أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - حول الفن وعصبيات قراءته..2














المزيد.....

حول الفن وعصبيات قراءته..2


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 15:01
المحور: الادب والفن
    



يدير الفص الأيمن من المخ حياة الإنسان وعلاقته بمحيطه في مرحلة الطفولة، فهو الأكثر نشاطا منذ لحظة الولادة وحتى تبلور الفص الأيسر بالوعي والمعرفة. فلا غلو إذا قلنا وبحس فلسفي، أن الفن قد يخترق الحواجيز الفكرية والأخلاقية الموضوعة ويخرق السائد والمألوف، مثلما تخرقه الطفولة. فالفن ليس خطابا منطقيا يحكمه الفص الأيسر بخصائص التفكير العلمي لتقديم معرفة عقلية؛ بل خطاب الروح الإنساني الممهور بالعاطفة والخيال والحدوس الوجدانية حيث ينتفي التسلسل الزمني والعلائق السببية بين الموجودات والأحداث في الفص الأيمن، والذي لا يعمل بشكل مستقل فثمة تبادل تلقائي وتكافل بين فصي المخ عبر ضفيرة من الألياف الترابطية.
وأن من الصعوبة بمكان تسويق جدلية "الشكل والمضمون" الذائعة الصيت في مجال الشعر قديما وحديثا، والمحسوم أمرها بتقديرنا لصالح الشكل الشعري؛ الى فنون لا تقرأ أبجديا، أو نطالبها بتقديم مضامين محددة توقعها في فخاخ الأيديولوجيا. فقراءة الفن والحكم عليه لا يخضعان لمعايير العقل الصارمة، ويكون الحكم جماليا أو "استاطيقيا" كما يرى الباحثون والمنظرون في الفن والجمال وحسب أطلاعنا.
وحديثنا هنا على المستوى النظري، أما التطبيق فلا يكون مثاليا في محاكاته للنظرية، فثمة عوامل شتى تؤثر على قراءتنا للفن وفهمنا له، كـ البيئة والموروث وطبيعة منبهات المجتمع الثقافية والأخلاقية، وأساليبه التربولوجية في صياغة شخصية الفرد وتشكيل ذائقته أو التأثير فيها. فالمجتمعات التي تحقق توازنا بين لغتي العقل والقلب أو لغتي فصيّ المخ بمعنى آخر؛ يكون أفرادها أكثر تفهما للعالم، وأكثر نضارة في قراءة فنونه وعلومه ومجريات أحداثه دون تطرف أو تعصب. وعلنا لا نبالغ إذا قلنا، أن ثمة مجتمعات تُحدِث شللا جزئيا، أو يكاد أن يكون كليا في بعض الأحوال المستعصية؛ في نشاط أحد فصيّ المخ، بينما تحفز نشاط الفص الآخر، فتنغمس أما في المعرفة العقلية أو الروحانية وحسب الفص المُحفّز، فتسبب اضطرابا حضاريا أو نكوصا، و يتعثر أفرادها في تكوين شخصيات متوازنة لا تدركها العصبيات التي نحن بصدد الوقوف عندها، ليس لتأثيرها المباشر على قراءة الفن وفهمه، بل على نظرة الإنسان الى العالم من حوله وطبيعة علاقته به وفهم عقلانياته ولاعقلانياته بشكل أفضل.
و نود الاشارة الى أننا في هذا المقام، لا نقف ضد أي مذهب أو مدرسة أو فلسفة أدلت بدلوها عن الفن معبرة عن تصوراتها وأفكارها. لكننا وفي نفس الوقت، لا نقف مع تقييد الفن بفلسفة معينة، أو تسخيره لخدمة أغراض أيديولوجية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لا نقف مع الواقعية الاشتراكية التي نادت بها الماركسية ونرى في نظرتها الى الفن تعصبا أيديولوجيا، فقد طالبته بالتعبير عن الصراع الطبقي وهموم الشغيلة وفرضت شروطها؛ ورغم فصلها بين الأفكار التي لابد - من وجهة نظرها- أن تعبر عن الواقع الإجتماعي بلغة الفن، ومعادل الأفكار التي لا تعبر عنه بالضرورة. في الوقت الذي لا ننبذ رواد الواقعية الاشتراكية مثل مكسيم غوركي و بابلو نيرودا وغيرهم، أو نقلل من أهمية منجزاتهم. وقد برز أعلام في الفن الروائي طلوا بالمقابل من نافذة الواقعية الطبيعية أو الواقعية النقدية المنضويان تحت "المذهب الواقعي" الذي ظهر في مطلع القرن التاسع عشر مع ظهور الفلسفات التجريبية والمادية. وتعدد اتجاهات المذهب الواقعي من تعدد فلسفاته، فكل فلسفة تطل على الفن من نافذتها. وكل فنان بالمقابل يطل بأفكاره ومعادِلات أفكاره على الفن وفلسفاته والعالم من نافذته التي تؤثر به وجدانيا وتثري وجوده، إذ لا يبدو سويا جرجرته ليطل من النافذة التي نريد ونأمل أن ينتج فنا صادقا.
يتبع..



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الفن وعصبيات قراءته..1
- تَرْسِيل خارج الإطار..
- خدوش طفيفة المآل..
- قبل الأوان بقليل..
- التعددية الديكتاتورية في العراق..
- حول مادية الجنة والنار..
- سأشتهيكَ.. بالقليل من دغدغة الضجر
- نحن أمة كرامتها الشهادة!
- هل يمكن عصرنة الأنظمة الديكتاتورية؟
- شجن المشهد المقلوب..
- نهايات آيلة لسجال..
- التأويل المُضاعَف والعكسيّ للنص الأدبي..3/3- القسم الثالث
- حوار مع الشاعرة العراقية فاتن نور.. حاورتها الصحافية المغربي ...
- النزعة الأيديولوجية في تقييم النصوص الشعرية
- التأويل المُضاعَف والعكسيّ للنص الأدبي ..3/3- القسم الثاني
- دهاليز وجهيّ المُبتذل..
- التأويل المُضاعَف والعكسيّ للنص الأدبي ..3/3
- التأويل المُضاعَف والعكسيّ للنص الأدبي ..2/3
- التأويل المُضاعَف والعكسيّ للنص الأدبي ..1/3
- هل دينكم بلا منطق أم منطقكم بلا دين؟


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - حول الفن وعصبيات قراءته..2