أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - العثمانيون سفاحون لم يهذبهم اتاتورك .













المزيد.....

العثمانيون سفاحون لم يهذبهم اتاتورك .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4786 - 2015 / 4 / 24 - 09:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كلما رأيت الصور الفوتوغرافية التي أرخت لما فعله القتلة من سفاحي بني عثمان في النساء والصبايا الارمن منذ قرن من الزمان لا أستطيع أن امنع نفسي من التفكير في امرين أحدهما إستدعاء نفس الصور التي تمطرنا بها أجهزة الاعلام عن مخازى مليشيات الاسلامجية (المدعومة من تركيا ) في العراق وسوريا و ليبيا ، و الاخر هو ماهية العوامل التي تتسبب في حدوث مثل هذه المجازر .
إن تأمل السيناريو الذى تم للاحداث كما وصل لنا لابد أن يقود الي أن المعتدين ( في كل من الحالتين ورغم إختلاف الزمنين ) كانوا مجموعة من الضوارى البرابرة .. يؤمنون بأن من حقهم إبادة أصحاب الاديان الاخرى ليروا الناس يدخلون في دين الله أفواجا .
اى أن سبب هذا السلوك المتوحش .. عاملين .. أحدهما أن من قاموا به من العثمانيين لم يكونوا قد خلعوا بعد رداء البدائية و التوحش رغم كونهم في القرن العشرين ..( وهو ما يتكرر في القرن الحادى والعشرين ) والاخر أن الاسلام (كما فهموه ) أعطاهم الترخيص في أن يقتلوا ويأسروا سبايا وينهبوا ويغتصبوا .. كل الاقليات التي تعيش تحت سقف دولتهم الجائرة ،مجردا إياهم من شرف الضمير الذى نمت اصوله وتكونت قواعده بين البشر لحامية الانسانية خلال القرنين الثامن والتاسع عشر .
كائنات علي هيئة بشر إفتقدت الي الملامح التي يكتسبها المتحضرون( فتجعلهم يحترمون الحياة ولا يهدرونها )..وعقيدة غير مفهومة لهم لكتابتها بلغة مجهولة فلايصل منها الا ما يقدمه الشيوخ الذين يأتمرون ويمررون ما يخدم اهداف الحكام التوسعية.
قبل أن أسترسل ..يجب أن أجيب علي تساؤلين إفتراضيين أحدهما يضع هذا السلوك الهمجي بجوار سلوك الاوروبي المستعمر في افريقيا والغازى لسكان امريكا وأستراليا الاصليين أو سلوك امريكا التالي لهذه المجزرة بضرب اليابان بقنبلتين ذريتين .. و تدمير العراق و ليبيا بالصواريخ عابرة القارات والطائرات العملاقة مسببة الهلاك .
والاجابة حتي نوقف الجدل .. أن من فعل هذا لا يقل توحشا و إجراما عن من فعل ذاك و أن الكوارث التي تسبب فيها أشباه التتار والمغول في المنطقة وفي الهند و امريكا واوروبا .. لن نكايلها بمكيال اخر .. كلها أعمال إجرامية متوحشة لا يقوم بها قوم متحضرون .. حتي لو كانوا من ارباب البانتجون أو طيارى عاصفة الحزم المدللين.
الامر الاخر أن الدين الاسلامي الذى أخرجته داعش و شركاؤها من الكهف .. لا يختلف عن دين بني عثمان الذى كان المفهوم للعامة والخاصة من خلال فتاوى مشايخ السلاطين .
وفي هذا أيضا لن أجادل فما نقرأة في كتب التفسير و التأريخ و السيرة .. يدعم تكوين الصورة غير المحببه لسلوك المسلمين الاوائل بنفس درجة عدم رضاءنا عن سلوك المسلمين المحدثين من السلفيين وحاملي لواء الخلافة . ولكن هذا(التسليم بالتطابق ) لايمثل مبررا.. فكل الحضارات التي قامت علي قواعد من الظلم والقهر وعدم المساواة إنتهت الي قيم معاصرة تحترم الانسان و حريته .. و دمه .. وتدين .. أسلحة دمار الحياة و البشر .
نحن نتكلم عن القيم الانسانية كما هي ( الان) .. ومفهوم قواعد السلوك الحميد( الان).. و ندين ما يقوم به الاشرار (الان) . وبمقاييس اليوم و قواعده .. و معادلاته ومساره و احلامة بغد يتوقف فيه إغتيال الانسان لاخيه الانسان وينتهي من محاولاته بتدمير كوكبنا (الارض) و ما عليه من كائنات .
إن قتل البشر وذبحهم وتدمير ممتلكاتهم واثارهم .. عمل متوحش منحط غير إنساني مهما كانت جنسية صاحبه او ديانته .. متفقين في ذلك مع ما قاله السيد وزير الخارجية الارميني (( إن منع حدوث المذابح هدف موحد للجميع، وهو أسمى من أي هدف سياسي، فعدم السماح بتكرار تلك المذابح واجبا)).
فلنقر بأن ما حدث منذ قرن من الزمان .. تم بقوانين ذلك الزمن .. و هي قوانين جلفة لا تختلف عن صراع وحوش الغابات .. وعلينا قبل ان نسترسل في نقاشنا أن ندينه .. و نعترف بوضوح لا يقبل التلاعب .. بان هذه المجزرة التي إرتكبها بني عثمان في إطار ابادة ابناء ديانة مخالفة كانت عار علي الانسانيه . ((وأضاف الوزير، أن المذابح كان هدفها إبعاد العنصر المسيحي من الأماكن المتواجدين فيها، مشيرًا إلى أن العديد من الذين في الأقطار الأوروبية والولايات المتحدة وروسيا والعالم العربي، وكثير من المفكرين، والسياسيين والدينيين رفعوا أصواتهم ضد الإبادة، ودعوا المجتمع الدولي لإدانتها)).
الغريب أن أبناء بني عثمان المحدثين .. وباقي عصابات السلفيين العنصرية من بعض السلاطين المشايخ لم تتطور قيمهم الانسانيه مع ثورة القيم التي طورها البشر فيما بعد الحرب العالمية وظلوا علي تخلفهم عن العصر.. ولم يعترفوا صلفا وعندا بان أجدادهم كانوا من ضوارى المتوحشين .. ولم يعتذروا كبرا و أنفه وبتعال كاذب غير مبرر ..او خوفا من مطالبة احفاد المعتدى عليهم بحقوقهم المترتبه علي هذا الاقرار رغم أن بداية إصلاح كوكبنا هو في النقد الذاتي الاجابي البناء ((وأضاف أن المذابح ضد الأرمن ليست ألما للشعب الأرمني فقط، ولكنها جريمة ضد البشرية، مشيرًا إلى أنه في الواقع أن الاعتراف بالإبادة مسألة بشرية للجميع)).
نعم إنها مسألة تخص البشرية .. لتنظف الجراح الذى إمتلاءت بالصديد الداعشي قبل أن نفتح الخراج .
اما بعد ..فإن عدم إدانه أعمال التوحش التي قام بها الاجداد .. بل إعتبارها من ميزات زمنهم المسببه للفخار .. هو الذى يجعل تكرارها مقبولا يقابل بالترحيب والدعم.
وقبل أن نطالب العالم بأن يضع النقاط علي الحروف في القرن الحادى والعشرين مدينا قتل البشر في اى زمان او مكان معتبرا إياه عملا جبانا شديد الهمجية .. سواء قام به أبناء الفراعنة او البابليين او الاغريق او الرومان او الفرس او العرب او التتار او المغول او بني عثمان او ابناء البرتغال وإنجلترا والنمسا وفرنسا و اسبانيا ..أو حتي حديثا الروس والامريكان وحثالة العربان معترفا (أى العالم ) بان إستخدام القوة عمل من اعمال الهمج و بان الانسان كان وحشا عندما قام به.. ثم تعلم من الالم الذى شهده أثناء حربين عالميتين مهلكتين .. علينا أن ننظر نحن لعاهاتنا .. التي تقود أشرار الدنيا .. لضرب بلاد الاخرين في العراق و سوريا و اليمن .. ونتأمل ما صرح به الامير السعودى طلال بن عبدالعزيز :(( حلفاؤنا خذلونا وجنودنا هربوا من الخدمة و طيارونا مرتزقة)).
علي العالم أن يعترف بان القوميات و الشعوب المختلفة رغم تفاوت حظها من التحضر الا انها في النهاية من البشر الذين لهم حق الحياة في سلام وامن .. مهما كانت عقيدتهم .. وان كل عمل عسكرى باسم الدين او القيم العليا .. هو إنحطاط سلوكي إذا ما إنتهي الي القتل و القهر و السلب و الاغتصاب.((وقال أن المملكة شعرت الآن بأنها استُدرجت للحرب على اليمن بقرارات خاطئة وستقبل بالحل الذي كانت ترفضه قبل الحرب .واضاف الأمير طلال بن عبد العزيز أن الطيارين الذين يقصفون اليمن كلفوا ميزانية المملكة كثيرا واصفا اياهم بالمرتزقة حيث يتقاضى بعضهم 7500 دولار على الطلعة الواحدة وهم من باكستان والهند وفرنسا وأمريكا ومصر)).
