أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الفياض - منشورات لا غنى عنها لإقامة دولة عالمية عادلة















المزيد.....



منشورات لا غنى عنها لإقامة دولة عالمية عادلة


كاظم الفياض

الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال الخمسين سنة الماضية من عمري ، لاحظت أننا كلما نزلت بنا نازلة ظنناها باب رحمة ، وأنصتنا سكارى بنشوة الفرح لصوت المذيع التلفزيوني وهو يذيع قرارات الدولة بشأنها.
مرت ببالي هذه الخاطرة وأنا أستمع لمذيع ينقل عن أحد السياسيين ما معناه إننا في إقرار موازنة 2015 أسسنا لاقتصاد صحيح . وهذا ما توقعناه لتعويض العجز في ميزانية الدولة نتيجة هبوط أسعار النفط .
***
فقراء العراق كانوا المستهدفين في القتل أيام العثمانيين ، وفي فترة الحكم الملكي . يتم ذلك بشحة الطعام ، وقلة العناية الصحية ، وبيدهم إذ يقتل بعضهم بعضا من أجل المال القليل .. القليل .
***
النظام في عهد الرئيس صدام أخذ بأسباب أسلافه الجمهوريين في القتل بدءا . وانتهى بالأسباب الملكية والعثمانية . بشدة وشراسة تتناسب طرديا مع الزيادة السكانية المتنامية
***
دخلت أمريكا العراق البريطاني بواسطة مدرسة التبشير الأمريكية في البصرة حيث جلس على مقاعدها فهد زعيم الحزب الشيوعي وكذلك أغلب قادة الحزب وعلى اختلاف أديانهم ومذاهبهم .

***
بسقوط السفارة البريطانية بيد الثوار ومنهم الشيوعيين انفضحت أسرارها وكل رجال بريطانيا في العراق قتلوا أو هربوا
***

بعد 2003 توقف القتل بأسلوب الفقر الذي انتهى به حكم صدام . وعادت مرحلة القتل بالسلاح بوتيرة أشد لتشمل عموم الشعب بكل قومياته وأديانه وتياراته السياسية وارتفعت معدلات القتل لتتناسب واجتماع خبث الأمريكيين والبريطانيين في العراق الأمريكي البريطاني .

***

الآن اجتمع القتلة العثمانيون / الأتراك والأمريكيون والبريطانيون في وقت واحد . يقتلوننا بأيديهم وأيدي عملائهم . دون أن يستثنوا أحدا من الشعب العراقي

***
ما فائدة أمريكا وبريطانيا من حرب العراق الطويلة والمكلفة والتي قتل وجرح فيها آلاف منهم ؟ السوق العراقي خال تماما من بضاعتهما ، وموازنتاهما الماليتان شفافتان وقد خلتا من أي أثر ماليّ عراقيّ مباشر فيهما ، بل هم من ساعدنا ، وأغدق علينا الهبات الكبيرة؟ هذه الصورة أبعد من داعش ، وترقى إلى الحرب الكبرى التي اندلعت قبل قرن كامل . ما الفائدة التي جناها الغربيون من إخضاعنا لسيطرتهم؟
إن نظرنا إلى التأريخ الاجتماعي للدول الغازية ، قبل الغزو ، وما بعده ، سنجد اختفاء طبقة الفقراء العريضة من المشهد الاجتماعي الغربي ، وأصبحت متانة النظام تقاس بمدى رفاهية المواطن . إن قراءة الأدب الغربي في هاتين المرحلتين يثبت ما أقول ويثبت أيضا إن النظام الرأسمالي الذي شرعته هذه الدول منهاجا لاقتصادها ، والديمقراطي لسياستها لم يكن هو المفتاح السحري ، لأنه موجود في المرحلتين . ولكن نظرة سريعة لحركة أموالنا تكشف أن دولتنا لم تكن إلّا معبرا ودولهم مستقرا

***
الرابط بين الدول المهزومة "العالم الثالث" والدول المنتصرة "المتقدمة" هي المؤسسات المالية الغربية العملاقة .
ولكي يستمر وجود الرابط لابد من قوانين تحافظ عليه .
القوانين هي النظام ، ولا وجود له من غير رجال يديرونه .

