أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - لماذا لايثق القلاح فى المثقفين ؟














المزيد.....

لماذا لايثق القلاح فى المثقفين ؟


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4654 - 2014 / 12 / 6 - 16:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفلاح المصرى البسيط لديه تشكك دائم فى ابن المدينة ينعكس على طريقة تعامله معه ، مما يجعل أبناء ( البنادر ) يرون فى الفلاح المصرى كائنا ( لئيما ) وغير واضح الطوية
ولكن لم يناقش أحد ماوراء تلك الظاهرة من صراع عبر الزمن بين المدينة والريف حاصرت فيه المدينة الريف ببشواتها وشهواتها وبهواتها ووجهائها وأفندياتها وموظفيها العموميين ، وتجارها ، ومغامريها ،
وهمشته وتعاملت معه كمصدر رخيص للمواد الأولية والغذاء ، وكفرصة ذهبية لتدوير فائض أموال البعض فى المدن المتاخمة للريف عبر تجارة المحاصيل أو الإقراض الربوى ( الفايظ ) أو الإقراض على المحصول ( على الأرز أو على القطن بالسعر المحدد يوم الإقراض لا سعر البيع فى السوق وقت نضوج المحصول وهى عملية تمارس كثيرا فى أوقات الأزمات الإقتصادية بالريف وماأكثرها ) ، أوحتى إقراض الفلاحين البسطاء ( وماأكثرهم ) مستلزمات الإنتاج والحياة اليومية مقابل الأفضلية فى شراء المحصول وعندما لايكفى المحصول ( وكثير مالايكفى ) يبدأ تاجر المدينة فى مساومته على المقابل حسب الديون التى حرص التاجر ( ابن المدينة المتاخمة للريف ) على مراكمتها ليكون المقابل إما ماشية أو محصول قادم ، وقد يصل الامر إلى شراء بضع قراريط فبضع قراريط فيما بعد ، وهكذا غلى ان يصل الأمر بامتلاك هذا التاجر والمرابى ( ابن المدينة ) الى ان يصبح من اكبر الملاك للأراضى الزراعية فى هذا الريف ليتحول بعض ابناء الريف من الفلاحين المعدمين الى أجراء وكلافين ( الكلافين جمع كلاف والكلاف هو من يرعى الماشية ويتولى كنس ارض الحظيرة يوميا صبحا ومساء وكذا علافة وتغذية وتنظيف وتشريب الماشية ...وإلى ماغير ذلك من أمور ) ..
وهناك نموذج أخر لأفنديات المدن تعامل معهم الفلاح هم موظفى الرى وموظفى الزراعة ومحصلى الأموال الأميرية الذين تركوا تراثا من التعامل الغير سوى مع الفلاح المصرى فكم استغل أحد موظفى الجمعية الزراعية جهل الفلاح بالقراءة والكتابة وحصل على توقيعه على مالم يأخذه من مستلزمات انتاج المحاصيل وحقق من وراء ذلك مامكنه من عيش حياة لا يعيشها هذا الفلاح وإمتلاك أشياء لا يمتلكها معظم الفلاحين ..
كم من موظف رى كان يفتح سدة المياه الى ترع الرى لقاء رتب موسمى من الغلال ..،
كم من موظف من موظفى الدولة من ابناء المدن المنفيين والمكدرين الى النجوع القرى البعيدة - نتيجة مجازاتهم لاستهتارهم فى أعمالهم أو حتى نتيجة الإضطهاد الوظيفى .. جاءوا الى الريف صابين جام غضبهم وقرفهم على أبناء ذلك الريف الذين لاذنب لهم فى ذلك ، كم تعاملت معهم هذه النوعية من ابناء المدن على مر العصور بالإشمئناط والتعالى والقرف أو أحيانا بالإستهتار والإستغلال المهين ؟
ابن المدينة دائما هو المالك الكبير للاراضى الزراعية الذى يأتى كل نهاية موسم بسيارته إلى الريف ليتحاسب مع الفلاح فيستلم منه الإيجار أو نصف المحصول ويتحدث فى زيادة جديدة للإيجار أو شروط جديدة تتعلق بالمزارعة ويخير الفلاح المستأجر إما بالقبول أو ترك الأرض التىيأكل ويعيش منها وعليها هو أسرته ..
وهناك نموذج آخر للنصب الإجتماعى على الريف المصرى من المدينة .. ألا وهو نموذج السياسى ( مرشح الحكومة أو المستقل الذى يريد الوجاهة والقرب من الدوائر الحاكمة ) والذى ينزل الى الريف متوددا طالبا مساندته تجاه وعود تذهب أدراج الرياح فور نجاحه .. هذا الشخص الذى سيختفى غلى ان يظهر هو أو غيره فى موسم الإنتخابات التالى لذلك ...
انها نماذج للتعامل تركمت كتراث فعلى لدى الفلاح المصرى وأكدت محاذيره ومخاوفه تجاه أبناء المدن من البشوات والبهوات والأفنديات وجعلته يتعامل بحرص وذكاء فطرى مما نحسبه نحن السطحيون من ابناء المدن لؤما وخبثا فلاحيا ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حراك ثورى اخوانى ؟ يفتح الله
- فى صباح 28 نوفمبر
- وداعا ياصديقى الذى قرر أن يموت منذ سنوات فمات أمس
- مفارقة التنوير
- جرس إنذار
- مطلوب إنقاذ القطن والفلاح المصرى
- قبضة إيد ... (( 7 - قصائد غير معروفة لشاعر سابق مغمور ))
- مربوط بدوباره ، وهايطير .. (( قصائد غير معروفة لشاعر سابق مغ ...
- واحد وحيد ... واحده وحيده .. (( 6 - قصائد غير معروفة لشاعر س ...
- طارت فى اتجاه البحر .. (( 5 - قصائد غير معروفة لشاعر سابق مغ ...
- المطلوب والملح
- ورقة نقاش
- تجربتى الذاتية فى الحياة الحزبية
- هل سيلقننا القرن الواحد والعشرون درسه الأول ؟
- الهيمنة الأمريكية المأزومة
- ملاحظات جديدة حول وحدة قوى اليسار المصرى
- درس تاريخى له حضوره الراهن
- على هامش ذكرى أكتوبر
- استدعاء سيفى على ومعاوية
- رسالة المحامية والمناضلة ماجده رشوان للتضامن مع فلاحى سراندو


المزيد.....




- -اليد الميتة-.. لماذا تُعدّ منظومة الردع الروسية أخطر ما خلف ...
- لماذا يطالب خبراء أمميون بتفكيك مؤسسة غزة الإنسانية؟
- ?? الجزائر: مقتل أربعة أشخاص إثر سقوط طائرة بمطار فرحات عباس ...
- الجزائر: أربعة قتلى إثر سقوط طائرة تابعة للحماية المدنية بمط ...
- تقرير أمني ينبه أنقرة إلى دروس الحرب الإيرانية الإسرائيلية
- اسم يحيى السنوار يثير الجدل بعد ظهوره ضمن قائمة مواليد ألمان ...
- ما قصة المثل -جزاء سنمار-؟ وكيف يستلهم الفرزدق الشعر؟
- أردوغان يعين سلجوق بيرقدار أوغلو رئيسا للأركان ويجري تغييرات ...
- الصليب الأحمر يدق ناقوس الخطر بشأن السلاح النووي في ذكرى قصف ...
- لبنان يفوّض الجيش بإعداد خطة لضمان حصر السلاح بيده قبل نهاية ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - لماذا لايثق القلاح فى المثقفين ؟