أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 2















المزيد.....

من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 2


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 12:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    





(1 ) : (ان يؤس حياة الناس بدون ان يوفر البديل غنى في حياتهم الفكرية لن يؤدي – ان صحت القاعدة – الى تغيير يكون في صالح الشعب وقواه البديلة وانما سيكون التغيير مزيدا من التدهور والانحطاط وفساد الحياة ومزيدا من البطش الفظ والقمع المتوحش ومزيدا من الاستيلاء الوحشي على فائض انتاجهم واقتصادهم ).

د . هشام عمر النور

نقد الحداثة عند ماكس فيبر ولوكاش

(2 ) :استكمالا لمقالنا المعنون ( من الماركسية الى النظرية النقدية ) والمنشور على الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=446592





لقدانجز هابرماس التمييز بين الاسطورة والحداثة كنمطين من التفكير , فالاسطورة تنتمي الى المجتمع التقليدي ,والحداثة تنتمي الى المجتمع المعاصر .تقوم الحداثة على التفريق بين ثلاث عوالم صورية في حين ان الاسطورة عالم واحد تتشابك فيه الشخصيات والاشياء والكلمات .

استلهمت النظرية النقدية كلامها عن الحداثة من ماكس فيبر ونقد هور كهايمر وادور نو للعقل الاداتي , واعتبار ازمات الحداثة نتاج لهذا العقل الاداتي ( الغائي ) وهو عقل يهدف الى السيطرة .
انتهى ماكس فيبر بنتيجة بان ازمة الحداثة تتلخص ب ( فقدان المعنى ) و (فقدان الحرية ) , وهوتشخيص لازمة الحداثة اعتمد عليه الفيلسوف هابرماس لتجاوز العقلانية الغائية ( الاداتية ) الى العقلانية التواصلية .

ان السبب في ( فقدان المعنى )عند ماكس فيبر ان العالم الحديث اصبح عالما متعددا ولذلك لم يعد من الممكن توحيد معناه , وتعدد المعاني يعني فقدانه .
ان البيروقراطية هي التي تجسد العقلانية الاداتية في مجال العلوم الاجتماعية , ومن هنا اطلق ماكس فيبر تعبيره الشهير ( القفص الحديدي ) في وصف المجتمع الحديث وهو وصف ينطبق بالتمام على التجربة الاشتراكية , بحسب راي كاتب المقال , وبصورة غير مباشرة على النظام الراسمالي , باعتبار ان الراسمالية تتبع اساليب ناعمة في فرض قفصهاالحديدي مثل الاعلام والاقتصاد عدا اساليب القوة .

مع استلهام هابرماس لماكس فيبر في نظريته في الحداثة فقد استند في تجاوزه النقدي له على ( لوكاش ) . حيث صاغ لوكاش مصطلح ( التشيؤ – Reification )حيث ان العقلانية الاداتية تعامل البشر كالعلاقة القائمة بينهم وبين الاشياء , وهو مايعرف عند ماركس بصنمية البضاعة Fetishism . ان تشيؤ عالم الحياة البرجوازي حدث حين اصبحت العلاقات بين الناس تقوم على قيم التبادل المادي بدلا من الاخلاق والمعايير .

ان الجمع بين ماكس فيبر وماركس يصنع اسس تجاوزهما النقدي بحسب ( د .هشام عمر النور ) في كتابه :
( تجاوز الماركسية الى النظرية النقدية ) – ط 1 – 2012 – رؤى للنشر – القاهرة , تجاوز لاتاريخية مشروع الحداثة عند ماكس فيبر وتجاوز وضعية ماركس وعلمويته .
هذا الاستنتاج هو الذي استخدمه هابرماس , ولكن بتجاوز لوكاش نقديا , لبناء نظرية في العقل التواصلي ونظريته في الحداثة .

لقد عالج لوكاش ازمة الحداثة واخفاقاتها بتوفير الاحتمال لتحقق اشكال تاريخية اخرى من مشروع الحداثة بديلا للشكل القائم , الا ان هذا النقد ,بحسب هشام عمر النور , لايقدم اي تفسير لسيادة العقلانية الاداتية . وبسبب عدم كفاية معالجة لوكاش وحتى هور كهايمر وادورنو لازمة مشروع الحداثة و فان نظرية الحداثة عند هابرماس تكتسب قيمة مضافة , فلولاها لانسد الافق امام مشروع الحداثة .

( 3 ) :الاسس الانثروبولوجية ( الاثنولوجية ) للحداثة عند الفيلسوف هابرماس

يرتبط مشروع الحداثة عند هابرماس بقيم الحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة ,وهي القيم التي اعتمدها اسس التفكير النقدي في تقويض بنى المجتع التقليدي ,وصار التفكير النقدي سمة الحداثة الاهم .

ان ارتباط مشروع الحداثة بهذه القيم هو الذي جعل هابرماس يصل الى احد اهم استنتاجاته وهو ان مشروع الحداثة مشروع لم ينجز بعد ,اي انه لايمكن تحققه بالمطلق , حيث استعارالفيلسوف د .هشام عمر النور عبارة سارتر ( الوجود الانساني مشروع لم يكتمل بعد ). وهذا يعني ان مشروع الحداثة يفتح التاريخ الانساني على اللانهاية .

ان ارتباط الحداثة في بداية تاسيسها بفلسفة التاريخ , كما في الماركسية , تجعل من تحقيق قيم الحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الانسان امرا ضروريا وحتميا . هذه الضرورة والحتمية نتجت من المنجزات العلمية الهائلة , فصار العلم الطبيعي نموذجا للمعرفة , فسادت النزعة العلموية Scienticism مما جعل العلم بمفهومه التجريبي هو الشكل الوحيد والمطلق للمعرفة فتم الاستنتاج انه اذا ارادت العلوم الاجتماعية والانسانية ان يكون لها نفس تاثير العلوم الطبيعية فعليها ان تحذو حذوها وتستخدم مناهجها وتكشف عن القوانين التي تسير عليها الحياة الانسانية .

