أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - البحث عن الهوية الجنسية - ج 1















المزيد.....

البحث عن الهوية الجنسية - ج 1


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4704 - 2015 / 1 / 29 - 16:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




( 1 ) :

تكتب ريتا فرج في تقديمها لكتاب الباحثة التونسية الدكتورة الفة يوسف (وليس الذكر كالانثى : في الهوية الجنسية )-ط1 – 2014 – الناشر : دار التنوير للطباعة والنشر – تونس – لبنان – مصر :

( لعل مايميز الجامعية التونسية الفة يوسف المختصة في علم اللسانيات والتحليل النفسي ,انها من الباحثات العربيات الاكثر جراة في سبر الموروث الديني الخاص بالنساء عبر منهج النقد والمقارنة .يعتبر كتابها ( حيرة مسلمة : في الميراث والزواج والمثلية الجنسية ) الذي اثار جدلا واسعا , من النصوص التي صنعت شهرتها .

في عملها الجديد ( وليس الذكر كالانثى : في الهوية الجنسية ) تعالج الباحثة احد ابرز المحرمات في العالم العربي . تنهض الفرضية الاساسية على التمييز بين الجنسية والموضوع الجنسي .فكرة المادة اتت في الاساس من قصة تناولت الهوية الجنسية من منظور المزاوجين (ثنائيو الجنس ) bisexuelsممن ينتمون الى جندر واحد (1 ) ولكنهم يمارسون الحب مع الجنسين . انها قصة الشابة ( ا ) , امراة رمز لها بهذا الحرف , التي تحدثت للكاتبة عن مشاكلها الجنسية بسبب علاقاتها المتعددة الغيرية
((heterosexueelles والمثلية homosexuelles ..

ان اثبات العضو الذكري ثقافيا ولغويا , يؤشر الى قوة دلالية مفعلة في المجتمع , كذلك ان الاسس النفسية لاثباته تحدد الانتماء الى مجموعة الذكور .. ان المخيال الثقافي العربي – الاسلامي يعتبر غياب الانتصاب والايلاج اساس العجز الجنسي الذكوري ..

تتناول يوسف الاسس النفسية لقلق الخصاء الذي لايعني قطع الاعضاء الذكورية , بل الخوف من فقدان مايتصل بالعضو الذكري من قوة في المجالين الخيالي والرمزي ).

ويكتب دكتور العادل خضر , استاذ التعليم العالي بجامعة منوبة مقالا تعريفيا في نهاية الكتاب :
(لعل مايميز ازمنة الحداثة وما بعد الحداثة , منذ منتصف القرن العشرين الى اليوم هو ان اقتصاد العبارة ومجالات توزيعها قد تغير على نحو جذري في المجتمعات الحديثة منذ اندلاع الحركات النسوية وثورات ( من لاصوت لهم)...

من الشيق ان يبدا كتاب الفة يوسف ( وليس الذكر كالانثى ) منذ المقدمة بالانصات الى صوت امراة بلا مجد ولا اسم ممن تعودنا ان لانوليهم سماعنا ..من انعدام اسباب الفهم تبدا قصة هذا الكتاب ,تصوغ امراة ما ( رمز اليها بحرف – ا – حيرتها في خطاب بوح تقول :( اريد ان اسالك هل انا طبيعية؟فقد اقمت عديد العلاقات الجنسية مع رجال ومع نساء لمدة سنوات طوال . ولا اشعر اني ارتكبت خطا او ذنبا ومع ذلك فاني لااجرؤ على الحديث في هذا الا مع بعض صديقاتي المقربات .وكثيرا ماارى في عيون بعضهن اتهاما خفيا , وكثيرا ماكان بعضهن يصرحن بذلك الاتهام فيصفنني بالعاهرة والشاذة والفاسدة الخ ..اريد ان اعرف هل انا فعلا كذلك ؟ولماذا كنت اشعر ان كل علاقاتي عادية؟) .

( 2) :

تكتب الباحثة الدكتورة الفة يوسف في بداية كتابها :

قبل ان تقرا هذا الكتاب

- لاتقرا هذا الكتاب اذا كنت تتصور ان الهوية الجنسية مسالة بيولوجية عضوية صرف . ذلك ان الهوية الجنسية وفق هذا الكتاب تركيب نفسي وثقافي او بصفة ادق ثقافي ونفسي . اذ الثقافي اساسه اللغوي ( انثروبولوجيا- اثنولوجيا اللغة )هو الذي ينشيء النفسي .
- لاتقرا هذا الكتاب اذا كنت لاتميز بين الهوية الجنسية identite sexuelle والموضوع الجنسي objet sexuel .فالهوية الجنسية هي تمثل المرء لانتمائه الجنسي . اما الموضوع الجنسي فهو الشريك الجنسي . وبعبارة اخرى فانه مهما يكن الموضوع الجنسي المختار فان الهوية الجنسية تظل واحدة . وهذا مايجعل الهوية الجنسية للرجل المثلي او الغيري او المزواج bisexual هوية ذكورية مثلما ان الهوية الجنسية للمراة الغيرية او المثلية او المزواجة هي هوية انثوية .
- لاتقرا هذا الكتاب اذا كنت تتصور ان الهوية الجنسية امر ثابت لايتحول ولا يتبدل ولا يختلف باختلاف الثقافات والمجتمعات .
- لاتقرا هذا الكتاب اذا كنت تتصور ان العلاقات المثلية غير طبيعية .
تقول السيدة( ا ) للدكتورة الفة يوسف ان اكثر الرجال يطلبون منها الحديث عن عضوهم الجنسي الذكوري وطوله وحجمه ..

