أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي مولود الطالبي - عيدُ الأُم هنا علي مولود !














المزيد.....

عيدُ الأُم هنا علي مولود !


علي مولود الطالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 21 - 08:05
المحور: الادب والفن
    


***
كلُّ عامٍ وأنتِ سيّدةُ الأرضِ ...
كلُّ عامٍ وأنا الخاسرُ الأكبرُ ببُعدي عنكِ ...
كلُّ عامٍ وجحافلُ الذكرياتِ تمرقُ من أمامي في أيّ موقفٍ أو إحتياجٍ أو نبضةٍ خانها القربُ ...
علّمتِيني حينما أكبرُ ساكونُ أبًا مختلفًا، وأنسى هذا الطفلَ الذي يزعجكِ بتفاصيلهِ، قلتِ لي: ستكونُ أكثرَ إدراكًا لما أُعانيهِ اليوم،
علّمتِيني يا أُمّي عندما أكبرُ سأحتاجُ للأطفالِ أكثر من غيرتي منهم اليوم، واِنزعاجي من صراخِهم واستخدامِهم لألعابي، وأنّني سأتيّقنُ جيدًا أنّكِ لَم تُحبّي أخي الكبير ولا الصغير أكثر منّي، بلّ كُنّا على خطٍ واحدٍ من الحبِّ والحنان، فلا يمكن للإنسان أن يفاضلَ بين عينيهِ !
سوف أعرفُ أنّكِ حين كنتِ توقظيني صباحًا لأذهبَ إلى المدرسةِ، ما كان إزعاجًا منكِ لي، ولا حرمانًا من دفءِ النومِ ولا عدم تقديركِ لواقع الطقس البارد أو ازعاج المُعلّم ...
قـُـلتِ لي: أيّها الأبُ الصغير، والطفلُ الذي سينجبُ يومًا ما بناتًا وأولادًا ... سوف تتذكّرُ وأنتَ تحملُ طفلـَـكَ كيف تغيّرتْ حياتكَ واختلَفتْ مسؤوليّتكَ وكيف كانتْ أُمّكَ وأبوكَ يحمِلان أوزاركَ وأخواتكَ على كاهِلهما دون ضجرٍ أو ملـّـل، ستُحبُّ أطفالـَــك كثيرًا وتعشقُ فوضاهم ومشاكساتِهم في البيتِ، ستـتـذكّرُ رسوماتـِكَ المُـضحكة على جدرانِ الغرفة، وكـتاباتِـكَ على بُخارِ الماءِ المتجمّع على زجاجِ المنزلِ أو الصفّ، سوف تسخرُ بمحبّةٍ من الرسوماتِ على بابِ الثلّاجة أو الدولاب،
ستتركُ قراءتكَ الصديقة والرفيقة التي تحبّها وتلهو عنها، لأنّ ابنَـكَ سوف يتسلّقُ على ظهرِكَ وكـتـفِـكَ وينّقـلـبُ في حـضنِـكَ وأنـتَ تفرحُ بمحبّة حَـنِيـنَة، سوف لَنْ تـقـرفَ منهُ حينما ترى أنفهُ أو عينهُ بحاجةٍ لـلـتـنـظـيف، سوف تحبُّ يدَهُ الدَبِقة وتغسلها بالصابون والماء الدافئ وهو يكركرُ ضاحـكًا، ستكونُ صبورًا ولا تنزعجُ لو وجدتَ البرتقالَ فاسدًا أسفلَ سريرهم أو الكراريس محمّلة بالترابِ أو رأيتَهم يسرقون عُلبةَ الكبريت ويلعبون بها وأنت تتابعُهم بدقةٍ خوفًـا عليّهم من الحريق، سوف تتذكّرُ لماذا كنتُ أمنعَكَ من الـلعبِ بالسكّينِ أو الحصى، سوف تحبُّ أُمّهم وهي توقدُ المدفأةَ كلّ شتاءٍ وتُحمّمهم بحرصٍ شديد .. وهم يتجادلونَ مَن سيدخلُ الحمامَ أولاً ومًن هو المقرّبُ لأُمّهِ، سوف تُراجِعُ لماذا كنتُ أنهرَكَ أن تجلِسَ قُرب نافذةِ السيّارة وتُخرجَ يدَكَ أو أن تـقـتربَ مِن الطبّاخِ وأنا أحضّرُ الغداءَ، سوف تتعلّمُ وتـُــعلّم الأطفالَ لماذا كنتُ أبعِدُكَ عن أصدقاءِ السوء ولماذا لا أجعلـكَ تـقـلّـدُ النـكات بإفراطٍ وأنا أضحكُ بسرّي من برائتِكَ، سوف تكونُ مُتصالحًا معهم حين يـجـبـرُكَ ظـرفُـكَ على عدمِ الوفاءِ بوَعدِكَ في إخراجِهم لفُـسـحةِ أو نُـزهـةٍ، لأنّ وقـتَـكَ مزدحمٌ بالأهَمّ، سوف تفهّمُ أنّي لَمْ أكنْ كاذبةً في يومٍ ما، وأنّي كنتُ مخلصةً لـكم حدّ دموع مَن يقرأونَ حروفيّ الآن ...
سوف تَشتَري لَـهُـم لُـعبهم حسب الرغبة كونكَ تُحبّهم بالتساوي، سوف تهتّمَّ بِهم أكثرَ حينما تَحيضُ أمّهم مراعاةً لحالتِها النفسيّة، سوف تُـقـطّـعُ لهم الفاكهة بـيَـدِكَ وتجلبُ الحلوى على مزاجِهم، وتغارُ بمكرٍ حين يقول أحدهم لأُمّهِ أنتِ حبيبتي أو زوجتي، ستـتجنّبُ مرورَكَ بمحلات الألعاب، ستُحبُّ العيدَ كثيرًا وتعشقُ طـفـلـَكَ وهـو يـغـمُـركَ صباحًا بشغف، ستجني تـلـكَ البذور ...
وتتذكّرُ حينَ كنتُ أقولُ لكَ: يا وَلدي كانَ عمر بن عبد العزيز (ر)، لا يفعلُ شيّئًا إلّا وينويهِ بالخير لله، فحينَ تَـكـبـرُ إنوي أنّـكَ ستـتـزوّجُ وتُـنـجـبُ ذريةً صالحةً كي يكونَ أجرُكَ أكثرَ عند الله ...
سوف يَمُرُّ هذا الشريطُ أمامكَ كثيرًا وتتذكّرُ حجمَ الألمِ لكلّ أُمٍّ فقدتْ طفلَها، ستحزنُ جدًا وتقرأ الفاتحةَ على روحِ كلّ شهيد، وستحتفلُ بعيدِ الأُمّ كلّ مرةٍ وتقولُ لكلِّ أُمٍّ على وجهِ الأرض كلّ عامٍ وأنتِ راضيةٌ مرضيّة راحمةٌ رحيمة مرحومّة، قديسةٌ مقدّسة، عظيمةٌ معظّمة،
وآخر كلامي معذرة من كلّ أُمّ على وجعِها . ولدُكِ علي مولود الطالبي



#علي_مولود_الطالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضوجٌ في بكاءِ النسوة
- سهرُ الصورة
- ينبوعُ رئتي
- ينقصني أن أختارَ مكان موتي !
- شوارعُ تخترعُ نفسها !
- صبح عينيها
- عناقُ الزنابق
- ملاقطُ النسيم
- وصايا لامرأة غائبة (2)
- ثوبٌ لمدينة مترهلة
- خمائلٌ وسلسبيل
- وصفٌ لفاتنة الجنان
- نبضُ هوايَ
- وحده قلبي
- نافذةٌ لقميص الناي
- دوران الفصول في حدائقنا
- ذكرى وجهينا
- مذاقُ الأرض
- عذِبٌ عذابي
- عمري الثاني


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي مولود الطالبي - عيدُ الأُم هنا علي مولود !