أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاتن نور - ما الذي كسبه الشعب العراقي بعد السقوط ؟














المزيد.....

ما الذي كسبه الشعب العراقي بعد السقوط ؟


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 10:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يكن سقوط صدام حسين أمراً هيناً،ولم تعبد الطرقات بعد السقوط بما كنا نعول عليه من آمال وأحلام ذهبت كلها في مهب الريح. لم يكن سهلا أن نبدأ من نقطة الصفر وعلى أنقاض تركة ثقيلة ومعتمة على كل الصعد والمستويات.ما دفعه الشعب العراقي لا يقف عند حد ولا تحده جهة، ولو إردنا تسطيره فلن يكيفنا كتاب أو مجلد أو موسوعة، ففي كل بيت وشارع هنالك قصة لثمن مدفوع، في كل حارة أو مدينة هنالك فواتير دُفعت ودماء سُفكت ودموع ذٌرفت.
دفع إنسان العراق ثمنا باهضا مثلما دفع الطير والنخل والحجر ومثلما دفعت الأنهار ونواعيرها. وجاءت هذه الفواتير بعد مسلسل الفزع الكبير والدويّ السعير الذي هز العاصمة بغداد ليدخل العراق في العشرين من مارس عام 2003 مكتوفا فاغرَ الأرض والسماء حرب الخليج الثالثة.حرب آكلة للزرع والضرع قررتها الإدارة الأمريكية وتبنت شنّها مع ما حصدته من حلفاء، ولم يكن لإحزاب المعارضة السياسية ثمة دور يذكر في إسقاط نظام الحكم الديكتاتوري وقد أقتصر دورها على الإستئناس بالقرار والإستئناس المقابل. كان لابد لقرار الحرب أن يدخل حيز التنفيذ سواءً باركته هذه الأحزاب أم لا فثقلها أمام الدول العظمى هباء، ما أريد قوله هنا هو أن صدام حسين لم يسقط بحراك شعبيّ في الداخل أو حراك سياسيّ لأحزاب المعارضة في الخارج مع أن رغبة الشعب الغالبة وطموح أحزابه السياسية هو التخلص من النظام وطاغيته السافر، إلاّ أن هنالك من يحاول وضع هذه الحقيقة الجلية في قفص الإتهام ليصرح بأن السقوط كان بأيادٍ عراقية صرفة وقفت وراءها دول عظمى، ويعني هذا فيما يعنيه كضرورة، تحالف الأحزاب السياسية تحالفا وطنيا وتكتلتها في خندق واحد لإسقاط النظام، وهذا ما لم نشم ريحه لغاية يومنا هذا. ولا جدوى من التقول بمثل هذه التحالفات الوطنية إذ أن للواقع مرآة لا تستر هزال الحس الوطني ولا تخفي تقطّع أوتاره..وللثرثرات أكثر من قيثار يبتاعه المثرثرون من أرصفة التجهيل والتعمية لتلحين كل عورة الى تبرير أو نشيد وطني.

تلخيصا..ما دفعة الشعب العراقي هو هذا الإمتداد المؤلم والمؤسف لتركة النظام إبتداءً من التهميش والتجهيل الى ضراوة المقابر الجماعية والتي تحولت بعد السقوط الى مقابر معلومة نشهدها في كل صوب وحدب،ولا يهم من يقف خلفها فهوية الفاعل لن تغير حجم الخسارة أو الضريبة التي ما زال المواطن يدفعها أو يروّع بها في البيت والشارع. وما بين التهميش والتجهيل من جهة والمقابر من جهة أخرى هنالك حصاد وفير من سلال نفس التركة وبطونها لا يمكن حصره بنقص الخدمات أو ضحالة المشهد الثقافي والسياسي أو الفساد بشتى صوره فالسلال ممتلئة بكل ما يُقعي مجتمع بأكمله عن النهوض..ولا محاريث منظورة لحرث هذه التركة، لتقليبها وتسميدها بأسمدة العصر والقضاء على أدرانها وتعرشاتها العشوائية المضطربة.
ما تغير في العراق بعد التاسع من نيسان عام 2003 هو وجوه الساسة..والحق يقال الوجوه الجديدة التي تعاقبت على السلطة أكثر مرحا بما أغتنمت، وأقل إكتراثا لما لم يغتنمه الشعب بعد دفعه فواتير السقوط على إمتداد ثماني سنوات..ومازال يدفع ساخطا.. وفي بعض السخط أمل!..
…………

أدناه فيديو ذكرى سقوط الطاغية يحكي ما أوجزته أعلاه.
الأغنية المختارة "موال النهار" للمطرب العندليب عبد الحليم حافظ وهي أول أغنية له بعد نكسة حزيران 1967 وموضوعها يقترن بالنكسة،أغنية تكتنز لوعة الإحباط والفشل والشعور بالخيبة وتعرج على فسحة أمل في الأفق البعيد.. ولهذا وجدتها قريبة جداً ومعبرة فأجواء الفيديو تعكس نكسة غزو ونكسة شعب بعد سقوط طاغيته.. وتعرج بالمقابل على طبيعة موال النهار العراقي الحزين والآمل بإنعطافة مجدية نحو الحبور لإشراقة نهارٍ جديد لا تفقأ به عين الشمس.


http://www.youtube.com/watch?v=OX0lk-oSJN8



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا إنسان بحريني- فيديو وتمهيد
- محنة الثورة في البحرين..
- ليعلن المسلم نفسه شيوعيا ماركسيا إذن!..
- الإنتفاضة الليبية بعد إنقلابٍ أبيض وتاريخٍ أسود..
- حد النخاع..مع إنتفاضة العراق وثورته
- زفيرُ التبغ الرديء..
- ذاكرةُ قطرة مُتعَبة..
- زرادشت ما بعد الصفر..
- قطوع مكافِئة..
- جدال المستويات.. والمجتمع بين الإقليدية واللاإقليدية
- لا غبارَ ..
- أرقٌ.. واصطياف
- إغتراب جسد.. وثمة نيّف..
- فضيحة على مقياس ريختر للبصيرة...
- تفجيرات بغداد وأحجية المربع الأول...
- للمطر ايضا..ثمة اساطير..
- اذهب اليّ...
- تسبيحات حمالة الحطب..
- خربشات آخر دهشة
- هل يتعارض نظام الكوتا مع مفهوم المساواة؟


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاتن نور - ما الذي كسبه الشعب العراقي بعد السقوط ؟