أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدى عبد العزيز - الرثاء لايليق بفاتن حمامه














المزيد.....

الرثاء لايليق بفاتن حمامه


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 19:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لايليق بكائن الضوء المبهج الذى غمر وجدان أجيال الشرق ، أن يرثى أحد موته ، ولا ينبغى أن يتطوع بنعيها أحد كان وهى التى قدر لها منذ ( صراع فى الوادى فى 1954 ) ، ( صراع فى الميناء - 1956 ) ، ثم ( الليلة الأخيرة - لا وقت للحب فى 1963 ) ورائعتها ( الحرام - 1965 ) ..
هكذا قدر لفاتن منذ ذاك الوقت أن تعيش بمجموع أعمارنا جميعا ..
فكيف نتجرأ على رثاء الوحمة الحضارية التى ظهرت على جبين النيل لتبقى ..
هل لنا نحن فى هذا الشرق المعاصر بعض مما نباهى ونفاخر به ..
هل لنا من علامات ضوئية تشهد على أننا صالحون لماهو متحضر إنسانيا ومعصر ومستنير
سوى تباهينا بسيد درويش ، وأم كلثوم ، وعبد الحليم حافظ ، وفيروز ، وعبد الوهاب ،
واعتزازنا بسعاد حسنى ، ويوسف شاهين ، ومحمود مرسى ، والمليجى ، وصلاح منصور ، ، ؟
هل مات يعقوب صنوع ، وهل ماتت فاطمه رشدى ،
وهل مات احمد ذكى ، ومات من قبله ذكى طليمات ، هل مات الريحانى ؟
هل مات يحى الطاهر عبد الله ،
وهل مات صلاح عبد الصبور ، ومات أمل دنقل ، هل يستطيع أحد الإدعاء بإن فؤاد حداد وصلاح جاهين قد ماتوا ، ومنذ متى كان هذا الموت يجرؤ أن يغيب من يطرح الأفق واسعا أمام الخيال الإنسانى الذى يستعصى بدوره على الموت ؟
هل مات ابى القاسم الشابى ؟
وهل مات أحمد نبيل الهلالى أو ذكى مراد أو محمود أمين العالم أو فؤاد مرسى او اسماعيل صبرى عبدالله ؟
هل مات عاطف الطيب ، ومات من بعده رضوان الكاشف .؟
هل مات بدر شاكر السياب ومن بعده قد مات محمود درويش لكى تموت فاتن حمامه ؟
نجيب محفوظ لم يمت ، ولم يمت لويس عوض ولا يوسف إدريس ، بل أن فرج فوده لم يمت رغم أن الأغبياء قد طلبوا موته وطالته رصاصاتهم وملأت أسفلت الشارع بدمائه الطاهرة ..
الفريد فرج لم يمت ولم يمت سعد الدين وهبه ولا سعدالله ونوس ..
فلماذا تموت فاتن حمامه .. ؟
لنخجل قليلا ولتتوقف أقلامنا وكلماتنا عن الرثاء الذى لالزوم له .. فربما كان حضورنا نحن لايضاهى حضورهم بعد ..
وفاتن حمامه حضورها فادح يدق فيما بين دقات قلوبنا ..
ويقف وراء الحضور الذى تختلسه أرواحنا من غياب بفعل ليل يصارع الحاضرين منذ ابن تيمية ..
كيف تموت ( آمال) بطلة صراع فى الوادى ، وكيف تموت (الاستاذه فاطمه المحامية ) ، ومن يجرؤ على القول بأن ( حميده ) بطلة صراع فى الميناء يمكن أن تموت ؟
وهل يستطيع أحد أن يتنبأ بمدى العمر الزمنى ل ( آمنه ) بطلة دعاء الكروان هل يمكن ان يسكت سؤالها ( وين هنادى يااماى ) ، أو ( عزيزه ) بطلة التحفة الخالدة الحرام ..
هل سيقدر أحدنا أن يصم أذنى روحه عن صوت عزيزة المقهور وهى تنتحب بجملة ( جدر البطاطا هوه السبب ياضنايا ) ... لدى يقين أنه لاقبل لأحد بمحوا ذلك من ذاكرة المصريين ، ولكان كذلك لانتصر أنصار الظلام والتطرف الدينى فى التمكين لسلطتهم التى انهارت بفعل الهبة الحضارية لهؤلاء الذين تعرضوا ولو لقدر من آشعة التنوير التى كانت فاتن حمامه وكان غيرها عناصرا من عناصرها ...
هل ينسى أحد اتساع أحداق ناديه برهان بالفزع والخوف وفقدان الأمان فى ( الليلة الأخيرة مع العملاق العائش محمود مرسى ؟
هل ستكف قلوبنا عن اللعب والإبتهاج ومغالبة تباريح العشق التى أوجدته ( منى ) فى الخيط الرفيع ؟
هل يمكن ان تغيب ( عائشة ) ربة المنزل المصرية التى تعيش انضغاطا اجتماعيا صعبا بإصرار حزين وتدبر وكفاح وتضحية من أجل الأبناء على وفاء بعضهم وجحود البعض منهم ؟
كذب الذين قالوا أن ( نرجس ) أرض الأحلام التى ونطقها المختلط بلدغة لاتخفى مشاعر متدفقة كنهر فى عنفوان فيضانه ..
كذب اللذين قالوا أن فاتن حمامه ماتت - ولو صدقوا ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسف والى - عادل بلتاجى .. انحياز واحد
- جديد أمريكا من قديمها
- الكيان الصهيونى والملاعب العربية المفتوحة
- لماذا لايثق القلاح فى المثقفين ؟
- حراك ثورى اخوانى ؟ يفتح الله
- فى صباح 28 نوفمبر
- وداعا ياصديقى الذى قرر أن يموت منذ سنوات فمات أمس
- مفارقة التنوير
- جرس إنذار
- مطلوب إنقاذ القطن والفلاح المصرى
- قبضة إيد ... (( 7 - قصائد غير معروفة لشاعر سابق مغمور ))
- مربوط بدوباره ، وهايطير .. (( قصائد غير معروفة لشاعر سابق مغ ...
- واحد وحيد ... واحده وحيده .. (( 6 - قصائد غير معروفة لشاعر س ...
- طارت فى اتجاه البحر .. (( 5 - قصائد غير معروفة لشاعر سابق مغ ...
- المطلوب والملح
- ورقة نقاش
- تجربتى الذاتية فى الحياة الحزبية
- هل سيلقننا القرن الواحد والعشرون درسه الأول ؟
- الهيمنة الأمريكية المأزومة
- ملاحظات جديدة حول وحدة قوى اليسار المصرى


المزيد.....




- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدى عبد العزيز - الرثاء لايليق بفاتن حمامه