أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الحواري - رواية -درب الفيل- كاملة















المزيد.....



رواية -درب الفيل- كاملة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4749 - 2015 / 3 / 15 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رواية "درب الفيل" سعيد حاشوش
تقديم
بعد صوم دام لأكثر من أسبوعين فتحت شهيتي رواية "درب الفيل" والتي كنت اعتقد للوهلة الأولى بأنها مجرد قصة، وذلك لأنه من النادر أن يتم نشر رواية مرة واحدة على الحوار المتمدن، وما جذبي إلى النص اللغة الأدبية التي تتسم بها، فاستخدام اللون الأبيض بهذه الكثافة جعل من النص يشكل ما يشبه الفاكهة الأدبية، لكن بعد التعمق فيه، نجد كم هائل من الألم الذي يعاني منه "سعيد حاشوش" حتى انه جعل من الفجر، رمزا للموت وللألم، ولم يخبرنا بهذا الانقلاب لحقيقة الفجر إلا في نهاية الرواية، حيث يتبين لنا بان ابن سعيد "حاشوش" "عبد الباقي" قد مات في الفجر، من هنا نجده يحمل ويتحامل على الفجر الذي سلب منه الابن.
موقف الكاتب من نظام البعث ـ إن اتفقنا أم اختلافنا معه ـ يبرره لنا من خلال ربط ذكر النظام بالموت أو الاعتقال أو التشرد، وهنا يستحضر لنا الكاتب شخصية فلسطينية، ألفت الهجرة واللجوء، لكي يربطها مع حال العراقي بعد الحصار الذي فرضه الغرب، ولكي يماثل التجربة الفلسطينية بما يحدث الآن في الدول العربية، وهذا التماثل جعل الكاتب يرضي ويلبي رغبات الغالبة العظمى من المتلقين الرافضين لما سميه الربيع العربي، حيث تبين حجم المأساة التي يمر بها المشرد/ لاجئ في منطقتنا.
وهذا الوضع لا بد أن يقودنا إلى حالة الاغتراب التي يمر بها لاجئ، فما بالنا أن كان هذا المشرد/ لاجئ أديبا، فنانا، سياسيا!، الكاتب يفجر غضبه على الواقع والنظام من خلال الأقوال المأثورة، فهو يلخص حنقه وتجربته من خلال حكم، مختزلة ومكثفة، وعميقة المعنى، وعابرة للزمان وللمكان، وتصلح لكل الشعوب، وأيضا هناك كم هائل من وصف الحيوانات والحشرات والزواحف، كتعبير عن غضبه وحالة القذارة التي يمر بها، حتى أن عمله الجنس جعلها تبدوا لنا عملية اغتصاب، مما يجعل المتلقي يبدي الامتعاض والاشمئزاز منها، وهذا يمثل الانقلاب الثاني عند الكاتب، فهو يجعلنا نتعاطف معه ونشعر بما يمر به من الم ويأس واغتراب.
كما صور لنا ، حالة اليأس والكفر بكل شيء، وأيضا حالة الإيمان بالخلاص من خلال وجود الأمل فهناك ثنائية تعيشها شخصيات الرواية، خاصة " أب لراوي سعيد حاشوش" الذي لم يفقد البوصلة، رغم هول المأساة التي مر بها، فكان معلقا بشخصية الزعيم عبد الكريم قاسم، ثم تعلق أمله بظهور الأمام المهدي، فمثل هذا الأمل حتى لو كنا نحن المتلقين لا نؤمن به، يبقى يشعرنا بأهمية وجود الإيمان بالمخلص، مهما كانت ماهية هذا المخلص.
الأم والأب لهما دور بارز في الرواية، الشيوعي وحزب الدعوة لهما حضورهما، اليهودي والفلسطيني، المرأة والطفل، الرمز والطرح المباشر، الكتاب والشعراء والفنانين، عراقيين وعرب، كل هذا تم طرحه في الرواية، من خلال سرد روائي، أو من خلال تدخل الكاتب بما يريد أن يسرده علينا، الفنتازيا لعبت دورها في أحداث الرواية، الثنائية، الأبيض والأسود.
