ذكرى النكبه: انهزمنا

عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 12:31
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

لم يعد يجديك العواء، أنت ألان في قلب الهزيمه، عليك التوقف عن اجترار الشعارات، كن واقعياً وانظر حولك، أنت في قلب الهزيمه، أنت حمل زائد، ما يحدث في اليرموك عين الحقيقه، الم تعد ترى رياح الهزيمه التي تعصف بارضك المحتلة من نهرها إلى بحرها ؟؟؟ دعك من العواء المجرد من الصدى، ودعك من التلذذ بكونك الضحية، ولا تقنع نفسك بأنك تمسك بالمفتاح وبقايا ذكريات، لقد سرقوا منك ما تبقى لك من ذكريات.

لماذا انهزمت ؟؟؟؟ كيف انهزمت ؟؟؟؟ ومن المسئول عن كونك مهزوم؟؟؟؟ هل انحسم الصراع لصالح دولة العصابات؟؟؟ ومن إلى حسم الصراع وحطم الساري واسقط الشراع؟؟؟ من الذي فرط وعشق المنطقة الرمادية؟؟؟؟ انه أنت.

أنت الذي حولت نكبتك لإيقونة بلا حياة، وأنت من اتخذ من الصمت أسلوب حياة، أنت من صنعت من نفسك جسراً يدوسه الأفاقين والفاسدين والانتهازيين والوصوليين، وأنت من أكلت القطة لسانه وعجزت عن الوقوف في وجه أيدلوجية التفريط والتيئيس ومن ركبوا المخيم وسرقوا لونه القاني.

هل تتذكر؟؟؟ ولكن ما قيمة أن تتذكر؟؟؟ ما قيمة أن تتمسك بما تبقى لك من ذكريات ومخيم؟؟؟ ذكرياتك فقدت لونها والحطة والعقال لتسود الطرابيش والباشاوات الجدد الذين قايضوا ما تبقى لك من ذكريات بالصراف الآلي.

حتى تنتصر عليك أن تعترف انك مهزوم، عليك الخروج من دائرة التضليل الذاتي والالتفاف على واقع الهزيمة بالصراخ والتعامل مع نكبتك بموسميه، وعليك إعادة الاعتبار للفكر والممارسة واكساء الفكرة باللحم حتى يجري الدم في عروقها، وعليك التمسك بالمستحيل واستحضار كل وجع المنكوبين الأوائل في مواجهه الذين يقايضون على حقك الذي تحول لانشوطه تضيق الخناق على رقبتك.

اعترف بالهزيمة وانسج من جديد أحلامك واستعيد الحكاية عيناً تناطح المخرز ومن رفع الأيدي والأرجل معلنا الاعتراف بإسرائيل، وتيقن أن الطريق طويل فقضايا الشعوب تحافظ على ديمومتها بعدم إدارة الظهر للماضي والرهان على الحاضر، وحذار من الرهان على الحاضر.

اعترف انك مهزوم لتخرج من وحل الصمت وطأطأة الرأس لحرامية المرحلة "وقراميط السياسة"، وتذكر أن فكر الهزيمة قد يسود ولكن إلى حين، فكر الهزيمة له تعبيرات على الأرض، وفكر الهزيمة اقتصاد والاقتصاد انعكاس واضح للهزيمة السياسية والعقائدية.

سبعة وستون عاماً ابتلعت اللاجئ الأول الذي ظل واقفاً في وجه كل المؤامرات حتى جاءت النكبة الكبرى قبل عقدين من الزمان لتشوه حكايتك وتقنعك انك حر لتكتشف بعد حين أنهم عملوا على تفريغك من معتقداتك كمقدمه لهزيمتك، ضخوا المليارت وخلقوا جيش من المتطوعين واخترقوا شوارعك لتصل كمقدمه للسطو على ما تبقى لك من ذكريات.

عقدين من الزمان خلقت في داخلك الشيء وضده لتحمل دون أن تدري أو تدري بذور فناءك، ويتجلى فناءك بأبشع صوره بان تكون مع وضد في نفس الوقت، أنت مع التفريط وحق العودة، أنت مع التطبيع وإحياء ذكرى النكبه، أنت مع التفريط وضده، وأنت مع فلسطين من النهر إلى البحر وع الشرعية التي قايضت على نكبتك.

#عطا_مناع (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات