أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - مفهوم الحداثة عند الفيلسوف هابرماس














المزيد.....

مفهوم الحداثة عند الفيلسوف هابرماس


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 17:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




ظهر مفهوم الحداثة في القرن التاسع عشر وتكرس مع الشاعر الفرنسي شارل بودلير (1821 – 1867)الذي اهتم بعلم الجمال . فالحداثة اذن وليدة عصر التنوير .
من اهم ملامح الحداثة :
1 – ظهور الفكر الفلسفي العقلي والتجريبي والمادي والنقدي من خلال نصوص ديكارت ولوك وكانط .
2- تاسيس الفيزياء الحديثة على يد نيوتن .
3- بروز النزعة الرومانسية في الادب والفن .
اخذت الحداثة شكلا تاريخيا منذ زمن هيجل ( 1770 – 1831 ) فازداد الوعي بالتاريخ , ومن ثم ارتبطت الحداثة بالزمن والتاريخ .

يقول الفيلسوف الالماني هابرماس عن الحداثة : (ان الحداثة هي الوعي بالمرحلة التاريخية التي تقيم علاقة مع الماضي من اجل ان تفهم ذاتها باعتبارها نوع من الانتقال او العبور من الماضي الى الحاضر).
يعرف قاموس اكسفورد الحداثة: ( المنهج الجديد والاعتقاد في العلوم والتخطيط والعلمانية والتقدم , والنظر فيه بلا حدود ) .
طرح هيجل الحداثة باعتبارها قضية فلسفية , فهي تعبر عن تساؤل واحتجاج , تساؤل حول الممكن , واحتجاج على السائد.فالحداثة مذهب فكري يتمردعلى الواقع الاجتماعي ( ابو النور حمدي ابو النور حسن )في كتابه :
( يورجين هابرماس : الاخلاق والتواصل )- 2012 – التنوير للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان .

يؤكد البعض على الصلة الوثيقة بين الحداثة والماركسية وهم يقتربون من موقف فلاسفة مدرسة فرانكفورت . ولعل العقلانية الجديدة التي ظهرت في القرن الثامن عشر هي بداية الحداثة الفعلية , ليس في طريقة التفكير فحسب وانما في نمط الحياة والمعيشة والذوق العام .

ان الحداثة اتجاه فكري اقترن بفلاسفة عصر النهضة في القرن الثامن عشر , وخاصة مع ديكارت وكانط .
يرى البعض ان الحداثة تعود الى التقنية والنزعة العلمية حيث تشديد السيطرة على الطبيعة . فالانسان والطبيعة اصبحا مجرد قوى انتاجية مرتبطة بخطط فعالة .وهذا يؤسس للانتقال الى حضارة الاستهلاك .

يطلق هابرماس تعبير ( استحالة بشرية ) عن حداثة تجمع بين التقنية والمجتمع . ومن هنا نجد ان التقنية والعقلية الاداتية – الغائية تحاول ابتلاع الديمقراطية .
ينتقد هابرماس الحداثة التقنية والعلموية في سياق نقده للاتجاه الوضعي . فالوضعية في نظر هابرماس :
( هي الميل الى تحنيط العلم يتحول معها الى قدرة هائلة على تقديم اجابة لكل سؤال , ووضع حلول لاي مشكلة او قضية ) .بيد ان النزعة التقنية هي الميل الى اعتبار التطبيق العملي للمعرفة العلمية وحده الكفيل بتقدم المجتمع ,وهو نفس العقلانية الاداتية – الغائية .

لقد كشف هابرماس الغطاء عن الوهم التقني . فالتكنولوجيا تضفي على الاشياء صفة الادوات وتحولها الى مجرد وسائل لتكون عائق امام التحرر, اذ يتحول الانسان نفسه الى اداة .
لقد ساد لزمن طويل الاعتقاد بان التكنولوجيا تزيد من قدرة الانسان . وتزايد القدرة يمكن ان يؤدي الى تزايد حرية الانسان , والى تزايد الواقع الاخلاقي للانسان . الا ان الكثير من العلماء والفلاسفة يرفضون هذه الافكار اليوم , بعد ان اصبح الانسان عبدا للالة وتم تشيؤ الانسان في المجتمع الراسمالي .

ان بنية الدولة في المجتمعات الحديثة شكل من اشكال التعالي المجرد في صيغة دستور وملكية خاصة ومايرتبط بها من مصلحة ذاتية .
ان هيمنة الدولة لم تزداد الا مع تقدم الحداثة . وهذا كله ادى الى الفصل بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي , والتاكيدعلى اهمية الوقت .فالحداثة اصبحت تقاس بالزمن (عمل – انتاج – ادارة ..).

