أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - قراءة في تختة رمل مارس 2015 .















المزيد.....


قراءة في تختة رمل مارس 2015 .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4761 - 2015 / 3 / 28 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن بدأت الطائرات السعودية السنية تقذف صنعاء الشيعية .. و صدور بيانات رسمية تؤكد اشتراك القوات الجوية والبحرية المصرية في المعركة متحالفة مع قوات تركيا وباكستان و قطر وداعش والسودان.. و إطلاق بالونات إختبار لقياس الرأى العام (الذى تاه بين ما هو حقيقي وما هو مفبرك) ..أصبح هذا هو الوقت لاعادة قراءة تختة الرمل التي سبق و قرأتها معكم في فبراير الماضى .
الملحوظة الاولي .. التي يجب وضعها في الاعتبار ..اننا كمصريين حكمنا الشيعة لثلاثة قرون منذ ان غزانا جوهر الصقلي بجيوش الفاطميين عام 900 م حتي إستجار العاضد عام 1200 م ((بنور الدين صاحب دمشق فارسل له اسد الدين شريكوه وابن اخيه صلاح الدين و معهما عسكر من الاكراد فخاف الفرنج ورحلوا الي بلادهم)) واستولي القادم (للنجدة) علي البلاد مغيرا توجهها العقائدى من الشيعية الفاطمية الي السنية الشافعية.
هذا ليس تاريخا بقدر ما هو مؤشرا ومؤثرا حضاريا صاغ سلوك المصريين عبر ثمانية قرون او يزيد تالية كانوا فيها .. محبين لال البيت .. يحجون لمسجدى الحسين والسيدة زينب يقيمون الاذكار و يتلون الاغاني المادحة للرسول واهله..ياكلون العاشوراء والارز بلبن وحلاوة المولد.. ويلتفون حول الازهر الذى اقامه الفاطميون لنشر عقيدتهم
(إن الاسلام لم ينتشر بكثافة بين المصريين الا في زمن الشيعة ).
الملحوظة الثانية ..اننا كمصريين لا ناقة لنا و لا جمل في الحرب الدائرة بمعني أن إنتصار السنة علي الشيعة وبال علينا لان السنة هم الاخوان وهم السلفيون وهم داعش و أخواتها و إنتصار الشيعة علي السنة وبال ايضاعلينا لان الشيعة هم حزب الله وهم داعمي حماس .. وعندما يمتلكون القنبلة الذرية .. سيكون لهم شأن اخر في المنطقة.
نحن لا يهمنا من سيكون المسيطر علي بحيرة الجاز و من الذى سيوزع الارزاق ومن الذى سينحني امام امريكا و إسرائيل او يناطحهما..نحن في كل الاحوال لن نستفيد و سيلحقنا الضرر ... الفائدة الوحيدة التي يلوح لنا بها البعض .. هو أن نقدم لهم بالاجر مرتزقة مدربين علي القتال لقاء حفنة من المليارات كما فعل المبارك في حرب تحرير الكويت و هو امر ارجو الا يكون من مخططات صاحب القرار
الملحوظة الثالثة .. أن حكاية باب المندب و تأثيره علي قناة السويس .. هذه بلونة إختبار خيبانة .. فلا باب المندب يمكن إغلاقه ومنع المرور فيه باى قوة من القوى .. وإذا ما حدث فسيكون من السهل فتحة للابحار الدولي ..إما بالقوة أو بعد دفع رسوم تقارب الرسوم المدفوعة في قناة السويس وهو امر لو تم فلن يضيرنا .. بقدر ما يضير مستهلك المواد التي تعبر البحر الاحمر .. يقفلوه يفتحوه .. هذا شأن يهم من يستخدمه .
الملحوظة الرابعة .. أن اليمن وسكانه بشر من نوع خاص .. لايتوقفون عن القتال و الحرب و الداخل بينهم دائما خسران .. هم يعرفون تضاريس بلادهم .. و قبائل بلادهم وولاءات هذه القبائل دائما لمن يدفع أكثر .. اليوم يدفع الايراني الشيعي و امس كان السعودى السني و قبل ذلك كان المصرى الناصرى الكحيان .. المهم أن يجد اعواد القات ممتلئة بالاوراق الطازجة .. و حفنة من الحبوب و بندقية مع طلقاتها .. وهو يعرف طريقه جيدا .
