عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4790 - 2015 / 4 / 28 - 23:46
المحور:
الادب والفن
• رؤية علميّة لما بعد المعاصرة
رؤية علميّة جديدة لعالم جديد يبحث في حقيقة العقل و دوره في إسعاد البشرية!
في الحقيقة .. ما ورد في هذا الموضوع هو بآلاساس تعليق هام جداً .. جداً, كتبته ليلة أمس كتعقيب على برنامج فكري من خلال (قناة الماس الفضائية) بعنوان (قضايا معاصرة), يهتم بأهمية و دور العقل بحسب الظاهر في تطور الحياة المعاصرة و بناء الحضارة الأنسانية!
و رأيت من الواجب تقديم رؤية علمية موضوعية قد تكون مغايرة و عابرة للمعاصرة و لما هو السائد في عقول المهتمين و المبرمجين لحقيقة (العقل) و دوره ألأساسي في الحياة .. بل الوجود ككل!
و آلموضوع هو تعريف جديد تقريباً للعقل كتبت عنه قبل أكثر من ثلاث عقود يمكن تقديمه للباحثين بعد جهود مضنية كلّفتني سنوات و سنوات من البحث و الدراسة و التأمل, و لعلها كانت مساعدة لجوانب هامة حتى في بحوثي العالية في الفكر و الطب النفسي و الجسدي كما في التكنولوجي إبتداءاً!
و لأهمية الموضوع و خصوصيته العلمية التي تتعدى المعاصرة؛ ندرج ذلك التعليق كاملاً هنا و كموضوع يصلح للنشر ليستفيد منه المهتمين بقضايا الفكر الأنساني و مقدمي البرامج الخاصة و قد تكون بداية رحبه لمباحث عديدة بهذا الشأن إن شاء الله.
دلّت ألأبحاثات العلمية العديدة .. كما الدلالات القرآنية الواضحة و تجارب العلماء بأنّ الأنسان و حتى بعض الحيوانات يمتلك عقلان؛
سمّي الأول: بآلعقل الظاهر(الواعي) أو العقل المجرّد أو البسيط و غيرها من المصطلحات المعروفة و هو – أي العقل الظاهر - مسؤول عن دراسة و معرفة ظواهر و أبعاد و حجوم بعض الأشياء ألمنظورة و ليستْ كلّها و بحدود الأبعاد الهندسية الفيزيائية الأربعة المعروفة(الطول و العرض و الأرتفاع و الزمن) للعلماء الذين أضافوا البعد الرابع(ألزمن) للأشياء و الكائنات بداية القرن الماضي و تمّتْ تجربته البدائية على يد آينشتاين ليكتشف بسببه النظرية النسبية و من ثمّ آلبحوث الذرية و النووية!
إلا أن هناك خمسة أبعاد أخرى لمكونات (الذرة) تم كشفها و إضافتها مؤخراً كبناء جديد للذرة و ألذي إعتبر أساس وجود و تكوين آلجزيئ ثمّ الأشياء و آلموجودات .. لكن تلك العناصر بحاجة للمزيد من التجارب لهضمها و معرفتها خصوصيتها و كشف علاقتها و تأثيراتها على مكونات الذرة الأخرى و القوى المتحكمة المتداخلة فيها و بآلتالي علاقتها بآلوجود الذي يبدو بمجمله و كأنه موحد في وجود واحد شامل و كامل يُسمّى الله تعالى, من حيث أن تلك المكونات أساساً ليست مادية بحتة في حقيقتها و إن كانت تكون الذرة و بآلتالي الجزيئ و من ثم الموجود و تخضع للتجارب القابلة للأثبات علميّاً, و هذا هو الشيئ المُحيّر و آلجانب الغامض الذي جعل العلماء الكبار الوجوديين يعتقدون بكون أصل الوجود و واجب الوجود روحانيّ(غير ماديّ) في واقعه و ليس للمادة أي دور في ظهوره و نشأته إبتداءاً و حتى النهاية و كما ساد ذلك في فترة النهضة الأوربية و ما بعده بقليل حتى تطور العلم قليلاً و بيّن حقائق مذهلة بهذا الشأن!
