أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرضا - خطابنا والصراع الوجودي المحتدم















المزيد.....


خطابنا والصراع الوجودي المحتدم


علي عبد الرضا

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 01:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تشتد موضوعة الطائفية وبروزها وتداعياتها وافرازاتها بالتزايد بشكل كبير وتعمق تسرباتها افقيا وعموديا في المجتمع العراقي ناهيك عن المجتمعات العربية والإسلامية الأخرى. وتبرز العديد من المواقف والآراء والتخمينات والتأكيدات المتضاربة بشكل واسع عن أسباب نشوء هذه الظاهرة وتاريخها والأخطر من هذا وذاك هو ما يلاحظ من طروحات في نسبة هذه الظاهرة لهذا الطرف دون ذاك وتجريد العلاقة من كل ابعادها السياسية والاقتصادية والتاريخية والاجتماعية والإنسانية فضلا عن بعدها الديني الصرف.
وانبرى المثقفون العراقيون الألمعيين لهذه الموضوعة بحثا ودراسة وتمحيصا وتشخيصا وتنسيبا والأخطر الصاقا بهذا او ذاك مرة أخرى. الموضوعة بحد ذاتها وبكل التجريدات والوقوف على التل ولعب دور المتفرج على مباراة في لعبة الشطرنج المتخذة من خارطة العالم بأكملها ساحة مثيرة للصراع الفكري والمعتقدي والديني والإنساني بتجل كامل وصادق وسلطوي بكل ما تحمل هذه الكلمة او الصفة من ابعاد حادة وقاسية وعنفيه تغول في دماء الاخرين بلا أي تردد او تغطية.
ونرى انماطا معينة من موقف الكتاب والمثقفين في تناول الموضوعة ( وهنا سنحصر الامر في ثلاث فئات متميزة في تناول الموضوعة في الوقت الراهن عسى ان نوفق في استكمال الموضوع لاحقا لسعته ) فاحدهم ينبري من موقف التعاطي الإنساني الصادق المتجرد من الانانية الشخصية والجمعية الذي تمثله المظلومية التاريخية من موقف تاريخي موضوعي داعيا للإنصاف ومتجردا من كل العواطف والانفعالات وكل أسباب الخلط والتمويه من دون ان يفقد البوصلة المرشدة الى عدم غبط حقوق أي كان وتحت اية لافتة كانت وهنا لا يهم ان يكون الانسان علمانيا او يساريا او شيوعيا او قوميا او اسلامويا ما دام الالتزام بالموقف الإنساني المتحلي بالالتزام بمعايير الانضباط الأخلاقي الصارم التي تفرضها القيم الأخلاقية لمكاوم الاخلاق من دون غيرها وبالإطلاق. ولا يمكن التغاضي او نكران الاحقية العقلية المنطقية وان جاز القول علمية هذا الطرح وصدق منبعه ونبل غاياته ومقاصده وأهدافه الرامية للبناء لا للتخريب والاستفزاز او الطعن والاضرار. ومن اللازم علينا ان نظهر وبكل صدق اعجابنا بهؤلاء المثقفين الذين لا ينظرون الى الانتماء الطائفي الذي ولدوا عليه وبدون تدخل ابدا مجبرين وغير مخيرين وانما ألوا على انفسهم الارتباط بالصدق المطلق معيارا غالبا وبلا أي طعونات في التزامهم الأخلاقي الحاكم لكل قناعاتهم الأخرى جميعا. والكتاب والمثقفين من هذه الفئة نادرين ويصعب العثور عليهم في أيامنا هذه التي تتصف بتخندق الكل ضد الكل وبامتياز. وسأكتفي بما طرحته عنهم على ان اعود الى ذلك مستقبلا بعد طلب السماح من اساتذتي القراء الكرام. ولا ادعي ابدا وبالمطلق ان أكون واحدا منهم. فانا وبكل صدق وامانة واحقية أؤكد دوما افتخاري بكوني عربي، عراقي، مسلم شيعي، يساري منتظم لحزب يساري للمستضعفين قسرا وقبل كل هذا وذاك فانا افتخر بإنسانيتي وبتمسكي الصارم والمنضبط بالموضوعة الأخلاقية الموسومة بمكارم الاخلاق ولا انفصل عنها.
