أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صموئيل ميشيل نسيم - أيها الذبيح














المزيد.....

أيها الذبيح


صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)


الحوار المتمدن-العدد: 4765 - 2015 / 4 / 1 - 07:44
المحور: الادب والفن
    


أيها الذبيح على مذبحك الخشبي
المتكأ على المسامير ..
لماذا تدعو علي قاتيلك بالسلام
كيف لك هذا القلب الذهبي
رغم الصفع صفح الكلام
طاقة من البصاق على ردائك القرمزي
صوت الجلدات شجوية الأنغام
أتذكر حينما دخلت المدينة بموكب بهي
فُرشت الزهور
بُسطت الورود
ورُفعت الأعلام
وحينما يُبست نُسجت
تاجٌ من الآلام

***

أيها الذبيح على مذبحك الخشبي
المتكأ على المسامير ..
لماذا أتيت لمخلوقك البشري
التمس الإفهام
جولت بين الرازحين
والكادحين والمتعبين
لتحملَ أسقام
ها هو الجنس الترابي
يكافئونك بالموت الزؤام
أفعالُ اللئام
لا غرابة
لا يحترمون القرابة
فأرواحُهم أصنام
ها أنا على مرتفعات الجمجمة
أدون ملحمة
فيملأ الدمُ الأقلام
رواية حب
أغتالها الإنسان
مثخناً بطعنات الآثام

***

أيها الذبيح على مذبحك الخشبي
المتكأ على المسامير ..
أروي لي لكي أكتب
كيف فتكنا بأسراب الحمام
أحصينا وأقترعنا
مزقنا وأقتسمنا لحمك والعظام
عيرنا تغنينا
تمايلنا ورقصنا حين ذبحِك كالأنعام
كنا ندري أو لسنا ندري
كنا نروي ظمأ الحسام
فجأة غضبت الطبيعة
إنفثأت حمرة الشمس
أنفقأ النجم وأرسلَ رسائلَ الظلام
أهتز وعي الأرض
فاق ضميرُ الحجر
من تشرب بدماءِ الإله
أعلن الكون العصيان
فكان منه الاعتصام
خاف الجنود
أختبأ الكهنة
فزع الحكام
غطوا رؤوسَهم بالرغام
وأنت طأطأت الرأس
مسلماً الروح
فإنهار عهدُ القدام

***

أيها الذبيح على مذبحك الخشبي
المتكأ على المسامير ..
أخبرني عن ساعات الجحيم
حينما نزلت إلي السفوح
لضياء القتام
حيث عوالم الموت
قصفت المصاريع
حطمت الركام
ذابت الأصفاد
أمسكت الموتَ بلجام
سبيت الجحيمَ كالأغنام
ارتحلت إلى أكوان الخلود
فتحت فردوس الأحلام
أزلت العداوة
وأزلية الخصام

***

أيها الذبيح على مذبحك الخشبي
المتكأ على المسامير ..
أنا الروح المعذبة
والنفس المتعبة
إنحني تحت هالةِ آلامِ الأيام
سيدي لماذا أنت مُعلقاٌ
بأي ذنب قتلوك الأنام
أجب .. أصرخ بين الزحام
الذنب ..
الذنب ذنب الحب
عقاب العشق
الصلب فوق الآكام
ياقاتلي لك مني غفران
انهي عبوديتك بتمزيق صكوك الأعدام
أنهل من دمائي كؤوساً
فصليبي معصرة
أحتملته لأجلك
ياقاتلي ..أنا الكرّام ...
أحمل بين ضلوعي السهام
رغم قسوتك أشعلت بصليبي عهدَ الغرام
أنهيت بموتي عهودَ الرقيق
الآن وثيقة الحرية
للفانيين رجاءُ القيام ..
اتبعني .. اتبعني يا قاتلي .. اعطني فرشاتِ الغلام
ألون حياتَكَ بفن الصليب
فهو يرسم الطريق
يزيل من سمائِكَ الغمام
صليب موتي يزين الحياة
يخطط صورة أحزانِكَ كرسام
خطوطه خط الهُيَامِ
يتوج الكون
بدم اللون
على الثغرِ البسام
أنا الذبيح على مذبحي الخشبي
المتكأ على المسامير .. صاحب القبر الفارغ .. الذي من الموتِ مُقام ...

***************



#صموئيل_ميشيل_نسيم (هاشتاغ)       Samuel_Michel_Nessiem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيتها الإله
- أَنْتِ
- بريد من السماء
- الجمال القبيح !
- فيما وراء
- الأرملة السوداء
- من أروقة السنهدريم
- لست أنا بنصف ربِ
- قف ساهراً
- كم أشتاق إلى طفلي
- إنسان وفقط
- رثاء من لم أعرفها
- وحدة ولكن
- متحرش ولي أسباب
- عراق الدم
- أنشودة ثائر
- سفينة الأشجان
- آنات مظلوم
- في عشق الله
- أتوب عن الحب


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صموئيل ميشيل نسيم - أيها الذبيح