أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر العلوي - رحيق الأزهار بين الشوك والدمار














المزيد.....

رحيق الأزهار بين الشوك والدمار


جعفر العلوي

الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 15:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رحيق الأزهار بين الشوك والدمار.!
جعفر العلوي
العراق بستان متنوع الورود والأشجار المثمرة، بين دجلة والفرات وشط العرب، ينعم أهله فيه بالخيرات ، ينشدون أجمل القوافي وأعذب الألحان، يحتسون الشاي ساعة العصرية "الشاي السنكين"، ذو النكهة الأصيلة مع حبة أو أثنتين من الهيل، وطبق الكعك المنوع ك أبو (السمسم، والدهن، والمالح)، يتبادل الأحبة حوله أطراف الحديث، تتناسق الكلمات بين قول وسماع، مد وجزر، فرح وشجن، فالحزن مكانه ليس بيننا، ذلك الوطن الصادح بربوعه القاصي والداني.
في تلك الأثناء وأكثر، دُقّ باب غرفتي المتواضعة بعبق الذكريات، إنه ولدي ينادي أبي: "جارنا عند الباب يريد محادثتك فهل تخرج لمقابلته".
أقشعر جسدي وانتابتني الحيرة والذهول، ماذا تقول؟، ما كنت فيه قبل لحظة أكان حلما عابرا ومضى لحال سبيله؟، لالا... لا يمكن أن يكون كذلك، يا ولد لماذا أيقظتني من نومي ولو شاء الباري لجعله سرمدا... أبي جارنا عند الباب يريد محادثتك؟!.
نهضت من فراشي مسرع الخطوة قاصدا باب الدار؛ ماراً بصالة الجلوس، وإذا بصوت يستوقفني وهو يقول: "دمر تنظيم داعش الإرهابي الكنوز التاريخية والآثار في متحف الموصل، التنظيم بث شريطا لعناصره، وهم يدمرون التماثيل في المتحف، الآثار تعود إلى حضارات بلاد ما بين النهرين، وبينها تمثال للثور الآشوري المجنح، الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد، كذلك دمر ثور مجنح آخر عند بوابة نركال الأثرية في مدينة الموصل وهو رمز للحضارة الآشورية".
رجعت القهقرى لأمعن النظر لشاشة التلفاز جيداً، ولشفاه المذيع التي بثت الخبر... (تحطيم، دمار، قتل، سلب)، ولدي أين أنت ما يقول هذا، في أي عام نحن، ومن هم داعش؟، وما هم فاعلون بالمتاحف؟
تسمر ولدي صامتا مذهولا، يرمقني بنظرات لم أعتدها من قبل، الولد: "أبي اجلس لأخبرك عما أثار دهشتك.!، أبي.. داعش تنظيم ارهابي وحشي همجي، اجتاح المناطق الغربية من العراق، قبل عشرة أشهر تقريباً، وقد آواهم العرب السنة، وداعش مجاميع متنوعة الجنسيات قدموا من مختلف دول العالم، عبر الحدود السورية العراقية وتركيا، يلبسون عباءة الدين، هدفهم السيطرة على العراق وإنشاء دولة الخلافة الإسلامية كما يزعمون.
يقتلون الأطفال والرجال، ويغتصبون النساء ثم يقتلوهن، أحرقوا الزرع وأبادوا النسل، البلد ملئت بالمهجرين والنازحين، وخطرهم لن يقف عند العراق فحسب، هم أعداء الإنسانية والحضارة، بل هم أعداء ما جهلوا، حمقى متهورين.
وَلدي أنت قلت العرب السنة! ما يعني ذلك؟، وهل هم أعداء؟
هم سنة العراق، كما هناك شيعة العراق، وأكراد العراق، ومختلف القوميات والأديان، بعض الساسة السنة المشتركين في الحكومة لا يؤمنون بأغلبية الشيعة في حكم البلاد، فنتجت الفرقة والاقتتال الطائفي كان آخرها ذلك المشهد الدامي المتمثل بـ داعش.
وَلدي لكن على حد علمي إن المسلمين أمة واحدة، وخاصة في العراق لا وجود لتلك الفرقة، المسلمين سواسية بل إن "أكرمهم عند الله أتقاهم"، فمن أين لك بهذا الكلام الغريب؟
أبي... جارنا ينتظر عند الباب ما أقول له؟
وَلدي قل له إن أبي رجع يكمل نومه، بين ليلته ويومه، فالزمن الجميل أولى بالبقاء فيه من زمانكم المستلب المنتهب، أخرج له وقل: "كان أبي نائما حالما، يشرب الشاي مع أبيه وأمه، والبعض من أصحابه المسلمين المتنوعين والمسيحيين والأكراد، في حديقة دارنا المتواضعة، ولا توقظني من نومي إلا بعد أن يتحدوا السنة مع الشيعة مع الأكراد، مع مختلف القوميات، حينها فقط يمكن لي الجلوس معكم.




#جعفر_العلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الدولة خط أحمر غير قابل للتجاوز
- أخطاء لا تغتفر وتخطيط الى سقر
- عادل عبد المهدي.. اغتيال سياسي
- أصلح العطار ما أفسده الساسة
- حزب الدعوة والنجاة من البلايا..
- لن تستطيع معي صبرا
- محلقو
- رفع الأقواس عن نظرية ذي الحدين..!
- هل ما زال هناك متسع من الوقت؟!
- مطبات المانية المنشأ
- الخطوط الحمراء
- الإنسان الآلي يحكم العراق
- بعد الأربعين: القائمة الحسينية تشارك في الأنتخابات..
- شبران في وطني ترضيني
- جدوى الانتخاب..!؟
- غرقوا بصمت.. دون عناء..؟!
- احلام منتصف الليل
- يوم تبيض وجوه وتسود اخرى
- المالكي ماذا يريد
- موضوع لا يخلو من وقفة


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر العلوي - رحيق الأزهار بين الشوك والدمار