***
المال كالنبتة لا تنمو ثمرتها إلّا على أرض متماسكة ، تقف فوقها بثبات ، وتطرح ثمرها . هكذا صنع رجال المال الغربيون مع دولهم .
وقد رأوا إن تماسك أرضنا سيذهب بتماسك أرضهم كما يفيد المشهد التاريخي لنمو الإنسان على الأرض .هكذا عملوا من أجل أن تكون أرضنا رخوة ، ومغمورة بالمياه فلا يخرج السمك من محيطه إلّا ليكون طعاما على موائدهم .
***

القوانين الغربية تهيئ لأثرياء البلد فرص الادخار في المؤسسات المالية المحلية التي تعمل على توفير المال اللازم لإقامة المشاريع الاقتصادية الوطنية والأجنبية
أما قوانيننا التي وضعها ونفذها رجال اكتسبوا مناصبهم بأوامر بريطانية فما كان لهم أن يضعوا قوانين تخالف مصالح الدولة المحتلة .
لهذا أثرياؤنا يدخرون في مصارفهم لا مصارفنا
ومشاريعنا الاقتصادية محدودة ، ولا تكفي حاجة البلد
واقتصادنا أحادي يعتمد على تصدير النفط فقط .
***

قبل أيام أربعة أشار رفيق سفري الجالس معي على المقعد المزدوج إلى كلاب مدربة على كشف المتفجرات ، وقال : "طرق البصرة الخارجية مراقبة بالرادارات .. هناك لوحات مكتوب عليها ذلك" وقال:" بغداد ليس فيها شيء من ذلك"
قلت: "نعم ..ففيها التفجيرات و لا تفجيرات في البصرة"

***
في الغرب كل شيء من أجل الأعمار ، وعندنا من أجل التخريب . وكل صحفنا وصحفهم تنادي بعقلانية الغرب وإنسانيتهم ، وجهلنا وهمجيتنا
***

حدثني مسئول عسكري في بداية موجة التفجيرات أن لبغداد ثمانية وعشرين منفذا منها ستة رئيسية ، لو جعلنا في كل منها سيارة سونار قيمة الواحدة مليون دولار لانتهت مبكرا أزمة التفجيرات . وتحدث وزير اتصالات سابق عن مظلة مراقبة يمكنها أن تغطي كل بغداد ثمنها مليار دولار أيضا
صارت الموجة تسونامي ، وخسرنا أكثر من مليار دولار لبناء الجدران الكونكريتية وحدها وما لا يقل عن ذلك المبلغ ذهب في إقامة مراسيم العزاء لمئات آلاف القتلى وأكثر من ذلك مصروفات علاج لملايين الجرحى والمعوقين ،
للآن لم تتخذ الحكومة العراقية قرارا بشأن إبادة الشعب العراقي بل ازدادت طرق قتلنا عددا واتسعت جدا
أقول : أكان لشيء من هذا أن يحدث لو أن رؤساءنا لم يكونوا أجراء دول أخرى؟

