أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عبد الرضا - يا سياف ... !














المزيد.....

يا سياف ... !


علي عبد الرضا

الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 08:29
المحور: الادب والفن
    


الدكتور علي عبد الرضا طبله
استراحة مقاتل :
---------------------------------------------------------------------
في شارع أبو نؤاس، الذي لم ازره منذ 40 سنه، تصورت نفسي هناك ...
واقفا ممعننا بصري بجليس متكئ على الأريكة ... يقدح الكره من عينيه ... وشهوة القتل ...
وأمراءه صبية، بجسد جميل ممشوق معتدل القوام، ما زالت لم تغادر تماما كل أحلام طفولتها المدللة البريئة، وذاكرتها مخزنة بكل جميل الكلام والقصص، تبتغي من ذاكرتها ان تنقذ رقبتها من سيف جلاد المتكئ على الأريكة بكل كسل وتعال وهي تعرف ان السيف يسقط على رقبتها عند اول زله : ان تخفق في اشباع المتكئ بطريف الكلام ...
لقد سبقتها رقاب المئات والاف وعشرات الاف ومئات الاف والملايين وعدد ولا حرج
وقفت طويلا ....
وما زلت واقفا اتمعن ...
فخطرت في بالي فكره......... !!!
ماذا لو اننا جعلنا هذه الصبية تمثل كيانا سكانيا من اعراق مختلفة ولكنهم يلتقون على حب فلان ... ( !؟ )
وماذا اذا جعلنا المتمدد المتكئ الكسلان يمثل كيانا منسجما عرقيا في بلاد القصص والانس والجان، ويلتقون على حب فلان وفلان وفلان وفلانه وعلانه وبغضهم لواحد اشعل كل عصبيات الجاهلية في نفوسهم نتيجة لتقتيله افراد من قومهم كانوا كفار فشتموه 80 عام او 1000 شهر ...
وقتلوا أبنائه واحفاده واتى من بعدهم من صنفهم فامعنوا في القتال حتى لم يبقى لهذا الفلان الا حفيد واحد مختبئ من لمعان سيوفهم ... !
وهذا الكيان ومنذ أربعة عشر قرنا ماسك بالصولجان وما ينطيه لو جان ما جان ...
واذا بهذه الصبية - الكيان وهي تعرف مصير من سبقوها بالملايين ومئات الاف وعشرات الاف والالاف والمئات والعشرات وحتى الجنين في بطن امه لم ينج من قطع الرأس ...
هذا واقع حال ...
الصبية في طريقها الى المتكئ الكسلان بصحبة ابيها المفجوع بها اضمرت في نفسها امرا لا يخطر على بال كانت قد حضرت له مع رفيقاتها اخر ليالي الوداع ...
ودعها ابوها وقد خضبت الدموع لحيته التي طالها الشيب موقنا بهلاك ابنته بعد ساعة من الزمان ،،،
وقفت الصبية، استقام قوامها الجميل، اشرق وجهها الجميل، تراقصت أصابع كفيها وهي تهدي للمتكئ السلام ...
وبادرته بلا مقدمات ولا خوف او وجل رفعت قناع براءتها وخوفها واستكانتها ...
احم ... احم .... بصوت خافت حمحمت
اسمع انت يا هذا ... لنتكلم ... لقد سئمنا الذلة والمهانة وخدمة احذية السلطان، خذ رقبتي الان، ولكن قبل ان تفعل ذلك اسمع ما سأقوله لك، وخذ ما تريد، لان ما سأقوله لك سيقوله من بعدي ملايين ومئات الألوف وعشرات الألوف والاف ومئات وعشرات واخر صبيه في بلادنا الواسعة ...
اسمع : انا انسانه، او انسان، احب الجميع بلا تفرقة، لا في الدين، ولا في الأعراق، انا كريمة الاخلاق، حتى انهم يدعوني الست مكارم الاخلاق، ولا اختلف فيما تكوين جسمي كانسانه، او انسان، عن جسدك، وقواي العقليه لا تقل عنك، وقواي الجسديه اكثر منك، وحبى للحياة يفوق عليك ...
اسمع : كما في عقائدك يوجد شتى الاجناس، ففي عقائدي يوجد شتى الناس ...
اسمع : انا وابتي واجدادي واجداد اجدادي واقراني واهاليهم والجيران والاقارب والاخوان كلنا نسكن هذه الأرض من غابر الزمان ...
اسمع : هذه ارضنا
اسمع : انت دخيل على تربتنا اتيت من الشيشان او الغربان
اسمع : انت على ديني ونحن اسنا على دينك ...
اسمع : توحدنا بحب فلان لان رسولنا، قبل ان يكون رسولكم، أشار لفلاننا بانه وشيعته يوم القيامة في امان
اسمع : يجمعنا حب الخير وفعل الخير، وتأدبنا على أساس القرآن، واحكامه في مكارم الاخلاق، و وانتم يا ذا يجمعكم حب المال والشهوات والصولجان ...
اسمع : هذا خلاصة أي كلام وكلام سمعته او تحلم بسماعه من بعدي وانت تهوي ماجن الكلام، لقد سئمنا من تقتيلنا من ذبحنا من سجننا من تعذيبنا من التسلط علينا من اهانتنا واهدار كرامتنا وعزتنا وشموخنا وكبريائنا واقصائنا وتهميشنا واهمالنا وما اعطيتمونا من عمل الا ارذل الاعمال وجندتم الأطفال منا ضد اوليائهم ... فحصدنا منكم ومن امثالكم الموت الزؤام ...
اسمع الخاتمة : لن نمد رقابنا الى سيافكم منذ الان، ان اردتم العيش نعطيكم جزءا من تربتنا عيشوا كرام وتحلوا بمكارم الاخلاق، وهذا شرطنا الأساس ان نتعايش بسلام ونقتسم الارزاق لكل واحد منكم رغيف ولكل واحد منا رغيف ان قبلتم فلها والا.........
يا سياف اضرب ضربتك
فقد علمني وادبني ابي الشهيد على قولة :
هيهات منا الذلة !
لا خوف بعد اليوم فكيفما يعيش الانسان فانه الى ممات، اتى اليوم او بعد عقود من الزمان ...
...
انتبهت على نفسي ويدي تتحسس رقبتي والناس المحيطين يحدقون النظر الي بتعجب واستفهام ...
...
عندما غادرت الوطن لم يكن هذا النصب قد خرج من الخيال ...
ومنذ أربعين عاما تزورني كوابيس ملاحقة الاوغاد، اللئام العطشى للدماء والآثام، لي في شوارع بغداد الحبيبة ...
واني لأذكر، وكأنها البارحة، كيف التقي الرفاق واحدا تلو اخر، مبتدأ من الكاظمية سيرا على الاقدام وحتى الكرادة، وعودا من جديد من الكرادة الى الكاظمية مشيا مشيا مشيا غير مغير لسلسلة اللقاءات، في كل ساعة يلتحق بي رفيق وبعد ساعة يغادرني ليلتحق بي رفيق اخر، وانا اسجل بيقظة كل مجريات تلك الاحداث، محاضرا تلو محاضر في ذاكرتي بإتقان، اسلم واستلم وثائقا تلو وثائق وجريدة مكتوبة باليد سهرت الليل كله لاستنسخها الى مائة نسخة، واحتفظ بأخرها لأعيد استنساخها من جديد، ففي غد لدي لقاء وموعد مع حميد وفؤاد وعامل وثائر ورفيق وصديق ... وانا اجر جسدي المنهك بإصرار عجيب من موعد لموعد اخر جديد ... تحمل يا جسدي فغد غد مشرق وضاء جميل ...
يا سياف اضرب ضربتك ... لعنت !
هيهات منا ...
( وراسي يهوي الى الأرض تنطلق شفتاي باخر كلمة لي لرفاقي قبل الفراق ... )
... ه ... م ... الذلة !



