أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاتن نور - وقفة مع التحليل السياسي.. 














المزيد.....

وقفة مع التحليل السياسي.. 


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 4772 - 2015 / 4 / 9 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان شارل ديغول قد توصل الى أن السياسة موضوع أخطر من أن نتركه للسياسيين.
وقد توصلت على وجه التخصيص- والفضل لأجهزة الإعلام- الى أن التحليل السياسي مهمة أكبر من أن نتركها للمحللين.

فقه الواقع لا يشبه فقه الدين، وقراءته ليست كقراءة في كتاب، فهي لا تحتمل التأويل أو التفسير وفق الهوى، لأن الأحداث الجارية لا تخضع لتأويلات المحللين أو تسير وفق تفاسيرهم مثلما قد يخضع الأفراد أو مجتمع بأكملة لتأويلات الفقهاء ويسير وفق تفاسيرهم..
وإذا كان لابد من أن ينطلق السياسي في قراءته للأحداث من ثقافة ما، فان الثقافة التقليدية غالبا ما تقف كالحجر العثرة أمام الخروج بمعالجة سياسية ناجعة، أو ترجمة واقعية تتبنى الحقائق المرحلية والمتغيرات وتتلمس التداعيات على المديين القريب والبعيد.
والمقصود بالثقافة التقليدية هنا، هي تلك الثقافة الهجينة، الشوفينية على مستوى الذات، الطوباوية بتبنيها النظريات المثالية، والإفلاطونية على مستوى فصل الأمور عن الواقع. ثقافة رجعية - تكرارية تلقن ولا تعلم. ترى الأمور بالمقلوب المريح فيصبح السبب نتيجة، كمسألة التخلف والأستعمار. ثقافة لا تخص شعب بعينه أو أمة بالضرورة، فهي حاضرة على جغرافيات كوكب الأرض ولكن بمعدلات سكانية متفاوتة. 

في خضم التطورات الأخيرة، راح بعضهم يناقش مدى شرعية التدخل العسكري السعودي في اليمن انطلاقاً من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة.
مناقشة هذه الحيثية يبدو لي مفرغاً من أية قيمة تحليلية أو رؤية. بشكل عام ونزولاً من برج السماء الى أرض الواقع، الشرعية واللاشرعية هي مسألة يحكمها مبدأ القوة ومصالح أصحاب القرار في العالم، ولا يحكمها منطق الفصل السابع أو أي منطق آخر، ففي السياسة- وكما قالها نابليون بونابرت- لا تشكل الأمور غير المنطقية أي عقبة. أما المحلل السياسي لو أفاض في الأمور غير المنطقية وأفرط، سيسقط كمحلل في سلال الثرثرة.
ويتسائل أحدهم كما يتسائل رجل الشارع…
”أين كانت هذه الطائرات السعودية في العدوان على غزة أو في حرب لبنان”. 
“لماذا لم نر مثل هذه التحالفات العربية لتدمير دولة عربية شقيقة؛ ضد الكيان الصهيوني، أين هذا العزم والاصطفاف من القضية الفلسطينية وهي قضية العرب المركزية”
كل دولة تتحرك وفق ما تقتضيه مصالحها وتطلعاتها المستقبلية، وإذا كانت من دول العالم الثالث فإن عدم المساس بمصالح وتطلعات الحلفاء سيقترب من كونه واجباً إلزامياً وبعد الضوء الأخضر قبل المبادرة بأي تحرك. وليس بالضرورة أن تكون قراءتها للواقع صحيحة فهذا موضوع آخر تماماً، من المفيد أن يكون التساؤل بصدده بدل الانشغال في التساؤلات العبثية.
والشق الثاني مبني على افتراض أن القضية الفلسطينية ما زالت قضية العرب المصيرية وهذا ما لا يعكسه الواقع المتحرك بل منابر الكلام والخطابة لربما. ويغفل تمامأ دولة اسرائيل بسفاراتها في الجغرافيا العربية وعلاقاتها الدولية معها، متجاهلاً أن في السياسة لا يوجد صديق دائم أو عدو دائم بل مصالح دائمة.
وأنا أتسائل، كيف لسياسي أن يتجاهل ما هو “صارخ” للعيان، وهل يسمّن التجاهل من قيمة أي تحليل أو رأي سياسي؟
ليس ثمة فائدة من تكرار افتراضات كهذه، لكنها قطعا تخدم التنفيس عن عاطفة جياشة وميول فكرية يراد ترسيخها.
وليس من الذكاء والفطنة أن نصف الآخر أيا كان، بالغباء والحماقة، إذا كان هو من يتحكم في شؤوننا وله اليد الطولى في تحديد مصائرنا، لأننا الأكثر حماقة وغباء سنكون في هذه الحال. والتحليل الذي يأتي بوتيرة من النعوت والشتائم تحط من شأن المحلل بمقدار ما يحط هو من حجم فطنته.
الكثير من الأراء السياسية تنطلق من قواعد دينية وأخلاقية، إنسانية وقانونية أو حقوقية، من بديهيات ثابتة وحقائق مطلقة، والكثير مما لا يجدي نفعا إلآ في صياغة رؤية عقيمة أو الخروج بتحليل يستجدي سلة المهملات. فثوابت اليوم متغيرات الغد، وكل البديهيات والحقائق مرحلية وليست أزلية، والسياسية منذ بداية التأريخ ولغايته لم تكن مستودعاً للمثاليات والإنسانيات، الأخلاقيات والجماليات، ولا مستودعا للنزاهة والكيل بمكيال واحد من ذهب، فهي تكيل بمكيالين وألف مكيال من نحاس، ولكنها قد تلتقط من مضامين كهذه إذا اقتضت المصلحة والضرورة ليس إلا.
ما نطمع به من وراء التحليلات السياسية أو الحوارات، هو فهم أفضل لما يدور حولنا على أرض الواقع وليس لما يدور في رؤوس المحللين من كوابيس أو أحلام وأمنيات. فالميول العاطفية والانسانية والفكرية التي قد تتلبس تحليل سياسي أو حوار فتحيله الى خطابة ثورية أو انفعال إنشائي؛ وإن كانت تعكس مكنوننا اللين كبشر لكنها لاتخدم قراءة متوازنة وشافية لواقع خش. 
أرى أن السياسية هي الفن الوحيد الذي تسقط به كل الأقنعة البراقة عن وجه الإنسان الحقيقي.. وجه الغاب.
وهذه صفتها المحمودة الوحيدة لربما!. ومن الضروري بتصوري أن يكون التحليل السياسي أو الحوار بدونها.



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا التباكي على الآثار؟
- أكثر من رواية
- زفرات الشوط الأول
- عن تطور مفهوم الصراع من أجل البقاء..2
- عن تطور مفهوم الصراع من أجل البقاء..
- تقريع جسد المحنة..
- حورية الغريقين..
- احتكارالحقيقة وتجريم نسبيتها..
- الصيام بين التقليد والتحديث..
- حول الفن وعصبيات قراءته..3
- حول الفن وعصبيات قراءته..2
- حول الفن وعصبيات قراءته..1
- تَرْسِيل خارج الإطار..
- خدوش طفيفة المآل..
- قبل الأوان بقليل..
- التعددية الديكتاتورية في العراق..
- حول مادية الجنة والنار..
- سأشتهيكَ.. بالقليل من دغدغة الضجر
- نحن أمة كرامتها الشهادة!
- هل يمكن عصرنة الأنظمة الديكتاتورية؟


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاتن نور - وقفة مع التحليل السياسي..