***
مارست القوى الغربية سياسة الرجل الخير والرجل الشرير من أجل أن لا تمس منظومة القيم الاجتماعية التي منحتها سلطة الدولة .
رجل الخير ينطق بدستور الدولة . مع إعانة مالية بسيطة لمن لم يجد عملا ، و لمن يعمل مساحة غير محدودة لجني المال ، ومنظر الموت المجاني ناشرا جناحيه على كل خرائط الدول الفقير أهلها ، الغنية بمواردها جعل صوت الرجل الخير يجهر بكلمة العدل عاليا ، دون أن ينتبه إلّا قلة لا يسمعهم أحد ، إنّ عماد الدستور الذي يتغنون بفضائله نفعية مجحفة .
أما الرجل الشرير فكالكهرباء تدلّ آثاره عليه ، لا كيان له ليرى أو يسمع ، وظيفته تحقيق مصالح السلطات الثلاث: السياسية ، والدينية ، والمالية ، بكل وسيلة ، ودون أي اعتبار لقيم أخلاقية أو دينية . يعمل بوحي انتمائه لمنظمة محافظة "سرية" فهي غير حكومية ، وتعتمد في تمويلها على تبرعات أعضائها ، وبعض الداعمين الأثرياء .
مع مرور الوقت ذابت السلطة السياسية في القرار الاقتصادي ، وتحولت إلى مؤسسة خدمية ، أكثر منها سلطة سيادية . تتضح رؤية ذلك بمطالعة بسيطة للقوانين التي تنظم النشاط الحزبي ومصادر تمويله ، ليس في الغرب فقط بل العالم كله . وقد دفع الاقتصاديون السياسيين " السلطة الزمنية" بوضع رجال الكنيسة "السلطة اللازمنية" وراء جدرانها ، ليس فقط لمنع أصابعهم من ملاعبة أوتار السياسة التي احتكروها لأنفسهم , وإنما أيضا من أجل منعهم من التلاعب بمبدأ العدل الاجتماعي وقد نرى ذلك في ثورة المسيح ع على صيارفة الهيكل ، وفي قوله باستحالة دخول الأثرياء إلى الجنة{ 21 قال له يسوع: إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني
22 فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا، لأنه كان ذا أموال كثيرة
23 فقال يسوع لتلاميذه : الحق أقول لكم: إنه يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت السماوات
24 وأقول لكم أيضا: إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله
25 فلما سمع تلاميذه بهتوا جدا قائلين: إذا من يستطيع أن يخلص
26 فنظر إليهم يسوع وقال لهم: هذا عند الناس غير مستطاع، ولكن عند الله كل شيء مستطاع} متى 19
ما خسرته الكنيسة من نفوذ سياسي واضح عوضته بنفوذها الاقتصادي ، فهي مؤسسة مالية ضخمة في نهاية الأمر ، كما أن العوائل الحاكمة وأبرزها العائلة المالكة البريطانية لم تفقد كامل امتيازاتها أمام أصحاب رؤوس المال بفضل نظافة أجهزة استخباراتها السرية ، وحمايتها من عبث رجال المنظمات السرية المرتبطة بالمؤسسات المالية الأكبر في العالم ، لهذا لم تتخل عن عملتها الوطنية كما فعل جميع دول أوربا الغربية ، ولم تثقل الديون المصرفية ميزانيتها الاقتصادية كحال أمريكا وأوربا ذات العملة النقدية الموحدة " اليورو .
الماسونية أقدم اسم لمنظمة عالمية سرية عرفه تأريخنا الحديث . ما زال يتردد ذكرها ، وعن نفسي لم أسمع بغيرها . وقد ورد ذكرها بقانون العقوبات العراقي . ترأس محفلها في مصر جمال الدين الأفغاني وهو من أدخل وجوب الخروج على الحاكم الظالم وإن كان مسلما في الفقه السني مما عزز العداء بين الدولة والشعب وقد قال به الشيعة قديما ، وكان سببا رئيسيا في بؤسهم التاريخي .
ظل الماسون محافظين على سرية نظامهم الداخلي ، وطريقة اتصالهم بالعالم ، وظلت أسماؤهم سرية ، وما كشف منها يدل على سعة انتشارها ، وعظيم هيمنتها على شعوب العالم وأنظمة حكمها ، ولا يبعد عن ذاك حالنا . إن نوعية وأهمية المناصب السيادية ، وغير السيادية التي تسنمها أولئك تدل على إن المنظمة لم تعد عبئا ماليا على منشئيها . رواتب عالية من دولهم ، ولهم ما يسرقون أيضا ، دون مخاطر أو عناء ، هذا ما يحصل في العراق ، وإن بشكل غير مسبوق ، وما يحدث في العالم .
هم يزعمون إنها منظمة غير مرتبطة بدين محدد ، إنما لا يمكن التثبت من حسن نواياهم ، وهناك من يزعم إنها منظمة يهودية ، صهيونية لها أهداف وخطط لتحقيقها مجموعة في كتاب سمي (برتوكولات حكماء صهيون) هدفه جمع شعوب العالم تحت راية ملك واحد هو المسيح . وإن اتفق اليهود مع النصارى والمسلمين بخصوص التسمية وحتمية ظهوره مع إقامة دولة يهودية في فلسطين ، وإعادة هيكل سليمان ع بالقدس ، فإنهم يعتقدون أنه لم يظهر ، وإنه ليس ابن مريم عليهما السلام .
نفهم مما سبق إن مشاكل الإنسانية ، بما فيه العالم الغربي ، أحدثته لا إنسانية هذه المنظمة الشيطانية ، ما نفع الجيوش الغربية الجرارة إذن ، كل هذه الأسلحة ، وكل هذه القدرة النارية ، التي عبرت فوق عشرات الألوف ، من الجثث المتفحمة من أبنائنا ، مقتبل أعمارهم ، ولماذا نجد حدودا آمنة لكل مساحة مبادة ، وفيها معسكرات لجوء لا يتاح إلّا لمن يخرج منكس الرأس من باب تبشيرية قريب . لنتأمل الصور التي التقطها مصورون غربيون ، وشاهدها العالم أجمع لأفراد من الشعوب التي أبادها الجوع في أفريقيا ، لنسأل علماء الطب الغربيين كم من الوقت ، وما هو الطعام ، ما مقداره حتى نستطيع أن نذيب كامل الأنسجة العضلية بين عظم قربان بشري حي وجلده ، ما قاله علماؤهم ، أساتذة البشرية في علم النفس عن الأفكار التي نبعت من يابس مخ الأضحية ، لنسأل المدن العظيمة ، التي انتهى إليها الرقي البشري كم أتلفت من طعام لم تستطع الإتيان عليه ، وكيف تخلصت من فائض منتجها الزراعي وقتئذ . المسافة الأخلاقية بيننا وملك المصريين أيام يوسف ع الذي أطعم جوعى الشعوب الأخرى ، من مخزون دولته سنين القحط التي ألمت بشعبه والأمم المحيطة ، مع أنه لم يغزهم ، ولم يقحط أرضهم بسلب خيراتها ، ولم يجعل بعضهم يقتل بعضا ، أقول المسافة الأخلاقية التي امتدت لآلاف السنين بين اللحظتين الفرعونية الوثنية والغربية المؤمنة أهي انحدار أم رقي . وهل ننسى أن بداية نهضتهم مرت بإبادة مسلمي الأندلس ، من عرب وبربر ، أم نعرض صفحا عن صنيعهم مع الشعوب القاطنة أصلا في الأمريكيتين واستراليا ونحجم عن سؤال مثقفيهم المتمدنين جدا :"كم بقي منهم الآن"
***

هل نجد عذرا لهم - للغربيين - بأن ما يفعلوه هو حق البقاء للأصلح . ألم يتحدث الجيولوجيون من علمائهم ، عن انغمار مساحات شاسعة من يابسة الأرض ، ومنها دون شك ، كثير من أرض دولهم ، تحت مياه المحيطات ، وقد زادت مع ذوبان ثلوج القطبين بسبب ارتفاع حرارة الأرض .
وماذا عن الإحصائيات السكانية ، التي تؤكد توقف مجتمعاتهم عن النمو ، بل وضمورها ، وإنها غير شابة ، عكس المجتمعات الإسلامية ، وقد تزايدت أعداد أفراد جالياتهم بما يجعل التوقعات تجزم بأنهم سيكونون الأكثرية السكانية في السنين القليلة القادمة . هل يستحق المسلمون ذلك . أليسوا هم داعش . كم إنسان متحضر في مجتمعاتهم الراقية يؤمن بأهمية التعايش السلمي معهم .
هل يستحق الداعشيون الحياة ، وهم من لم يعترف للآخرين بها .
لننصت إلى صوت مثقفينا الواضح ، الحر ، العادل وهو يمرق في آذاننا مؤكدا أن داعش هي الإسلام ، فهل نلوم مواطنا غربيا في عقده الخامس ، وغير متدين ، على إطلاقه الرصاص على ثلاثة طلاب ، فتاتين وشاب ، لأنهم مسلمون .
***
رجال الدين والمال الغربيون حين يتحدثون عن أنفسهم يتحدثون بلغة شاملة ، فيعني قائلهم بلده ، الدول المتقدمة ، الغرب المتحضر ، الشمال الغني فتكون بالضرورة تسميات مقابلة : البلد الآخر ، الدول النامية ، الشرق المتخلف ، الجنوب الفقير . عندها لا يعود الحديث عن أرصدة مالية لعدد محدود من الأفراد المنتمين لعائلات فاحشة الثراء ، إنما عن عشرات أو مئات الملايين من مواطني الأرض المخصوصة بهذه التسميات ، والمتحمسين لها ، والذين يظنون أن الكلام الذي يقال باسمهم هم من نطق به .
إن نظام الدولة الديمقراطية يسلب موظفيها حق التشريع ، ويجعله لممثلي الأحزاب الممولة من الرأسماليين والكهنة . وبما أن الغرب ، ومعه روسيا الآن ، الذي أخضع العالم عسكريا في السابق ، واقتصاديا اليوم ، له السلطة الحقيقية على العالم فإن الصيارفة والكهنة الغربيين هم حكام العالم كله ، وهم غير مستعدين للتنازل عن أيّ من امتيازاتهم الكثيرة والضخمة ، والتي أرهقت اقتصاديات بلدانهم . وإن ما تشهده المنطقة العربية من خراب ، ليس إلّا حلولا ترقيعية للفشل الإداري الذي يعانون منه . لا أريد أن أكرر ما ذكرته سابقا ولكن لا نهاية لهذا الكابوس إلّا بتخلي الشعوب وخاصة الغربية عن التوغل أكثر في مستنقع الخراب الديمقراطي ، ولا يمكن ذلك دون نظام بديل جاهز ومعروف ، بل ويحظى بتأييد واسع ، وهل من نظام لهذه المواصفات غير الذي بشرت به جميع الأديان ، سماوية وغير سماوية ، نظام الرجل الملهم ، وليس في حقيقته سوى نظام لا يحدد سلطة الملك ، ولكنها سلطة أب حان وحازم ، أكثر منها سلطة جبار قاهر .
ولا يمكن لهذا الملهم أن يكون المسيح الموعود كما يرى الأحبار ، ولا المسيح العائد كما يرى القساوسة لأنه ليس عبريا {11 سَيُخَاطِبُ الرَّبُّ هَذَا الشَّعْبَ بِلِسَانٍ غَرِيبٍ أَعْجَمِيٍّ } أشعياء28 –
كما لا يمكن أن يكون من نسل فاطمة ، أو قرشيا ، وقد بينت ذلك في بياني الأول ، بل من قحطان : {حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه } صحيح البخاري 3518-
ورواه القرشيون أنفسهم ، وإن أغضب خلفاءهم :
باب مناقب قريش
3309 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين



وجاءت صفته بالكتب الإسلامية على أنه : "أجلى الجبهة ، أقنى الأنف" وقيل في صفته أيضا إنه : " منفرج الساقين " وقيل كذلك : " في شعره جزاز ، وفي وجهه أثر " . ولا يخفى على فطنة القارئ اللبيب أن هذه الصفات عيوب جمالية طفيفة في شكله ، وهي تدل أن شخصية الرجل خالية من أي صفة مبهرة لمن يقع بصره عليه . وغير بعيد عن ذلك الصورة الاجتماعية التي رسمتها له التوراة ، وقد حددت مكانه ، وإنه من أهل العراق ، وربما ( شروقي ) فما من شعب نسب إلى الشرق كجهة ، أو شروق الشمس كحالة غيرهم ، ونستطيع أن نحصر التسمية بهم دون بقية الأقوام القاطنة شرق فلسطين حتما . لنقرأ في إشعياء (من أقام من المشرق قائدا مظفرا) 41 : 2 – و (ها هو مقبل من مشرق الشمس ) 41 : 25 – و إتماما للفائدة نقرأ كذلك ( أدعو من المشرق الطائر الجارح ) 46 : 11 – وشاهد كل الذي قلناه نجده في إشعياء 53 : 2 – (2 نبت قدامه كفرخ وكعرق من ارض يابسة لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه. (
الصفة المبهرة الوحيدة التي تميزه هي كلامه ( وجعل فمي كسيف حاد.في ظل يده خباني وجعلني سهما مبريا في كنانته اخفاني) إش49 : 2.
كل تلك الصفات تنطبق عليّ ، وربما نحزر إنها تنطبق على آخرين ، إنما ما من أحد ادعى مثلي إن جميع الأديان بعيدة عن شرع الله ، وقدمت نهجا سويا لتسلكه المجتمعات البشرية ، شريعة جديدة فضح عدلها ظلم وزيف واعوجاج المناهج القائمة . ما قاله الأنبياء وحيا من الله سبحانه ، وصمّت البشرية آذانها عن سماعه ، ما أقله ألفا وأربعمائة عام ، قلته اجتهادا .
(بَلِ اِنْدَمَجْتُ عَلَى مَكْنُونِ عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لاَضْطَرَبْتُمْ اِضْطِرَابَ اَلْأَرْشِيَةِ فِي اَلطَّوِيِّ اَلْبَعِيدَةِ ) هذا كلام علي بن أبي طالب في كتاب نهج البلاغة ، عن علم مكتوم يمسّ معاش الناس ، وإلّا لم يضطربون - اِضْطِرَابَ اَلْأَرْشِيَةِ فِي اَلطَّوِيِّ اَلْبَعِيدَةِ - أي لأخذ بعضكم بخناق بعض ، إن دليل صحة ما أظهرت من علم كتموه تطابقه مع بشارة الأنبياء بأعمال المصلح المنتظر ، ودليلي أنني هو في أن عليه أن يدعوكم لما دعوتكم له .
أتحدث في كل ذلك عن الشريعة التي ستسود العالم ، إن شاء الله ، أما الملك الذي يحكم بمقتضاها العالم ، فلست أدري من هو ، إنما يجب أن نستثمر لهفة الشعوب ، المتعاظمة جيلا بعد جيل ، للعمل بإمرة الرجل الموعود ، وانتزاع السلطة من الكهنة والأثرياء ، بواسطة الديمقراطية نفسها التي منحتها لهم ، لأنه أسهل أولا ، وثانيا لأنه محرم على أي مؤمن الخروج المسلح على سلطة النظام الاجتماعي الذي خضع له . أما إذا بادر الكهنة ورجال المال إلى تعطيل النظام الديمقراطي حفظا لما اكتسبوه من مال وجاه شخصي ، فإنهم يتخلون بذلك فعليا عن سلطة قيادة بلدانهم ، فضلا عن العالم ، حينئذ سيكون على القادة الجدد المتحررين من أي نفوذ ، أن يوقفوا انهيار بلدانهم اقتصاديا ، ولا يمكن ذلك إلّا بمراجعة القوانين الاقتصادية ، والاجتماعية عموما ، حينها ستكون شريعة الله حاضرة بوصفها أفضل الخيارات إن لم تكن الخيار الوحيد .