البعد السيكولوجي للحداثة

الحداثة مبدا فردي في مواجهة الاجماع ذي المضامين الدينية للمجتمع . يتميز الانسان في العصر الحديث بوصفه شخصا واعيا ومستقلا , اي يتمتع بفرديته . ومع ذلك يجد الانسان نفسه محاصرا بنسيج من وسائط التواصل والتنظيمات والمؤسسات , حيث يفقد هويته داخل العمل والترفيه واللاتواصل .

من اهم الفلاسفة النقديين الذين اهتموا بالبعد السيكولوجي ماركيوز الذي اكد في كتابه ( آيروس الحضارة ) على رفضه لاحتقار الذات . ومن الفلاسفة الاخرين في مدرسة فرانكفورت ( اريك فروم ) . فقد وجد في التحليل النفسي اداة للتحليل . وقد حاول انشاء علاقة بين التحليل النفسي والماركسية .

وتابع فروم هدف اقامة علم نفس اجتماعي ماركسي يمكن ان تندمج فيه نظرية فرويدية معدلة , وخاصة في نموذجه ( الشخصية الاجتماعية ) التي صاغها في ملحق كتابه ( الخوف من الحرية ) . ولكن حدث ان ابتعد فروم عن مدرسة فرانكفورت بسبب تفسيره السوسيولوجي الجديد الذي كان موضع نقد .

يؤكد هابرماس على التفاهم والاتفاق والتواصل والاجماع , باعتبار ان العالم الحديث يحتاج الى اخلاق تواصلية بهدف خلق شروط معيارية للاتفاق على الحقيقة المبرهن عليها دوما والمتحولة على الدوام على اسس ادعاء الحقيقة يفترض نوعا من التنظيم بهدف المناقشةالعامة .

يتعارض موقف هابرماس مع فلاسفة مابعد الحداثة الذين يصفهم بانهم يمثلون نوعا من النزعة الفوضوية .ان رفض الحداثة رفضا مطلقا يعبر عن نفي للذات , وهذا النفي ليس له قيمة معيارية .

في الختام يؤكد هابرماس على ان :

( المجتمعات الراسمالية يتم فيها الحد من دور العقل ) .وقد تحولت الحداثة الى ايديولوجيا انتجت خطابا غائيا (الفاشية نموذجا ), والهت العقل وحولته الى اداة واقصت الديني باعتباره فكر منافي للعقلانية .
يحاول هابرماس هنا ايضاح ان الحداثة مشروع لم يكتمل بعد .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام - ج 2
- ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام - ج 1
- اعلان موت الحق :ضمير الانسان
- التواطؤ في تزوير تاريخ فلسطين
- اهمية الحوار في صناعة التضامن المجتمعي
- الفيس بوك والانسان الكوني
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 3
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 2
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 3
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 2
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 1
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 1
- دور مكة بين الوثنية والتوحيد
- جذور الاشتراكية في العراق القديم
- جذور المجتمع الامومي عند العرب
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 3
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 2
- بين الحرية ومصادرات العقل الغائي
- الاصول اللغوية للخمر
- من الماركسية الى النظرية النقدية


المزيد.....




- بالفيديو.. مشتبه به يحلق في الهواء بعدما دهسه ضابط أمريكي قب ...
- تعجّ به التماسيح والثعابين.. قائد طائرة تحطمت بمستنقع يصف تج ...
- بصورة عائلية.. تامر حسني وبسمة بوسيل يحتفلان بعيد ميلاد ابنت ...
- ألمانيا: انتخاب فريدريش ميرتس مستشارا في الدورة الثانية من ا ...
- السودان يصنف الإمارات العربية المتحدة -دولة عدوان- ويقطع الع ...
- بعد وصول صاروخ إلى مطار بن غوريون.. باراك رافيد يوضح كيف سيؤ ...
- السودان يقطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات
- الصين وفرنسا تنتقدان بشدّة قرار إسرائيل توسيع العمليات العسك ...
- انتخاب فريدريش ميرتس مستشارا لألمانيا في الجولة الثانية من ا ...
- صحيفة: رئيس غينيا بيساو سيكون حاضرا في احتفالات عيد النصر بم ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - مفهوم الحداثة عند الفيلسوف هابرماس