حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 09:05
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
يبدو - وارجو ان يكون ذلك تقدير خاطئ - ان الحديث عن تجديد الخطاب الديني لن يتخطى اسوار الامنيات والمناشدات الي حيز الارادة السياسية الفعالة..
فموقف النظام من القوي السلفية يجعلنا امام التباس شديد وشك حول نجاعة المواجهة مع التطرف الديني والارهاب..
هناك شواهد ( اتمني ان تكون عيني مخطئة في ادراكها ) تؤكد ان المواجهة مع الارهاب لم تقترب بعد ولو بنصف الخطوة من المواجهة الشاملة..
فالسياسات الاقتصادية ومحصلتها كانحياز اجتماعي تزيد من معدلات الافقار والبطالة والانضغاط المجتمعي ..
والمواجهات الامنية مع الجماعات الارهابية تعاني من ثغرات لم تعالج بعد ، وتؤدي الي خسائر مادية مكلفة وخسائر بشرية اكثر كلفة تتمثل في سقوط الكثير من الضحايا من الشهداء من رجال شرطة وجنود ومواطنين عاديين..
واخطاء جانبية ناتجة عن عدم العمل علي انتقال الثقافة المهنية الشرطية من ثقافة القمع والاستبداد الي ثقافة حماية امن المواطن والحفاظ علي حقوقه المدنية والقانونية وهذا مايؤدي الي خلخلة الدعم الشعبي للمواجهة مع الارهاب وخاصة في صفوف الشباب اكبر المتضررين من اثار الثقافة البوليسية الاستبدادية التي تنعكس علي سلوك ، واداء بعض اعضاء المؤسسة الشرطية ..
وعلي المستوي السياسي والاعلامي هناك تكسير معنوي متعمد للاحزاب المدنية وتسفيه لإمكانياتها وقدراتها دونما دراسة حقيقية لمعوقات التجربة الحزبية المصرية وضرورة انجاحها كضرورة لقيام نظام ديمقراطي حقيقي..
كل ذلك في مقابل غض بصر مبهم ومريب وربما متواطئ عن الوضع الدستوري لحزب النور
وتلك الرغبة ال في الإصرار علي مشاركته في المنشط السياسي العام
ومن الشواهد ايضا تعاظم نفوذ الازهر والتعامل معه من قبل المؤسسة السياسية كرقم سياسي صعب ..
هذا فضلا عن شواهد اخري كثيرة منها تعيين وزير للثقافة ذو خلفية ازهرية يفتقر لأي عطاء او تصور ثقافي سابق..
وهذا مايعطي انطباعا - اتمني ان يكون خاطئا - بان المواجهة مع الارهاب ستظل علي محدوديتها كمواجهة بين سلاح الشرطة والجيش من ناحية وسلاح الارهاب من ناحية اخري..
وانها ستقف عند تلك الحدود التي ربما ستنجح في اجبار الارهاب علي القاء السلاح الي حين، بينما لن تجرده من الفكر الذي يعتمد علي فقه (واعدوا لهم ماستطعتم من قوة ) هذا الفكر الذي اذا مالم يواجه كفكر فاشي.. مواجهة مجتمعية شاملة وحاسمة ستنبت له فيما بعد تلك الايدي التي ستحمل الخنجر ثم الرشاش والعبوة الناسفة ..
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