بكل تجرد نقول بأننا أمام عمل روائي عربي استثنائي، عمل متمرد على واقعه، وأيضا متمرد على شكل كتابة الرواية، وهذه الثنائية ما كانت لتكون لولا وصول الكاتب إلى مرحلة ما بعد النضج الروائي، فهو يقنعنا بثقافته الموسوعية من خلال ذكر كم كبير من الكتاب، إن كانوا عرب أم غربيين، ولسنا في مجال كيل المديح لرواية "درب الفيل، لكن نقول بشكل مجرد وحيادي، بأنها رواية لا يوجد لها مثيل في منطقتنا العربية.
ننويه إلى أننا اعتمدنا على الرواية حسب ما نشرت في الحوار المتمدن، وهذا يعني بان عدد الصفحات قليل نسبيا، وحجم الصفحة كبير، وقد رقمنا الصفحات حسب الوضعية التي نشرت بها، الرواية تقع في تسعون صفحة الكترونية، كل صفحة تضمن ستة وأربعون سطرا.
الأبيض والأسود
اللون الأبيض له رمزيته في عالم الألوان، وأيضا له بعداً دينياً في ذات الوقت، هو رمز السلام، وهذا اللون يتصف به الناس، فمنهم الأبيض و غير ذلك، وأيضا هناك أعضاء بيضاء مميزة في جسم الإنسان، الأسنان، الشعر، اليد، الوجه، لكن تبقى المرأة البيضاء مميزة في مجتمعنا العربي، وذلك يعود لقلة البيض منهن إذا ما قارناهن مع السمر، ولا ننسى انبهار العربي بالبياض الغربي، خاصة بعد ما وصل إليه الغرب من تقدم وازدهار وحرية.
في بداية الرواية هناك ذكر للأبيض بكثافة، لكن بتسميات أو إيحاءات متعددة، "ألفتي ارض طيبة، مصغرة، بيضاء بلون الحليب...، على القفا تنام رمال بملمس الثلج...، ينتابني شعور بتفقد جسدها البض، الجسد المغموس بليقة صبغ مشع ومتفرد يحيل إلى بقع أكثر ابيضاضا تحت الشعر الأسود السائب" ص1، فهنا يجعلنا الكاتب ندخل إلى عالم البياض، من خلال جعل الطبيعة والمرأة تتصفان بهذا البياض، فهو هنا يمثل شيء كثيف، كثير، فعندما تحدث عن الرمال جعلها بيضاء، وحول ملمسها إلى شيء ابيض، الثلج، فكأن الكاتب متأثر بهذا اللون، ولا يستطيع التحدث عن الأشياء بعيدا عنه.
الجمع بين اللون وصفته يعد أمرا استثنائيا، ولا يقوم به إلا الشعراء، لكن سعيد حاشوش يأبى إلا أن يقدم لنا صورة استثنائية في روايته فيقول: "الحب مفروض أولي (هكذا تقول الأديان) شربته ممزوجا بحليب الأم والبقرة الحمراء الوحيدة ثم بقوس قزح الأبيض مثل يد بيضاء طويلة" ص2، اعتقد يعد هذا المزج بين الحب والأبيض، وقوس قزح واليد أمرا فريدا، وكأننا أمام نص نثير يقترب ـ نوعا ما ـ من طريقة ميخائيل نعيمة وجبران، فهذا التألق في الربط والتصوير ينم على القدرة التصويرية التي يتمتع بها الكاتب.
التلاعب بالأبيض، وتقديمه بمعنى غريب، أحيانا يأخذ شكل بشري، "العدو الذي يقرض نفسه باللون الأبيض في الشطرنج" ص9، وأحيانا بشكل لوني، "الأسود يظل اسود مهما تغيرت الألوان لكن الأبيض في الشطرنج قد يزرق حين يجف أو يصفر من الخوف" ص9، التلاعب باللون وجعله كائن حي يتماثل مع الإنسان في تقلباته وتغيراته، وينتقل من حالة إلى أخرى يعد انعكاسا للحالة النفسية التي يمر بها الكاتب، فهو يعيش حالة من البؤس، جعلت من شيء متعارف عليه بالجمال والصفاء إلى شيء آخر، غير صادق، يخون، يقمع، يتلون، يتبدل حسب الوضع، فهذا التحول في المفهوم سيتطور إلى ما هو أسوء، فيسمي لونا للموت، الاغتصاب، التشرد والضياع، " أنا ابيض محمل ببراءة المسحوقين اقتل منتحرا، من اجل إخوة لا يهمهم إلا تعداد الموتى" ص10، بهذا المعاني المتنوعة والمتناقضة يقدم لنا "سعيد حاشوش" اللون الأبيض.


