أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - جذور الاشتراكية في العراق القديم















المزيد.....

جذور الاشتراكية في العراق القديم


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 16:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



كانت المجموعة البشرية التي تنتمي الى معبد ما تشغل جزءا من اراضي الهيكل لصالح المجموع . ومساحة هذا الجزء لايتجاوز مساحة ربع الهيكل , يدعى البستان , او الارض المشاع , او المشتركة ( المشتركات الزراعية )(ني جنة –Ni ganna ) لان هذه الارض كانت تحرث من قبل المجموعة كلها . وكان المشتغل فيهايسمى Murabi ( المرابع ). وهنالك قسم اخر من الارض المقطعة الى قرى ومزارع والموزعة على اعضاء المجموعة لسد احتياجاتهم وتدعى ( كور – Kur ).

وقد حافظت الكلمة الاكدية (كور ) على استمرار وجودها في اللغة العربية الى يومنا هذا .وهنالك قسم ثالث يدعى ( ارض الغلال ) ( ارعو جلال – Ar gilal تؤجر للمستاجرين باجر يتراوح مابين ثلث المحصول وسدسه ,ويخزن هذا في المعبد في مستودعات الغلال حتى تحين الحاجة اليه , ويمكن دفع القسم الاكبر من الاجرة حبوبا , لكنه ينبغي دفع قسم صغير منها بالفضة .

كان الهيكل , اي المعبد , يقدم حبوب البذار والحيوانات والادوات لحراثة الاراضي المشتركة , كما فعلت الدول الاشتراكية في عصرنا , وكان الكل يعملون كل سنة في الحقول التي تخص(السيد الرب ) . وكان الكاهن الاعظم ( سن جي ) القائم على راس جماعة المعبد يحدد نصيب كل واحد من الواجبات المشتركة , فكانه وكيل الاله ,ويساعده معاون او نائب هو ( ناب – عند )

(Nab – and )يراقب العمل والمخازن والادارة . ولم تكن مخازن الحبوب تستعمل للبذار فحسب , ولم تكن تحت تصرف الكاهن بمفرده لاستخدامها في القرابين او لغذاء اهل المعبد , كان لرجال المعبد ,كما لاي شخص اخر نصيبهم لتامين قوتهم , بينما ترد بعض ثمار العمل المشترك الى المواطنين على شكل حصص من الشعير والصوف , توزع عليهم بانتظام , وعلى شكل حصص اضافية ايام الاعياد .

ورغم ان الحصص لم تكن متساوية , ولا كانت الواجبات المفروضة على كل الناس شاقة بنفس المقدار ,فاننا نلاحظ ان جميع اعضاء المجموعة متساوين .كان كل واحد منهم يتناول حصته وقطعة ارض لتامين حاجاته , وكان الجميع يعملون في الارض المشتركة وفي شق القنوات وبناء السدود .ولم يكن هناك عاطلون عن العمل . كما لم يكن هناك اقنان محليين . اي عبيد محليين .

كان اسرى الحروب من العبيد يعملون كعمال وحمالين وبستانيين الى جانب العمال الاحرار اما البنات السبايا فكن يوجدن باعداد كبيرة كحائكات ,دون ان يمتلكهن احد , وكن يساعدن في المطابخ وفي مصانع البيرة ( الجعة ) , وفي الزرائب حيث الخنازير .
ليس هناك اثبات على وجود اراضي واسعة في ايدي افراد من جماعة المعبد .لكن افتراض وجود عدة جماعات هيكلية في المدينة الواحدة اتاح للبعض ان يتصرفوا بقطع من الارض في اكثر من مجموعة واحدة .

كان هناك معاون يملك حوالي 120 فدانا , وعن مراقب مخازن الخشب كان يملك 80 فدانا . لكن هذه الحالات تمثل خروجا على النظام الاساسي .
ان القطعة الصغرى المسجلة في كشوف المعبد وهي ( جان – Gan )او سبعة اثمان الفدان كانت تكفي لسد حاجات المرء .وان الزواج بامراة واحدة , وندرة وجود الجواري كانت من الامور التي تحدد المساحة التي يمكن لعائلة واحدة ان تحرثها .
وقد ورد ذكر النساء ايضا كمالكات لقطع الارض . وهذا يدل على انهن كن يخدمن المجموعة بشكل ما .اذ ان القاعدة الاساسية في المجموعة الهيكلية كانت ان الشخص يملك الارض لكسب عيشه . لانه كان يضع مهارته في التخصص لخدمة المجموعة .فالراعي والسماك والنجار والحداد جميعهم يقدمون لمخازن المعبد انتاجهم , او يكرسون اوقاتهم كلها للعمل في ممتلكات المعبد , وهو نفس مافعله القرامطة الاسماعيليون بعد اربعة الاف عام .

