أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر العلوي - ثمري هبة السماء فهل رُدّ الجميل














المزيد.....

ثمري هبة السماء فهل رُدّ الجميل


جعفر العلوي

الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 02:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمري هبة السماء فهل رُدّ الجميل.!
جعفر العلوي..
اجتر آلامي بأسنان الأمل, ترفعت نفسي عن طلب الراحة بطول الأجل, تأسيت بالصبر عنوان، وبالفكر حجة وبيان, وبالعمل علو البنيان.
في يوم شتاء دافئ كأحضان أمي المرملة بعز شبابها, خرجتُ وحيداً انشد العزلة ملاذاً والألم قوة, جلست متكئ بجذع نخلة عجوز، عاشت من السنون حلوها ومرها, رأت شتى أنواع العذاب، أعطت من ثمارها البر والفاجر.
سخرت نفسها لفائدة الإنسان, لم يخطر يوم من الأيام ببالها أن تستعلم حال من يأكل ثمرها، هل هو اسود أم ابيض، هل هو سني أم شيعي, عربي أم كردي, كانت وما زالت محتفظة بكل معاني الوفاء للخدمة والعطاء.
سألتها وعبرة الأحزان لم تفارق تقاسيم وجهي: هل مَرّ عليك في يوم ما "أبي" واستفاء بظلك.. وأكل من ثمرك, هل كان له موقف معك, هل طلب منك شيء.
أجابت وقد اهتز سعفها وارتعدت فرائصها: "نعم مَرّ بي في يوم حار وجلس كما تجلس أنت ألان, طلب مني بعض الرطب لأهله وأحبائه, مقابل ذلك قام بتكريبي وتنظيفي دون طلبي منه, قضى معظم النهار معي لكنه لم يكن بحال يُسًرّ كأنه على سفر بعيد"، فسألته: "مالي أراك مهموماً حزيناً قد بانت ملامح التعب على وجهك الباسم".
فقال لي: "أيتها النخلة ما هي إلا سويعات وارحل دون رجعة, فالعالم لم يعد لنا فيه مكان, استشرى الظلم والفساد وتبعثرت أوراق الخير دون استطاعة لجمعها فكلما حاولنا تغيير الواقع صدمنا بنفوس ضعيفة تسعى بكل قوة لإبقاء الظلم, لم أشأ مكاشفتك ولكن؛ أعرفي إني لم أكن في يوم ما ممن اسلم نفسه للقدر، أو ساوم على حساب إيمانه ومبادئه احتفظي بتلك الكلمات, عسى أن تشهدي لي بحسن النية والسريرة".
النخلة: انصرف عني بخطى واثقة, مبتعداً عن ناظري, وكنت خائفة عليه من القدر اللعين، مرت مدة من الزمن وإذا بأحدهم يجلس محتمياً بظلي أكل من ثمري حتى شبعت معدته الخاوية, وعلامات الذعر قد بانت على وجهه رغم محاولة إخفائه لها, سألته ما بك مرتبك خائف, قال: لا شيء، قلت له تكلم فلا خوف مني.
قال: لقد أعدمنا مجموعة من الشباب كانت خارجة عن قانون الحزب ومبادئه الحقة, وكان بينهم شاب طويل القامة صلب الجأش أثار استغرابي، لم يعترف ولم يبح بكلمة رغم كل ما فعلناه به، قالت النخلة: وما فعلتم به؟؟
قال قمنا بقطع أطرافه واحد تلو الأخر ظناً انه سيعترف ولكن دون جدوى؛ فلم يبح بكلمة بل كان يردد كلمات: "سيأتي عليكم يوم تخذلون ولا ناصر لكم"، استدللت من كلامه أن الشاب هو أبيك فلم أتمالك نفسي وأجهشت بالبكاء، وقلت له سيكون ما قاله لكم عاجلاً أم أجلاً, فقام ذلك الرجل واخرج فأساً وضربني بشدة وقال لي ويحك من نخلة عجوز شمطاء, حتى النخل يعارض ما نقوم به.
ذلك حال النخلة البطلة لم تخف أو تهن في إنصاف الحق بكلمة وقالت لي: "اليوم ما أكثر الرجال الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء يأكلون من ثمري و يتفيؤون بظلي خرجوا من مخابئهم اشد قوة وطغيان واستعلاء".
أجبت النخلة وبركان الحزن بداخلي: "سيبقى الحق أقوى من الباطل". وموازين السماء أسمى وارفع شأناً.



#جعفر_العلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيق الأزهار بين الشوك والدمار
- سياسة الدولة خط أحمر غير قابل للتجاوز
- أخطاء لا تغتفر وتخطيط الى سقر
- عادل عبد المهدي.. اغتيال سياسي
- أصلح العطار ما أفسده الساسة
- حزب الدعوة والنجاة من البلايا..
- لن تستطيع معي صبرا
- محلقو
- رفع الأقواس عن نظرية ذي الحدين..!
- هل ما زال هناك متسع من الوقت؟!
- مطبات المانية المنشأ
- الخطوط الحمراء
- الإنسان الآلي يحكم العراق
- بعد الأربعين: القائمة الحسينية تشارك في الأنتخابات..
- شبران في وطني ترضيني
- جدوى الانتخاب..!؟
- غرقوا بصمت.. دون عناء..؟!
- احلام منتصف الليل
- يوم تبيض وجوه وتسود اخرى
- المالكي ماذا يريد


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر العلوي - ثمري هبة السماء فهل رُدّ الجميل