الثاني يتناول الموضوعة من جانب الانحياز التام لطائفة والديه المكتسبة من قبله علنا ام مواربة خلف كلمات جوفاء عن الموضوعية والعلمانية واليسارية والقومية والشيوعية الخ. هذا النمط من التعاطي يكاد يكون مشتركا بين مثقفي هذه الطائفة والأخرى ويظهر بشكل تلقائي لا ارادوي ما يثير الكثير من علامات الاستفهام لا التعجب ابدا. ولا يمكننا الا الإقرار بصدق هؤلاء المثقفين في تناولهم للموضوعة ومن حيث انهم يجهرون علنا وبلا مواربة انحيازهم ان صح القول الطبيعي المنسجم مع الانتماء الطائفي والمجتمعي. ومثل هكذا كتاب ومثقفين يسهل امر محاورتهم ومجادلتهم والتعاطي معهم للشفافية التي اعتمدوها في ابراز او اظهار او اعلان مواقفهم البراغماتية بشكل واضح. ولا يمكن الحدس بإمكانية تغيير مواقفهم جراء الحوار المنطقي العقلاني معهم دوما بسبب تغليب العاطفة او ما تسمى بالشهوات الأخلاقية في انحيازهم غير المنضبط او المتمسك بالقيم الإنسانية السامية والأخلاقية الصارمة. وانه لزام علينا ان نقر بحقهم المشروع بامتلاك اية وجهة نظر يريدون من دون ان نلزم انفسنا ابدا وبالمطلق من احترام آرائهم.
لنأخذ نموذجا حيا يكاد يكون نموذجيا لهكذا كتاب ومثقفين مقروئين بشكل واسع وكبير ومن انتماءات يسارية وعلمانية حسب ما يدعون وما يحاولون إظهاره في مقالاتهم من دون النجاح في ذلك ابدا ومن غير التطرق الى اية أسماء فالموضوع ليس تناولا لشخوص هؤلاء الكتاب والمثقفين ولكن للآراء التي يمثلونها وهذا ما يهمنا بالتحديد. فيدعى الكاتب المثقف بجزم واضح غير ملتبس الى ان (المؤامرة تكمن في العراق حيث كانت تلعب إيران من تحت الطاولة، لكن الآن وبحجة وجود تنظيم داعش الإرهابي، وصل رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني إلى عمق العراق وظهر علانية،.... ) حتى يتراءى للقارئ ان موضوعة داعش هي موضوعة مختلقة من قبل ايران واتخاذها ذريعة لتواجد الحرس الثوري الإيراني وقائده سليماني، وليس حقيقة تواجد داعش ووقوع العراق برمته والمنطقة الى خطر كارثة وطنية عظمية تهدد وجود العراق بكامله ومتغاضيا عن حقيقة الخيانة الوطنية الكبرى التي اقدن عليها العشرات من الضباط الكبار من مراتب الجيش العراقي السابق ابان حكم البعث الفاشست والذين اعيدوا الى الخدمة خضوعا لضغوط المكون السني في العراق وتطبيقا لسياسات المصالحة الوطنية غير المدروسة بعناية تحفظ لضحايا النظام السابق حقوقهم ومطالبهم وطغاة مشيخات العرب وتركيا والولايات المتحدة الامريكية على الحكومة المركزية التي أظهرت ضعفا سمجا وانحناءا غير مفهوم لهذه الضغوط والتي دلتنا فقط على رغبتهم بالتنازل عن كل شيء وبما يحفظ لهم كراسيهم وتدفق الثروات عليهم وعوائلهم.
ويدعي هؤلاء بوجود ما يسمونه (جماعات شيعية متطرفة تمثل الوجهة الشيعية لداعش، تقوم بتعليمات من قاسم سليمانى بالقتل والتهجير على أساس المذهب والطائفة من اجل المذهب الشيعي... ) ويزيدون بصراخ عال والزبد يتطاير منهم بالادعاء ان (تلك المليشيات تُصعّد من انتهاكاتها التي يرقى بعضها إلى جرائم الحرب وتزداد وحشية وسط تجاهل الحكومة العراقية الخاضعة لرجل ايران القوى قاسم سليمانى والمسيطر عليها من قبله .... )
ويرفعون لافتة التهديد المسبق والوعيد امام كل من يعارضهم بقولهم (من ينكر جرائم المليشيات فهو إما شيعي صاحب هو أو صاحب مصلحة !!! ) هكذا وبجرة قلم رشيقة منهم. للأمانة لم اعثر على أي تفسير لمصطلح ( شيعي صاحب هو _ قد يكون وهذا المرجح خطأ كتابي كما انا اقع في ذلك مرارا ) الذي استخدموه ولكني اعتقد ان جذره قد يكون باكستانيا والعياذ بالله والله اعلم منا ومنهم ببواطن وظواهر الأمور.
ويخلصون دوما الى الزعيق وبلا أي خجل او مواربة منادين ( أوقفوا هذا الرجل الاخطبوط وميليشياته التي تنفذ أوامره وتقتل السنة في العراق بحجة محاربة داعش من خلال وقف التدفق الإيراني في المنطقة العربية.... )
اجد من الصعب جدا محاورة مثل هكذا طروحات واستنتاجات من منطلق العقلانية والوعي السياسي والفكري والثقافي والإنساني. فاني لا اجد أي مجال للنفاذ في أفكارهم المتصلبة والمتشددة وذات النزعة الاطلاقية غير القابلة للحوار والنقاش. ولكن من المهم والضروري الإشارة الى شيوع مثل هذه الطروحات وانتشارها الواسع بين صفوف العديد من الكتاب والمثقفين العراقيين والعرب واخرين من بلدان إسلامية.
ويلاحظ بشكل ملفت للنظر تغاضيهم وتناسيهم المتعمد لدور الشيعة لتحرير مناطق اخوتهم اعل السنة وبكل نكران ذات مقدمين ارواحهم فداءا لذلك ( فليس من الواقعي امام كل هذا الكم من الاتهامات والمواقف المتشنجة الادعاء بغفلتهم او نسيانهم للأمر او القول ان هذا الموضوع خارج نطاق مقالتهم )
الثالث يتمثل بمجموعة ليست بالقليلة من الكتاب والمثقفين من ذوي المواقف السياسية المعلنة، ولا فرق هنا ان كانت هذه المواقف مرتبطة بعلاقة تنظيمية حزبية او لا تنظيمية بل ما يمكن القول عنه بارتباط فكري وطيد. هؤلاء تميزهم ظاهرة ليست بالفريدة ابدا ولكن الداعية بلجاجة للتأمل والسؤال الا وهي التصريح الممل والغير مطلوب منهم ابدا وادعاء انسلاخهم او محاولاتهم الانسلاخ و اصرارهم المتكرر وفي كل موقف او موضع وبلا كلل مثير من تأكيد انسلاخهم وبراءتهم المطلقة عن و من طائفة والديهم التي لصقت بهم منذ ولادتهم القسرية في هذه العائلة او تلك من العوائل في هذه الطائفة او تلك من الطوائف في هذا الزمان او في ذلك المكان وكلها لا اختيارية ابدا فالملحدون علمانيين كانوا او غير علمانيين ارتباطا بموقفهم السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي يقولون انها من صنع الطبيعة الخالقة لكل شيء او ما يقوله المؤمنون واللا دينيون ( وهم غير الملحدون ) ونسبتهم الامر الى خالق لكل شيء مثل سابقيه منطلقين من مواقفهم الحياتية الوجودية المفسرة لتساؤلاتهم المشروعة حقا. هذا الشعور بالدونية والموسوم بالشعور بالعار والشنار من اصل والديهم الديني الإحساس بالذنب الجرمي جراء ذلك هو بالأساس ما يثير التساؤلات المشروعة عن أسباب ما يدفعهم لإظهار هذه المواقف والتي لم تؤد ابدا الى رفع مكانتهم في المجتمع او بين القراء فالتاريخ يعلمنا ان الخونة يكونون مكروهين ومنبوذين لا من افراد قومهم وشعبهم ودينهم وانما بشكل اكثر حدية واحتقارا من الذين يتذللون للتقرب منهم أي أعداء قومهم بالذات.