#علي_عبد_الرضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه حساب الربح والخسارة
- لا للعشائرية ... لا للقبلية ... نعم لسيادة الدستور الدائم
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- رحمة بناسنا ... ارجوكم ...
- ابكي تموز الذي انتقل الى الظلمات ...
- نحن شعب البرتقالة، وان لم ينتمي ...
- سؤال ما العمل ومن يقوم بهذا العمل
- كوميديا، تعال لعد وشوف شنو هذا اللي عندنه !!!
- الحمد لله ان مباراة العراق اليوم ليست مع ايران ايضا
- تاريخنا الفعلي: فصل العشرين من صفر كل عام
- ما معنى ان تكون انسان ... ؟؟؟
- نحن نعلم العالم معنى النصر في الحروب ! نحن العراق !
- اي منظومة اخلاقية ردعية وترغيبية نريد ان تسود في المجتمع ؟
- التعليق السياسي لهذا اليوم مرفقا به الاخبار العاجلة
- لنستعيد وطن، لننقذ الانسان
- قبل احداث باريس ... بعد احداث القنيطرة
- كل العملية السياسية ما بعد 2003، لنتحلى بالشجاعة ، فاشله !
- رسالة مفتوحة الى الدكتور حيدر العبادي
- لا مناص من فرض الامر بالقوة ! والا ... كارثة الكوارث ... !


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عبد الرضا - يا سياف ... !