ويحول الكاتب اللون الأبيض جاعلا منه رمزا ومعنى لتاريخ الدموي، فيقول: "...أبي يرتعش حين يمسك بيده العقيق اليماني الأحمر ويقول إن الأحجار كانت ملونه بلون الورود واغلبها الأبيض الحليبي لكنها احمرت حين انقسم ظهر الإسلام بالقتل الشنيع للإمام الحسن وآل بيته" ص41، استحضار التاريخ، وجعل الحجارة تتأثر بالحدث البشري، ومن ثم تغير لونها، يعد تكسيرا للمنطق، لكنه يخدم التخيل والتفكير بحجم المأساة التي حلت، ويدفع بالمتلقي لعدم القبول بتلك الأحداث الدموية، وأيضا بعدم تكرارها. وهنا يكون الكاتب قد خدم الفكرة التي يريد طرحها بطريقة غير مباشرة، وهذا يعد إبداع وتألق من قبل الكاتب.
والكاتب انتقى منه مسألة تكفين الميت، وجعل منها أيضا تأخذ هذا المعنى والرمز، "...أهذي، الهذيان وحده يصنع تابوتا جميلا بخشب ابيض لكل قتيل" ص5، إذن اللون الأبيض يتلاعب به الكاتب كيفما شاء، يجعله ايجابيا، سلبيا، متحركا، متغيرا، فهو ليس لون وحسب بل كائن حي، يمكن أن يكون جميلا ويمكن أن يكون خلاف ذلك.
الثوري
المنطق الذي يفكر به الإنسان المتمرد، منطق فريد، يقتصر على هؤلاء الأشخاص فقط، فهم يفكرون بشيء غير عادي، مناقض لحالة السكون التي يعيشها المجتمع، "...مثل كل القرامطة يستشهد من اجل المستضعفين لكنه يكرههم لضعفهم واختفائهم خلف الأقنعة... انه يحارب من اجل عودة البراءة... ولكني اعتقد بان الفوضوية فطرة سليمة في مجتمع يدعي الاستقامة" ص15، العمل الثوري هنا يحمل مشقتين، الأولى تتمثل في التمرد على مجتمع ساكن، ثابت غير فاعل، والثانية العمل من اجل أشخاص لا نحبهم، وهذا اشق من الأولى، لأنها تعني إنكار الذات لأناس لا يستحقون، تخدمهم بأعز ما تملك، وهم أما ضدك، أو على الحياد في أحسن الأحوال. ومع هذا، تبقى فكرة التمرد فكرة نبيلة، وتستحق أن نعمل من اجلها، فمهما كانت الصعاب في عملية تحريك الماء الراكد، تبقى ارحم ـ على النفس المتمردة ـ من مجارات المجتمع والأفكار البليدة.
بهذا التقديم الرائع لفكرة التمرد، واستحضار تاريخ القرامطة يقدم الكاتب دلالة على ترسخ الإيمان عند كل من يعمل للتمرد، فكأنه يكمل ما بدأ سابقا، فالتاريخ هنا يعطي دافعا لاستكمال العمل للتغير.
يوضح لنا "سعيد حاشوش" هذا التكامل بين الماضي والحاضر من خلال قوله: "اعتقد إن هذا الخوف صدى أسى وقهر قديم، لأني يا حياة.. أدركت إن قلقي الآن وعدم انصياعي للقطيع الذي يقدس الدكتاتور، من المحتمل أنه يعود لطفولتي، لأن جنوب العراق يبكي ندما على عدم ثورته على أقسى اضطهاد، الجميع يبكي على نفسه، يبكي على أجداده لأنهم لم يناصروا الحسين ابن علي، أنا يا حياة أبن ألف معركة حدثت هنا.. ابن ست ثورات عظيمة، بعضها للزنج وبعضها للقرامطة، الزنوج البيض" ص70، إذن تدفعنا قراءة التاريخ إلى التحرك، لان الندم والبكاء سيكون اشد على المتخاذلين من هول المواجهة، فها هم أنصار الحسين من العراقيين ما زالوا في ندب وحسرة على خنوعهم واستكانتهم.