الملحوظة الخامسة ..أن السلاح الامريكي و الذخيرة و قطع الغيار المستخدمة في القتال.. قد يكون من المفيد ان يتعلم القوم كيف يستخدمونه من خلال المعارك .. ولكنه بالتأكيد يمثل هذا الاستخدام كارثة مزدوجة .. نصفها الاول إستنزاف عوائد البترول والودائع الخليجية التي تكتظ بها بنوك امريكا لاحلال الفاقد .. والنصف الاخر هو عندما يجد الجد سيكون علي الخزينة الخليجية ان تنهك في حرب خاضها من قبل صدام حسين وفقد فيها بلده وبترولها ورخائها
السعودية تبحث عن من يبيعها القنبلة الذرية .. مهما غلي ثمنها .. وباكستان وكوريا .. مرشحتان .. و السلاح الذى تم تخزينة عبر عقدين او ثلاثة للمواجهه مع إيران يستنزف الان وهو ما حدث بالتمام مع عبد الناصر .. إستهلك سلاحة وقواته في اليمن .. وعندما جد الجد .. سقط امام جيوش غير مستنزفة و مستعدة في سيناء .
الملحوظه السادسة .. هو أن ما يعرض الان في مؤتمر القمة العربي من إنشاء قوات عربية مشتركة تعمل كعسكرى درك تضبط الامن و الاستقرار في المنطقة هو نوع من التفاؤل .. الذى جربه من قبل فاروق وعبد الناصر و كانت نتيجته .. أن خضنا منفردين تقريبا ثلاثة حروب ضد إسرائيل اولها عام 47 كان كارثة لسبعة جيوش متحالفة .
الانظمة العربية المختلفة التوجهات .. لم تتفق أبدا علي تحديد ماهية الصديق وكيف يمكن تفريقه عن العدو ..حتي الان نعتبر ان سلفي (داعش) هم العدو في حين أن كل الانظمه ساهمت في و جود هذا الباغي والان كل الانظمة متحالفة مع( داعش) تواجه الشيعة في اليمن وتصفق للشيعة في العراق .. و تعمل كل ما بوسعها الا تمتلك إيران قنبلة ذرية بالتحالف مع نيتياهو الذى يحذر من هذا الامر .. من الذى سيتوجه له شرطي المنطقة .. ليضبطه و يوقفه .. مليشيات ليبيا المتصارعة المدعوم كل منها بواحدة من الاقطار العربية ام عصابات سوريا و العراق ..ام قراصنة الصومال .. ام مستوطنات إسرائيل ، بصراحة .. لازالت مقولة سعد زغلول صحيحة ما دام العرب يعتمدون في تسليح جيوشهم علي ما هو مطروح في السوق .. بنواهي وتعليمات وتوجيهات من يمتلك الذخيرة و قطع الغيار .
هذه الملاحظات يجب وضعها في الاعتبار قبل مناقشة الاوضاع علي تختة الرمل ..حيث توضح .. أننا كمصريين .. لا يهمنا من سيكون المنتصر .. بقدر العمل علي منع الاذى عن حدودنا وشوارعنا و مشاريعنا ..ومن الواضح أن دماء الابناء التى تراق في الدفاع عن امن بلادهم عندنا تخالف تلك الدماء التي قد تهدر من أجل تحقيق أهداف قضايا الغير ..مع همس صغير بصوت شديد الانخفاض .. نحن لا ننافس علي قيادة المنطقة ولا حتي علي المركز الثاني او الثالث .. ولا نرشح رئيسنا ليقع في دوامة احلام عبد الناصر عن الزعامة الموهومة من الخليج للمحيط فالقوى قد تغيرت تماما .
قراءة تختة الرمل ( تعبير عسكرى لمعرفة موقف القوات الحليفة و المعادية ) سوف يربكنا بكثرة المشاركين و تنوع ولاءاتهم .. وتعدد اساليب قتالهم .. بحيث يمكن القول بان النابل قد إختلط بالحابل في فوضي تدعي الست كوندليزا انها خلاقة
ولنبدأ بامريكا .. التي تحارب التيارات الاسلامية المتشددة الداعشية في العراق وسوريا وعلي العكس تدعم دون خجل نفس التيارات في ليبيا ، و تدعم الاخوان المسلمين في مصر وتؤيد عاصفة الحزم الداعشية لضرب الشيعة و تمكين السنة باليمن.