وعلي العالم.. أن يعلي من قيمة السلام و التعايش غير العدواني و ان العقل و المنطق هما الطريق الوحيد للحصول علي الحقوق، وقال طلال بن عبدالعزيز :(( أخبرنا حلفاؤنا بان لا نغامر باستفزاز إيران وتهديدها والا فاننا سنفتح نار جهنم علينا وان القوات الإيرانية ليست اليمن لأنها قادرة على تدمير البنى التحتية والقوة العسكرية للمملكة خلال 24 ساعة))
فإذا ما إتفقنا علي ان كل عقيدة تؤدى الي القتل و تصفية الاخر هي عقيدة فاسدة ضد الانسانية .. فإن نقاش ما نحن بصدده من بلاء .. سيصبح اسهل .((وختم مصرحا بحصول ارتباك في قيادات الجيش السعودي من حرب برية وأن هناك جنوداً هربوا من الخدمة خوفا بعد ان سمعوا بان الحلفاء تخلوا عنا)).
في بلادنا لازال فكر الامبراطورية العثمانية يرعي بين البعض من هؤلاء الذين يتصورون ان زمن خلافة بني عثمان كان عصرا ذهبيا وهؤلاء الذين يتصورون أن التحضر في العالم قد توقف منذ غادر المسلمون الاندلس و من يتصورون أن السلف الصالح كانوا من الملائكة المقدسة التي لا تقبل سيرتها النقد بل التقليد ..حتي لو كان تقليداغير منطقيا بالزواج من طفلة لم تتعدى الثامنة .
هذه القيم المتحفية وهذه السلوكيات الوحشية لم تعد تصلح لزمننا .. وبالتالي .. فإن أسواق النخاسة .. إذا قامت اليوم في العراق فلابد من إدانتها وإعتبارها وصمة نكوص .. وقطع رقاب المسيحين عمل إجرامي لا يقوم به الا مختلي العقول .. و الاستيلاء علي الاموال لصوصية مهما كانت المبررات .. فلنسمي الاشياء باسماءها قبل أن ننتقد الغرب( الكافر المنحل) . لنجد اننا نحن كفار الزمن الحالي المختلين الاكثر إنحلالا وقسوة و وحشية .
ما يحدث في اليمن من تفجيرات .. و ما يحدث في العراق من عدوان علي الاقليات .. وما يحدث في ليبيا من قطع رؤوس المسالمين .. وما يحدث في القاهرة من إغتيال الضباط والجنود .. أعمال تعود لزمن مضي ، قاس ومتخلف و همجي متوحش .. لا يقل عن ما فعلة بني عثمان في الارمن .. فلننظر خلفنا بغضب و نتعلم من التاريخ كيف كان الانسان وحشا .. ونحمد زمننا الذى جعل منا بشرا فلا نكرر ما فعلة بني عثمان الذين إنتكسوا فشلا علي مشروع اتاتورك لترويض الضوارى واتوا لكراسي الحكم بمن لازال يؤمنون بدعم كل ما هو خبيث ومدمر .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب العصابات ودفاعات اللوياثان.
- الفساد والحلول الرقابية الامنية .
- أشعر بالخجل كلما رايت رجلا يقهر إمرأة
- في بلادى،الفتاكة كنزلايفني
- في صدرى وطن ينتحب .
- قراءة في تختة رمل مارس 2015 .
- متخلفون ولكنهم ليسوا بمجرمين.
- ذكر المبدأ وشأن الخليقة و ذرء البرية
- الفظ غليظ القلب قاتل الابرياء
- زلزال ما بعد المؤتمر الاقتصادى
- حياتنا التي جعلوا منها معاناة شديدة الصعوبة !!
- قراءة تختة الرمل فبراير 2015
- هل يحمل إسلامنا كل هذه الشراسة .
- الفريق أسامة عسكر مكلفًا بمكافحة الإرهاب
- في إنتظار ((اميني )) القادم من الجنوب .
- داعش و الواغش وإهدار كفاح قرنين
- دليل الشخص الذكي نحو تعليم ذكي
- الخواجات علي ارض المحروسة(يا أهلا بالخواجات )
- أما قبل وأما بعد ..الفاشيست يتحكمون في مصر
- تأملات مسن يعيش في القرن الحادى و العشرين


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - العثمانيون سفاحون لم يهذبهم اتاتورك .