حيث من الممكن تسجيل توجه مسبق للنحو بهذا الاتجاه صوب اتهاماتهم وبدون مواربة فعلية مستخدمين لغة لا تسمي الشئ باسمه بل تعلنه بصفته ضانة ان الامر سيلتبس على القارئ. يدل احد الكتاب من هذه الفئة الى ان (المتابعة جعلتني أكتشف أن نسبة منهم قد أخذتهم الطائفية بعيدا عن ثقافتهم العلمانية الإنسانية رغم محاولة البعض تغليف إنحيازاته بعناوين مثل محاربة الإرهاب والانتصار للمظلومية ) فيا ترى من المقصود من الكتاب والمثقفين الذين يتناولون موضوعة محاربة الإرهاب وتسميته بهذه التسمية غير المواربة، او ليس هم الكتاب والمثقفين الشيعة المتصديين لهذا الامر. ومن ياترى يتحدث عن المظلومية التاريخية غير هؤلاء الذين ذكرتهم. لا وبل يتطور الامر بجراءة فريدة ومتميزة بحق الى القول الفصل والحكم الغير قابل للاستئناف (وإنما كانوا طائفيين بالأصل, بل أن انتماءاتهم منذ البداية سواء, كانت شيوعية أو قومية, كان أحد دوافعها الرئيسة هو الانحياز الطائفي أصلا ) هكذا تطرح الأمور وتناقش الآراء وتقدم الحجج البينة المدعومة بكل الاثباتات المادية والملموسة والعقلية في الإشارة الى ( الشيعي الشيوعي المتطيفن حاليا )
لكن هذا قد يكون نصف الحقيقة اذا ما تنبهنا لقول الكاتب حول الانحياز الطائفي في الجانب الاخر من حيث ( كان يعتقد ان التيار القومي والانتماء العروبي هو الذي ينقل (السنة) من خانة الأقلية إلى خانة الأكثرية ) وهذه إشارة تمتلك الكثير من المصداقية ولكنها لا تفسر تماما هذا الانحياز وجذوره الفكرية والعقائدية والدينية والسياسية والمصالح الاقتصادية والانتماء المجتمعي البدوي. ولا يفسر ابدا شناعة او مشروعية القمع العنفي الدموي الوحشي والبربري الذي مارسته الأقلية للحصول على مميزات (الأقلية إلى خانة الأكثرية ! )
ويظهر جليا تركيز الكاتب مع رفقاءه المماثلين له في التوجهات والقناعات على احد الكيانات دون غيرها ( لنلاحظ ان الكاتب ينتمي منذ ولادته وبشكل قسري الى الطائفة الدينية التي ينتسب اليها والديه ومن دون تدخله او اختياره، مفهوم انه يستطيع تحديد الاختيار منذ بلغ سن الرشد، هذا مفهوم إنسانيا ولكنه غير موجود مجتمعيا وليس ممكنا في ظروفنا للأسف ) مشيرا (وأنا أميز بشكل دقيق بين الشيعي المذهب, والشيعي المتمذهب, والشيعي السياسي والشيعي الإنسان. ولا يمكن أن أنسى الفرق بينهم, بل أني اجد أن المستفيدين من الطائفية هم الذين يعومون هذه المفردات مع بعضها ليخلقوا من الشيعة حالة قائمة بذاتها ومستقلة عن كونها جزء من حالة وطنية أشمل. ومشكلة المظلومية لم تكن في أي يوم قضية دينية بل هي قضية سياسية بامتياز ) هذا امر عظيم ويدل وبصدق على تملك القدرة التحليلية الراقية جدا. وهنا اجد لزانا علي ان اطرح تساؤلا عن السبب الذي يمنع الكاتب من تقديم تحليل تصنيفي للجهة الطائفية المقابلة. وأؤكد اعجابي بتصنيف الكاتب للكتاب الشيعة بهذا الشكل والذي كنت أتمنى واطمع بكل جدية للحصول على شرح تفصيلي عقلاني منطقي وقل ان شئت علمي، فان ذلك كان سيسجل إسهامه رائعة ومتميزة لفهم هذه الظواهر الأربعة التي أشار لها الكاتب مما سيساعدنا للتصدي لطروحاتها والانغماس في نقاش فكري معطاء ومفيد لأجلاء كل سوء فهم وتشويه. ويهمني جدا ان اشير ان العديد من الكتاب والمثقفين الشيعة ( على قلة عددهم وندرة سماع أصواتهم في الساحة الثقافية ) لم المس منهم ذاك التوجه لفصل الشيعة عن الكيان الوطني السياسي والمجتمعي وانما الاندفاع المشروع لفرض المكون الشيعي كجزء من الأجزاء المكونة للشعب العراقي واعطائه حجمه الطبيعي المرتبط بنفوس سكانه وامكانياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وانهاء احتكار ( الأقلية الصابية لاحتلال خانة الأكثرية لتبرير الشرعية الزائفة في إبقاء امساكها بالحكم وتسلطها على ( الأكثرية العدية القابعة في خانة الأقلية وابقاءها هناك الى ان تقوم الساعة ) – الصياغة مني وعلى أساس فهمي لطرح الكاتب ) وحقا انه لأمر محير ان نفهم كيف امكن تعريف المظلومية التي يعيشها المكون الشيعي واقتصار فهمها بكونها قضية سياسية بامتياز فقط سالخا منها وبشكل تعسفي مؤلم وجائر ابعادها ( الاقتصادية والثقافية والفكرية والاجتماعية والحياتية )
ويكون تجنيا عظيما على الكاتب عدم ايراد طروحاته الصائبة جدا وقوله ( ليس عيبا أن نتحدث عن السرقات التي حدثت في تكريت ( بعد اجراء تحقيقات واسعة في الموضوع لتحديد الجهات التي قامت بذلك والجهات التي دفعتهم لسلوك هذا المسلك وتحديد سعة هذه الخروقات الاجرامية الجنائية – التعليق مني ), وكذلك عن عمليات الثأر الطائفية بعد تحريرها, وليس خطا ان ندين ذلك,, لكن العيب الأكبر هو أن ننسى فضيلة تحرير تكريت ذاتها من الاحتلال الداعشي ويفوتنا في حضور تلك الإدانة المشروعة واجب تحية لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الوطني العراقي الكبير : تحرير تكريت من الدواعش الهمج المجرمين ... تحرير تكريت مهم لكن الأهم هو الحفاظ عليها من الضياع مرة أخرى, ولنعلم أن عراقيتنا هي التي تحمي أراضينا ) كم هي صادقة هذه الكلمات التي سطرها الكاتب من ان عراقيتنا وفقط عراقيتنا هي التي تحمي أراضينا ويكون هذا الطرح ناقصا ان لم نتبعه بتحقيق الانصاف في المجتمع لإزالة كل مظلومية.
