أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - لا شيعة ولا سنة ، ولا يحزنون ..














المزيد.....

لا شيعة ولا سنة ، ولا يحزنون ..


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4767 - 2015 / 4 / 3 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بادئ ذي بدء.. فالصراع بين معاوية بن ابي سفيان ، وعلى بن أبى طالب .. لم يكن في حقيقته صراعا دينيا او مذهبيا او يحزنون.. فعلي بن ابي طالب لم يمتشق سيفه من اجل نصرة الاسلام او العكس فى ذلك الصراع ، وكذلك بالمثل لم يجرد معاوية بن ابي سفيان حسامه من غمده لخلاف دينى أو مذهبى مع على بن أبى طالب (( وان كان كلا الطرفين قد حاول تلبيس الصراع بنصرة الحق والاسلام ، وقد كانت واقعة رفع المصاحف علي أسنة الرماح والسيوف أبرز الأدلة على ذلك ..)) ..
الأمر لم يكن في حقيقته الا صراعا علي السلطة قد بدأت ملامحه تحت سقيفة بني ساعده ، وهو صراع كان له جذوره القبلية والمجتمعية التى تمتد إلى ماقبل الإسلام وكل أطراف الصراع استخدموا عملية التسويق الدينى لأوضاعهم فى الصراع بغية إضفاء محسنات قيم الحق والعدل والخير ومصلحة الامة على مواقفهم وأهدافهم كسلاح خطابي هام من أسلحة ذلك الصراع السياسى الخالص في جوهره ..
وعلى نفس المنوال ... فعرش المملكة السعودية عندما تأسس علي مذهب بن عبد الوهاب لم يكن ذلك من اجل عيون الاسلام ولا نصرة له بقدر ماكان صفقة قبلية ابرمتها قبيلة مع شيخ ، لتأسيس عرش قبيلة ال سعود والتمدد به خارج ( إمارة الدرعية) الي سائر شبه الجزيرة العربية ..
وصارت راية المذهب السنى هى التكئة التى يستند عليها آل سعود لاكتساب وضعا وثقلا إقليميا ودوليا فى العالم العربى والعالم الإسلامى ، تقدم به خدماتها لعالم مابعد الأطلنطى الذى يقف حاميا لذلك العرش طالما ماانفك يؤدى خدماته لدول المركز الرأسمالى منذ اكتشاف النفط وكمرتكز أمنى استراتيجى للمشروع الإستعمارى الذى وضع بعد الحرب العالمية الثانية باسم ( الدفاع عن شرق قناة السويس ) ..
أكبر مثال على فكرة التسويق الدينى للصراعات والمصالح هو موقف المملكة من ايران ..
فإيران التي كانت حليفة المملكة السعودية في عهد اسرة بهلوي هي نفسها ايران الشيعية ..
لم يتغير المذهب السني في السعودية وقتها ، ولم يتغير المذهب الشيعي في ايران ولم نشعر نحن ابناء الشرق بوجود خلاف مذهبي الا حينما اعلنت ايران الخوميني خروجها من حلف الأطلنطي ومظلته الامريكية..
وكانت إيران أقرب الى السعودية من مصر وسوريا طوال فترة الستينيات ، بل شهدت الأراضى الأفغانية تحالفا إيرانىا سعودىا ضمن التحالف المساند لما سمى بالمجاهدين الأفغان ..
كذلك الحال في اليمن..
كانت المملكة قد تحالفت مع الامامة الزيدية منذ استقلال اليمن ( الشمالي) وحتي سقوط الامام بدر في عام 1962 ودخلت من اجل هذا الامام الزيدي - وقتها - في مواجهة مسلحة مع مصر علي ارض اليمن .. وكما لو كانت لاتعرف ان الزيدية يتبعون المذهب الشيعي وليس المذهب السني..
علي عبدالله صالح ظل الحليف الاقرب - في اليمن - حتي ثار عليه اليمنيون واحتضنته المملكة علي ارضها و هو زيدي وابن لاحد بطون الحوثيين الذين ظل هو يحاربهم طوال فترة حكمه الاخيرة دفاعا عن، وتكريسا لسلطته..
ثم تحالف معهم اخيرا في مواجهة سلطة عبدربه منصور ..
الان فقط ايران اصبحت خطرا علي المذهب السني..
والحوثيون اصبحوا خطرا عليه في اليمن
هذا هو الوهم الذي تبيعه المملكة وتسوقه لشعوبنا العربية..
وهذا لاينفى أن إيران أيضا تمارس نفس لعبة التسويق الدينى لمصالح نظام ( تحالف البازار والملالى ) عبر تغذية النعرات الطائفية فى المنطقة العربية لتثبيت دعائم توظف إقليمى تستثمر فيه تموضعها كهضبة عظيمة مترامية الأطراف ومتععدة الجوار تتطل على أوربا من جهة الغرب وتطل على أرض الدب الروسى المتحفز للعالم الغربى فى الشرق وتشرف على الخليج العربى وتتحكم فى مضيق هرمز وتتجاور مع تركيا التى تتطلع هى أيضا تارة عبر الأوهام العثمانلية القديمة للشرق الأوسط فى جنوبها ، وتارة عبر أداء الخدمات الإستراتيجية للجوار الأوربى باعتبارها أحد أعضاء حلف الأطلنطى ( الناتو ) ..
إيران - تركيا - اسرائيل - السعودية وبقية دول الشرق العربى موضع حيوى بالنسبة لدول المركز الرأسمالى للإمساك بصرة العالم وبأمعائه التجارية ومماراته المائية ..
وهناك حقيقة تنحو نحو السطوع، و هي ان المملكة تبحث الان عن تمدد وظيفي لدورها الاقليمي القديم كحارس بوابة العبور الغربي الامريكو أوربي الي الشرق الاسيوي حيث يتموضع التنين الصيني المتعملق بصورة مزهلة ، وكذلك قريبا من المكوث الاستراتيجي المتحفز للدب الروسي من حيث جنوبه وهو ماتنافسها فيه تركيا وايران..
ولانها تشعر ان الغرب لن يترك ايران ( تلك الهضبة الاسيوية العظيمة) ، وانه يقترب من تسوية تناقضاته معها وهذا - فى حال نجاحه - سيؤثر بالخصم على المكانة الوظيفية للمملكة كأحد الخفراء الإقليميين الكبار للمصالح الأمريكية والأوربية ..
ولذلك فانها تعمل الان في ثلاث اتجاهات :
اولهما : ان توجه لها - عبر اليمن - ضربة استراتيجية تضعف من موقفها التفاوضي مع الولايات المتحدة واوربا
وهذا دور وظيفي تؤديه المملكة عبر تاريخها الحافل بالخفارة للمصالح الامريكية والأوربية ...
ثانيهما : فهي ترغب في تمديد نفوذ عرش ال سعود جنوبا وضمان حليف جوار استراتيجي دائم يؤمن مصالح المملكة الاقليمية والنفطية..
ثالثهما : أنها تريد أن تعود إلى قيادة النظام الإقليمى العربى الذى كان قد انهار فى أعقاب الإحتلال الأمريكى للعراق ، واستعادة دورها الذى تقلص بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر الشهيرة وتدمير برجى التجارة الأمريكية ووجود إشارات أمريكية لتقصير سعودى إزاء هذا الحدث الكبير ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توجس ، وعدم اطمئنان
- حتى لانكرر خطايانا
- مسافة السكه
- إطلاق وتوظيف محفزات الصراعات الوهمية
- فوضى صليل السيوف القديمة
- على هامش المؤتمر
- المطلوب من مؤسسة الازهر
- 2- ثغرات فى محاربة الإرهاب
- 1- ثغرات فى محاربة الإرهاب
- الحياة ليست كلها تعب ..
- عودة إلى وهم المفاضلة مابين الفيل والحمار ..
- أولتراس لمباراة الفيل والحمار
- والآن .. ماذا تقول لكم ضمائركم ؟
- السنة الرابعة
- الرثاء لايليق بفاتن حمامه
- يوسف والى - عادل بلتاجى .. انحياز واحد
- جديد أمريكا من قديمها
- الكيان الصهيونى والملاعب العربية المفتوحة
- لماذا لايثق القلاح فى المثقفين ؟
- حراك ثورى اخوانى ؟ يفتح الله


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - لا شيعة ولا سنة ، ولا يحزنون ..