ويعود "سعيد حاشوش" لمراحل الثورات العراقية ثورة الزنج في بغداد والقرامطة على النظام، واعتقد بان التنويه الذي وضعه عندما قال "أنا ابن ست ثورات عظيمة" يضع ثورات العراقية المعاصرة ـ إن كانت ضد الاحتلال الانجليزي أو النظام الملكي ـ ضمن هذه الثورات العظيمة. وهنا يكمن التواصل ما بين القديم والمعاصر والحاضر، فالتمرد ورفض الانصياع للواقع ليس بجديد، بل هو سنة الحياة، وسمة كل المجتمعات، وما تذكيره بهذا الأمر، إلا تأكيدا على أهمية ما يقوم به، وأراح نفسه من هواجس الضعف أو التفكير بالاستسلام.
وعندما كان "سعيد حاشوش" يخاطب المرأة فهو يقدم مشاعره صافية، نقية للكائن المحبب لنا، الكائن الذي يمتص كل غضبنا، ويخلصنا من الفزع والخوف، ويجعلنا نستريح من التعب ونتخلص من الهموم، فكأنه يقول لنا بأن هذه الأفكار قلتها وأنا في استرخاء كامل مع ذاتي، مع حبيبتي، فليس فيها مغالاة، لا زيادة ولا نقصان، وهذا الشكل من طرح الأفكار يحمل المتلقي على الاقتناع والوقوف إلى جانب الكاتب، فيكون معه قلبا وقالبا، وهذا ما يحسب لشكل تقديم الفكرة، فتبدو لنا غير مباشرة، وتحمل الصدق والدقة في ذات الوقت.
الاغتراب
حالة الرفض والتمرد ناتجة بطبعة الحال عن وجود نظام مجتمع/ سياسي لا يلبي طموحنا في الحياة، فيجعلنا نبدي الامتعاض منه ثم يحولنا شيئا فشيئا إلى ناقمين، إلى أن نصل إلى متمردين ثائرين. "اخترت العزلة بإرادتي لكي لا تكون سجنا، واخترت الإقصاء والتهميش لأن الروائي يكتب في كل شيء من اجل أن ينبذه المجتمع البليد، الفاقد الأخلاقية لأنه يخلق السلطة ولا يواجهها، يخلق رؤوسا عفنة ويدين بالولاء لها" ص10، هذا الرفض ناتج عن حالة تناقض مع المجتمع، مجتمع منافق، يصنع قيده بيده، ويتعايش معه، وكأنه مريض بالمازوشية، يتلذذ بالألم، ويستمتع بالقهر، ويقبل ـ برحابة صدر ـ الظلم والظالم، من هنا لا بد من الخروج من هذا الواقع، حتى لو كان هذا الخروج يحملنا على العزلة والوحدة، فهي تبقى أفضل من المساهمة وتنمية هكذا واقع.
فالرفض في بدايته، يأخذ شكل العزلة، التنسك مع الذات، وهجر الناس/ الواقع، وهذا الأمر ـ العزلة ـ لا بد من وجود تعليل له، يقنعنا بهذا السلوك غير العادي والمتناقض مع العرف والعادة، يوضح لنا "سعيد حاشوش" هذا الأمر قائلا: "المجتمع الذي يعيش كل شيء بإكراه أتمنى أن أعيش على هامشه لأن التاريخ نصنعه نحن المهمشون المنبوذون، المهمش المعزول عن القطيع ولا مرجعية لي سوى الروح التائهة لأن التاريخ نصنعه نحن المهمشون المنبوذون" ص10، استخدم المنطق والعقل لاستخراج حقائق تجعلنا نتوغل أكثر بما نقوم به، وأيضا تمنحنا المقدرة على نقاش ومواجهة الأفكار العادية السائدة، فهنا يختزن هذا المغترب/ المعتزل بذرة التغير والثور، وكأنه يقوي نفسه بهذه العزلة، لكي يشحذ ذاته بالمزيد من الطاقة ومن ثم يكون اقرب لنصر في مواجهته.