ولكن هذا لا ينهي نقاشنا مع الفئة الثالثة من العلمانيين اليساريين والشيوعيين والثوريين وغير السياسيين من العلمانيين. فلا يمكن التغاضي عن عشرات المقالات التي سطرها سياسيون يساريون حزبيون بمواقع حزبية قيادية معروفون بالهجوم المتكرر وغالبيتهم من اباء وامهات على الديانة الإسلامية والشيعية الطائفة وغير المسؤول على المكون الشيعي ونعته بأقذع الاوصاف وتحميله ما يخطر على بال أي احد وما لا يخطر على بال ابدا وتكرارهم الممل بإعلان البراءة التامة من عقيدة ابائهم الدينية الطائفية ( نعم انهم مساكين حقا وان الحياة قد جنت عليهم بجناية لا تغتفر اذ وقع حظهم ان يولدوا في تلك العوائل وبدون رغبتهم لا وبل باستهجان فاضح منهم لذاك ما شكل ويشكل عقدة نفسية شديدة الوطء عليهم وانه ليغالبني الرثاء عليهم لمصيرهم الأسود هذا ولكني لا افهم احجامهم عن تغيير او الغاء او تحوير او ابتكار معتقدات أخرى او البقاء في اللا منتمي وإعلان هذا على الملأ للتخلص من عقدة الدونية والتذللية التي يعيشونها للأسف الشديد ... لا املك الا الدعاء لهم لتجاوز محنتهم، حقا ان الدعاء سلاح العاجزين اليس كذلك ! ) من المدهش ملاحظة مدى عدائهم لإيران وللعمائم السوداء وللمؤمنين المتدينين الى درجة يساورني فيها شعور غريب عن صحة انتمائهم السياسي والطبقي. ويمعنون دوما بإنزال الاوصاف الغريبة والمسيئة والمهينة والمجحفة بمن ذكرناهم كقولهم فيهم كونهم متخلفين جهلة رعاع ظلاميين وخرفين اتباع طقوس غريبة شاذة وخرافات منفرة وكونهم يشبهون الصخر الصلد الذي تعجز كل معاول وازاميل الثوريين في العراق من النقش عليهم إشارة الى العجز التام الذي يعيشه حزب اليسار المعروف في العمل بين الناس وتعريفهم بحقوقهم وكسبهم. المروع في الامر حقا هو الصوت الخافت شبه المفقود لليسار العراقي في التنديد وشجب وإدانة اعمال الإبادة الجماعية التي قامت بها عصابات ( طائفية بامتياز ) وعصابات داعش وحلفائهم من البعثيين الفاشست المكونين لعصابات النقشبندية وغيرها من الجماعات الإرهابية وشبه انعدام تام لحضورهم في سوح المعارك الجماهيرية والشعبية لمقاومة أعداء الشعب العراقي وما قرئناه يكون في اكثريته تعرضا للأكثرية من الشعب العراقي دون غيرهم. ومن الطرافة ان نقرأ بيانات الدعم والاسناد للشيوعيين الكويتيين ونشر مناشيرهم في الوقت الذي يعيش وطننا وشعبنا كارثة وطنية عظمى غير مسبوقة ابدا على مدى التاريخ المنظور وحاجتنا الماسة لكل صوت يقف معنا. لقد جرت إضاعة مفاهيم المهم والاهم والمهام الانية والبعيدة وترتيب اسبقيات النضال بشكل غير مقبول ابدا.
وأود الإشارة الى المساهمات التي تاتينا من العديد من الكتاب العرب وغيرهم الذين يزجون بأنفسهم في مشاغلنا لا حبا إنسانيا جميلا يدفعهم ولكن أغراض دفينة تلعب دورا مشوشا ومسيئا بحق وبتعال باترياركي مرفوض.
