أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان جاسم - شبح ماركس ودموع فقراء العالم...!














المزيد.....

شبح ماركس ودموع فقراء العالم...!


قحطان جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الوعي شقاء ..لا أعرف من قال ذلك..لكن الوعي المزيف يساهم هو الآخر في ادامة شقاء الآخرين. لم يكن ماركس على خطأ حينما أشار الى ذلك في كتابه "الايديولوجية الالمانية" وكتبه الاخرى. أكتب وقلبي مقبوض واشعر بحزن وكمد وانا اتابع اخبار التلفزيون الذي يقدم لنا الافراح والرقص والحفلات والاغاني لكنه من جهة أخرى يخفي الوجه الاخرى لمآسي الانسان.. وأقرأ الصحف عن ازدهار المصانع وتطور الانتاج في اوروبا وفتح الابواب امام الايدي العاملة في بلدان الدول الشرقية لكي تعمل فيها، في الوقت الذي يخفون فيه ان من يأتي الى الغرب هي الايدي العاملة الشابة التي تعمل باقل الاجور وتستخدم في الاعمال التي لم يعد المواطن الغربي مستعدا لها، والتي يتم التخلي عنها بعد سنوات ، هذه القوى العاملة التي تحت ظروف صعبة ، ولكي ألتزم الموضوعية أضع "ظروف صعبة "بين قوسين . وأقرأ ايضا اخبارا عن سوق التهريب المزدهرة و غرق مئات المهاجرين من العالم الثالث في البحار والطرق المجهولة، والارباح الضخمة التي تدر منها على المافيات والنخب السياسية والاقتصادية والمجرمين في العديد من البلدان والتي تصل الى ملياردات الدولارات ، وعن الحروب التي تسّمن تحار السلاح تحت مسميات عديدة ، كالارهاب، ومحاربة المخدرات وغيرها. لكن الأنسان المسحوق بفعل الجوع والحرمان والامية والمرض لا وقت له لكي يتأمل حياته ويفكر مثلما فكر ماركس وطالبه بان يكون واعيا ليثور على عبوديته، او مثلما طالبه الامام علي مستغربا حين قال " اتعجب للفقير كيف لا يخرج شاهرا للناس سيفه" ، فهو مشغول بل منهوك بالدرجة الاولى بالتفكير في كيفية العودة الى اطفاله بلقمة عيش وثياب تسترهم وسقفا يحميهم من ضراوة الطبيعة والعراء وتلصص البشر على أحوالهم. لكن ماركس مع ذلك لم يكن مخطئا ولا علي ابن ابي طالب ولا اي مفكر او فيسلوف او انسان احب البشرية ، فقد كان همهم الاول والاخير هو الانسان وحبهم اللامحدود للانسانية ، وكانت طيبة قلوبهم هي التي تدفعهم للتعبير بغضب وطرح أسئلة : لماذا يقبل الانسان العبودية ؟ اليوم يعود علينا شبح ماركس ،الذي هللت الرأسمالية العالمية بنهاية أفكاره، رغم انها ما تزال تواصل صرف ملياردات الدولات ضد هذه الافكار التي تزعم انها ماتت، لكي يوضح لنا مرة اخرى حقيقة ما يجري في العالم. ماركس الذي قال في احد صفحات كتابه "رأس المال " بما معناه " ان الراسمالية تسلب الناس كرامتهم وتحولهم الى مخلوقات مسلوبة الارادة "، لان الرأسمالي على استعداد ان يشنق نفسه عندما يكون الربح مئة بالمئة" كما كتب. كان على حق. وليس اكثر دلالة على ذلك من ان أقرأ اليوم أن رئيس شركة يحصل على 20 مليون دورلار لانه سرح من العمل، او ان اصحاب الشركات الكبيرة التي تربح ملايين الدولارات يقومون بصرف بعضها مثلا على شراء ثوب ممثلة مشهورة ، او قنينة شامبانبا عمرها 25 عاما او لؤلوة من محلات بلجيكا، او في صالات القمار في لوس انجلس، في الوقت الذي لا يتقاضى فيه العمال والموظفون المسرحون بالآلآف سوى ما يكفيهم لسد رمقهم ورمق عوائلهم، وفي الوقت الذي تجوع فيه الملايين في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية بل في اميركا ذاتها، حتى وصل هذا الجوع الى اوروبا ذاتها. هل يمكن القول ان شبح ماركس مازال قائما، رغم ان العديد من افكاره بحاجة الى تجديد ، وهو قد حذر بنفسه من جعلها عقائد ميته.هل نقول أن أفكاره مازالت حية لانها تشير بسبابة من فولاذ الى :أين يكمن السر في دموع الفقراء واحزانهم ومصائبهم وخرابهم.



#قحطان_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة الموت في ديوان - حين أستيقظت ميتا- لعلي رياض
- المفكر الدانماركي سورن كيرككورد ، الاسلام الجماهيري و طقوس ع ...
- آخر المرثيات
- المدينة- الثكنة
- كلّ يحمل آثامه
- مدوّنة الألم
- -القراصنةُ ما غادرونا !-
- المفكر الوجودي الدانماركي سورن كيرككَورد وصراعه ضد الدين الأ ...
- الماركسية ليست إيمانا، بل فكر قابل للمناقشة والتعديل .!
- -الحالمُ في نشوةِ أوهامه- قصيدة الى صديقٍ في عيد ميلاده الثا ...
- ثلاث قصائد
- مقتدى الصدر: لعبة الحيّة ودَرَج ..والاعلام المسكين .!!
- مشرحة بغداد - رواية عن تراجيديا الرعب والموت اليومي في العرا ...
- وهم الطائفة والقومية والدين وبناء الديمقراطية في العراق؟


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان جاسم - شبح ماركس ودموع فقراء العالم...!