لكن هل المشاركة العددية والكمية والمجتمعية في التمرد/ الثورة تلبي طموح المتمرد؟، هل يمكن للفرد المتمرد أن ينخرط في جموع؟ وهل ستكون هذا المجموع بعيدة عن النقد، مقدسة كما يقدس المجتمع جلاده؟، يجيبنا الكاتب بقوله: "أصيب البعض بالتفسخ لأنه صمم على البقاء قرب فراح النظام وأيتامه أما الآخرون من جماعتنا هربوا إلى أمكان قصية وخفية ووجدوا أنفسهم يمارسون عبادات سرية وثنية لتخليص الشعب من رائحة الموتى في زمن يصعب فيه تميز القاتل عن القتيل والميت عن الحي،... تبجح المثقفون بالقول إنها العولمة تجعل الإنسان يسلق جلد نعاله ليأكل والأخر ينبطح بانبطاحة ثورية متحدية من اجل بضعة نقود وأن يهيئ نفسه ويفتح ساقيه على اتساعهما ليستقبل التطور الاقتصادية الجديد المنفتح من أساسه" ص11، إذن التمرد والنقد لا يقتصر على النظام وحسب، بل أيضا يطال حركة التغير وجموعها، وهذا التكامل والاستمرار في التمرد لا يقوم به إلا المنتمي الحقيقي، والمؤمن الواثق، والمنسجم بين القول والفعل، بهذه الصفات يمكننا تحديد المنتمي الحقيقي للتمرد، ومن هو راكب للموجه.
طريق الخلاص من رتابة الواقع تأخذ أشكلا عديدة، الانخراط في تنظيم معارض، ومنها النقد، أو الكتابة، وتبقى الكتابة أكثرها حضورا وأهمية، خاصة إذا كانت هذه الكتابة أدبية، إن كانت شعرا أو قصة أو رواية فهي أكثر حضورا وتأثيرا من غيرها، وهذا ما يؤكده الراوي، "يا حياة أن سر كتابتي الأوراق كلها لأني لا أريد أن اسقط في الكآبة والجنون.. أن انتشل نفسي واحلق عاليا مثل طير اخضر في النص ص33، أذن يضاف إلى دور الكتابة المتمردة، أنها تمنح الهدوء والراحة والسكينة، وتخلص الكاتب من حالة البؤس التي يعاني منها، فالكتابة هنا تمثل فعل تفريغ للإنسان، تجعله يشعر بسقوط الأثقال عن كاهله، فهي كالمرأة، وتماثل معها في مقدرتها على جعل الرجل ينتقل من حالة التعب إلى حالة الراحة.
بعد هذه المراحل المتعددة حاول "سعيد حاشوش" مواجهة الواقع، النظام والمجتمع والمعارضة، لكنة يصل إلى نتيجة أنه ينفخ في قربة مثقوبة، يسير في متاهة، ويبدأ يكفر بكل شيء، بالتاريخ، بالثورات والثوار، بالأحزاب السياسية والجماعات الدينية، فكان يعبر عن واقعه بهذه الكلمات، "...لم أتمكن من القيام بواجبي تجاه هذا الإنسان المسكين.. الإحباط يمكن في عدم تمكني من نيل حريتي وحرية الآخرين، أنا محبط، اكره كل ما في الكون من كائنات لعدم تمكني من الإسهام في تأكيد الإنسانية للذي يمشي على قائمتين.. أنا في الحقيقة اشعر بالكره والقرف من كل قومي وطائفي..لهذا السبب سأتعلق بكتابة الرواية" ص66، إذن مجتمعنا عاقر، لا يلد فيه إلا الخراب واليأس والبؤس والموت والاغتراب و...، من هنا يتجه الكاتب إلى ذاته، إلى شيء يخصه هو، يظهر مقدرته على الإبداع، وأنه ليس متماثلا من الأشخاص العادين، فكانت كتابته لرواية "درب الفيل" مظهرا فيها قدرته الأدبية، وأيضا ستكون الرواية قد أثرت في الواقع، إن لم يكن الآن فغدا.
الإيمان
أهمية الإيمان تكمن في جعلنا نستمر ونواكب عملنا، متجاوزين كل الصعاب والشداد، فهو شيء حيوي وأساسي في حياة الناس، فلم يكن لسعيد حاشوش أن يبدع روايته بدون الإيمان "لكن اشعر بان الله يحبني وان ثمة سكينة في قلبي لإيماني العجيب بالعدالة، الإيمان الذي يجعلني محفوظ من الموت" ص35، رغم فكر الكاتب المتحرر وإيمانه بالاشتراكية، إلا أن ذلك لم يجعل منه ملحدا، فهو مؤمن بالاشتراكية وبوجود الله، وهذا يؤكد سقوط تهمة الإلحاد عن معتنقي الاشتراكية.