هذه الإستراتيجية بخطواتها الثلاث تحاكي عمل الله سبحانه مع موسى وبني إسرائيل تحت حكم فرعون:( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين(َ87)يونس ) وفسرت (واجعلوا بيوتكم قبلة) اجعلوا بيوتكم مساجد ، لكن المسجد مكان والقبلة جهة . وقال آخرون: معنى ذلك: واجعلوا مساجدكم قِبَل الكعبة. ولم يكن للإسرائيليين مساجد في مصر ، ولم تكن الكعبة قبلة إلّا بعد أن استقبلها الرسول بعد المسجد الأقصى ، ولم يكن قائما يومها . وقال آخرون: معنى ذلك: واجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضًا. وليس في هذا معنى ، إنما أمروا أن يتخذوا من بيوت موسى وأخيه قبلة تعظيما لشأنهما ، وتضمينا بوجوب إتباعهما ، سواء أكان في معنى القبلة توجها بالصلاة ، أو لا . وفي هذه الخطوة تم فرز بني إسرائيل عن المصريين ، ونصب موسى لهم قائدا ، فتوحد القرار الإسرائيلي بعد تفرقه ، ولم يؤمن له بدءا إلّا قليل من سبطه على خوف من فرعون :( فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) يونس) .
الخطوة الثالثة تدمير مرتكزات القوة في المجتمع الفرعوني ، والتي هي القدرة الاقتصادية كما في أي مجتمع :( وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ 88 يونس)
لنعيد ترتيب الأوراق :
- كان فرعون يعامل الإسرائيليين معاملة شعب مغلوب لشعبه .
- بعث موسى ع .
- آمن لموسى في بدء دعوته عدد من عشيرته الأقربين .
- ازدياد عدد المؤمنين لموسى بعد أن أمر الله الإسرائيليين باتخاذ بيوته وأخيه هارون قبلة . فهو أمر صادر عن قوة حتما ، ولكل قوة أنصارها في كل مجتمع .
- بعد طمس أموال المصريين أستغني عن العمال الإسرائيليين . فالتحقوا بموسى ولم يكن أغلبهم من قبل مؤمنا له .
هكذا نجحت خطة الله سبحانه في استخلاص بني إسرائيل من جور المصريين بيسر وسلامة ، ولم يكن من نتائجها إتباع فرعون وجنوده لهم ، إنما بسبب سرقتهم ذهب المصريين . وقتل فرعون ، وإبادة جيشه غرقا ، استدراج منه سبحانه لعدم إيمانهم لموسى ، وقد رأوا الآيات التي أجراها على يديه ، وربما لغايات أخر .
كما دلت سرقة بنو إسرائيل للمصوغات الذهبية على خوائهم الأخلاقي ، وضعف إيمانهم ، وهو الأمر الذي تأكد برفضهم دخول الأرض الموعودة بدءا بقتال الجبابرة . إن تيههم في صحراء أربعين سنة لم يكن إصلاحا لهم ، بل عقابا . وقتال الجيل الجديد منهم تحت راية يوشع بن نون لا ينقض قولي ، فقد كان شرط خروجهم من متاهتهم . هناك السبب الأعمق والأهم أيضا في إبادة الجيل الخارج من مصر يكمن في إنهم يحملون خبرات الحضارة الأكثر تقدما في حينها ، خبرات جمعها المصريون عبر آلاف السنين في إدارة الدولة ، وأساليب الزراعة ، وخطوط الإنتاج الصناعي . هم لا يزرعون ، طعامهم المن والسلوى ، وفي الزرع مستقر ، ما من حضارة تقوم بدون شرطه ، وكانوا يستقون من عيون بعدد أسباطهم ، فما هم بحاجة لأدنى باعث يحرك فيهم الخبرة التنظيمية ، وكانوا يتحركون تحت ظلل من سحاب ، ويتبعون في مسيرهم عمودا من دخان ، ولو نظرت إلى جماعة من البشر هذا حالهم ، فإنك حتما ستجد إن متنفس قواهم الجسمانية سينصرف إلى القيام بحركات رياضية ، وفي كل منها تنمية لقوة عضلية ، ومرونتها وهي خصال أساسية في بدن كل مقاتل محترف .
لقد سلبهم الله سبحانه خبرة بناء مجتمع متطور بالقضاء على رجال جيل واحد لأنهم عاجزون ، في وقت مماثل ، من إصلاح الخلل الأخلاقي الذي يعانون منه كمجتمع . لنتخيل مقدار الضرر الذي كان سيحيق بفكرة الله ، وبدين الحق لو أن أولئك السارقين ، خائني الأمانة ، عبروا بها إلى أرض تفيض لبنا وعسلا ، تقطنها قبائل متناحرة ، قليلة العدد ، ومستواها الحضاري متدن .