امريكا طبقا للكلاسيكيات السياسية .. ورثت تركة الاستعمار الغربي بعد الحرب العالمية الثانية .. بسبب إشتراكها في القتال متأخرا اى في اخر جولة بعد أن شكلت الحرب سببا في رواج إقتصادي امن لمجتمعها البعيد عن المعارك .. بتصنيع الاسلحة وبيعها لاى مشتر يمتلك الثمن وهو نفس الدور الذى لعبتة في حرب الخليج الاولي ثم الثانية .. و تلعبة بمهارة اليوم ((بيع السلاح والذخيرة ينعش الاقتصاد الامريكي ))
امريكا بعد انتهاء الحرب أطلت علينا بثوبين .. أحدهما عندما طلبت تركيا من بريطانيا دعمها لمواجهة اتحاد ستالين السوفيتي فاحالتها لامريكا .. لتكون المقطورة الاولي في قطار التبعية الامريكية بالمنطقة ..ونحن نعلم مدى التغييرات الاقتصادية الحادة التي واجهت تركيا الحديثة والتدهور الذى لحق به بسبب التبعية الكاملة للفارس القادم من العالم المجهول عبر المحيطات
الثوب الاخر كان مع خروج الانفاس الاخيرة للامبراطوريتين الفرنسية و الانجليزية امام قناة السويس و اوامر ايزنهاور للقوات الغازية بالجلاء .. مع تعهد بالحفاظ علي امن إسرائيل إلتزم به جميع الرؤساء التاليين للجنرال.
امريكا .. كانت عينيها لا تغيب عن امرين الحفاظ علي تأمين بحيرة الجاز والثاني إحتكار السوق الواسعة في الشرق الاوسط و التي اصبحت تمتلك ما تدفعه ... لذلك كان الاتفاق مع الملك سعود ((الحماية مقابل النفط )) هو الاتفاق الذى صار نموذجا في التعامل مع دول الخليج و ايران و العراق وكل من إستيقظ صباحا فوجد بئرا للبترول في أرضة.
هذا الاتفاق توجه أن اصبحت العملة المستخدمة في تداول البترول هي الدولار .. و هو الامر الذى مازال قائما حتي اليوم يحمي عملة امريكا من الانهياروتحمي امريكا الخليج من الاعداء التخيليين او الواقعيين
ما حدث بعد ذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتي اليوم كانت أعمال من شأنها خلق مناخ موال لامريكا في المنطقة يعتمد علي ارجل اربعة ..إسرائيل وحمايتها وتقويتها، تأمين النفط وإستخراجه ونقله وبيعة و إستخدام عوائده لتنمية الاقتصاد الامريكي ،محاولات السيطرة علي القوى الاقليمية الكبرى ( السعودية ،تركيا ،ايران ، العراق و مصر )،مقاومة اى تدخل سوفيتي في المنطقة وقفل البحار الدافئة امام سفنه.
و هكذا فكل الاحداث التي تمت .. كانت حوارا بين المارد الجديد و شعوب المنطقة .. في محاولاتها للخروج من اسفل مظلة التبعية و فك مقطوراتها من القاطرة الامريكية ذات القدرات الفائقة القوة . ( وقف عروض بناء السد العالي ، مواجهة تاميم بترول إيران مصدق ، حروب اليمن ، حرب 67 ، إنتصارات اسرائيل ، فرض السلام علي مصر والاردن ، مواجهة صدام حسين ، كسر شوكة الاسد في سوريا .. تدمير قدرات القذافي .. واخيرا الربيع العربي ثم عاصفة الحزم) كلها كان لامريكا فيها الكلمة النهائية
هل فهمنا دور امريكا الذى لازالت تلعبه كقوة رئيسية بادية بوضوح علي تختة الرمل .. لا تحيد عن اهدافها طول ثلاثة ارباع قرن.