مسألة الإيمان لا تتعلق بالله وحسب، بل أيضا بالأمل، بحقيقة وجود مخلص/ قائد/ نبي، أيا كان يخلصنا أو يساهم في إخراجنا من مأزقنا، فها هو أبو سعيد، يتعلق بهذا الشكل من الأمل فيقول: "ـ لا اعتقد بان الزعيم سيأتي... سأنتظر الإمام عجل الله فرجه" ص37، هذا تأكيد على أهمية وجود أمل/ إيمان لدي الإنسان فهو بدون هذا الإيمان/ الأمل لا يمكنه الاستمرار في الحياة.
العراق
أحداث الرواية تجري في العراق، لكن هذا العراق ليس بلدا عاديا، هو الوطن، هو الحياة هو كل شيء بالنسبة لسعيد حاشوش، من هنا يتكلم عنه بهذا الشكل، "ـ لا.. لا توجد رائحة.. العرق العراقي وحده يحطم القيود ولا يمكن إخفاء رائحته" ص32، طريقة ساخرة يقدم فها الكاتب الإنسان في العراق، فهو هنا يحمل معنى العفن الذي يميز العراقي عن سواه، وهذا التطرف في الطرح ناتج عن حجم الحب الذي يكونه الكاتب للعراق وللعراقيين، فكان النقد بهذا الحجم وهذا الشكل الجارح والصريح.
"اشك إن الإنسان في العراق يتطور لإنسان إنما لكائن آخر يمشي على قدمين" ص33، أيضا نجد حجم الحنق على الواقع العراقي، فكان التغير الايجابي يساوي صفرا في العراق.
" من السهل أن تكون مجنونا في العراق لان الجميع أصيب بمس من الجنون في ظل السلطة" ص56، يتحامل الإنسان على ظالمه ويحنق عليه، وعندما يكون هذا الظالم قريبا منا يكون حنقنا عليه مضاعفا، ويعود ذلك لأننا كنا نوسم به الخير، لكنه يخذلنا أولا، ويظلمنا ثانيا، فتكون أذيته مزدوجة، ومن هنا تكون ردة فعلنا عليه اكبر.


الفلسطيني
يستحضر الكاتب شخصية فلسطينية يسمها "الجد" نسبة لكبر سنها، ويختارها مسيحية المعتقد، فيكون بذلك قد أعطنا عدة دلائل، الأولى، التشرد والبعد عن الوطن، والثانية تحمل العذاب والأذية من الأقارب، والثالثة التغني والبكائية بهذا العذاب من قبل الآخرين، الرابعة إنسانية وعالمية المشرد والمعذب، من خلال وجود العديد من المشردين في العالم، وأيضا من خلال عالمية الدين المسيحي الذي يؤمن به الناس من أقصى الشمال إلى أدنى الجنوب، والخامسة رفق ورحمة المسيح على الناس كافة رغم ما تعرض له من أذية، فقوله المشهور "أحبوا أعدائكم" تمثل ذروة الحب والعطاء الإنساني، والسادسة وجود شخصية مسيحية مشردة في محيط إسلامي يخدم فكرة الانسجام والحياة المشتركة بين مختلف المعتقدات في بلادنا، وقبل الفض من هذه الدلائل نؤكد تألق ونجاح الكاتب في استحضار هذه الشخصية وخدمتها لفكرة الرواية، إن كان على مستوى واقعية الحدث أم على مستوى الرمز.
التلازم والتشابه بين حالة العراقي بعد حرب الخليج الأولى وحالة الفلسطيني تجعل همهما واحد، رغم التباين في أسباب وطبيعة التشرد، فيقول: "لحظة اختلاق فحل حمار سباهي فرج سهام الصغيرة وموت ياسمين الفلسطينية بقضبان سود الرجال" ص2، بهذه المقدمة أراد الكاتب أن يجمع بين ما يعانيه المشرد، إن كان في وطنه أم من خارجه، فصورتهما واحدة، ويعانيان ذات الهم، ويقع عليهما عين الأذية.