لا أستطيع تخيل التاريخ مع فرضية عبور موسى ع بشعب متحضر ، له خبرة قتالية ، بدلا من يوشع ع الذي عبر بشعب هو جيش اصطحب أفراده عائلهم . شعب موسى مقهور الإرادة أجيالا متعاقبة ، ومن تكن هذه صفته يجد صعوبة في فهم معاني ألفاظ من قبيل النبل ، الشرف ، الأمانة ، الشجاعة ... ستحدد سلوكه منفعته ، وسيحاول أن يجنيها بضغينة مبيتة موجهة ضدّ الآخر/ الغير الذي سلبه ذلهم الطويل باسم الدين كل حق . الإبادة التي تمارسها الحضارة الغربية للشعوب الأخرى ، بوسائل سرية ، تنتمي لهذا الخط لذلك لا أجد في نفسي الدهشة ، إذا ما حاول أحدهم اتهام أشخاص يحملون الفكر ذاته بارتكابها . شعب موسى كان سيبيد الأقوام التي يجاورها ، وفي أفضل الأحوال كانوا سيعاملونهم معاملة المصريين لهم حين هم في مصر ، خصوصا مع تدمير القدرات الاقتصادية للمصريين ، بدعاء موسى ع ، والقدرات العسكرية بغرق جيشهم ، فلا شك إن مصر قوية معافاة لن تسمح بنشوء دولة عدوانية على حدودها .
على الأنبياء البلاغ ، وقد بلغوا . وعلى الناس السمع والطاعة ، لكن الإسرائيليين صمّوا آذانهم ، وعصوا . لقد كان شعب يوشع بن نون الذي اجتاز الأرض الموعودة ، دون أن يبيد قاطنيها ، غير قادر على إبادتهم لأنه يفتقر لأبسط الخبرات الحياتية التي تحتاجها أي مجموعة بشرية لإدارة شؤونها ، وديمومة وجودها . وإلى الآن يظنون أن غضب الله الذي ظل يلاحقهم حتى يومنا هذا مرده إلى عصيانهم أمر الله بوجوب إبادتهم ، لنتأمل هذه الأعداد من سفر التثنية – الإصحاح العشرين:-
10 حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح
11 فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك
12 وإن لم تسالمك، بل عملت معك حربا، فحاصرها
13 وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف
14 وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك
15 هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا
16 وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما
17 بل تحرمها تحريما: الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، كما أمرك الرب إلهك . (انتهى)
ولو عمل يوشع ع بمقتضى هذه التوراة المكتوبة بعد وفاته بقرون لأبيد شعبه عن بكرة أبيه لأنه سيضطر إلى توفير مقوماتهم الحياتية بأنفسهم ، ومنها الطعام ، ونعلم أنهم فقدوا معظم خبراتهم في التنظيم المدني ، إن لم نقل كلها ، وفي ذلك تشتيت بل تبديد لجهدهم العسكري ، وفسحة لتوحد الأقوام المستهدفة قواها ضدهم ، وسيلقون هم شرّ ما أرادوه لغيرهم .
الآن لنذهب بتأملنا إلى جهة أخرى متسائلين : "عمل أي النبيين أهم ، موسى أم يوشع ؟ " ذكر القرآن شيئا قليلا من أعمال يوشع ، وأنه مؤسس دولة إسرائيل ، وهي أول دولة يحكمها نبي وإن بوصفه قاضيا لا ملكا ، وأشار إليه ولكنه لم يذكر اسمه .، فيما اسم موسى الأكثر ترددا فيه ، وحفل بقصص أعماله وحياته ، وكرر كثيرا منها . لقد حرر موسى مجموعة من ناس مغمورين في مجتمع يعاملهم بدونية ، وجعل منهم شعبا له كتاب مقدس ، أي دستور ينظم معاشهم ، ويحدد هويتهم الاجتماعية . أما يوشع فقد أصبح قائدا ، خلف موسى ، لشعب صار دولة ، بمجرد أن وطأت قدماه الأرض الموعودة . ويمكننا أن نشبه موسى ع برجل مفتول العضلات ، عمل بمشقة طوال اليوم ، ونقل أحمالا ثقيلة ، ليستحق أجره ، بضعة أوراق نقدية ، لم يجد طفله الذي يقل عمره عن عشرة سنين ، أي مشقة في حملها إلى السوق ، ودفعها ثمنا لشراء ما يحب . أرجو أن يكون المثال واضحا ليدرك القارئ الكريم أن الطفل فيه يشبه حال يوشع ع ، ولا أنتقص من شخصه المقدس فلا شك انه كان يتحلى بمميزات فضلى ، ولا من أهمية عمله ، وقد أتمه كما يجب ، سلام الله عليه .