اللاعب الاخر علي تختة الرمل هو تركيا .. التي أضنتها التبعية لامريكا .. وسببت لها ازمات لازالت قائمة .. بطالة عالية ، رفض من الاتحاد الاوروبي ، جيرة غير مريحة خصوصا مع الاكراد
تركيا بعد شوط طويل مع اللادينية .. ومحاولة اللحاق بالمعاصرة الاوروبية.. وجدت انه في زمن البترودولار الخليجي .. سيكون إرتداء بردة الخليفة العثماني اكثر ربحية .. فاتت بمسلميها تضعهم في صدر الصورة منحيه نفوذ الجيش المحافظ علي علمانية الدولة .. ولتقف زوجة الرئيس مرتدية الحجاب في القصر الجمهورى لاول مرة منذ زمن اتاتورك
لعبة قيادة المسلمين هذه في الغالب كانت مربحة .. فعندما إحتل الفواحش (قصدى الدواعش ) ابار البترول في شمال العراق وسوريا .. ضخوا النفط بنصف سعرة .. في عروق الاقتصاد التركي المتصلدة لتنتعش.
تركيا تطمع في إستخدام الجني الامريكي الذى دربته و علمته و كبرته في افغانستان و العراق لكي تقود الاسلام السني مقدمة نفسها لامريكا كأخ توائم لابنهاالاسرائيلي .
وهكذا نجد ان السلاح التركي و إستثمارات الاموال التركية و التسهيلات التركية لتدريب العصاة في الشام والعراق لا تنقطع .. بل تمد يدها في إتجاه سيناء و ليبيا والان تقدم نفسها للتحالف المضاد للشيعة عسي أن تؤمن لنفسها دورا ينقذ إقتصادها و يحافظ علي علاقة مستديمة مع العريس الامريكي الاسود في البيت الابيض وندمائة من شيوخ الجاز .
علي الجانب الاخر توجد إيران الشيعية.. التي خاضت صراعا طويلا للخروج من عباءة التبعية الامريكية التي اسسها وصانها وحافظ عليها الشاة رضا بهلوى و رغم ذلك لم تنقذه هذه التبعية من غيلان الملالي الذين يقودون شعبا جائعا .. مسروقا .. محكوما امنيا(بالسافاك) شديد القسوة والنفوذ.
إيران في ثوبها الجديد خاضت حربا طويلة مع صدام حسين .. كل منهما خيلت له اوهامه انه قادر علي السيطرة علي بحيرة الجاز .. والتحول بفضلها الي قوة إقتصادية عظمي تضم عوائد بترول العراق و ايران و الخليج و السعودية
أيران كانت اهدافها بشكل مستمر لا تغيب عن نظرها (إعادة مجد ونفوذ الكسرى الفارسي المتحكم في بحيرة الجاز).. لذلك غذت علاقات إثنية مع شيعة جنوب العراق و تسللت في إتجاة الخليج قافزة من (مملكة البحرين ) ثم دارت نحو اليمن مؤيدة للحيثين و داعمة لهم .. ومحاصرة باب المندب من ارتيريا و عدن . إيران ساعدت العلويين بسوريا .. وحزب الله في لبنان .. و كونت ركائز ما مع بتوع حماس .. أيران تسعي لامتلاك القنبلة الذرية و تعود بالخليج العربي ليصبح الخليج الفارسي .. و هى علي إستعداد رغم كل الغاغة التي تقوم بها كعداء لامريكا و إسرائيل .. ان تجلس علي منضدة الصلح .. وبيدها اوراقها .. لتحديد مناطق نفوذ كل طرف
الهجوم علي الخليج الغني وأخذه رهينة هو الورقة المختفية التي تلعب بها إيران وإن كان العراق الذى تم تمزيقة هو الورقة الاساسية المكشوفة في التفاوض .. والان اصبح لها صوت علي مائدة مفاوضات اليمن .
ايران تهدد بموجات شيعية تغرق بها المنطقة و امريكا مع تركيا تدفع بالسنة .. و الصراع قائم .. حتي تجلس امريكا علي مائدة المفاوضات .. و تقدم التنازلات خلال رسم الحدود الجديد
الفارس الرابع علي تختة الرمل .. هم امراء و ملوك شبه الجزيرة العربية و الخليج الاثرياء الذين إمتلكوا طائرات تحمل الصواريخ .. و تدمر هنا وهناك رايناها في ليبيا مع الناتو وفي سوريا و العراق مع امريكا وفي ليبيا ثانيا مع مصر .. وها هي تمطر الحوثيين الشيعة في صنعاء بحجارة من سجيل (امريكا ).
بدو الجزيرة العرب .. كانوا دائما مطمعا للصقور المحيطة .. لقد فعل هذا عبد الناصر من خلال القومية العربية ثم صدام حسن من خلال قادسيته ..وإيران إحتلت جزرهم في الخليج و هددتهم وامريكا تستنزف مدخراتهم علي فترات متتالية منتظمة إما بدفع تكاليف الحروب أو بشراء الاسلحة و الذخائر .
