أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر العلوي - الخطوط الحمراء














المزيد.....

الخطوط الحمراء


جعفر العلوي

الحوار المتمدن-العدد: 4364 - 2014 / 2 / 13 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخطوط الحمراء
جعفر العلوي
لم يحظ الناس بامتيازات ابان عهد النظام السابق, فقد كان الجميع متساوون بالظلم الواقع, و الضرر اللاحق من جراء ذلك الظلم, اما في زمن التطور والانفتاح, زمن الديمقراطية والحرية المكتسبة, أصبح من الواجب سن قيود فكرية معينة, تجعل الانسان يدور حولها دون التجرؤ للولوج في تلك القيود.
ومن هنا اخترعت الكثير من المصطلحات الحداثوية, التي من شأنها تهذيب قدرات الانسان وتنقيته قدر الامكان من مخلفات العهد السابق, ومن ضمن تلك المصطلحات: "الخطوط الحمراء".
تلك الخطوط التي وضعت لأجل الحد من تجاوز المتجاوزين, ولعب اللاعبين بما لا يوجب التلاعب فيه, قدسوا بعض الانظمة المخترعة والقوانين المبتدعة, وقالوا عنهاـ خط أحمرـ افتروا على الاسلام محولينه الى كابينة خطوط حمراء, لا يمكن الاقتراب منها, أو الاستعلام عنها, أو حتى التعرض والمساس, بدافع الفهم لا الطعن طبعا.
كل خط كلف الدولة العراقية ملايين الدولارات, ناهيك عن الصبغة الحمراء نفسها, حيث بدونها لا قيمة تذكر للخط أصلا, تزاوجت الخطوط, وتشاطرت, وانقسمت, فقدت قيمتها الفعلية بمرور السنين, حتى جاء هذا اليوم: في هذا اليوم لم أعد أميز بين الالوان فقد افقدتني علامات الشيخوخة النظر, ومعها فقدت التمييز ما بين الاحمر والأخضر, حتى السواد تشوبه الغبرة في بعض الاحيان.
ما اصنع والموقف أكبر مما يتصوره أحد غيري, هل ادوس على جراحي, وشيخوخة الزمن, أم أقع فريسة الجهل بحالي, من قبل صانعي الخطوط, أم أحزم أمتعتي بحقيبتي السوداء؛ وأرحل الى بلد الشمس, وأجعل من بلدي ذكرى لبقايا إنسان, أفنى عمره بانتظار الأمل, وتحسين الحال بعد ميلانها لسنين طوال, واترك ورائي أحلام الطفولة والصبا, وشيب كهولتي وفنجان القهوة.
نعم سأرحل واضع اللوم في كل ما حل بي من معاناة؛ على ذلك الخط الاحمق الأخرق, اللذي انتهك حرمتي وتجاوز على مقدراتي, بل وحتى مقدساتي لم تسلم منه, هي الاخرى قد ابتليت بالون الأحمر, فكل شيء في ذلك البلد قانٍ, إلا الانسان فهو لا يستحق أن يكون ضمن مربع الخطوط, ومستطيلاتها.
بل كان نصيب الانسان في بلد النسيان أن يوضع في دائرة الضوء ليراه البصير والكفيف, ما أثار دهشتي أكثر إن المنطقة الحمراء تنعم بالرخاء, فمنذ وضع حمودي يده عليها, حتى تحولت الخطوط الى خطوب, وتشابكت الالوان ـ فقوس قزح ـ هو الأجمل بين كل الخطوط, ولا بد من معرفة سبب دوران الولاية الثالثة عكس عقارب الساعة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان الآلي يحكم العراق
- بعد الأربعين: القائمة الحسينية تشارك في الأنتخابات..
- شبران في وطني ترضيني
- جدوى الانتخاب..!؟
- غرقوا بصمت.. دون عناء..؟!
- احلام منتصف الليل
- يوم تبيض وجوه وتسود اخرى
- المالكي ماذا يريد
- موضوع لا يخلو من وقفة
- سريوة وأبن اوباما
- المنطق برؤية الماننطيهه


المزيد.....




- عمره 166 مليون عام.. اكتشاف أثرٌ أقدام ديناصورات يمتد لأكثر ...
- علامات وغموض يكتنف هويات أكثر من 100 جثة فلسطينية سلمتها إسر ...
- لماذا تراجع نفوذ الحضارة المصرية القديمة أمام حضارات أخرى في ...
- ما التفاصيل الشائكة التي قد تحدد مصير غزة؟
- قاضية أميركية تمنع تثبيت برامج تجسس إسرائيلية على واتساب
- تحذيرات من مخاطر الذخائر غير المنفجرة بغزة بعد وقف إطلاق الن ...
- الضغوط الأميركية تفشل فرض ضريبة كربون على قطاع الشحن البحري ...
- تقرير يتوقع هيمنة الوقود الأحفوري حتى بعد عام 2050
- هل تنجح الجبل الأسود في تحقيق الاستقرار وسط التحولات الجيوسي ...
- إسرائيل تؤكد -هوية- رهينة أعيدت رفاته الجمعة


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر العلوي - الخطوط الحمراء