أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد عمر - رحلةٌ نازحة مع دهاء الراوي .!














المزيد.....

رحلةٌ نازحة مع دهاء الراوي .!


رائد عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رِحلةٌ نازحةٌ معَ دهاء الراوي .!
رائد عمر العيدروسي
لا اعرفها اصلاً , لم ارَ صورتها سابقاً , ويؤسفني أنْ لم اسمع بأسمها سابقاً رغم شهرتها المهنية " وهذا تقصيرٌ منّي " ..
صباح اليوم الجمعة 24-4 كنتُ " وبكلِّ تواضعٍ " اقوم بتحميل الصندوق الخلفي ومقاعد سيارتي بكمياتٍ من المواد الغذائية ومستلزماتٍ حياتية ضرورية لغرض توزيعها على النازحين , وكنت قد علمتُ بوجود مخيّمٍ للعوائل النازحة من الأنبار في حيّ الخضراء ببغداد , لم أعرف موقع المخيم بشكلٍ محدد فأضطررت للسؤالِ هنا وهناك حتى ارشدوني الى الطريق القويم ! , صادفتني يافطةٌ كبيرة مكتوبٌ عليها : , أثار الأسم دهشتي واستغربت عدم تداوله لغويا واجتماعيا وسياسيا ايضاً , وتساءلت مع نفسي لماذا هذه التسمية للمخيم.!
عند بوابة المخيم المحاط بالأسلاك التي تكشف ما بداخله من الخيم والعوائل والتراجيديا المحزنة , استقبلوني اثنان من القائمين على ادارة شؤون المكان , وبعد اللتي واللتيّا نادوا على اثنين من النازحين لإنزال المساعدات الغذائية من السيارة . لم اكشف عن هويتي الصحفية للمسؤولَين في ادارة المخيم لكني امطرتهم بجموعٍ غفيرةٍ من الأسئلة عن اوضاع واحوال العوائل النازحة . وسؤاليَ الأول كان عن السيدة " دهاء الراوي " فاذا هي عضو مجلس محافظة بغداد وهي إمرأةٌ متعددة المهام , واكثر ما سرّني انها تبرّعت بوجبة غداء يومية للمخيم على مدى ثلاثة شهور, وقامت بجهودٍ كبيرة في التنسيق مع , وتحظى السيدة الراوي بشعبيةْ عالية في المخيّم وفي المنطقة التي يتواجد فيها , كما عرفتُ ايضا أنها تقوم بالتنسيق مع المنظمة المذكورة لإستقدام مولدة كهربائية تكفي لكل العوائل التي تقطن هناك . لفتَ نظري ايضا وبأعجابٍ بالغ قيام هذه السيدة بكفالة اعداد كبيرة من العوائل النازحة بغية ادخالهم الى بغداد , كما اخرجت اليوم عدداً من النازحين الذين يسكنون في المساجد ونقلتهم الى داخل المخيم . ومن جموع اسئلتي واستفساراتي فوجئت ايما مفاجأة بأنّ " مخيم دهاء الراوي " هو الوحيد والفريد من بين بقية المخيمات الأخريات والذي يتوفّر فيه الطعام للعوائل بشكلٍ شبه مقبول , حيث علمتُ أنّ احد الأشخاص الغيارى قد تبرّع بتوفير وجبة طعام مجانية لمدة شهر , وآخر لمدة شهرين , وعند توقّفي أمام البوابة شاهدتُ عجلةً كبيرة معبّأة بالوسائد تبرع بها احد الغيارى , كما كان لمواطني حيّ الخضراء دورٌ فعّال في توفير بعض احتياجات العوائل النازحة " وهذه من طباع العراقيين اينما كانوا , ولن تستطيع السياسة تغيير اصالتهم " .
وبجانب كلّ ذلك , ومّما لاحظته فأنّ توفير متطلبات العيش في ذا المخيم تعتمد ولغاية الآن على المبادرات والجهود الأهلية اكثر مما تعتمد في ذلك على الدور الحكومي المطلوب وبأضعافٍ مضاعفة , كما من الطبيعي القول أنّ مهما جرى من تقديم مساعداتٍ حياتية للأخوة النازحين , ومهما تبرّع المتبرّعون فلا يمكن أن يشعر النازحون وكأنهم في حالةٍ مقاربة الى ما كانوا عليه في منازلهم في الأنبار او غيرها إلاّ بدرجةٍ لا تتجاوز 1% .!
المعضلةُ الأعظم " وبقدرِ تعلّق الأمر بهذا المخيّم المحظوظ والفريد من نوعه " هي أن لا ضمانَ لديمومة واستمرار هذه المساعدات الغذائية والحياتية مِن قِبل الأهالي وسكّان المنطقة وبما فيهم السيدة " دهاء الراوي " او غيرها , وخصوصاً أنَّ فترة بقائهم في هذا المخيّم محسوبةٌ على عالم المجهول و مُسوّرة بأسلاك الإبهام في ظلّ المعارك الطويلة مع داعش , ومّما يزيد ويضاعف الأمر تعقيداً هو قدوم اعدادٍ اخرى من السادة النازحين وعلى نحوٍ يومي .! وهكذا غدا أمر العراقيين ينتظرون عطف المنظمات الأنسانية العالمية لتوفّر لهم < دورة مياه > يصطفّون أمامها بالطابور والى ساعاتٍ متأخّرةٍ من الليل , بعدما كانوا " في ازمنةٍ مضت وقضت يسافرون الى دولٍ عدّة من دون سمة دخول او عبر تسهيلاتٍ استثنائية ..!
وَ عودٌ على بدء , علمتُ أنّ السيدة " دهاء الراوي " سبق لها وأشغلت منصب رئيس حركة المرأة العراقية الحرّة < وهي حركة سياسية تنادي بأعطاء الحقوق السياسية للمرأة > كما أنها من سيدات الأعمال اللواتي يشتغلن بالتجارة وليها هوية استيراد من غرفة تجارة بغداد وتمتلك " بوتيك " لأستيراد وبيع الملابس الخاصة بالنساء والأطفال , وهي تحمل شهادة البكالوريوس في الفيزياء وعملت في الطاقة الذرية سابقا .
ثُمَّ , وبالإبتعادِ عن البدء , وبالدنوَّ والأقترابِ من اوضاعِ عمومِ مخيّماتِ النازحين الأخريات , فأنَّ كُلَّ عناصر البؤس والدراما والأشجان والميلودراما والدموع اللائي لا تتوقّف عن الإنهمار , تتجمّعُ وتتكدّسُ وتتراكم هناك بتناسبٍ طرديٍّ بنحوٍ يوميّ مع ازدياد اعداد العوائل النازحةِ افواجاً افواجاً و زرافاتٍ زرافاتْ ...