علاقة العراقي بفلسطين علاقة مميزة، وعلاقة الفلسطيني بالعراق والعراقي أيضا مميزة، فكلاهما يبدل الآخر الحب، فيذكرنا الكاتب بالجنود العراقيين الذين قضوا على ارض فلسطين فيقول: "قال أخي الأوسط ـ الذي استشهد فيما بعد على ارض نجهلها وأهداف لا ندركها عن تحرير فلسطين وإرجاع قبة الصخرة الضائعة" ص3، رغم صيغة السخرية من الحديث عن تحرير فلسطين، إلا أن فيها حقيقة ارتباط العراق بفلسطين، فما زالت قبور الجنود العراقيين بالقرب من مدينة جنين مزارا للعديد من الفلسطينيين الذين يكنون للعراق وللعراقيين كل الحب والاحترام.
يؤكد الكاتب هذه العلاقة الطيبة بين فلسطين والعراق قائلا عن الأب: "تمسك الأب بذاكرته وهو الآن في سن الثامنة والسبعين ليرحل إلى أزمان بعيدة وما زالت بعيدة ينظر متأملا الساعة اليدوية التي أهداها الزعيم عبد الكريم قاسم لفصيل القداحين في كتيبة سارية الجبل في فلسطين عام الوثبة" ص7، هناك العديد من المحطات يعود بها الكاتب إلى التاريخ، إن كان قديما أم معاصرا ليخدم الفكر التي يريد، فكان حنين الأب بذكرى الزعيم مرتبط بفلسطين، فجمع بذاك بين الإنسان ـ الزعيم ـ والأرض فلسطين، بطريقة سهلة تجعلنا نتقبلها ونتعاطف معها.
لعل فلسطين عند العراقي بمثابة الهواء والأرض، لا يستطيع العيش بدونهما، فالأب هو في حالة الاحتضار يذكر فلسطين والمعارك التي خاضها، "وحدثني أبي قبل نصف ساعة من موته عن عظمة الزعيم والقداحين وهم يطلقون النار علة الجيش الإسرائيلي ولم تكن الطائرات المغيرة إلا حشرات سود مثل الذباب هائل الحجم..." ص22، بهذا الكلام يحسم الكاتب علاقة العراقي بفلسطين، فهي شيء غير عادي بالنسبة له، فيها وجدت حربه الحقيقية، حقق انتصاراته وشعر بالفخر والعظمة، ففي فلسطين كانت حرب يؤمن بها المحارب، ويضحي في سبيلها، من هنا نجد الأب وبعد هذه السنوات الطوال، وهو في حالة النزاع الأخير يتحدث عن أهم ما فعله في حياته معركته في فلسطين.
يحدثنا الكاتب إلى المعتقد المسيحي عند الفلسطيني قائلا: "الجد الفلسطيني يتحدث عن ثلاثة ثم يقول إن الثلاثة هم واحد، الرب الواحد الأوحد، أو يقول (الله.. الابن.. الروح القدس) ص11، تكمن أهمية هذا الكلام عن إتاحة المجال لمسيحي مشرد وليس من هذا الوطن ـ العراق ـ ويعتبر من أقلية الدينية، أن يتحدث بكل حرية ودون معارضة، وكأن الكاتب يريد أن يقول لنا بان عائلته كانت تحترم الآخرين وتسمح لهم بالحديث والكلام عن معتقدهم وإن كانوا مختلفين معنا، وهنا يعطينا "سعيد حاشوش" مقارنه بين عائلته ـ المتسامحة فكريا واجتماعيا ـ مع الفلسطيني، وبين النظام الرسمي الذي لم يسمح بأي هامش من الكلام المعارض أو المخالف له.
يقدم لنا "سعيد حاشوش" مشهد في روايته "درب الفيل" يحسم فيه مسألة التوحد بين حالة الفلسطيني وحالة العراقي بدون أي لبس، "وبدون أن أعي التصقت بجسد أبي الحكواتي المكدود من العمل ولا اعرف لماذا تشبثت بمنادة الجدة الفلسطينية التي تنام مع بناتها خلف خص من القصب في مسربة تكبر يوما بعد يوم.. جدة ... جدة ثمة كرة سوداء تتدرج مبتعدة، التصقت بشدة بجسم أمي التي لا اعلم كيف وجدتها بقربي تتحسس حرارة وجهي" ص16، اجزم بان المشهد السابق يتحدث فيه الكاتب عن ثلاثة "الأب والأم والجدة" وهم بالنسبة له واحد، كما هو حال الرب عن الجد الفلسطيني، فنجد الالتصاق بالأب، ومناداة الجدة، ووجود الأم.