وعن قضية العداء لإيران وبهذا الشكل الاطلاقي الذي يميز العديد من الكتاب والمثقفين، فلا يمكنني الا الاختصار على ان اعود له قريبا جدا، واشير الى انني وبصدق لا افهم تماما مبغى كتابنا ومثقفينا من إشاعة الكراهية والحقد والبغضاء تجاه شعب جار لنا ولا استطيع ان اتكهن تماما بما يطمحون له، قد يكون والله اعلم انهم قد اكتشفوا حبرا سريا اذا نثرناه على ايران فأنها ارضا وشعبا ستمحى من على وجه الأرض او يكون انهم قد اهتدوا الى طريقة تقنية متقدمة جدا للملمة اطراف بلدنا العراق لنقله بدون احداث أي تكسير باي جزء منه والرحيل الى منطقة يكونون قد اتفقوا مع شعوبها على توطين العراق كله بين ظهرانيهم لننعم براحة البال والسعادة العارمة لتخلصنا من الجار الذي لطالما رددنا عنه ( الف ..... ولا هذا الجار ! ) اسال الله ان يسدد خطى الجميع ويهديهم لما فيه مصلحة حقيقية لشعبنا ووطننا.
ان نقد اليسار لا يعني ابدا العداء لليسار.
وان نقد الكتاب والمثقفين لا يعني التعرض لشخوصهم الكريمة، ابدا. ولا يعني معاداة حقهم بامتلاك وجهة نظر، رأي، موقف.
ان شعبنا ووطننا على مفترق طرق خطير وعلى اعلى درجات الخطورة وحاسم في ابعاده ويشكل كل فعل وكلمة تحميلا على درجة كبيرة من الحساسية التي تتطلب وضوحا تاما وصارما في تحمل المسؤولية الجادة والمنضبطة والصارمة لدرء كل الإشكاليات والتعقيدات والمضاعفات غير المرجوة وغير المقبولة والتي قد تنجم جراء أخطاء متعمدة او غير متعمدة وحتى بريئة ان لم يحسن استثمارها. مفهوم جدا مدى تأثير الاعلام على التأثير على مدى فهم وتقبل الكتاب والمثقفين للكم الهائل من المعلومات التي يقف كل واحد منهم موقف العاجز عن إمكانية فرز الخبيث من الطيب واستقراء الموضوعة بشكل عقلاني موضوعي سليم وصحيح. وهذ لعمري امر تنهد الجبال امامه. ورغم كل ذلك تبقى المسؤولية الأخلاقية البالغة الخطورة والمسؤولية المرمية على عاتق الكتاب والمثقفين العراقيين في تصديهم لموضوعات مصير شعبهم ووطنهم.
انه صراع الوجود ولا شيء غير ذاك ابدا. وانه ليتطلب خطابا سياسيا لائقا بعظم وهول هذا الصراع.



#علي_عبد_الرضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع وجودي بأمتياز يتطلب قرارا فريدا من نوعه غير مسبوق – الج ...
- العراق : مفترق طرق حاسم وخطير
- السياسي : من يستمع جيدا ويتتلمذ ويتفكر بالأمر ويعمل
- لآذاركم في الواحد والثلاثين منه
- داعش - البعث - الحاضنة المتلفعة برداء السنة زيفا ... جنود ال ...
- ارفع النداء عاليا ... نعم للوئام بين الشعوب 2 – 3
- ارفع النداء عاليا ... نعم للوئام بين الشعوب 3 - 3
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- للوئام بين الشعوب ارفع النداء ! 1 - 3
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- الا يستحق الانسان ان نتنازع عليه في حرب ضروس ... !
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- يا سياف ... !
- انه حساب الربح والخسارة
- لا للعشائرية ... لا للقبلية ... نعم لسيادة الدستور الدائم
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- رحمة بناسنا ... ارجوكم ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرضا - خطابنا والصراع الوجودي المحتدم