لقد كانت تلك القومية العربية الناصرية او البعثية .. المارد المخيف الذى يهدد تواجدهم الهش لذلك عندما إنهزم كل من عبد الناصر وصدام و الاسد .. في معاركهم ضد امريكا و اسرائيل .. كان هذا إيذانا .. بالهجوم لتملأ الفراغ بواسطة الميلشيات السلفية التي تم تسمينها وعلفها لسنين ( يتوسطها الاخوان المسلمين ) التي علي درجات متفاوته من القرب والبعد عن اصحاب البترو دولار
دعاة السلفية انفق أبناء الخليج عليهم و علي صبيانهم ببذخ من اموال بترول السعودية والامارات أينما كان موقعهم في افغانستان أو البوسنة أوالهرسك أوالعراق ثم بلاد ما يسمي بالربيع العربي في اسيا و افريقيا مادام لقبهم ((مجاهدون )) ..اما الاخوان المسلمين فلقد كان الحاضن لهم قطر رغم ان بداية تكوين امبراطوريتهم الاقتصادية بدا باموال سعودية في زمن الهروب بعيدا عن الناصرية
التيارات الاسلامية السلفية ..هكذا .. تكونت لمقاومة القوميين العرب .. ثم إستخدمتها امريكا لدعم مليشيات الافغان ضد الاتحاد السوفيتي .. ثم توحشت و خرجت عن الطوع .. لتضرب نيويورك و لندن .. وباريس .. ودول في افريقيا .. وتصبح غولا تم تربيته علي الغالي بنقود البترول و تدريب ماما امريكا.
عندما دخل الاسود الافريقي ذو الجذور الاسلامية الي البيت الابيض .. كانت خطته إستخدام الوحش الاسلامي لتامين أهداف امريكا الاربعة في المنطقة بدلا من مواجهته ثانياعلي الارض الامريكية المقدسة .. وهكذا .. بدأ التمكين خطوة خطوة .. إستقبال جميع الفصائل المرتدية لبردة الاسلام .. تشجيعها بواسط قطر (للاخوان ) و السعودية (للسلفيين ) .. الضغط علي الانظمة الحاكمة لاتاحة الفرصة لهم بالعمل العام .. ثم القفزعلي الهبات الشعبية المضادة للقوميين و العسكر .. ثم تمكين الاخوان المسلمين من الحكم .. سلما كما في مصر وتونس أو من خلال معارك في سوريا و اليمن .. التجهيز للانقضاض علي باقي الانظمة العربية .. بوضع داعش ( الدولة الاسلامية في العراق و الشام ) في مواجهه مع باقي التيارات الاسلامية بالمنطقة
هنا تتنبه دول السعودية والخليج للمصير القادم .. فتقاوم .. ثم تواجه .. ثم يغير الجيش المصرى توزيع القوى علي تختة الرمل قبوقفه لمخازى الاخوان و حماس .. فيجد تأيدا من السلفيين في السعودية و عداء من داعمي الاخوان المسلمين قطر و تركيا.
اللاعب الخامس كما يبدو هي شعوب العراق و الشام بما في ذلك لبنان و الاردن و فلسطين بشقيها ..او من يطلق عليهم ( عرب المشرق )
منطقة العراق و الشام .. كانت الاكثر تضررا من الاستعمار العثماني بين شعوب المنطقة .. لذلك سادت بينهم( مسيحيين ومسلمين ) تيارات تنادى بالقومية العربية .. كثقل مضاد و مقاوم للقومية التركية .. وهكذا كان البعث احد هذه التوجهات .. حتي إستولي علي الحكم بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية مزيحا القوميين العرب و الناصريين .. والشيوعيين .. من خلال تحالفات هشة .. إنتهت باشكال عنف درامية .
القوميون العرب عندما حكموا .. كانوا فاشيست يستخدمون ادوات القهر التي اسسها هتلر و موسيليني ثم ستالين وبريا .. لذلك لم يكن من الغريب أن بعد سقوط القومية أن تتحول الشعوب المكبوتة الي مواجهات مسلحة بين عناصرها المختلفة .. فكل فصيل يدعي انه المظلوم الذى من حقة التخلص من نير الامن و البوليس و تحكم الانظمة القومية الحاكمة .