لقد كان الكاهن والنجار والتاجر والمهني في الواقع فلاحا يعمل في قطعته لتامين قوته وقوت المتوجب عليه اعالتهم . ويبقى قسم كبير من الوقت لتطوير المهارات الخاصة وتعليمها واستغلالها .
لقد اشار م . دافيد في مجلة ( تاريخ الحقوق – ج 14 – ص 3الى 6)في مقال له الى ان : (اشتراكية الدولة )في عصور سومر الاولى لم تستبدل تماما باقتصاد حر فردي قائم على الملكية الخاصة الا تحت ظل السلالة البابلية الاولى حوالي 1800 ق .م وفي ظل السلالة الثالثة في اور امكن للملكية الخاصة ان تتالف من منازل وحدائق تابعة لها ,لا من الحقول الصالحة للزراعة التي كانت تخص المعبد او الملك .

لقد كان اقتصاد الهيكل ملكا للناس كمجموعة .وفي سنوات تدني الانتاج يقل المتسلم من بعض البضائع المستحقة للمعبد كل شهر , فتنشا الديون وتسجل على ان تدفع فيما بعد .

الصراعات التي ادت الى استلام سرجون الاكدي للحكم

ان نظام الدولة الذي اقامه سرجون الاكدي جاء نتيجة لنشوء فئة هيكلية متسلطة واصرارها على احتكار الثروات .
لقد برزت مصالح طبقية متناقضة تمثلت في كهنة المعبد الاكدي الذين اصروا على جمع السلطتين الدينية والدنيوية معا , وتغليفهما بغلاف الهي .
لقد شعر بعض الملوك بان عهدا من الاضطراب الدموي قد ينشا نتيجة لاسراف كهنة الهيكل في استخدام سلطاتهم من اجل تنمية ثرواتهم على حساب مصالح الشعب .كما ان وحدة السكان داخل كل مدينة على حدة وضمن مجموع المدن ضد الغزاة الخارجيين صارت مسالة تثير نتائج وخيمة .

وقد برزت ثلاثة اتجاهات لحل المسالة :
الاتجاه الاول :هو ان يبادر احد الملوك الى ايقاف الهيكل عند حده واعادة الامور الى نصابها عن طريق الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والدينية , تلغي امتيازات الهيكل وتعيد للسكالن ثقتهم بمؤسساتهم .
الاتجاه الثاني : يرى ضرورة وحدة جميع المدن والاستعداد لمجابهة الاخطار الخارجية بصرف النظر عن كل مايجري في الداخل .
الاتجاه الثالث:وهو الذي كان يراقب الامور بحذر ويقظة عاملا على تجميع قواه من اجل الانقضاض في الوقت المناسب على نظام الدويلات – المدن , حاملا معه نظاما اصلاحيا في الوقت نفسه . دون ان يترك مجالا للتناقضات لكي تستفحل وتتفاقم ابان سقوط دويلة المدينة.
انه برنامج توحيدي – تحرري تم العمل به في الالف الثالث قبل الميلاد . وقد مثل هذا الاتجاه الملك سرجون الاكدي (شيروكين).

المصدر :

كتاب ( الملك سرجون الاكادي : وليد غير شرعي يقود امة للحرية ) –اعداد :عبد الكريم العلوجي- ط 1- 2010 – الناشر:دار الكتاب العربي –دمشق – القاهرة .

مقالات ذات صلة :

مقالتنا ( التعليم والمكتبات في سومر وبابل واكد ), وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=314888

مقالتنا (الملك سرجون الاكدي رجل الحداثة والعلمانية الاول ), وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=312599



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور المجتمع الامومي عند العرب
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 3
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 2
- بين الحرية ومصادرات العقل الغائي
- الاصول اللغوية للخمر
- من الماركسية الى النظرية النقدية
- بابك الخرمي وثورته المشاعية
- نافذة في زمن الغفلة والفكر
- الخمر واشكالية تحريمه في الاسلام
- بناء الذات بين النجاح والفشل
- قلق وجدل فكري
- تشابك الازمات وتعقيداتها
- العبودية في بابل واشور
- الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بابل
- الملك حمورابي وعلمانية الدولة البابلية
- قراءة في كتاب ( فن الاصغاء للذات )
- تحقيق التنمية والاصلاح والديمقراطية والحداثة
- تطور دماغ الانسان
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 5
- الازمة البنيوية للاحزاب الشيوعية في العالم العربي - ج 2


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - جذور الاشتراكية في العراق القديم