أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - وليد يوسف عطو - البحث عن الهوية الجنسية - ج 3














المزيد.....

البحث عن الهوية الجنسية - ج 3


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4719 - 2015 / 2 / 13 - 11:14
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


.



التناسب العكسي بين الحب والشهوة الجنسية

يتجه الحب بعد سن البلوغ نحو الزوجة وتتحقق الممارسة الجنسية معها , ولكن الرغبة الجنسية في عنفوانها وقوتها لاتتحقق الا مع العشيقة او البغي او الجارية . ذلك ان الزوجة في المخيال الشعبي الاجتماعي تكون محترمة تستاهل الحب والتقدير وتكون اقرب الى صورة الام . ومن هنا يكون حب الزوجة (المحترم) بما يلوح به من حب سابق للام مانعا من (تهتك )الجنس مع الزوجة . اي ان الحب يقوم على اعلاء المراة في حين ان الجنس يقوم على تحقيرها .وهو اذلال يطال العشيقة والبغي والجارية .

يقول فرويد ( حيث يحبون لايشتهون وحيث يشتهون لايستطيعون ان يحبوا ).وقدلا يفرض تحقير الموضوع الجنسي وجود امراتين , وانما من خلال خصائص العلاقة الجنسية ذاتها , كما نقلت ذلك السيدة ( ا ) من تكرار وصفها بالعاهرة . فكان صورة البغي بصفتها ابرز تجسيم لتحقير الموضوع الجنسي تحضر فعليا او رمزيا في العلاقة الجنسية .

في المخيال الذكوري يحتقر مص الذكر بتجنبه عموما مع الزوجة , ويرغب في ممارسته مع العشيقة او البغي او الجارية . ان هذا الفعل الذي يسند الى المراة ويجعل الرجل مستفيدا منه , يذكر بعلاقة الرضاعة الاولى مع الام . فالام تكون فاعلة تجاه الطفل لانها تغذي الطفل بقدر ماتتركه يتغذى منها .

ومن هنا يمكن ان نفهم الرفض الاجتماعي لمص الذكر التفاتا لاواعيا عن اغراء العلاقات المحرمة الاولى اللاواعية مع الام . كما يمكن ان نفهم ممارسته مع العشيقة او البغي بانها ابعاد لهذه الممارسة المستهجنة عن ( طهارة ) العلاقات المفترضة مع الام او مع صداها اي الزوجة بصفتها الموضوع الجنسي الذي يباركه المجتمع .

تؤكد التصورات الثقافية بان الانثى ناقصة او اقل منزلة بالنسبة للذكر . فالبنت ترث نصف نصيب الذكر , والعقيقة , وهي ذبيحة بمناسبة المولود الجديد , تتالف من اضحية واحدة اذا كان المولود انثى , ومن اضحيتين اذا كان المولود ذكرا . وشهادة الانثى تحتاج الى شهادة امراة اخرى . كما لاتورث البنت اسم ابيها لابنائها خلافا للابن .ولذا نجد المجتمعات العربية الاسلامية تفضل انجاب الذكر على الانثى .

تقول د . الفة يوسف ( بقدر ماتعد الثقافة العربية الاسلامية المراة ناقصة نجدها تعلي من شان الام , فالجنة تحت اقدام الامهات , والحديث يدعو الى حسن صحبة الام ثلاثا والاب مرة واحدة .ومايزال المخيال الشعبي ينظر الى المراة التي لم تنجب ابناء نظرة محترزة بما يجعل الحصول على طفل من ابرز غايات المراة في المجتمعات الشرقية , ذلك ان في التحول من وضع المراة الى وضع الام تحولا من موضوع مستنقص الى موضوع محترم لاسيما اذا كان المولود ذكرا ).

الخاتمة :

تقول الباحثة والاستاذة الجامعية د . الفة يوسف في ختام كتابها ( وليس الذكر كالانثى : في الهوية الجنسية ):
(ليس الذكر كالانثى) كتاب لايفيد تفضيلا جوهريا لجنس على اخر , وانما هو اقرار بواقع ثقافي ونفسي نسبي لاشك , ومتحول لامراء , لكننا حاولنا ان نقبض عليه في مقام مخصوص ).

ويقول دكتور العادل خضر –استاذ التعليم العالي بجامعة منوبة في مقال تحليلي وتعريفي بكتاب د .الفة يوسف( وليس الذكر كالانثى ), عندما ترتبط الممارسة الجنسية باخلاق تستمد مفرداتها من السجل الديني الفقهي , فان كل مايخرج عن منظومة الحلال يصبح حراما . وكل علاقة جنسية خارج الاطار الذي حدده الشارع تصبح غير شرعية .

وتزداد النظرة قسوة في التعامل في اطار الجنسانية المثلية , حيث يصنف كل ( مثلي ) باعتبره من فئة (اللااسوياء ).

حيرة السيدة ( ا ) انها نابعة من كونها لاتضع سلوكها الجنسي في هذا الاطار غير الاخلاقي الذي يبيح محاكمتها . انها تنظر الى الجنس بوصفه ممارسة ومعرفة في اطار مختلف لااخلاقي محض .لقد ارتبطت ممارسات السيدة ( ا ) بالسلوك الجنسي , اي بحقيقته الخالصة وهي ( لااخلاقية )الجنس و ( لااخلاقية ) السلوك الجنسي .

ان الاخلاق لاتتوفر اسباب وجودها الا اذا ارتبطت بالجنس . لقد استخدمت هذه المنظومة الاخلاقية في قمع الجنس وافقار معرفة الناس ومنع الحديث عن الجنس .
لقد انطلق مشروع د .الفة يوسف من تحويل اللغة اليومية المبتذلة الى موضوع نبيل جدير بالدرس الاكاديمي , وقامت بتفكيك فلسفة اللغة من حيث دلالاتها النفسية والرمزية لتخليصها من الخطاب الاخلاقي .

ان خطاب السيدة ( ا ) اللااخلاقي احتاج الى انصات المؤلفة الجامعية د .الفة يوسف حتى يكتسب وجاهة .
وتختم د. الفة يوسف كتابها بعبارة ( في البدء كانت الام ) . فالحياة تخرج من الام .

يرى كاتب المقال بان المجتمعات الغربية مجتمعات متعددة الثقافات وتقوم على الاغلب بالفصل بين الجنس والاخلاق وبين الفصل بين الجنس والدين (من ناحية علمانية المجتمعات وتشريعاتها ), لذا تعتبر الممارسة الجنسية المثلية عملا جنسيا طبيعيا .

( تم الموضوع )...

مقالات ذات صلة :

مقالتنا ( البحث عن الهوية الجنسية – ج 2 ) وعلى الرابط التالي : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=454915














#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 2
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 1
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 1
- دور مكة بين الوثنية والتوحيد
- جذور الاشتراكية في العراق القديم
- جذور المجتمع الامومي عند العرب
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 3
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 2
- بين الحرية ومصادرات العقل الغائي
- الاصول اللغوية للخمر
- من الماركسية الى النظرية النقدية
- بابك الخرمي وثورته المشاعية
- نافذة في زمن الغفلة والفكر
- الخمر واشكالية تحريمه في الاسلام
- بناء الذات بين النجاح والفشل
- قلق وجدل فكري
- تشابك الازمات وتعقيداتها
- العبودية في بابل واشور
- الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بابل
- الملك حمورابي وعلمانية الدولة البابلية


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - وليد يوسف عطو - البحث عن الهوية الجنسية - ج 3