عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 4774 - 2015 / 4 / 11 - 18:32
المحور:
الادب والفن
في انتظار الخلاص
كالقروي الذي ينتظر الغيث
كالطفل الذي يلهو بالرمل
ويداعب الموج
ويكتنفه الخوف
هذا هو أنا
أرتدي لباس المنتظر
حتى يحل في جوفي ريح يسوع
وأعانق الغيم
بعيدا عن مستنقع
النجاسة
هذا الذي وجدت فيه
لا أريد شكورا
أريد الرحيل
على جبيني
حب الأرض الذي لا يموت
***
مات التلميذ
البارحة قتلوه
مات المستقبل
في العشية دفنوه
اليوم ! لم أر تلميذ..ا
رأيت مسخ..ا
رأيت مردوخ..ا
تقيأته آلهات بابل
يكاد سرواله أن يسقط
رأسه مرفوع
وجهه منصوب
جهله مجرور
مات العلم في ناصية الإعلام المأجور
في النزعة الحقوقية التي لا تعلم الواجب
بل تعلم الوعي غير المسؤول
يصرخ التلميذ بكلمات متلعثمة
لا محل لها من الإعراب :
(حقي، حقي...)
كلمات متسيبة
كالمؤسسات التعليمية في بلادي
أقول : ((ما هو حقك ؟))
يصرخ مردوخ :
(حقي أن أجيء إلى المدرسة
بنصف سروال
بدون دفتر
بدون محفظة
وأصرخ)
هههههه
أقول : (اسمع يا ولدي
الغابة التي جوارنا، أخشى ألا تعيش فيها
إذا واصلت الصراخ)
****
الشمس راحت في المغيب
متلعثمة
تزفر بالنواح
في عينيها وطن مجروح
بكادحيه مبتور
كالأم الثكلى
التي رمت شبابها ذات يوم
في بالوعة البحر
ها هي ترميهم الآن في الجهل المقدس
لا لغة
لا أخلاق
تطرف
لا تواصل
لا كلمات
غير وجه عاهر
يلعثم حشرجات
ملؤها النعيق والنهيق
وا أسفاه نهيق في المدرسة
وا أسفاه جهل مقدس
وا أسفاه كلاخ مبين
في المدرسة
التي صارت كالأم الناحبة
التي جرف أولادها
واد الجهل
أمست ثكلى
تلطم خدودها حتى شارفت
الموت
واد هائم
جرف الحصى والدموع
والأحلام والمستقبل
لا شفاعة للنحيب
لا شفاعة للأسى
ماتت الأم في زخم
الماكياج
والسروال الواشك على الانحدار
ماتت الأم، الأموال هربت هربت
سرا إلى بنوك سويسرا
السقوط
السقوط
في عهر العار
عبد الله عنتار / 12 فبراير 2015 / المغرب
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