رِثَاءٌ عَلىَ الأَطْلال

علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 4771 - 2015 / 4 / 8 - 09:48
المحور: الادب والفن
    

رِثَاءٌ عَلىَ الأَطْلال

علم الدين بدرية

عَلىَ نَوَافِذِ الْعُمْرِ الْغَاربِ فِي تَعَاريْجِ الزَّمَنِ
صُوَرٌ لِلَحَظَاتٍ رَسَمَهَا الْمَاضِي عَلىَ لَوْحَةِ الذِّكْرَيَاتِ
لا زَالَ عِطْرُهَا يَمْلأُ الْمَسَافَاتِ
يُعِيْدُ مَشَاهِدَ ذَلكَ الْمَسَاءْ
بَسَمَاتٍ ذَوَتْ عَلَى هَمَسَاتِ بَوْحٍ
ذَاتَ لِقَاءٍ .. ذَاتَ يَوْمٍ .. ذَاتَ قَضَاءْ
عِنْدَمَا غَرَّدَ بَيْنَنَا الْحُبُّ
وَتَعَانَقَتِ الأَطْيَافُ
وَرَسَمْنَا بَاقَاتِ عِشْقٍ
عَلَى لَوْحَاتِ الْبَقَاءِ
عَلَى بَقَايَا وَطَنٍ جَاثِمٍ تَحْتَ الرَّمَادْ
وَاجْتَاحَنَا شُعُورٌ دَافِئُ النَّسَمَاتِ
أَثْمَلَ الْمَوَاجِعَ
بَيْنَ قَطَرَاتِ النَّدَى
الْعَالِقَةِ بِالرِّضَابْ
بَكَتْ أَحْلاَمُ الْحُبُّ
نَاحَتْ أَصْدَاءُ الأَفْرَاحْ
***
لِشَاطِئِ الْبَحْرِ سِحْرٌ
لِرَائِحَةِ الْلَّيْمُوُنِ عَبَقٌ يَمْلأُ الْلَّيْلَ
يُعِيْدُ الذِّكْرَيَاتْ
سَوَاحِلُنَا الْحَزيْنَةُ
أَصْبَحَتْ مَقَابِرَ لِلنَّوْرَس
مَدَافِنَ لِلأَحْلامِ
وَعِنْوَانًا لِلاغْتِرَابِ
***
مَا زَالَتْ بَصَمَاتُنَا هَاجِعَةً عَلَى الرِّمَالِ
تَرْسُمُ أَخَادِيْدَ الصَّمْتِ
خَجُوُلَةً عَذْرَاءَ
لَمْ تُدَنِّسْهَا اِرْتِبَاكَاتُ الشَّعْرِ
لَمْ تَفُضُّ بَكَارَتَهَا رِيَاحُ الْيَمِ
لَمْ تَمْحُ مَعَالمَها خَفَقَاتُ الْمُحِيْطِ
ولاَ اِنْكِسَارُ الْمَوْج عَلَى الصُخُورِ سَاعَةَ الْغُرُوبِ
عِنْدَ الْغِيَابِ
بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ
يَبْقَى النَّبْضُ اِرْتِعَاشًا
يَحْمِلُ أَنْفَاسَكِ الْمُعَتَّقَةِ كَنَبِيْذِ يَافَا
يَخْتَمِرُ بِطقُوسِ عَيْنَيْكِ
هَذَا الْلَّيْلُ الْحَزِيْن يَحْكَي عَنْ أَحْلامِ الْعَوْدَةِ
عَنْ مَرَاكِبِ الْوُعُودِ
يَحْمِلُ نَكْهَةَ أَبْجَديَّةٍ عَاقِرَةِ فِي لَوْحَاتِ الضَّبَابِ
حِيْنَ لامَسَتْهَا الْحُرُوفُ أَضْحَتْ سَرَابًا
وَاغْتِرَابًا عَنْ الذَّات
فَي مَوَانِئِ الانْتِظَارْ
تَبْقَىَ الأَمَانِي مَسَرْبَلَةً فِي أَحْشَاءِ الأَرْضِ
وَقِصَصُ الوُرُودِ جَاثِمَةً عَلَىَ الرِّمَالْ !!
حَتَى ضُوُءُ الْقَمَرِ هَذِهِ الْلَّيْلَة أَمْسَى بَارِدًا
لَمْ يَشْعِلْ وَمِيْضُ الْلَّهَبِ
فِي مَعَابِدِ الْحَنِيْن
فِي صَمْتِ الْعِنَاقِ
رَائِحَةٌ لِلْفُرَاقْ
حِيْنَ ارْتَفَعَ الْمَدُّ
اِتَّسَعَتِ الأَبْعَادُ وَانْعَدَمَتِ الْمَسَاحاَتُ
شَاسِعَةٌ شَاسِعَةٌ هَذِهِ الْفَضَاءَاتْ
أَشْعُرُ
بِريْحٍ قَادِمَةٍ تَعْلُو صَفَحَاتِ الْمَوْجِ
هَدِيْرٌ يَصْفُرُ وَصَخَبٌ يُلْغِي الأَبْعَادَ..
هَلْ هِيَ رِحْلَةُ الْعَوْدَةِ فِي زَمَنِ الإصْغَاءْ ؟!
مِنْ زَبَدِ دُمُوعٍ يَطْفُو عَلَى لَحْنِ الأَوْتَارِ
أَقْتَطِفُ لَوْنَ الْبَحْرِ
وَأَصْنَعُ لِي نَبْضًا جَدِيْدًا
لاَ يَقْرَأُ التَّعَاويْذَ
لاَ يَسْتَكيْنُ لِلزَّمْهَريْرِ ، لِحَبَّاتِ الْبَرَدِ ، لِوَهْجِ الصَّقِيعْ
لَحَظَاتُ اِحْتِضَاري
تَسْبُقُ مَرَاسِيْمَ جَنَازَتِي
خَارِطَةُ اِنْعِتَاقِي
سَتَبْقَى جُرْحًا مَفْتُوحًا فِي خَاصِرَةِ الْوَطَنْ
رُوُحِيَ الْمُهَاجِرَةُ لَنْ تَغْسِلَهَا كُلُّ الْلُّغَاتِ
جَسَدِي النَّازِفُ يَتَقَمَّصُ كُلَّ الأَلْوَانِ
لَحَظَاتُ اِحْتِضَارِيَ تُعَانِقُ الْمَوْتَ
حِيْنَمَا يُصْبِحُ الأَمَلُ شَهِيْدًا
يُكَفِنُنِي الْقَصِيْدُ !!

#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل