أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 3 ج1














المزيد.....

الشرطي عريف 3 ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 06:54
المحور: الادب والفن
    


((3))-1

_ الله بالخير أبو إسماعيل .
_الله بالخير إكريم ,أخبرني متى تنتهي من غش الناس بهذا الطعام وقلة الخدمة .
_نحن بخدمتكم صديقي فقط أطلب منا ما يعجبك سيصلك حالا ,كل من يرد هنا نعامله كما يجب وأنتم أول من نعتمد علة أن نخدمهم ,بالمناسبة صديقي أين جواب الطلب الذي قدمته للمعاون ؟... صار له يومان والرجل ينتظر .
_إكريم أذهب أولا وحضر لي الفطور قبل أن يأت المعاون عندها لن تحصل على جواب .
_حاضر سيكون ذلك بأسرع ما يمكن .
أستعدل عريف جلسته على المقعد الخشبي وهو يتأمل حذاءه السوداء اللامعة وبيده عصاه وقد نزع سدارته من رأسه فيما هو ينتظر من إكريم أن يسعفه بفطور دسم ومعه الخردة وقد وضع طلب الرجل موقعا في جيب بدلته العلوي , تحسسه قد يكون نسي أن يضعه أو يختلط عليه بطلب أخر فهو لا يعرف القراءة والكتابة ,فقط يمكنه أن يلاحظ توقيع الملازم الأول الذي يعمل لديه حاجبا ومراسلا وهي صفه تمنحه المجد في مدينة لا تحترم إلا من يكون تحت ظل السلطان .
كل شيء جميل لم تعد تسمع حسنه ما كانت تخشاه خاصة من بعض النسوة التي يتغامزن ويتلامزن عليها في حين تجمع النساء في المناسبات أو في السوق ,هذا الإحساس منحها هدوءا جعلها تقضي معظم وقتها في البيت تحاول أن تتعود على حياة أخرى وقد خرجت من ذاك المستنقع الذي كانت تعيش فيه وتلك الأجواء الموبوءة بكل ما هو ملوث وقذر ,حتى رفيقتها أم رزاق عجزت أن تقنعها بالخروج معها لأي مكان حتى لو يكن هناك عمل ,تتعذر دوما بأنها مريضة وأنها مشغولة لكن أثار الهدوء والطمأنينة أنعكست جمالا على وجهها مما يوحي بأنها ليست كذلك.
كما كل صباح أثناء ما أراد عريف الخروج طرق الباب شرطي أخر يعرفه من قبل ,تصافحا وطلب منه الدخول أعتذر وقال أنه في مهمة يريد أن يكلم والدته فقط بكلمتين ويمضي , سمعت حسنه صوت هادي الشرطي وخرجت مسرعه وهي تلتف بعباءتها بالمقلوب ,تنحى جانبا عريف عنهما وهمس هادي في أذنها كلمتين ثم أستأذن بالذهاب ,ودعه للشارع وعاد يسأل والدته عما في الأمر, أخبرته أن المدير بعث يطلبها لقضية ما وستذهب العصر له .
كانت حسنة تتمنى أن لا يتذكرها المدير وأن تخرج من ذاكرته تماما وينسى حتى وجهها ,فليس بعد أن أصبح عريف شرطيا أن تهدر كل مجهودها وتعب السنين وأن تتعرض مرة أخرى للدناءة وقلة الحيلة ,إنها مجبرة الآن أكثر وتعرف أنها ممسوكة من اليد التي تؤلمها وما عليها إلا أن تستجيب وبكل ممنونية ,على الأقل أن من يستغلها صاحب سلطة وهي التي تبحث عن جدار تستند عليه وليس هناك الأن أصلد وأقوى من هذا الجدار .
عريف كعادته قبل بدء الدوام الرسمي وقبل حضور المعاون يجلس في مفهى إكريم ليضع رجل على رجل ويطلب ما يشاء ,هو الأن ليس أبن العاهرة التي كان والتي كانت هو الآن مفتاح عمل والباب التي تطرق في مركز الشرطة ,ومع أنه غشيم بدروب السمسرة والتعامل بالواسطة برغم تنبيه رأس عرفاء محمد الذي أحيل للتقاعد ولم يعد موجودا في المركز إلا أنه حين يحضر هنا للمقهى يوبخ إكريم عما يفعله بالرجل وأن مصيرة سيكون السجن عاجلا أم أجلا.
من يرى حسنة عصر هذا اليوم يظنها قد عادت عشر سنين للوراء فقد أستعادت كثيرا من رونق جمالها السابق وظهرت علامات الإنشراح والبشر على وجهها وهي ترتدي فستانا جديدا جمع لها إشراقة فتيات الثلاثنيات مع ملامج جمالية بلدية تتميز بالفطرية والطبيعة الغير متكلفة ,تتمنى في داخلها أن تكون هذه الرحلة أخر ما يجرها إلى عالم ودت لو أنها لم تمر به أصلا وقد نالت مرادها من أمل وكثيرا من ألم الحرمان والضياع .
تنتظر منذ بعض الوقت وصول أم رزاق وهي تتحسس الوقت فقد يكون يوما طويلا كعادت هذا الرجل المتصابي المنتفخ كإسفنجة خلف منصبه وهو مجرد رجل وفقا لكثير من المعايير التي تعرفها حسنة الخبيرة وصاحبتها المجربة لا يحسب على صنف الرجال ,فقط المنصب هو من يشفع له ويمنحه هذه الطاعة ,إنه يخدم ليتمتع وسيجد اليوم الذي لا تنظر لوجهه قبيحة القبيحات فهو خال من ما يسر النساء حتى في كلامه لا يعرف إلا إصدار الأوامر فقط .
فكرت وهي تحاول أن تجد طريقة ترضي بها المدير دون أن تثيره أو تستفزه وهو الذي منحها الكثير وخاصة رعايته لعريف وتوصيته المستمره به ,حاولت أن تتوصل لحل ما ينتشلها من ما هي فيه ولعل هذا الوقت هو المناسب الذي سوف تجد نفسها فيه معذورة وقادرة على أن تستقر خارج إرادة هؤلاء الذئاب الذي لم يتركوا شيئا لها دون أن يلوثوه ... تخاف أن توجه يدها للسماء وهي متأكدة أن الله في غضب شديد منها ,.كثيرا ما سمعت بعض العجائز يقولون لها أنت وإبليس في مكان واحد في جهنم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطي عريف 3 ج2
- الشرطي عريف 2 ج1
- رواية الشرطي عريف 1 ج1
- الشرطي عريف 1 ج2
- الحرية والتجربة الدينية وأشتراطات الطبيعة
- الفكر وإشكالية المنتمي
- تحرير الفلسفة ...تحرير للقوة الإنسانية المفكرة
- الدين خيار حر
- الفقراء ورائحة الخبز
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال ح2
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال
- يا عمال العالم قبلوا يد السيد وصلوا وراء الشيخ.
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح1
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح2
- جغرافية الطين وتاريخ النار
- مقولات التسليم وثقافة التبرير ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح2
- قوة المصالح ومصالح القوة ح1
- قوة المصالح ومصالح القوة ح2


المزيد.....




- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 3 ج1