أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - زلزال ما بعد المؤتمر الاقتصادى















المزيد.....

زلزال ما بعد المؤتمر الاقتصادى


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4751 - 2015 / 3 / 17 - 18:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أؤمن بالتفاؤل و التشاؤم ..و لا بالمعجزات و الايات و الخوارق ..و لا أرى ..أن للدعاء فائدة .. فالسماء أغلقت أبوابها منذ قرون عديدة .. وتركت البشر .. يديرون حياتهم باسلوبهم الخاص .
لا أتصور أن بمكان ما من الكون الفسيح .. من يرصد ماتش الطاولة بين عم حسن و الاسطي برعي .. ويمنح الاول (دوش ) في اللحظة الحرجة ليمسك (الخشب) .
تصور إنحياز السماء لشخص ما .. او لفريق او مجموعة من البشر .. امر في غاية الغفلة و التسطح .. لمعني الوجود .. ولمعني الحيادية بين الكائنات .
و ولست مقتنعا بأن هناك ما يسمي بالابتلاء .. او أن الاقدار قد رصدت منذ البداية و اننا و القطط والفئران و الشجر و الزهور و الفاكهة .. مرسوم لنا بدقة وقت تواجدنا .. و دورنا في الحياة و زمن الرحيل .
إن تخيل أن يزرع أحدهم تين شوكي فيحصده تفاحا ببركة ما .. مهما كانت قوتها أو قدرتها .. بالنسبة لي هو شكل من أشكال اللامنطق ألذى لم تمارسه الطبيعة ابدا .
القوانين التي تسير الكون صارمة .. حاسمة .. لا تتغير مهما حدث .. و الشمس لن تتوقف عن المغيب في موعدها .. لاى سبب .. وإذا حدث .. فان الحياة علي الارض قد تتعرض للفناء .. وقد تبتلعها ..سيارة او نجم .. يترصد بكوكب عاق أن يخرج من منظومته .
تأمل هذا الكون كما يكتشفة العقل الواعي .. تضع تراث البشر عن إنتظار المعجزات .. في متاحف الانثروبولوجي .. و تحكي قصة الغفلة الانسانية في زمن البداية .. و نقص الادوات والمعلومات .. واللجوء الي إفتراضات وهمية .. لا تزيد عن كونها مخدرات .. تسمح لمسطحي العقول بالاستمرار .
الاحداث التي يشهدها البشر .. تخضع لقانون .. ان المقدمات .. تؤدى الي النتائج .. كما لو كنا نعيش في معمل .. إن وضع القاعدى مع الحمض يعطي ملح وماء .. لو فعلتها مليون مرة فستحصل علي نفس النتيجة بدون اى إنحراف ..إلا إذا تدخل عامل أخر ..عندما اسلم اللص مفتاح الكرار فانا أحكم علي الكرار بالافراغ .. و عندما .. اتسول من شخص فانا أخضع لشروطه .. وعندما أقترض علي إرجاع القرض و فوائده .. و عندما أبدد ثروة أبي الموروثة فلن يخرج من القبر ويجددها لي .
هذه الفرضيات البسيطة .. تغيب عنهم .. هناك في بلدنا .. حيث .. كان يجلس الدهماء و السوقة حول معمم ملتح .. يدعون.. يا ربنا يا متجلي داهية تاخد العثمانلي .. و المتجلي يتركهم .. في غيهم لثلاثمائة سنة (من 1500 الي 1800 ) .. ومع ذلك يجلسون في نفس المكان يدعون يا ربنا يا عزيز داهية تاخد الفرنسيس .. و ربهم لا يأخذ الفرنسيس .. ثم يكررون هذا و يجلسون في نفس المكان يدعون يا ربنا يا عزيز داهية تاخد الانجليز .. والعزير يجعل الانجليز تلبد لسبعين سنة .
وعندما يغور الانجليز .. ويجلس علي العرش مصريون يتجبرون .. و يسجنون .. ويعذبون .. ويسرقون .. وينهبون .. و يرتشون .. ويفسدون .. يجلس المثقفون مكان الدهماء .. يدعون .. يا ربنا يا عظيم إحفظ الرئيس ، وإهده لصالح الوطن و المواطن ، وأيده بنور من عندك يضيء بصيرته و إجعلة محققا لإرادتك وعدالتك و رحمتك .
ورغم أن هذا الدعاء سمعناه مع كل الحكام يتردد يوميا في المساجد و الكنائس و علي صفحات الجرائد وحاليا الفيس بوك ..إلا أن الوضع يبق علي ما هو علية بل يزداد سوءا يوما بعد يوم ..و لا ييأس الدعاة من ترديده .
لا أؤمن الا بقدرة الانسان علي الدراسة و التحليل والفهم و التقدير و العمل و المتابعة و التصحيح ..اما البركة و الدعاء و التفاؤل ..و المعجزات و الخوارق ..فلا مكان لها في راسي لذلك .. أعجب من هؤلاء الذين يحتفلون بما حدث في شرم الشيخ .. و عندما .. أحاول أن أشرح أن هذا المؤتمر تكرر في حياتي لثلاث مرات ..وأن علينا دراسة نتائجها حتي لا تتكرر نفس الاخطاء أقابل بعاصفة من الانفعال العاطفي غير المبرر الا ((..بان الله سبحانه سوف يسدد خطي القيادة لما هو في صالح المجتمع )).
