشبع بأخلاق العبيد
الذي أزال حشفة قضيبه بلا رحمة
فأرسلها قربانا للوضاعة والانحطاط
إلى مصاص الدماء
الواحد الأحد
قتلك، وعدت خراب..ا
****
في الحجاز، في المغرب
في سوريا، في مصر ...
في كل الوطن
مضت قرون
ولم نتنفس عبير عشتروت
ومات بشر بألوف الألوف
بالرماح، بالسيوف
بأسلحة الأمريكان، بمدافع الروس
باسم الله الذي يلعلع بالرعود
تسقط أجساد، وتهرق دماء، وتقطع الرؤوس
لم تنبت شجرة
بنيت مساجد ومقابر وأضرحة وقصور
تغني للمنتصرين
لأشباح الموت
للقاتلين
للسفاحين
للمرضى
لليائسين
****
متى تعود عشتروت
وتغني أنشودة الأرض
وتقتل السماء بآلهتها
المعششة في عقولنا الخرساء ؟؟
متى ينتصر الحب
على الحقد والقتل ؟؟
متى ينتصر الجسد
على وهم الروح والنفس ؟؟
متى تنتصر الحياة على الموت ؟
متى تتلاشى آلهة الأرض ؟؟؟
تولد الجماعة ويولد الفرد
متى يولد الإبداع والفن ؟؟
ونتجاوز الماضي ونتطلع إلى المستقبل ؟؟
متى متى ؟؟
في انتظار عودة عشتروت
مع أسراب الطيور المهاجرة
في عز الربيع
بين الرياحين
والأزهار والحقول .

عبد الله عنتار/ الجمعة 15 مايو/ آيار 2015 / المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منزلنا الريفي (82)
- أنت أنا وأنا أنت
- تحت الصفر
- هوامات الحضيض
- أظمأ إلى وردة
- بارقة ضوء
- منزلنا الريفي (81)
- تغازوت*
- صلاة في حضرة الغروب
- في انتظار الخلاص
- الرماد
- رأيتك عارية
- أزهار قريتي
- حواء
- هو الشحرور
- أجرؤ على النظر هناك
- في البراري
- منزلنا الريفي (80)
- شظايا ومواخير
- منزلنا الريفي (79)


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - متى تعودين يا عشتروت ؟