أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - المخيم : جدليه الحيطان والحًنون والعلقم














المزيد.....

المخيم : جدليه الحيطان والحًنون والعلقم


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 25 - 14:53
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


بقلم : عطا مناع

كأنك استسلمت لثقافة الاجترار، تستقوي على واقعك بما تكتنزه حيطان المخيم التي أعياها الانتظار، لحيطان المخيم حكايات ناصعة خربشها احد الفتيان ومضى، ولحيطان المخيم قدره لا تجاريها الأبجدية على استحضار جدليه الوجع والفرح.

لحيطان المخيم ذاكرة تحكي كيف يتحول الفتي إلى زهرة حنون في زمن العلقم، وحيطان المخيم تغضب وتفرح وتلد الصورة من ألصوره، وهي الأصدق على تشييع الفتى ومراكمة زهر الحنون في زمن العلقم.

كأنك عاجز عن قراءة الصورة، وكأن ثقافة العلقم أفقدتك ألقدره على استحضار عبق الحنون، وكأنك نسيت ان الحنون والفتى يسبحون بحمد المخيم والحيطان التي أعياها الانتظار.

لحيطان المخيم وجهه نظر كتبها الفتى بدمه، وفي أزقته تختبئ الحكايات التي لا يقدر على فك رموزها إلا الفتى، والحكايات لا يفك رموزها من فقد البوصلة وأضاع الشراع، حكايات المخيم من لحم ودم ووجع ورثه اللاجئ الأول إلى الفتى الذي اشتد عوده قبل الأوان.

الفتى حفظ الحكاية عن ظهر قلب وتدثر بالشراع ومشى في درب الشوك لنرى زهر الحنون يتفتح في الحيطان حكاية أخرى لمن لم يلد بعد، والفتى الذي لم يلد بعد قادم لا محالة، وللفتى الذي لم يلد بعد ملامح مختلفة استلهمها من الحكايات التي تحرسها حيطان المخيم.

الفتي الذي لم يلد بعد يمسك بالبوصلة ويتقن قيادة الشراع، يمسك زمان المبادرة ويحتقر التشرذم ويفضح التطبيع والماسونيون الجدد الذين يقايضون الدم والحنون والشراع بالحكايات التي تحرسها الحيطان.

قالت لنا الحيطان أن المخيم كر وفر وحنون، وقالت أيضا أن باقات الحنون تحرس المخيم وتهمس في آذان النيام بان الفجر آت ، وان الحتمية تقول أن الكف سينتصر على السيف، وان العين ستواجه المخرز، وتهمس باقات الحنون في الأذان أن البلاد والعباد بخير طالما أن المخيم بخير، وان ضريبة الدم هي غذاء الشراع عندما يكون الطوفان.

بالأمس احتضنت حيطان المخيم الفتى جهاد الجعفري، وجهاد كغيره من أبناء جيله تتلمذ الحكاية بكل تفاصيلها وأبى إلا أن يخلص لها، ويقال أن المستجلبون قرروا أن يعكروا صفوا المخيم، حملوا ما استطاعوا من أسباب الموت وانقضوا عليه ليلاً، لكن المخيم الذي تحرسه الحيطان والحنون خرج لهم وكانت الملحمه.

قالت الحيطان أن المواجهات كانت من نفطة الصفر، وخرج بعض الناس واقسموا أن الحنون شارك في المواجهة، وان أطياف الشهداء خرجت من الحيطان وحلقت في سماء المخيم، وهناك من اقسم أن الشهداء اعتلوا المنازل ورشقوا المستجلبين بالحجاره.

في تلك الليلة فاضت الحيطان بالصور، ظهر الحاخام لفنغر الذي استوطن قبالة المخيم مرتداً على أعقابه، وظهر المستوطنون الذي حاولوا تلويث المخيم بدعم من جيش العصابات وهم يرتدون يهرولون على وقع المواجهة ، وكانت الصورة الأكثر وضوحاً للمرأة التي كانت تتقدم الصفوف ونفتقدها الآن، ظهر الجدار الحديدي الذي حجب المخيم عن العالم وهو ينهار، في تلك الليلة خرجت العشرات من الصور التي تؤكد أن المخيم بخير.

حيطان المخيم تتقن الاختيار، تختار من يتقدم الصفوف، وبالرغم من أن الجميع كانوا في الصفوف الأولى إلا أن الاختيار وقع على جهاد الذي ارتقى لينضم إلى الشهيد علي الجعفري أسطورة الصمود في إضراب سجن نفحه عام 1980 .

الحيطان لا زالت متحفزة، والمشهد على حاله، وآذار على الأبواب حيث الحنون الذي اخذ لونه من دماء الشهداء، والمخيم على موعد مع الحيطان والحنون وحلم ألعوده.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن اللص الفلسطيني الجديد
- داعش خطيئتنا المركبه
- استفتاء دنيا الوطن: وطني الحمار
- أسير فلسطيني وخمسة شهود
- داعش فلسطين طلع -البدر- علينا
- يهودية الدوله والحجه أم علي
- إسهال إعلامي
- عن جدتي والشتاء وبراءة الذمه
- إلى محمد عبد النبي اللحام: حط في الخرج
- بيان صادر عن الشهيد الحي محمد أبو عكر
- الحرب العالميه على غزه
- المقاومه انتصرت: خلي السلاح صاحي
- في منزل الدكتور عبد الستار قاسم
- المطلوب محكمة جرائم حرب فلسطينيه
- فلسطين : انتفاضه بقرار رئاسي
- عيد بطعم الدم
- فلسطين : جدليه ألمقاومه والسلطه
- إلى حاكم مصر أم الدنيا
- في بيتنا داعش
- نضال أبو عكر: الفولاذ سقيناه


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - المخيم : جدليه الحيطان والحًنون والعلقم