موضوع لا يخلو من وقفة

جعفر العلوي

الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

موضوع لا يخلو من وقفة..
جعفر العلوي..
في الآونة الأخيرة والأحداث المتسارعة على الساحة الدولية وارتباطها بالشأن العراقي , نجد إن المتابع العراقي بدأ يقارن حالة الشعب المصري وما يحدث داخل البلد من أحداث.
وهنا لابد من الإشارة إلى الفارق الكبير بين الشعبين وطبيعة البيئة الداخلية والإقليمية ومن يعرف السبب يزول عنه العجب.
فالشعب المصري وطوال فترة مبارك لم يتعرض لأحداث جوهرية مصيرية عصفت ب...الحياة العامة لمواطنيه او غيرت من الطبيعة الديموغرافية العامة ,عكس ما حصل للعراق,من تغيير والضرب على وتر الطائفية في الزمن الماضي بالرغم من عدم ظهورها للعيان بمفاصل الحياة الاعتيادية.
لكن كان يُعمل عليها ويخطط لها ورغم كل تلك الأحداث والضغط الحاصل على المواطن العراقي, نجده ومع أول فرصة له في الخلاص من هذا الكابوس المزعج لم يدخر وسعاً, وخرج بانتفاضة عارمة بأربعة عشر محافظة عراقية سقطت بالكامل بيد الثوار المنتفضين ,لكن هنا تدخلت المصلحة الدولية بقمعها وإطفاء جذوتها بعد ما رأت من بوادر ظهور المارد الشيعي على المشهد السياسي العراقي.
قد يسأل سائل وهل العراق اليوم يحكمه غير تلك الطائفة, أقول نعم هي تحكم العراق لكن الفرق كبير جداً فالا ملاءات الخارجية لم تبرح الصورة وحددت توجه وتبعية تلك القوة الحاكمة عكس ما قد يحصل في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 الذي كان خيار الشعب هو المسيطر.
إذن كان الحكم بيد الشعب ولكن التدخلات الخارجية حالت دون السطوة والسيطرة ورغم كل ذلك لم يسكت الشعب عن المطالبة بحقه الطبيعي في الحياة الكريمة والحرية الكاملة,فأعقب ذلك عدة ثورات ومناوشات بين الثوار والزمر الظلامية آن ذاك, صحيح أنها لم تصل للمستوى الأول ولكن حصلت, فسقوط ثلاث محافظات والعاصمة كانت على شفى حفرة ليس بالأمر السهل, نعم هذا ما حصل بعد مقتل الزعيم الشيعي "محمد صادق الصدر" في نهاية عام 1997.
وأعقب ذلك عدة محاولات أخرى باءت بالفشل ليس لكون النظام قادر ومتماسك حينها ولكن الإرادة الدولية هي من تحرك المشهد, والطرف القوي هو من يحكم الأمور فليس العالم يهب مع رياح التغيير كما هو عند البعض يتصوره.
في النهاية أقول كل ما يحدث ويجري من أحداث وتغيرات على الخارطة السياسية الشرق أوسطية هي بحسابات أمريكية ,تارة بالفعل وأخرى بالإقرار والموافقة ولا يتصور شخص ساذج أن يترك الشرق أوسط سدى لمجموعة من المنادين بالحريات يبقى كل ذلك وجهة نظر وعلى المخالف إثبات عكس المطلب.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل