أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 2















المزيد.....

الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 2


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 16:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




(يرى الكثيرون ان نظرية الكم باتت باشراكها العقل نموذجا اساسيا تفتح الباب الى فهم الارادة الحرة . ويبدو ان عالم الكم قد ازاح بعيدا الفكرة القديمة القائلة ب (الكون الحتمي ) , حيث كل شيء قد تقرر سلفا من قبل آليات الكون ).
بول دافيز



يؤكد ( بول دافيز )في كتابه( الله والفيزياء الحديثة ) – ترجمة :هالة العوري – ط 1- 2013 – صفحات للنشر والتوزيع – سورية – دمشق .

ان ديريك طرح معادلة جديدة لوصف السرعة العالية في عالم الذرة وسلوك الالكترونات .وتوقع ظهور احد الالكترونات المضادة , الذي لم يكن مكتشفا من قبل , في نظام يحفظ الشحنات الكهربائية بالتزامن مع الظهور التلقائي للالكترون .

وعبر هذه الطريقة يتم خلق زوج من الالكترون والالكترون المضاد.وفي عام 1933 قام كارل اندرسن بدراسة توقع فيها الظهور الغامض للالكترونات المضادة والتي توقعها ( ديريك ).وهكذا تم خلق المادة المضادة في المختبر لاول مرة . وبذلك حصل ديريك واندرسون على جائزة نوبل مناصفة .

وفي السنوات اللاحقة اصبح انتاج الالكترونات ومضاداتها المعروفة ب ( البويزترون ) امرا شائعا .
اذا كان الكون مكونا من المادة والمادة المضادة , الامر الذي يجعله مضطربا بعنف , يكمن السؤال :اين تذهب كل تلك المادة المضادة ؟.يقول العلماء انه من المحتمل السماح بزيادة طفيفة للمادة في درجة الانفجار الكبير . ففي درجة حرارة تبلغ بليون بليون بليون درجة مئوية , التي يمكن توفرها فقط اثناء الجزء الاول من البليون بليون الثانية وفي مقابل خلق كل بليون من البروتونات المضادة يخلق بليون وواحد من البروتونات , وبذلك يتفوق عدد الالكترونات على البويزترونات بجزء واحد في البليون .

هذه الزيادة ذات اهمية حاسمة , حيث سيفنى في المذبحة اللاحقة بليون زوج من البروتونات والبروتونات المضادة وينجو بروتون اعزب واحد والكترون واحد . وتصبح بقايا الجسيمات هذه المواد التي ستشكل المجرات في الكون .
ان النظرية التي تتوقع زيادة طفيفة في انتاج المادة , تتوقع ايضا تدميرا ضئيلا تلقائيا للمادة بواسطة الالية نفسها .
على امتداد فترة زمنية هائلة سوف تضمحل البروتونات الى بوزيترونات والتي سوف تقوم بابادة الالكترونات . لذا من المحتم في النهاية اختفاء كل المادة .

مع ذلك فان المدى الزمني طويل للغاية لدرجة ان جسم الانسان يفقد بروتون واحد طوال حياته . ويقوم العلماء الان بمحاولة للامساك ببروتون واحد في حالة اختفاء .

البحث عن العقل والوعي الكونيان

البحث عن الاله داخل الكون :

يعبر دوجلاس هو فستاتر عن العلاقة الاختزالية والشمولية حيث يعرض لمستعمرة النمل .يمتلك النمل مدينة اجتماعية منظمة تتصف بدرجة عالية من التنظيم , تستند الى تقسيم العمل والمسؤولية الجماعية . ورغم ان لدى كل نملة مرجعا سلوكيا , ربما ادنى من بعض الالات البالغة الصغر , لكن المستعمرة بكاملها تعرض لنا مستوى بارعا للغائية وللذكاء .ويتضمن بناء المستعمرة مشاريع هندسية واسعة وراقية .

ومن الواضح عدم امتلاك النملة لمفهوم عقلي عن التصميم الكبير , لكن كل نملة مبرمجة ببساطة لتنفيذ مجموعة سهلة محددة من المهمات . وهذا يماثل وصف جهاز الحاسوب .
ولننظر الان الى المستعمرة ككل , حيث يبدو النظام المعقد وهذا المستوى الشمولي , المتطابق مع وصف البرنامج في استعمال الحاسوب , يظهر بوضوح خصائص السلوك الهادف والنظام والتعاون والنمطية .

ورغم اعتيادنا التفكير في النمل بصفة كائنات اولية , فثمة احساس بان المستعمرة ككل كائن واحد ايضا .ان اجسادنا تمثل ايضا مستعمرات تحتوي على مليارات الخلايا الفردية المتعاونة في نظام جمعي , لكن ترابطها اوثق مما في مستعمرة النمل .

