تغازوت*

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 4774 - 2015 / 4 / 11 - 20:23
المحور: الادب والفن
    

ها هو البحر أمامي
ها هم السياح خلفي
الصمت ورائي
العباب جواري
النوارس في سمائي
تطلق صفيرا
يزعق في كياني
كرجة الموت التي اعترت أوصالي
كشهقة الحياة التي عمرت آفاقي
أيها البحر
أيها الخلود
اهمس لي
لعلي أبقى
لعلي أموت
لأولد من جديد
****
فوق الصخرة الحزينة
جلست هناك
أداعب أحزاني السخينة
تجلس جواري إيمان
أختي
صغيرتي
تسألني
تهدني
أرى أسئلتها
غضة
تقاوم الزمان
يمضي ساهما
يعضني
بإخفاقاتي
كنوارس كئيبة
تتحيز فوق صخور
متبلة بالدموع والأمواج
****
يخضني البحر
ويقذفني
ويلفني
ويضمني
فيحولني إلى رماد
لعلي أنبت كشجرة الأركانة
الواقفة
كالمحتضر
الذي ينتظر زعقة الموت
****
الشمس في السماء
في القلب
في الحزن
في الآلام
في الجسد
في الموج
في البكاء
في رعشة الروح
في الأرض
في الرماد
في الشجر
في الورق
في الأحزان
في الصخر
في الجبل
تخترق الأشجار
في النهر
في الدمع
في المــــــاء
****
الحزن ملأ جوفي
والفرح عمر كوني
والصمت ساد عمري
متى أتكلم
لأنتشي وأفرح
وأغني وأحزن
لأصل إلى الوجد
هناك الروح ترقص
وتثمل وتقول وداعا
أيها الأمل
عش في الحياة كما هي
كأنها الأمل
فالأمل مات
في انتظار الأمل !!
****
على قارعة البحر
سرطان مقتول
معدوم
مقذوف
مفصول
وسط جماعة النمل
محشور
مأخوذ
في سديم الكون
معدوم
كجنازة ميت
أخذته الجموع
هناك ينتفي
في اللاوجود
****
تغازوت يا صمتي الموحش
يا رجة الأمواج
يا حفيف الريح
يا أشعة الشمس
أيها الغصن المورق
يا قلبي النابض
يا حلمي المتجدد
يا رقصة الطفل الواقف
****
على صفحة الرمل
قلب مكسور
متبل بالدموع
يرقص كذيك مذبوح
ينشد اللعنة والحزن المسبوك
------------------
* تغازوت : قرية سياحية تقع شمال مدينة أغادير، وتتوفر على شاطئ جميل .
عبد الله عنتار / تغازوت شمال أغادير / 29 يناير 2014

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل