أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - المسيحية المشرقية العضوية














المزيد.....

المسيحية المشرقية العضوية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 11:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



في عام 313م اصدر قسطنطين (مرسوم ميلانو ) , والذي منح الحق القانوني للكنيسة المسيحية في اقامة طقوسها علانية , واباح حق التملك للكنيسة المسيحية . واعيدت للمسيحيين املاكهم المصادرة.
من حيث الشكليات غدت المسيحية واحدة من الديانات العلنية وحسب, ولكن حماية قسطنطين لها بعد ان خرج من الصراع على العرش منتصرا منحها امتيازات حقيقية .

لقد تقبل قسطنطين سر المعمودية قبيل وفاته .وكان قد تربى على عبادة ( اله الشمس ) , لكنه ادرك ان الكنيسة المسيحية يمكن ان تقدم له عونا فعالا ,خاصة اذا ماوضع حدا للخلافات الداخلية .وكانت والدته ( يلينا ) مسيحية , وقدمت عونا جليلا للمسيحيين .

وفي عهد قسطنطين كان اليوم الاخير من ايام الاسبوع ( الاحد ) مكرسا للشمس . فاعلن الاميراطور عطلة عامة في الامبراطورية ( يوم التسوق ) . اما بالنسبة للمسيحيين , فقد كان هذا اليوم مكرسا للمسيح . ومنذ القرن الرابع الميلادي صار يوم الخامس والعشرون من شهر كانون الاول , يوم ميلاد المسيح . بعد ان كان ميلاد اله الشمس الذي لايهزم .

واستردت مدينة ( ايليا كابوتولينا) اسمها السابق ( اورشليم ) من جديد .لقد حاول قسطنطين ان يتدخل في الخلافات اللاهوتية , لاسيما تلك التي تدور بين آريوس وخصومه . وسعى الى راب الصدع بين الطرفين , لكنه فشل في ذلك . عندئذ بادر في العام 325م الى عقد المجمع المسكوني الاول في مدينة نيقيا ,حيث عرف هذا المجمع باسم ( مجمع نيقيا )في آسيا الوسطى . فادان المجتمعون الاريوسية بصفتها هرطقة واعتمدوا قانون الايمان المسيحي الذي رسخ عقيدة التثليث واعلنت فيه رسميا وحدة الكنيسة الارثوذكسية العالمية الجامعة .

وعلى الرغم من الجدال اللاهوتي المستمر , الا ان الكنيسة المتحالفة مع الاباطرة نجحت في السيطرة على الوضع العام في الامبراطورية . وفي اواخر القرن الرابع الميلادي منع الامبراطور ثيودوسيوس الديانات الوثنية كلها على اراضي الامبراطورية الرومانية .

لقد انتهى عصر المسيحية المبكرة , مسيحية الكنيسة العضوية , بما يمكن ان نطلق عليها مجازيا ب ( كنيسة لاهوت التحرر ), حيث تحول الكهنة في زمن قسطنطين الى الوكيل الحصري لشركة فورد للسيارات, كما عبر عنها احد اباء الكنيسة.

دور كنائس المشرق في التفاعل الحضاري

نحو كنيسة تحرر مشرقية عضوية فاعلة

لقد كان للمسيحيين دور هام للغاية في القرون الاسلامية الاولى و دور عضوي تفاعلي و علائقي مع الاسلام والمسلمين . لقد قام المسيحيون بالترجمة من اليونانية الى السريانية والعربية والقيام بمناظرات لاهوتية ومنطقية وفلسفية.
بعد الاضطهادات الموجهة نحو المسيحيين فقد اتجه المسيحيون نحو الانغلاق على ذواتهم والاكتفاء بالقيام بطقوس الكنيسة المسيحية .

وشهد القرن التاسع عشر والعشرين نهضة كبير عند المسيحيين في المشرق , بقيام الصحافة والمطابع وترجمة الكتاب المقدس الى اللغة العربية . حيث كان ابرز المثقفين في سوريا ولبنان وفلسطين من المسيحيين ومنهم بطرس البستاني ونصيف اليازجي والاب انستاس الكرملي على سبيل المثال . كما كان الكثير من مؤسسي الاحزاب القومية العربية من المسيحيين .

واصبح المسيحيون في المشرق جزء من الهوية والثقافة العربية .. الا ان الاضطهادات التي يمر بها المسيحيون اليوم جعلتهم منغلقين على ذواتهم وغير فاعلين اجتماعيا وسياسيا , كما كان للكتابات المتطرفة من الطرفين الاسلامي والمسيحي اثر في ذلك .
ان التعايش المشترك بين ابناء الوطن الواحد واقامة التعددية المسيحية ضمن وحدة المسيح والحوار العضوي الاسلامي المسيحي خارج الاطر الرسمية سيعمل على تفعيل الحوار والتضامن المشترك .

ان دمج كنيسة المشرق على المستوى الفلسفي مع النظرية النقدية للفيلسوف هابرماس يمنحها الانفتاح على التعددية دون الاقتصار على المعنى الجامد للتثليث والتوحيد . فخطاب اللغة سيصل الى تفاهم بين الذوات المتحاورة لتنتج لنا اجماع على طبيعة العلاقة العضوية بين المسيح والكنيسة خارج الفكر اليوناني والروماني القديم والوثني وخارج الفلسفة اليونانية والقياس الارسطي .

وسيعمل هذا الدمج على بلورة مشروع للتحرر الانساني مفتوح على اللانهاية .

مقالات ذات صلة :

1 – مقالتنا ( قانون الايمان المسيحي وثقافة الكراهية والاقصاء ) وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=279372

2- مقالتنا ( جذور الاحتفال بعيد ميلاد المسيح ) وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=334523

3 –مقالتنا( دور البروتستانتية في تطور الراسمالية ) وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=333500

4 – مقالتنا (تقييم سوسيولوجي للاهوت التحرير ) وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410923



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة والجمع بين العلم والسحر
- الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج 4 والاخير
- الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج3
- الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج 2
- الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج 1
- ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام - ج 3
- مفهوم الحداثة عند الفيلسوف هابرماس
- ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام - ج 2
- ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام - ج 1
- اعلان موت الحق :ضمير الانسان
- التواطؤ في تزوير تاريخ فلسطين
- اهمية الحوار في صناعة التضامن المجتمعي
- الفيس بوك والانسان الكوني
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 3
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 2
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 3
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 2
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 1
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 1
- دور مكة بين الوثنية والتوحيد


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - المسيحية المشرقية العضوية