و حتى تلك العناصر الأضافية التي تًشكّل مكونات الذرة بقت للآن في حدود النوع الأوّل من العقل الذي لولا وجود العقل الثاني الآخر الحقيقي(أللاواعي) بجانبه كداعم له؛ لما إستطاع عقل الأنسان الظاهر من كشف تلك العلوم الدقيقة و الخفية ألغير المادية أساساً!
ويُسمّي العقل الثاني: بآلعقل الباطن (أللاواعي) أو القلب أو الضمير و غيرها من المصطلحات المعروفة بين علماء التربية و النفس و الأجتماع و حتى علماء الكوانتوم و الفيزياء و آلسيمياء – ليس كلهم .. بل طبقة خاصة منهم فقط - و الذين أكدوا بأنّ آلأكتشافات العلمية الكبيرة و المعقدة التي تسعى العلوم المعاصرة من كشفها؛ لا يُمكن التوصل إليها من خلال العقل المجرد المحدود الظاهر (الواعي) فقط .. بل لا بد من تدخل و دعم العقل الباطن (أللاواعي) للدلالة عليها و من ثم كشفها و معرفة تفاصيلها!
بل إن القرآن الكريم بجانب تلك البحوث الآنفة و من خلال عشرات الآيات البيّنات .. بآلاضافة لمئات الروايات و آلأشارات العرفانية إعتبرتْ العقل الباطن(القلب) هو الأساس و المحرك و الكاشف للحياة الأنسانية و الكونية و آلوجودية على جميع الأصعدة, و هي التي تُشخّص الطريق و تُحدد المسار أمام سعي الأنسان و أنتخابه لمعرفة حقائق هذا الوجود و الفضاء المجهول اللامتناهي كما هو حال الأنسان المجهول .
و لم يعتبر - أيّ القرآن – العقل ألأنساني الظاهر المعروف للمتابعين المثقفين و لأكثر الناس العاديين؛ بكونه – أي العقل الظاهر الواعي - هو الأساس الذي يُبني عليه الكثير من آلآمال و النظريات المعقدة و كما أكدّ و يؤكد عليه حتى هذه اللحظة أكثر الداعين للتجديد و آلمعاصرة و بآلخطأ للآسف الشديد, لقلة معرفتهم و محدودية تفكيرهم في المجال الفكري و المعرفي, و لذلك ظلّت مساعيهم مقتصرة ضمن تلك الدوائر المحدودة و الضيقة و آلمكرّرة من دون جدوى أو تحسن لتحقيق أهداف كبرى بإتجاه سعادة الأنسان المعاصر الذي بدى أكثر حزناً و هموماً و كأنه يُحمّل بالمزيد من الأثقال و التبعات يوماً بعد آخر و مع تطور المادة و التكنولوجيا و أساليب الأتصال و تطور الحياة عموماً و بمرور الزمن و الذي ما خدمته كما كان يأمل!
بمعنى أشمل و بحسب إقرار العلماء الكبار الذين يُفكرون بعقليات شاملة و كاملة مرتبطة بأصل الوجود؛ فإنّ العقل الباطن(أللاواعي)(1) كان هو السبب و المقود للكشوفات ألدقيقة و الكبيرة بما فيها الفضائية و آلنظرية النسبية .. ناهيك عن قوى النفس الجبارة التي لو تمّ معرفتها و ضبطها و من ثمّ العمل بها .. لحصلت المعاجز تلو المعاجز, و لعلّ تقرير العلماء الذي حدّد نسبة الأستفادة من العقل بحدود 3 -5% في أفضل الأحوال كان دقيقاً و معبراً؛ فقد جاء إنطلاقا من هذا التعريف الذي قدّمناه للعقل الحقيقي المبهم لدى أكثر المثقفين و المهتمين بقضايا الأنسان ناهيك عن عوام الناس و المثقفين والفقهاء العاديين!
لقد إعتبر العلماء الحقيقيون (العقل الباطن) هو الكاشف الحقيقي للعلوم المعقدة و للأبحاث التي سميّت بـ (آلعلوم الغرببة) وعلم الكوانتوم و آلفضاء و آلجفر, و قد تجلّى ذلك من خلال مقولات البعض من العلماء الكبار أصحاب الشان كآينشتاين و كبلر و طومسون و غيرهم الذين كثروا مؤخراً, حين أقرّوا بأن معرفة الأمور العلمية الغامضة و المعقدة و آلكونية بآلذات يستحيل معرفتها من دون العقل الباطن الذي يحتاج إلى أساليب و طرق ليست سهلة لتفعيله و من ثم الأستفادة منه!
