أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان جاسم - الدولة الاسلامية في العراق ( داعش) وصراع المصالح !!















المزيد.....

الدولة الاسلامية في العراق ( داعش) وصراع المصالح !!


قحطان جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة الاسلامية في العراق ( داعش)وصراع المصالح !!

لا يحتاج المرء الى ادلة لكي يثبت ان الدولة الاسلامية في العراق " داعش" ليست سوى بقايا البعثيين من رجال المخابرات والامن والاجهزة القمعية السابقة التابعة لنظام صدام، التي لحقت بها مجاميع ارهابية من كل العالم بمساهمات اطراف عديدة محلية ومناطقية وعالمية كل له اهدافه وتطلعاته الخاصة به. لكن قيام داعش لم يكن بجهود شخصية محضة، بل كانت تقف وراء قيامها وتطورها قوى سياسية ودولا مختلفة المصالح والاهداف .
فقد مهدت الاحزاب الاسلامية، وعلى رأسها المالكي في الحكومة السابقة، وساعدت بدخول داعش الى العراق وبسط نفوذها على العديد من المناطق و المحافظات العراقية الغربية و الشمالية، انطلاقا من حسابات كثيرة ، اهمها 1) تخفيف الضغط العسكري على نظام بشار اسد 2) اجبار او اقناع الولايات المتحدة تحت ضغط تطور الاحداث للدخول في مواجهة ضد داعش 3) شرعنة الميليشيات المسلحة، التي كانت قائمة في الظل، بعد إزدياد الانتقادات العالمية ضدها، خصوصا في الفترة التي سبقت احتلال داعش للموصل وتوطيد سلطتها في اجزاء من الرمادي ايضا، وبذلك توفرت الحجة للحكومة القائمة ، على النطاق الوطني على الاقل، لشرعنة وجود الميليشيات الاسلاموية، والقبول العلني ببُناها العسكرية والتنظيمية. وقد ساعدت الفتوى الدينية التي اطلقها السيد السيستاني تحت عنوان "الجهاد"، على اضفاء صبغة دينية على شرعنة وجود هذه المليشيات المسلحة، خصوصا ان المؤسسة الدينية التي يقوم عليها السيد السيستاني، تحظى بقبول شعبي لا بأس به. وقد جاءت الفتوى كفرصة مناسبة لضمان هيمنة و تعزيز سلطة الاحزاب الدينية في المستقبل، التي شهدت ضعفا و معارضة شعبية جنينية بسبب ممارسات المالكي وطاقم حكومته وما عاشته البلاد من فساد وتركيز السلطة والعبث بخيرات ومقدرات البلاد . كما منحت هذه الشرعية ،علاوة على خلط الاوراق السياسية، فرصة اكبر لتدخل ايران في شئون العراق ودورا اكبر في توجيه هذه الميليشيات الاسلامية من وراء الكواليس، التي ترتبط، بهذه الصورة او تلك، بالمؤسسات الايرانية العسكرية والمخابراتية..
اما اللاعب الاول، امريكا، التي رأت في الدين دوما عنصرا ممكنا وحيويا لتمزيق شعوب المنطقة وادخالها في صراعات طائفية مستمرة ، فقد ساهمت منذ عام 2011 باعداد خلايا داعش الاولى، وعلى راسها ابو بكر البغدادي الذي كان آنذاك في سجن بوكا في البصرة، كما تشير عشرات التقارير العالمية الى ذلك، ومن اهم اهداف اميركا : 1) خلق بديل او قرين للقاعدة 2) اضعاف النظام السوري ، اي مواجهته عن طريق داعش، 3) جر ايران وداعش مستقبلا الى حرب استنزاف 4) استخدام سوريا والعراق ومستقبل ايران كمناطق استقطاب للارهابيين الموجودين على شكل خلايا نائمة في اوروبا والتي فشلت اجهزة المخابرات الاوربية من اكتشافها حتى الآن للتخلص منها، او اقرار بعض القوانين التي تمنع من رجوعها الى البلدان الاصلية 5) اعداد ودعم بعض المجموعات الارهابية على الاراضي العراقية والسورية، وخصوصا من البلدان الاسلامية التي كانت تابعة الى الاتحاد السوفييتي سابقا، لكي يتم تحويلها عند الحاجة الى ادوات للضغط العسكري على روسيا او الصين مستقبلا. 6) الابقاء على حالة التوتر في المنطقة عبر تصعيد وتعميق الخلافات الطائفية على المسار السني - الشيعي، مما يتيح لها بيع المزيد من الاسلحة التي تقدر بمليارات الدولارات. 7) تمزيق دول المنطقة وتحويلها الى مناطق ضعيفة على ضوء النموذج الصومالي، تتوافق مع استراتيجة حفظ المصالح الاسرائيلية، باشغال جيرانها بصراعات داخلية وضمان تجنيبها مواجهات عسكرية محتملة مستقبلا. و لا ننسى هنا التنويه الى الاهتمام الذي ابدته اسرائيل، كما اشارت العديد من التقارير، الى تقديم المساعدات الطبية والمادية لداعش ،ومنها استقبال اعضاء داعش في المستشفيات الاسرائيلية في الجولان، ولم تنكر اسرائيل ذلك بل اكدت انها قدمت ذلك من منطلق انساني.
اما تركيا التي ساهمت بتقديم اسلحة ومعسكرات تدريب وفتحت بعض مستشفياتها لعلاج المصابين من الارهابيين وفتحت حدودها وبمساعدة جهاز مخابراتها لاستقبال وتدريب وتوجيه الارهابيين اولا باتجاه سوريا وفيما بعد الى العراق فقد كانت اهدافها : 1) خلق قوة مسلحة تكون بمواجهة الاكراد سواء في سوريا او العراق في محاولة لاجهاض اي طموحات قومية كردية،2) خلق قوة عسكرية تكون اداة لاستنزاف ايران عسكريا و إثارة الفوضى فيها( لا سيما ان ايران تضم العديد من الطوائف الدينية ومنها السنية) 3) الاستفادة من التجارة الرخيصة بالنفط، بعد استيلاء (داعش على مصافي عديدة للنفط داحل سوريا والعراق)؛ حيث تحولت تركيا الى مركز لنقل وبيع النفط اليها والى العالم، مما يمكن من رشوة نخبها العسكرية والمدنية و اشغالها بنشاطات بعيدة عما تقوم به حكومة اردوغان الاسلاموية من مساعي حثيثة لتركيز سلطتها وتعزيز دكتاتوريتها 4) تحقيق وهم حلم تركيا الذي اعلن عنه وزير الخارجية التركي آنذاك عام 2011 باعادة نفوذ الامبراطورية العثمانية التي كانت تتمتع به تركيا قبل الحرب الحرب العالمية الاولى. بالطبع ينبغي عدم نسيان دولة قطر ومشايخ السعودية ودول الخليج والمساعدات المالية الهائلة والتنسيق التركي معها، حيث يذهب جزء كبير منها الى النخب التركية ، علاوة على ان تلك الدول كانت وما تزال تغض النظر عن تطوع مئات من ارهابييها لخوض حرب تدمير في العراق وسوريا. فالسعودية وبعض دول الخليج ترى في استقرار العراق وظهور نظام سياسي مستقر فيه مخاطرا كبيرة سيؤثر على استقرارها ومستقبلها.
اما ايران فلا حاجة لنا للحديث عنه، فاهدافها الاساسية هي 1) الابقاء على عراق ضعيف، مجزء للتمكن من الهيمنة عليه 2) ضبط اقتصاده ودمجه بعشرات الخيوط الغير مرئية ليخدم مصالحها ويكون 3) المنفذ الممكن ضد الحصار القائم ضدها 4) كما انها تسعى للاستفادة من خلال وجود داعش للضغط على امريكا في مفاوضاتها الراهنة لفك الحصار الاقتصادي عليها وعلى مشروعها النووي ..بتقديم نفسها باعتبارها حليف دولي ممكن لامريكا ضد الارهاب. وقد اكدت العديد من التقارير والبحوث بوجود لقاءات ثنائية بين امريكا وايران، بعضها جرى في السر، لمناقشة تلك المواضيع.
من هنا نرى ان الاوراق مختلطة سياسيا واقتصاديا ودينيا وعسكريا، وعلينا ان نقوم بتفكيكها دوما لنصل الى نتيجة مفادها ؛ ان الخاسر الوحيد هو العراقي الذي يدافع من موقف وطني لدفع كل هذه الشرور والتدخلات عن بلاده، واهمها الارهاب الاسود الذي تشنه داعش على الشعب العراقي، في ظل حسابات اكبر منه تُعد لذبحه ودماره يوميا ..؟؟



#قحطان_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدد الجديد من -مجلة قضايا اسلامية معاصرة- مساعي مثابرة لتح ...
- -ماذا تبقى غير المتاهة-
- عن مارتين لوثر كينغ ،العقلانية السلمية والحركات الاسلامية .. ...
- إسترجاع حيّ لماضٍ مفقود في رواية -صورة في ماء ساكن- للروائية ...
- - تلك نجمة الماء، فاتبعها !-
- أنسنة الوجود والتماهي مع تفاصيله في ديوان -هواء....طويل الأج ...
- كتابة على جدران المدن المستباحة-8
- كتابة على جدران المدن المستباحة
- آصرة الحكمة والشعر في ديوان -خارطة اللون..قبعة السماء- لسمية ...
- تصريحات بابا الفاتيكان وإصلاح الدين الاسلامي ؟
- -الانسان الضيق الافق-
- المفكر الدانماركي الوجودي سورن كيركگورد (1813-1855) و الفيلس ...
- حشود عاشوراء والاستخدام المزيف لها من قبل قادة الاسلام السيا ...
- تجربة اليسار في اميركا اللاتينية: هل تصلح دليلا لاصلاح اوضاع ...
- غيمة تتدحرج على نافذة
- هل سيعمق انخفاض اسعار النفط الصراع السياسي في العراق ؟
- هل يحتاج الانسان الى وساطة آيات الله و المشايخ والملالي وفتا ...
- شبح ماركس ودموع فقراء العالم...!
- فكرة الموت في ديوان - حين أستيقظت ميتا- لعلي رياض
- المفكر الدانماركي سورن كيرككورد ، الاسلام الجماهيري و طقوس ع ...


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان جاسم - الدولة الاسلامية في العراق ( داعش) وصراع المصالح !!