الملك الموعود لا نستطيع التعرف عليه إلّا بتحقق المملكة الممحاة حدودها ، وستكون تحصيل حاصل ، أما المصلح فلابد من دلائل واضحة لتعرفه لنا ، فنؤمن له ، ومن أهمها أن خطابه موجه لجميع الشعوب بمختلف أديانهم . هو مهدي المسلمين ولن يحملهم على رقاب الناس ، وهو أيضا ملك اليهود الموعود لكنه لن يستعبد الناس لهم ، وكذلك أمره مع المسيحيين ، وغير الكتابيين ، ومن لا يؤمنون بدين أصلا ، لقد انقطعت صلتنا بالسماء بموت محمد خاتم النبيين ص ، ويجب أن يكون ما جاء به هو عينه ما بشر به الأنبياء الذين سبقوه ، ولا يحيف بغير الكتابيين ، وهو بطلهم ، فما من أمة لا تنتظر مخلصها ، وأخيرا يجب أن تكون شريعته التي يقوّم بها عمل الناس ومعاشهم قائمة على عدل ، وهو سلوك منطقي ، لن تخلو منه عقولنا ، وهي جادّتنا مع غير المتدينين .
كل ذلك بينته في بيان وجهته إلى رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ، إبّان ولايته ، دعوته فيه إلى تطبيق شريعة الحق ، غير أن الرجل ، وكما تبين لاحقا ، لم يكن يملك من أمره شيئا . يحرجني كثيرا أن أقول إنني هو . وقد قلت في بيتي:" أنا المهدي " وقالوا: " استغفر الله " . غير إن الأمر أبعد من أن يكون قرارا ، مخيرا أنا باتخاذه ، ويعرف كلنا إن حال المكلف توجب نوع التكليف . وآثم من قدر على إنقاذ نفس ، ولم يفعل ، كما لا تثريب على عاجز .
فعلت ما يجب عليّ فعله ، وقد يعرف الكثيرون أن بغداد ، وقتنا هذا , لا ضمانة لمواطن فيها . وأرى أن الوضع السياسي العالمي الذي أعطى الجمهور رسميا حق التشريع والقيادة ، مناسبا لتكوين كتلة انتخابية ، عالمية ، قادرة على انتزاع الدول من براثن رجال المال والكهنة ، وسنكون بعون الله ولطفه ، ثم بمطالبنا العادلة ، وإخلاصنا قادرين على جمع البشر كلهم تحت راية واحدة ، وملك واحد ، لا تنتقل سلطته لمن يخلفه بالوراثة . وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .
كاظم الفياض
بغداد
15/3/2015



#كاظم_الفياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعمال السرد الحر/شجرة البمبر
- ضجر
- الأعمال السردية الحرة/لحظات
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - ومرثية إبراهيم
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية ثالثة
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية ثانية
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية
- الأعمال السردية الحرة/من دمشق
- الأعمال السردية الحرة/صورة العالم
- أعمالي الشعرية - رعيان الأرض الممنوعة
- الأعمال الشعرية - أجراس الفصول الثلاثة
- أعمالي الشعرية - هاك شريعة الظامي
- اعمالي الشعرية -3- الشاعر
- أعمالي الشعرية -1- الرحلة*
- عن الشعر
- حنيف مسلم
- رسالة الى النخبة المثقفة في العراق
- (كاملا) بيان من أجل أن تكون الأرض قرية آمنة مطمئنة يأتيها رز ...
- مجموعة ملوك لعراق واحد
- إلى دولة رئيس الوزراء


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الفياض - منشورات لا غنى عنها لإقامة دولة عالمية عادلة