أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - يهودية الدوله والحجه أم علي














المزيد.....

يهودية الدوله والحجه أم علي


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 13:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


بالعامية الفصحى ــ بقلم عطا مناع
من أيام النكبة حتى اليوم ما بتنسي أم علي العذاب والمهانة والذل اللي عاشتوا بعد ما خرجت من البلد، كان عمر أم علي وقتها عشر سنين، وما كانت تفهم شو معنى وطن، لكنها كانت تسمع من الكبار عن مجازر العصابات الصهيونية وجرائم القتل بحق النساء والأطفال والشيوخ .
خرجت أم علي من قريتها مثل مئات الآلاف من اللاجئين، وبتتذكر كيف حالهم كان يصعب على الكافر، وكيف مئات الأطفال ماتوا في عام النكبه، ولا زالت تتذكر أخوها الصغير اللي مات بسبب البرد والجوع، وأم علي بتقول اليوم الحمد لله كان كاس على كل الناس والله يرحم أولاد النكبه ويفضح عرض الانظمه العربيه.
أم علي مثل مثل غيرها عاشت في المخيم وتزوجت وأنجبت أطفال في المخيم، وقصة أم على مع المخيم ووجع المخيم طويله، لكنها تختصر حياتها بكلمتين ... قالوا يا قرد بدي أسخطك،كانت تردد هذه الكلمات وتبتسم وكأنها تحاول الضحك على نفسها وعلى الحضور، وكانت دايماً تنظر في الأفق وتقول الله يرحم أيام البلاد، وكانت لا تحب الحديث عن أيام البلاد لان ذلك يسبب لها الصداع كما كانت تقول.
أم علي عندها هواية متابعة الإخبار، كانت بتحب الراديو وتستمع أحيانا لأذاعه لندن بعد ما غاب صوت العرب، وهذه الهوايه كونت عندها ثقافه ومعرفه بأحوال البلد والسياسه وصارت تميز بين الوطني والدجال وجماعة الجماعه.
كانت أم علي تقول: عشنا أل 48 وعشنا حرب أل 67 والانتفاضات والانقلابات والثوره وحملنا الورد لما أجانا أوسلو ورشينا الرز والورد على الفدائيه وقلنا أجانا الفرج، كانت تردد هذا الكلام وهي تسرق ابتسامه خجوله وكأنها تعبر عن قهرها بعد عشرين سنه من أوسلو ودخول الفدائيه لفلسطين.
ما لك يا سيدي في الطويل، كانت أم علي تسمع الخطابات وتعلق لا يصح إلا الصحيح ويا جماعه حبل الكذب قصير، ولما سمعت أن اليهود بطالبوا بدوله يهوديه ما علقت لكنها انفجرت لما سمعت الكبير بيقول هم أحرار وما إلنا دخل يعلنوا مثل ما بدهم، وأم علي ما زعلت كثير لأنها كانت عارفه أن أوسلو تنازل عن ارض فلسطين في أل 48 وان كل المفاوضات بتركز على أل 67 ومش كلها، وانو الكلام الفارغ اللي يتسمعوا من القيادات عباره عن ابر تخدير، وكانت تقول دايماً قياداتنا صادر مثل المخاتير وكانت تتدارك وتقول لا والله طرابيش بدون رووس.
أم علي مثل غيرها من الناس صادرت تسمع كثير عن مشاريع دولة الاحتلال وبالتحديد عن يهودية الدوله وكانت ما تفهم لما سمعت الخطاب اللي بيقول أن الإعلان على المفاوضات وان هذا قرار عنصري وان شعبنا الفلسطيني مصمم على دوله في أل 67 وأننا سنصمد في وجه دولة الاحتلال والقدس هي العاصمه، كانت أم على تنظر إلى هذه الخطابات كأنها باللغة الصينية وان المتحدث لا يعيش في فلسطين ولا يعرف ما الذي يجري في فلسطين.
كانت أم علي عارفه القصه لأنها كانت تشوف حال الناس وكيف البلد بتمشي على راسها، وكانت تشوف أحوال المساكين في الضفه وغزه، وكانت دايماً تبكي لما تكون لوحدها على الأطفال وكانت تقول ما باليد جيله.
أم علي ما كانت تخاف، وكانت عارفه أن أيامها في الدنيا معدوده، وكانت تقول دايماً أنا مشتاقه للي سبقوني، لكن خساره على البلد اللي صارت كلها طرابيش، طرابيش بتاجر بوجع الناس ودم الناس وكانت تصف من يبيعوا الأرض لليهود بأولاد القحبه اللي باعوا الأرض والعرض وصار الواحد منهم رجل أعمال وصاحب عمارات، وكانت تحكي عن ثورة أل 36 لما كانت ألرصاصه هي العلاج لكل من يبيع الأرض لليهود، ومرات كانت تتمتم بالكلام الغير مفهوم وتشتم شتيمه وسخه وتعود لصمتها.
كان لام علي وعيها الخاص وثقافتها المختلفه، ثقافه عايشتها منذ النكبه ومن بعدها المخيم، ثقافه تقول يعلنوها يهوديه من النهر للبحر، يبنوا المستعمرات مثل ما بدهم، يقتلوا ويذبحوا ويدنسوا الأقصى ويفاضوا مثل ما بدهم وقد ما بدهم ،لكنها كانت فلسطين وستبقى فلسطين، والمستقبل ألنا والمهم ما نفرط، وحتى لو فرط هذا الجيل سيأتي جيل يعرف قيمة الوطن ويسمع حكايات الشهدا جيل لا يعرف المساومه ولا الخجل ولا طأطأة الراس.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسهال إعلامي
- عن جدتي والشتاء وبراءة الذمه
- إلى محمد عبد النبي اللحام: حط في الخرج
- بيان صادر عن الشهيد الحي محمد أبو عكر
- الحرب العالميه على غزه
- المقاومه انتصرت: خلي السلاح صاحي
- في منزل الدكتور عبد الستار قاسم
- المطلوب محكمة جرائم حرب فلسطينيه
- فلسطين : انتفاضه بقرار رئاسي
- عيد بطعم الدم
- فلسطين : جدليه ألمقاومه والسلطه
- إلى حاكم مصر أم الدنيا
- في بيتنا داعش
- نضال أبو عكر: الفولاذ سقيناه
- رأس السلطه يفقد السيطره
- اتتفاضه من طراز جديد
- فلسطين : إضراب الأسرى والانفضاض الجماهيري
- ذكرى النكبه وفن الدجل
- حدث في منتجع الميغا لاند فلسطين
- حرامي عن حرامي بيفرق


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - يهودية الدوله والحجه أم علي