من هنا نشات فلسفة التاريخ , مما اضفى على الماركسية طابعا علمويا ووضعيا . اما نظرية الحداثة عند هابرماس فقد ميزت بين العلاقة بالطبيعة والعلاقة بين الناس وجعلت كلا منهما ينتمي الى عالم مختلف ,فالعلاقة بالطبيعة تنتمي الى العالم الموضوعي و والعلاقة بين الناس تنتمي الى العالم الاجتماعي ,وبالتالي ترتب على ذلك عدم امكان قيام فلسفة للتاريخ وخرج بالتالي امر تحقيق قيم الحداثة من قوانين التاريخ وحتميتها .

ان نظرية الحداثة عند هابرماس حافظت على ضرورة تحقيق قيم الحداثة بربطها بخصائص تكوين النوع الانساني . وهكذا بربط قيم الحداثة بما هو انثروبولوجي وليس بقوانين حركة التاريخ استطاعت نظرية الحداثة عند هابرماس الحفاظ على تحقيق هذه القيم دون ان تكون هذه الضرورة حتمية .

لقد اعتمدت نظرية الحداثة عند هابرماس على التداولية الكلية Universal pragmatics لفتح العقلانية على التعدد وتاسيس قيم الحداثة , واعتمدت بذلك على اللغة كاحد اهم خصائص الانسان . يقول هابرماس ان اللغة هي التي اخرجت الانسان وفصلته عن الطبيعة( في مقابل العمل في الماركسية ). والجملة الاولى التي نطق بها الانسان تعبر عن الرغبة في اجماع كلي غير قسري .

ان التداولية الكلية سمحت لهابرماس بتاسيس العوالم الثلاث الصورية : الموضوعي والاجتماعي والذاتي . التداولية ترى ان الانسان تشمل قدرته على الكلام وفهم انماط التواصل الاجتماعي . ان مزاعم الانسان يتم تقبلها او تفنيدها باسلوب الخطاب والحجج . ان احتلاف الحوار قائم بالاساس على الحرية وعدم القسر . اننا نجد في اللغة الاسس التي تقوم عليها الحداثة .

ان هابرماس استعان بجورج هربرت ميد ليتابع نشاة اللغة منذ ان كانت اشارة الى ان اصبحت جملة نحوية كاملة التركيب مؤكدا ان غياب هذه الشروط يعني غياب القدرة على التواصل , اي غياب اللغة نفسها . واذا ماكانت اللغة هي التي جعلت الانسان انسانا فانه من الوالضح ان الاسس التي تقوم عليها قيم الحداثة هي ذات اسس انثروبولوجية وهي لاترتبط بفلسفة التاريخ .

ان انعطاف النظرية النقدية عند هابرماس مع انثروبولوجيا اللغة امكنها من تاسيس علاقة مع كل تيارات الفلسفة المعاصرة وبناء عقلانية تعددية امكنها من تحويل هذه العلاقة الى علاقة نقدية استطاعت عبرها النظرية النقدية استيعاب تلك التيارات وتجاوزها .
ختاما :

هل النظرية النقدية لدى الفيلسوف الالماني يورغن هابرماس هي تطوير للماركسية , ام هي ماركسية جديدة , ام هي خروج عن الماركسية ؟

ان فشل التجارب الاشتراكية في العالم لايمكن تبريره مطلقا بفشل التطبيق , بل هو مرتبط جوهريا ببنية النظرية الماركسية نفسها .
اود القول ان العرب تسمي من يشتغل بحقل الفلسفة فيلسوفا وبالتالي فالدكتور هشالم عمر النور هو رئيس قسم الفلسفة في جامعة النيلين هو بحق فيلسوف نقدي ومجدد ,انه ( الفيلسوف المفكر ) .لان المفكر تعني من يطرح افكارا جديدة , وقد طرح الفيلسوف هشام عمر النور افكارا جديدة في نقده للماركسية ولعرضه لمدرسة فرانكفورت في النظريةالنقدية وللنظرية النقدية لدى الفيلسوف هابرماس واعلن في نهاية كتابه , ص215:

(ان النظرية النقدية التي اطرحها في محاولتي هذه لبيان الضرورة النظرية لتخطي الماركسية لاتنسجم ولا تتطابق تماما مع ماانجزه هابرماس . فما صدر عني في هذه المحاولة لاينسجم مع فكرة ان اكون متطابقا تطابقا تاما مع احد , حتى ولو كان هابرماس).



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحرية ومصادرات العقل الغائي
- الاصول اللغوية للخمر
- من الماركسية الى النظرية النقدية
- بابك الخرمي وثورته المشاعية
- نافذة في زمن الغفلة والفكر
- الخمر واشكالية تحريمه في الاسلام
- بناء الذات بين النجاح والفشل
- قلق وجدل فكري
- تشابك الازمات وتعقيداتها
- العبودية في بابل واشور
- الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بابل
- الملك حمورابي وعلمانية الدولة البابلية
- قراءة في كتاب ( فن الاصغاء للذات )
- تحقيق التنمية والاصلاح والديمقراطية والحداثة
- تطور دماغ الانسان
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 5
- الازمة البنيوية للاحزاب الشيوعية في العالم العربي - ج 2
- الازمة البنيوية للاحزاب الشيوعية في العالم العربي - ج 1
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 4
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 3


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 2