و إنّ قلّة محدودة جداً من علماء الغرب كآينشتاين و كبلر و أكثرعلماء إيران المعاصرين بآلمناسبة قد فاقوا بعلومهم من ذكرنا(2)؛ لكونهم إعتبروا العقل الباطن هو السبب و المسؤول الحقيقي عن كشف الحقائق العلمية و الكونية المعقدة حتى سموا تلك العلوم بآلعلوم الغريبة كعلم السيميا و الكوانتوم و بعض العلوم الفضائية المعقدة و غيرها!
و قد سبق آينشتاين و أقرانه في مجال الفيزياء و السيمياء و العلوم الغريبة كآلجفر الكثير من كعلماء إيران و الشرق .. فهذا العالم الفيلسوف ألشيخ البهائي المعروف في كشوفاته آلأوساط العلمية المعقدة جداً و التي توصل لها قبل أكثر من 800 عام أي قبل وجود أوربا نفسها و التي عجزت حتى هذه اللحظة عن معرفتها جميع علماء الغرب؛ حين كشف وقتها أموراً معقدة لم يستطع الغرب حتى هذه اللحظة حتى معرفة بعض الأبجديات عن تلك الأكتشافات و الإختراعات المعروفة لدى العلماء و آلمهتمين و منها ؛ (الحمام الكبير في إصفهان الذي كان يسخن بشمعة صغيرة) و كذلك (سرّ المئذنتين) اللتين كانتا تتناطحان أثناء إقامة الآذان و غيرها من الآثار العلمية التي عجز الفرنسيون و آلألمان حتى من معرفة السبيل لتلك العلوم الغريبة!
على أي حال : أتمنى عليكم و لمعرفة المزيد من التفاصيل حول العقل الحقيقي أن تراجعوا: مؤلفاتنا العديدة و مقالاتنا التي كتبنا الكثير فيها عن تلك الأبحاثات, و منها على سبيل المثال
كتاب : [أسفار في أسرار الوجود]!
علماً أن هناك علماء آخرين معاصرين لهم أبحاثات قيمة مشابهة في هذا المجال!
و شكراً لسعيك لمعرفة الحقيقة كاملةً.
أخوكم
عزيز الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سُميّ العقل الباطن بـ (العقل اللاواعي) ليس لضعفه أو للا وعيه و كما قد يفهم أو يتصور البعض .. بل بآلعكس لكونه غير معروف و مستنهض في وجود الأنسان و الذي لو تمّ تفعيله لفعل المعجزات, أما أسباب الأهمال فقد بحثناها في مقالات و بحوث هامة ضمن المجلدات الأربعة بعنوان: (أسفارٌ في أسرار الوجود) فيرجى للعلماء الكبار المهتمين بذلك مراجعتها و شكراً لكم.
(2) إستطاعت النهضة الأسلامية الأيرانية الحديثة و بسبب الأتجاه الجديد الذي رسمه لهم القرآن الكريم عبر ولاية الفقيه كدستور و عماد أساسي في النظام الجمهوري الأسلامي الأيراني؛ إستطاع الأيرانيون أن يحققوا مراتب عليا في مدارج العلم و خلال فترة قياسية لم تتعدى الثلاثين عاماً لتتعادل مع ما كشفه الغرب – كل الغرب – خلال 300 عام .. أكرر 30 عاماً عقلياً شاملاً لايران الأسلام في مقابل 300 عام عقلي ناقص لنهضة الغرب .. لو صح التعبير , كل ذلك بفضل النهج الأسلامي ألروحاني الكوني المتكامل الذي يفتقده الغرب جملة و تفصيلا مع الفارق, و لهذا لم تترك دولة الأسلام لوحدها كي ترتاح و تتقدم و تكشف و تبني الحياة, فضايقتها على كل صعيد و منها إدامة الحصار و الحروب و المعاكسات المختلفة المعروفة للوقوف بوجه نهضتها ألذرية العملاقة التي لو إستمرت لأخضغت الغرب و الشرق لسلطان القيم و آلتوحيد و الولاية!
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