#رائد_عمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنسحاب البحري الأمريكي من اليمن يصطدم بعلائم استفهام .!!
- شَعَر بنات .!!
- الملحوظ واللاملحوظ - في معرض الكتاب الدولي - بغداد -
- الملحوظ و اللاملحوظ في معرض الكتاب الدولي - بغداد
- هل : رؤوسٌ اينعت وحانَ قِطافها .!!!
- نصيحتان بريئتان للملكة السعودية ,!
- إلفاتُ نظرٍ .. فقط
- منَ - النهضةْ الى - النهضة ْ .!!!
- حول توقّف القتال في تكريت ,!
- منْ اخطاء الإعلام الحربي .!
- عيد المرأة مرّةً اخرى .!!
- في عيدِ المرأةِ او الفتاة ..!
- اصعبُ عنوان ..!!!
- حربُ التصريحاتِ أمْ حربُ التحريرِ .!!
- الدواعش عطاشى ويتعطشون كثر .!!
- ما الذي استفادته داعش من هدم آثارنا .!؟
- النظرة الى الدين , بين الأمس واليوم .!
- نحنُ والدين .!!!
- ويحدّثونكَ عن الترشيق الحكومي .!!
- ردُّ فعلٍ حكومي لا يتناسب مع الفعل .!


المزيد.....




- إيران تطلق صواريخ على القواعد الأمريكية في قطر والعراق
- لقطات تظهر لحظة اعتراض وابل من الصواريخ الإيرانية في سماء ال ...
- -نحتفظ بحق الرد المباشر-.. قطر تعلن عدم وقوع خسائر بشرية إثر ...
- اليونان: تواصل جهود إطفاء حريق بجزيرة خيوس مع استمرار عمليات ...
- زواج جيف بيزوس في البندقية يثير الغضب ولافتة تقول: -استأجرت ...
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قواعد أمريكية في قطر والعراق
- الحرب بين إسرائيل وإيران: ماكرون يعتبر الضربات الأمريكية على ...
- القصف الإيراني على إسرائيل.. -استنزاف جديد- أم مجرد رسائل رد ...
- -الدم السوري واحد-.. مغردون يتفاعلون مع الهجوم على كنيسة دمش ...
- هل قضت الضربة الأميركية على مشروع إيران النووي؟ مغردون يعلقو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد عمر - رحلةٌ نازحة مع دهاء الراوي .!