( بعض الرجال يفتخرون بمدى تاثير عضوهم الجنسي في النساء .. وكانت تتكرر لديهم عبارت من قبيل ( انا الراجل )و ( انا اللي تقرر ) و ( نعمل اللي نحب ). وتقول السيدة ( ا ) :
(لااذكر في علاقاتي المثلية ان الاعضاء الانثوية كانت موضوعا لحوار او حديث تلقائي فضلا عن ان يكون نتيجة طلب احدى شريكاتي . ولا اذكر ان احداهن اتخذت انتمائها الجندري او انوثتها منطلقا للمطالبة باي شيء او لاثبات اي شيء ) .

(3) :

اثبات العضو الذكري ثقافيا

يتم الحديث في المجتمعات العربية , وباللهجة المحكية ,مع الاطفال ويتم مداعبة الاطفال الذكور بالكلام عن عضوهم الجنسي الذكوري ومدى كبره او بالاشارة الى طقس الختان وباساليب مختلفة .
تقول د .الفة يوسف ان المخيال الثقافي يثمن عموما كبر العضو الذكري والسخرية من طول الذكر القصير . وهي ثقافة شائعة لا في المجتمعات الشرقية فحسب بل لدى المجموعات البشرية . ولا يقل عنها شيوعا تساؤلات المراهقين حول حجم عضوهم الجنسي وقلقهم تجاه ذلك .

عموما تقول د .الفة يوسف ( يسم مخيالنا العضو الذكري بانه ,ثمين , ان في بعده المادي او الرمزي .يقول المثل الشعبي (الرجل زين في سرواله ).
يتصور الولد الصغير ان لكل الناس اعضاء ذكورية جنسية و لكنه يكتشف في مرحلة لاحقة غياب هذا العضو عن الاناث وعن امه بالذات .

ان غياب العضو الذكري لدى الاناث هو الذي يجعل الولد يعي ان امتلاك العضو الذكري هو محدد لمجموعة الذكور .لكن ذلك الشرط ليس كافيا اذ يجب ان يعضده الشرط الثاني وهو غياب ذلك العضو لدى الاناث . فالاول متصل بالانا والثاني متصل بالاخر . لذلك نجد الرجل يسعى الى تاكيد وجود عضوه الذكري مع مجموعة الرجال لتبيان انتمائه لهم .

ان هذا الاعتراف بوجود القضيب الجنسي لدى الطفل او المراهق ليس بكاف , اذلابد من الاعتراف الانثوي بوجود العضو الذكري . وهذا هو سبب طلب الرجال من السيدة (ا ) الحديث عن عضوهم الجنسي .

(4 ) :

ظاهرة الخصاء الثقافي

راي كاتب المقال :

يتميز الكثير من المثقفين بانعكاس ذكوريتهم وفحولتهم من الناحيتين الجنسية والنفسية – الرمزية على كتاباتهم , اي ان انثروبولوجيا ( اثنولوجيا )اللغة تعكس وتفضح مكنوناتهم الداخلية في سمة مميزة للعقل الغائي والالغائي للاخر المختلف .فهم يتصورون انهم امتلكوا الحقيقة المطلقة .

تقول د . الفة يوسف في ص 148 ( فلا تتعجبوا اذن , اذا رايتم رجال بلادي (عامتهم ) و ( خاصتهم ) , محافظهم وتقدميهم , يصرخون ويتصارعون ويحاولون فرض آرائهم , ويعد الواحد منهم نفسه المالك الاوحد لاسرار الكون ).

ان عجز الكثير من المثقفين والكتاب عن تبادل الحوار والافكار وفق العقلانية التواصلية تستثير مكامن الذكورة والفحولة عندهم , فيبداون بشتم الاخرين المختلفين عنهم . وهي علاقة تشبه علاقة الحيوان الذكر المسيطر بمنافسيه من الذكور والذين يستبعدهم من المنافسة لقوته ليستفرد وحده بالاناث .

هكذا عانت شعوبنا من الفكر الفحولي الذكوري , عقلية الشتائم والتخوين والاقصاء والاستهزاء والرفض.
ان هؤلاء المثقفين يتجاوزون الاخصاء الذاتي في محاولة لاخصاء الاخرين ثقافيا .
ختاما اتسائل :
هل هي ثقافة الاخصاء , ام انها اخصاء للثقافة ؟

( يتبع )...


هوامش :
( 1 ) ماهو الجندر ؟وعلى الرابط التالي :

https://www.wri-irg.org/node/13932



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور مكة بين الوثنية والتوحيد
- جذور الاشتراكية في العراق القديم
- جذور المجتمع الامومي عند العرب
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 3
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 2
- بين الحرية ومصادرات العقل الغائي
- الاصول اللغوية للخمر
- من الماركسية الى النظرية النقدية
- بابك الخرمي وثورته المشاعية
- نافذة في زمن الغفلة والفكر
- الخمر واشكالية تحريمه في الاسلام
- بناء الذات بين النجاح والفشل
- قلق وجدل فكري
- تشابك الازمات وتعقيداتها
- العبودية في بابل واشور
- الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بابل
- الملك حمورابي وعلمانية الدولة البابلية
- قراءة في كتاب ( فن الاصغاء للذات )
- تحقيق التنمية والاصلاح والديمقراطية والحداثة
- تطور دماغ الانسان


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - البحث عن الهوية الجنسية - ج 1