بعد هزيمة 67 .. و كان عبد الناصر في أسوا مواقف حياته .. عقد الاخوة العرب مؤتمرا مماثلا في الخرطوم ..و هددوا بقطع البترول .. ولكن الزعيم المهزوم رأى أن الاستفادة من دخل البترول لنجدة الجيش المنهار أفضل من التلويح بهذا السلاح ؟ و قامت مسابقة في الايثار .. والجود ..الاموال التي تبرع بها الاخوة .. كيف أنفقت .. وما عائدها .. و هل نعرف حجمها .. .. فشلت في أن أعرف حقيقة ما حدث رغم محاولاتي العديدة .. نفس الامر بعدما عبر الرئيس المسلم لبلد مسلم القناة .. تبارى الاخوة من قيادات الخليج في دعمه لانقاذ إقتصاده المنهار .. ما هو حجم الدعم .. كيف أنفقه ما هو العائد الاجتماعي .. من المستفيد .. كل المؤشرات تشير الي أن بداية عصابات البزينيس التي تولدت من قيادات القطاع العام و الحكومي كانت بدايتها هذه الاموال .. ثم أنه بعد تحرير الكويت يقول هيكل أن دول الخليج منحت مبارك مائة مليار دولار .. مبلغ مهول .. كان يمكن أن يغير وجه مصر .. ما الذى حدث ..إختفي بواسطة عصابات هذا الزمن او كما وضح هيكل (الجراد الملتف حول الرئيس ) .. ثلاث رؤساء ..اغدقت عليهم اموال الجاز .. وتبخرت .. بل زادت الطين بلة .
عندما يدار مزاد في شرم الشيخ .. و تجمع المليارات .. ما بين منح و مشاريع و وودائع تجعل رئيس الوزراء العاطفي يبكي .. الايحق لنا أن نستوعب دروس الماضي .. ونكشف في شفافية إسلوب إنفاقها .. أم سنكرر ما فعلة الرئيس الموررسي .. في الاموال القادمة من قطر و الخليج .. والتي حولها لقنابل و مدافع .. وإغتيالات لتدمير الدولة و الامة .
السيد الرئيس السيسي .. له قبول .. وهو في الغالب الاذكي و الاكثر تدريبا و تعليما بين الرؤساء السابقين جميعا .. ولكنه إختار لرئاسة الوزراء قطا معروفا يجب الا يترك له مفتاح الكرار .
المطالبة بالشفافية .. والمطالبة بمعرفة من سيوكل لهم التصرف في اموالنا و مدى كفاءتهم وقدراتهم و امانتهم ..امر لا يقبل ان نقول عنه (سيبها علي اللة) .. او (إدخلوها امنين) .. او (مصر محروسة ببركة القديسين) ..او (تفاءل يا رجل السيسي غيرهم) .. او( نجيب الفلوس وبعدين نتفاهم) ..
لا.. لا .. أيها السادة كفانا ديونا .. و كفانا مشاريع فاشلة .
المليارات التي أنفقت علي توشكي او علي شطحات مماثلة مثل صواريخ الظافر و القاهر .. او العديد من محطات توليد الكهرباء او تنقية مياة الصرف الصحي او السكك الحديدية او الانفاق و مترواتها لم تقدم لمصر إعتباطا .
في كتاب (( لجون بركنز ))بعنوان ((الاغتيال الاقتصادى للامم )) مؤلفة كانت وظيفته عمل دراسات جدوى متفائلة لمشاريع تقدم لزعماء من العالم الثالث .. يستدينوا علي حسها .. ثم تنفذ المشاريع باسعار متضاعفة ((بسبب الفساد )) و تجني أقل من المتوقع ((بسبب الغش و الجهل و الفساد )) و تغرق الامم في الديون وفوائد الديون ..ثم تفقد إستقلالها و إرادتها .. .. هذا ما تعلمناه عمليا .. مرتين .. مع إسماعيل باشا و ذكر بالتفصيل في كتاب ((بنوك وباشاوات ))((د. دافيد لاندرز ))استاذ التاريخ الاقتصادى في هارفرد .. و ما حدث مع إنفتاح السادات و الذى لازلنا نعاني منه حتي اليوم و تجد شرح تفصيلي له في كتاب الوزير ((فؤاد مرسي )) ((هذا الانفتاح الاقتصادى )) .. وها نحن علي وشك تكارة لثالث مرة .. فعندما نجد أن الممولين يسوقون لدينا مدينة .. بمبلغ 360000000000 جنية .. فلابد أن نتسأل هل جون بركنز بيننا .. و من المستفيد .. و نعود لتجاربنا المريرة .
فإذا ما وجدنا الناس متحمسون .. كحماسهم ايام السادات .. و يقيمون الافراح و الليالي الملاح .. فلابد أن يشك الانسان في مدى استيعابة .. فقد يكون هناك عوامل مجهولة لي .. تغيير من المعطيات التي تعلمتها .
الجيش المصرى في إنحيازة للشعب ضد غيلان الاخوان و السلفيين .. يعتبر بطلا و منقذا .. و الرئيس السيسي باقتراباته وحب الناس له .. وتضحياته .. يعتبر بطلا و منقذا .. و لقد سعدت بوجوده .. ولكن عندما عبرت عن هذا أضفت أنني سأكون دائما في مكان المعارض الذى يرجو له النجاح .. و لايدعوا من أجلة مع الكورس المفتون بضربة للاخوان وتخليصنا منهم .. فابواب السماء .. لا تفتح في زمنا ولا لمن هم مثلنا ..لا تتفاءلوا و لا تتشاءموا بل فكروا