تدخل الامريكان في العراق ..ادى لكسر النظام الهش القائم علي الخوف وتحكم السنة .. ثم ان الشيعة بدعم من ايران اصبحوا في مواجهه مع السنة بدعم من السعودية ثم تركيا مع إهتمام الامريكان بسرقة كنوز بابل و اشور وبترول الشمال و الجنوب بحيث تركوا جروح اهلنا هناك تتقيح بين شيعة لم يعتادوا الحكم .. وسنة مبعد اغلبهم لانهم من البعثيين او من جيش صدام حسين ليتكون منهم نواة عناصر المقاومة التي نمت وتضخمت في حرب شعبية بسوريا ثم عادت للعراق لتعلن عن نفسها مرتدية بردة الاسلام و تعاليم عفي عليها الزمان تسرق و تنهب و تسبي و تفتح اسواق للنخاسة .. وتنتشر بالرعب .. والارهاب
في العراق و الشام اليوم الصراع متعدد الاطراف ..بين الاسلاميين و القوميين .. وبين السنة والشيعة .. وبين تركيا وإيران .. و الجميع ينظرون تجاه بحيرة البترول.
امريكا التي تسببت في هذا الوضع الشاذ تتصور انها قادرة علي ضبط الفوضي الخلاقة و سلسلة الوحش النافر الذى يسعي كما سعي كل من سبقة تجاة رائحة الجاز
امريكا تقود حملة تأديب و تهذيب للجماعات التي تخطت دورها .. وتجمع لذلك تحالف دولي واسع .. لضرب وحوش (داعش) من الجو فقط .. وتشجع القوات المحلية أن تقاتل علي الارض كرا وفرا قبل ان يصل الطاعون البدائي الداعشي لمياة الخليج.
يبقي علي التختة فارسين اساسيين هما مصر و إسرائيل و بعض الفرسان الاخرى التي ترقب بحذر في روسيا و الصين واوروبا والشمال الافريقي و دول حوض نهر النيل .
إسرائيل الدولة الوحيدة المستفيدة من قتال العرب و المسلمين وذبحهم بعضهم لبعض و هدر بترولهم وعائدة في شراء الاسلحة و خوض معارك بعضها لا يزيد عن كونه العاب الاطفال .. والجميع يحرصون علي التأكيد للقادة الاسرائيلين و الامريكان أن حدودها(اى إسرائل ) خط احمر و مواطنيها لهم حصانة تهم الجميع .
إسرائيل رغم أن الليكود اليميني الشرس يحكمها ..إلا انها البلد الامن العصرى التوجهات الوحيد بالمنطقة و الذى يمتلك قوة ردع لا يستهان بها ضمنها قنابل ذرية مستعدة للتفجير مع اى بادرة خطورة .
إسرائيل تنعم بمراكز بحوث متطورة .. وعلماء يحصلون علي نوبل .. و انتاج قومي يفوق العديد من الدول المحيطة من حيث نصيب الفرد .. ونظام ديموقراطي حديث ومحترم .. وتقف لتشاهد ما يحدث حولها مبتسمة .. فلقد اصبح من المستحيل أن يتجمع العرب ثانيا من اجل القضية الفلسطينية .. وحدودها ..امنة ،أمنة ، أمنة ومع ذلك يقف رئيس وزرائها في الكونجرس الاميريكي يندد ويهدد ايران التي تحاول إمتلاك سلاحها النووى .. ويثير الزعر بين ملوك وامراء الخليج و يحذر الجميع أن قواته المسلحة علي اهبة الاستعداد لضرب إيران منفردة وغزة و كل من يتشدد لهما.
علي تختة الرمل تبدو مصر بحدودها التي تتجاوز الاربعة الاف كيلومتر .. كما لوكانت محاصرة .. في الشرق يحتل سيناء اعداد من المليشيات السلفية التي تزرع المخدرات وتتاجر فيها .. وتفرض الاتاوات و تسرق و تنهب .. و تاوى عقارب وتعابين الاخوان المسلمين القادمين مع ( حماس) غزة و من الشرق ايضا ياتي من البحر الاحمر كل انواع المهربين .. و العملاء و الجواسيس .. ولا يمكن التحكم في تدفقهم عبر الف كيلومتر شواطيء غير مأهول أغلبها .