ان القول بان مستعمرة النمل مجرد مجموعة نمل يغفل حقيقة سلوك المستعمرة , ويماثله كذلك القول بان برامج الحاسوب ليست حقيقية , بل مجرد نبضات كهربائية , وايضا القول بان الانسان لايعدو ان يكون مجموعة خلايا من ال DNA . ثم يخلصون الى ان الحياة ليست ذات مغزى , بينما الحياة هي ظاهرة شمولية لايمكن اختزالها .
لهذا يمكن دراسة الحياة بهدف الوصول الى برهان على وجود الاله . ولكن يبقى الاختلاف في الموقف من معرفة الاله , هل هو اله الديانات منبثق من عالم ماورائي ؟ام انه اله مركب ومعقد منبثق من داخل الكون على نمط مستعمرة النمل ينبثق من عالم نظرية الكوانتوم (الكم )؟.

ان وجود ذكاء خارج الارض سوف يؤثر بعمق على الدين وسيحطم العلاقة التقليدية بين الانسان وبين الله .الصعوبات حقيقية بالنسبة للمسيحية والتي تفترض ان كلمة الله تجسد في شخص يسوع المسيح ( عيسى ابن مريم )ليقوم بمهمته في تقديم الخلاص والتحرر للانسان .
ان اضافة مسحاء اخرين ليقوم كل منهم بزيارة منهجية بشكل مادي الى كوكب ماهول اسوة بالمخلوقات الارضية ,فكرة لاتخلو من السخف,بحسب ( بول دافيز ), لكن كيف يتم ذلك دون خلاص اولئك الغرباء؟

يرى (ايرنان ماكمولين ):
( ان الدين غير القادر ,في نظرته الى العلاقة بين الاله والكون , على ايجاد مكان لاشخاص من الفضاء الخارجي , سيجد صعوبة متزايدة في الحصول على ايمان الناس في مستقبل الزمان ).

ان بحثنا عن الحياة والكون والاله تطرح دليلا قويا على نوع من الغائية في الكون لتصبح الحياة مجرد مرحلة فحسب في تراتبية التعقيد . ويعتقد كلا من هويل وكيرك بان الحياة على الارض ربما جاءت اصلا من الفضاء الخارجي .

ان المادة في عالم الكم تحاول ترتيب علاقاتها لتصل بها الى مستوى العقل والوعي الكوني ,سواء اتم ذلك بالعشوائية وبمحض الصدفة ام عن طريق غائية يمكن ان نطلق عليها تعبير (الحتمية العلمية ) ,يتوجب علينا ان نعلن ان ثمة نظاما غامضا لتنظيم الذرات . وربما تكفي صورة كهذه لارضاء المؤمنين.

ان سماح عالم نظرية الكم بظهور احداث لاسببية يسمح للزمكان بالظهور من اللاشيء نتيجة لانتقال كمومي غير مسبب .
لاتوجد جدوى في الحديث عن (الحقيقة ). تخبرنا الفيزياء بما يمكن معرفته عن الكون وليس بما هو عليه الكون الان .

ان نظرية الكم باعلانها مبدا الريبة والشك تطالبنا بعدم وجود حقيقة موضوعية .لم يعد يجدي الحديث عن نظرية تستند الى (الخطا والصواب ). يقول روبرت ميرتون :( تطلب معظم المؤسسات ايمانا غير مشروط, فيما المعاهد العلمية تعتبر الشك فضيلة . وحين اكتشف آينشتاين النظرية النسبية ادرك ان نظرية نيوتان الخاصة بالفضاء والزمن غير كافية , لوصف سلوك الاجسام المتحركة بسرعة تقارب سرعة الضوء ,لهذا تم استبدالها على الفور ).

ختاما ينهي ( بول دافيز ) كتابه بالقول :
(من الغباء انكار ان الكثير من الافكار الدينية التقليدية عن الاله والانسان وطبيعة الكون , قد جرفتها الفيزياء الحديثة بعيدا . مع ذلك فقد اظهرت ايضا كثيرا من المؤشرات الايجابية بان وجود العقل على سبيل المثال كشيء مجرد وكلي وذي نمط منظم وقدرة تحررية ايضا , يدحض فلسفة الاختزال التي حولتنا جميعا الى لاشيء سوى كوم من الذرات المتحركة ).

ختاما يعتقد كاتب المقال ( وليد يوسف عطو ) ان هذا المقال سيعطي تعزية للمؤمنين وضربة قاصمة لاصحاب النظرية المادية المتطرفة في الاختزال .

يتبع ...

مقالات ذات صلة :

(مهدي بندق : الملحدون والمؤمنون وفلسفة النسبية والكوانتم – مصححا ),وعلى الرابط التالي :


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=454192



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 3
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 2
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 1
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 1
- دور مكة بين الوثنية والتوحيد
- جذور الاشتراكية في العراق القديم
- جذور المجتمع الامومي عند العرب
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 3
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 2
- بين الحرية ومصادرات العقل الغائي
- الاصول اللغوية للخمر
- من الماركسية الى النظرية النقدية
- بابك الخرمي وثورته المشاعية
- نافذة في زمن الغفلة والفكر
- الخمر واشكالية تحريمه في الاسلام
- بناء الذات بين النجاح والفشل
- قلق وجدل فكري
- تشابك الازمات وتعقيداتها
- العبودية في بابل واشور
- الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بابل


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 2