أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - نحن أمة كرامتها الشهادة!














المزيد.....

نحن أمة كرامتها الشهادة!


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 08:58
المحور: كتابات ساخرة
    


تنوية: الحديث لا يخلو من سخرية..
اشتكى احد سلاطين الزمن الغابر لحاشيته ومستشاريه ومؤتمني خزانته، من تورم قدميه وتشقق كاحليه، جراء تفقده اليومي لأحوال الرعية، وأمرهم بفرش كل الطرقات والأزقة والأسواق بالسجاجيد الفاخرة لتسهيل مهمته خدمة للرعية. استحسن تفهم الحاشية وأثنى على تأييدهم المطلق لمشروع "الفرش". إلآ ان أحد مستشاريه قال له هامسا بعد تشاوره مع "امين الصندوق"، أن ما في الخزانة مولاي، لا أظنه يغطي نفقات هذا المشروع الضخم، فلابد من مضاعفة الضرائب، وهذا سيرهق أحوال الرعية، ولكن لا تخش فعندي الحل. ما رأيك مولاي، أن نفرش قدميك واقدام مرافقيك فقط، فهذا لا يكلف الخزانة سوى بضعة دنانير..
.. وكان النعل.. والقبقاب .. و ان الحذاء.. والبسطال.. اختراعات بديلة لمشاريع عبقرية..وانسانية في ذات الوقت بلا منازع!، ولكنها كانت فوق طاقات خزائن السلاطين!
تغير الزمن.. وتغيرت اساليب تفقد احوال الرعية.. نحن الان في الألفية الثالثة دون جدل، حتى الأسماء والنعوت تغيرت، فالسلطان صار ملكا أو رئيسا أو اميرا.. والرعية صارت شعبا متسيدا!، اما الحاشية فصارت برلمانا أو مجالسا منتخبة. وماعاد تفقد أحوال الشعب سيرا على الأقدام، بل سيرا بالمصفحات، وهو افضل الخيارات المطروحة، وهي ثلاثة بتصورنا:
الأول، مشروع "تصفيح الدولة"، اي جعلها دولة مصفحة لا يخترقها رصاص أو شظايا أو قنابل هاون، أو مركبات مفخخة أو بشر بأحزمة ناسفة. وهذا مشروع أمني يستحق الدراسة لمحبي الدراسة فقط، ولا نظن روؤساء وبرلمانات هذه الألفية بين الرافدين، من الدارسين المحبين، فهم عاكفون على دراسة حوائجهم وتصفيحها.
أو أن تمنح الدولة سيارة مصفحة لكل مواطن، حتى الحفاة منهم، الذين لا يملكون ثمن نعلٍ أو قباب، وهذا سيرهق خزانة البرلمان قطعا!..
اما المشروع الثالث، فهو تدفئة المؤخرات البرلمانية بمقاعد السيارات المصفحة الوثيرة، وهذا لا يثقل على كاهل الخزانة اولا، ويجنبهم أوارم الاستحواذ على الفرص، وإستلاب كرامة المواطن وفرصته في"الشهادة " ثانيا. ونحن أمة كرامتها الشهادة أولا وأخيرا.
وانه من دواعي الفخر والتزهد، أن يتنازل البرلماني العراقي عن فرصة طيبة لتأصيل كرامته، لمواطن آخر اكثر احتياجا لمثل هذا التأصيل لربما، فلا يجيئنه يوم يرى نفسه مسوقا لفلذات اكباده بائعا لهم، او منقبا في المزابل عما يسد رمقهم، أو ضائعا في الطرقات يبحث عن قطعة صفيح مهملة يكمل بها سقف داره، ويكمل حلمه ايضا، في الإسترخاء بعد التحمم بعرق المشاوير المُحبطة.
لابد أن نشكر البرلمان العراقي لوطنيته شكرا مصفّحا، لتوفيره كل الفرص الممكنة لبقاءه برلمانا حيا!، مسؤولا عن خدمة المواطن،مذللا معوقات إيصاله سالما غانما الى جنة الخلد. وان نشكره ثانية، لتقشفه، والإكتفاء بمصفحة واحدة فقط لكل برلماني . ولابد ان يحثه الشعب كما نرى، ومن موقع سيادته، على تخصيص مصفحات لعوائل البرلمانيين ايضا وذويهم، فهم بلاشك من المتنازلين عن الشهادة للمواطن اقتداءا بأرباب اسرهم، وهذه تضحية كبيرة لابد أن نقدرها!. وكي لا يصاب البرلماني بأي أورام نفسية تجهده، أو تعقيه عن أداء واجبه الوطني المصفح، أرى في تخصيص سيارة مصفحة لمن لديه حبيبة غير برلمانية، تطبيقا حكيما لمقولة "الوقاية خير من العلاج"، وفرصة اخرى لمواطن آخر للتمتع بشهادة غراء في ذات الوقت.. فشكرا لتنازل أعضاء البرلمان عن كرامتهم "الشهادة"!



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن عصرنة الأنظمة الديكتاتورية؟
- شجن المشهد المقلوب..
- نهايات آيلة لسجال..
- التأويل المُضاعَف والعكسيّ للنص الأدبي..3/3- القسم الثالث
- حوار مع الشاعرة العراقية فاتن نور.. حاورتها الصحافية المغربي ...
- النزعة الأيديولوجية في تقييم النصوص الشعرية
- التأويل المُضاعَف والعكسيّ للنص الأدبي ..3/3- القسم الثاني
- دهاليز وجهيّ المُبتذل..
- التأويل المُضاعَف والعكسيّ للنص الأدبي ..3/3
- التأويل المُضاعَف والعكسيّ للنص الأدبي ..2/3
- التأويل المُضاعَف والعكسيّ للنص الأدبي ..1/3
- هل دينكم بلا منطق أم منطقكم بلا دين؟
- من هنا
- ما الذي كسبه الشعب العراقي بعد السقوط ؟
- أنا إنسان بحريني- فيديو وتمهيد
- محنة الثورة في البحرين..
- ليعلن المسلم نفسه شيوعيا ماركسيا إذن!..
- الإنتفاضة الليبية بعد إنقلابٍ أبيض وتاريخٍ أسود..
- حد النخاع..مع إنتفاضة العراق وثورته
- زفيرُ التبغ الرديء..


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - نحن أمة كرامتها الشهادة!