من الجنوب يوجد نظام سلفي شديد الرجعية .. متمترس في السودان منذ عقد او عقدين .. وله قواعده التي يدفع بها متسللة الي اى منطقة يجدها مناسبة .. لمغامرات تهريب الاسلحة و المخدرات و البشر..يناور ليجد قبولا بين دول المنطقة .. و إعترافا من العالم الذى يعتبرة من مجرمي الحرب.
من الغرب و بطول الف كيلومتر توجد مليشيات في حالة فوضي كاملة غير مسيطر عليها .. تهرب سلاح ترسانة القذافي المنهوبة .. وتجار المخدرات .. و تقدم ملاذا امنا لجماعات ارهابية طردت من مصر و لازالت تحلم .. بعرشها
من الشمال شواطيء اخرى بطول الف كيلومتر .. يمكن ان ترمي بمراكب للمغامرين .. كما حدث قرب دمياط ...
في الداخل توجد جماعات الاخوان المسلمين و السلفيين .. تعيش علي إحداث القلاقل لقاء اجور تدفع لها ببذخ قادمة من الخليج وتركيا .. وقريبا إيران.
المصريون .. توقفواعن الانتاج الا انتاج الاطفالا .. و يعيشون في حالة متدنية من الفاقة و المرض والتعليم المتخلف .. وتسود بينهم افكارا سلفية مشجعة علي الكسل و الانجاب .. و البلطجة و الارهاب ..
و مع ذلك .. فالقيادة الجديدة المكونه من تحالف رجال أعمال مبارك و قريبا رجال اعمال الاخوان بقياة ضباط الجيش .. توسع القناة .. وتعقد مؤتمرات إقتصادية و تطرح مشاريع طموحة .. وتأمل في إعادة إدارة عجلة الانتاج التي أصابها الصدأ، العاطلة لعشرات السنين من القهر و السكون في بركة راكدة.
هذا الشعب و جيشه كانا قادرين علي الحركة في حقول الغام لا حصر لها علي حماية الحدود حتي الان .. وصد الاخوان المسلمين وتأديبهم ومطاردة السلفيين وتجار المخدرات في سيناء ووقف زحفهم من ليبيا فيما يشبه المعجزة رغم محاولات جميع الاطراف الاستفادة من الفوضي و العجز وتوظيفة لتحقيق مصالحها .
هذه هي تختة الرمل كما رايتها في نهاية مارس 2015 يحزن فيها المصريون لخطف وذبح عدد منهم في ليبيا ..ولكن سرعان ما يفرحون لان جيشهم قام بالرد علي الجناة . و يسمعون أن قواتهم المسلحة تحارب في اليمن .. فيضعون أيديهم فوق قلوبهم خوفا من تكرار ما حدث في ستينيات القرن الماضي.
تختة الرمل لازالت ترتوى بدماء القتلي في كل مكان بسبب ان شيطانا اسود سكن البيت الابيض وفتح صندوق بندورا فخرجت منه كل شرور الجماعات الاسلامية السنية والشيعية تتقاتل وتسعي بيننا تدمر كل شيء حتي الامل .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متخلفون ولكنهم ليسوا بمجرمين.
- ذكر المبدأ وشأن الخليقة و ذرء البرية
- الفظ غليظ القلب قاتل الابرياء
- زلزال ما بعد المؤتمر الاقتصادى
- حياتنا التي جعلوا منها معاناة شديدة الصعوبة !!
- قراءة تختة الرمل فبراير 2015
- هل يحمل إسلامنا كل هذه الشراسة .
- الفريق أسامة عسكر مكلفًا بمكافحة الإرهاب
- في إنتظار ((اميني )) القادم من الجنوب .
- داعش و الواغش وإهدار كفاح قرنين
- دليل الشخص الذكي نحو تعليم ذكي
- الخواجات علي ارض المحروسة(يا أهلا بالخواجات )
- أما قبل وأما بعد ..الفاشيست يتحكمون في مصر
- تأملات مسن يعيش في القرن الحادى و العشرين
- السلفيون فصل كوميدي ام تراجيديا ماساوية
- تحرير العقل في زمن الاصولية
- يا أبناء الانسان إجعلوا أخوانكم يبصرون .
- من زرع قومية عربية حصدها داعشية .
- الحج وخلط الاوراق في مفاهيم الاستقامة
- تأملات شرقية في مسألة الديموقراطية .


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - قراءة في تختة رمل مارس 2015 .