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياتنا التي جعلوا منها معاناة شديدة الصعوبة !!
- قراءة تختة الرمل فبراير 2015
- هل يحمل إسلامنا كل هذه الشراسة .
- الفريق أسامة عسكر مكلفًا بمكافحة الإرهاب
- في إنتظار ((اميني )) القادم من الجنوب .
- داعش و الواغش وإهدار كفاح قرنين
- دليل الشخص الذكي نحو تعليم ذكي
- الخواجات علي ارض المحروسة(يا أهلا بالخواجات )
- أما قبل وأما بعد ..الفاشيست يتحكمون في مصر
- تأملات مسن يعيش في القرن الحادى و العشرين
- السلفيون فصل كوميدي ام تراجيديا ماساوية
- تحرير العقل في زمن الاصولية
- يا أبناء الانسان إجعلوا أخوانكم يبصرون .
- من زرع قومية عربية حصدها داعشية .
- الحج وخلط الاوراق في مفاهيم الاستقامة
- تأملات شرقية في مسألة الديموقراطية .
- قذف الاحجار في البحيرة الراكدة
- التدين نشاط بشرى و العلم نشاط بشرى
- عذابات عقل من عالم مهزوم
- وكأننا أسراب جراد أو نمل نكررأخطاء الاجداد


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - زلزال ما بعد المؤتمر الاقتصادى