التوقف عند الصورة التي قدمت لنا يتبين لنا بان هناك قرب مادي، يتمثل بالالتصاق بالأب ووجود الأم، وقرب فكري معنوي يتمثل بالمناداة للجدة الفلسطينية، فهل أراد الكاتب أن يقول بان الفلسطيني كان اقرب عليه من أهله؟ وهو اقرب عليه وأكثر استيعابا من الأهل؟ أم أن شعور الكاتب ـ بعد الذي حدث في العراق وللعراقيين ـ جعله يشعر بعقدة الذنب اتجاه الفلسطيني؟.
تكمن أهمية النص الروائي من خلال هذه التساؤلات التي تجعلنا نتوقف عندها، فالكاتب يبدي كل الاحتراف والتقنية في رسم الأحداث والشخوص بحيث يجعلنا أحيانا نتوقف، نتساءل، نكون مع أو ضد، فيدفعنا إلى الوقوف مع طرحه، فالجانب الإنساني يفرض ذاته في النص، وهذا ما يجعل الراوية أكثر قربا منا، فالجانب الإنساني/ القومي حاضرا ومؤثرا فيها.
حضور الفلسطيني لم يكن بصورة المشرد وحسب بال بالصورة الأخرى، صورة المقاتل، "... قصاصات صحف تسيرها الرياح معي وصورة الفدائيين الفلسطينيين فوق إسفلت الشوارع" ص26، استكشف حالة التوحد بين الكاتب والفلسطيني، وكأنه يمثل له العقدة التي تلازمه أينما حل وحيثما كان، أو هما كائن واحد في شخصيتين، أو شخص واحد بهمين،
النظام
الكاتب لا يذكر النظام العراقي إلا بالسوء، وكأن هناك عداء مستفحل وقديم لا يمكن الإصلاح بينهما، فلا يذكر النظام إلا مقرونا بالسجن، الموت، التشرد، وهذه الحدية في الطرح، تجعل الكاتب متطرفا في تناوله للنظام، خاصة بعد الأوضاع التي عاشها العراق بعد الاحتلال وما سمية الديمقراطية، فحسب ما نسمعه من المواطنين العراقيين العادين نجد غالبيتهم تترحم على النظام السابق، خاصة بعد أن أصبح الخارج من بيته مفقود، والأوضاع المعيشية والأمنية في غاية السوء.
على العموم لسنا في مجال التدخل في قناعات الكاتب، وسنضع رؤيته حول النظام حسب ما جاء في روايته "درب الفيل" فيقول عن تمرده : "قبل أيام انفثأ خوفي دون رجعة حين ضغطت على زناد البندقية وأطلقت النار على الفرقة الحزبية في قضاء الزبير وأفسدت حفلة ميلاد الرئيس، كنت البطل الوحيد المتخفي" ص3، الطرح السابق يبن حجم الحنق الذي يكنه "سعيد حاشوش" على النظام، بحيث انه تجرأ على إطلاق النار على حفلة الرئيس.
فلهذا الفعل المتطرف أسباب يكلمنا عنها لاحقا فيقول: "... والذي كان زميلي في الدراسة وقد أعدمها النظام فيما بعد" ص23، العنف لا يولد إلا العنف، فالقسوة والبطش ليس له تبرير بالمطلق، لأنه يولد التطرف، وهذا ما يجعل الكاتب يتخذ هذا الشكل المتطرف من النظام متجاهلا أي ايجابية له.
يستمر ذكر بطش النظام بالمواطنين، "أمي لا تزور في قضاء الزبير إلا أم حسين التي ماتت حزنا على أولادها المعدومين.. وأنا لا أنام إلا في بيت أم حسين مع صديقي حسين ويونس وحين أعدمهما النظام ولم تبق إلا الفتيات" ص43، من خلال هذا الوصف يرسم لنا الكاتب حجم بطش النظام، فهو مقرونا بالإعدامات والاعتقال.
والكاتب يقول بصراحة عن النظام: "أقول لك بصراحة النظام قتل فينا الإبداع في الكتابة" ص79، لكن هذا الكلام يتنافى مع واقع الكاتب الذي استطاع أن يقدم عملا روائيا استثنائيا ليس في العراق وحسب بل على مستوى المنطقة العربية.
القذارة والحيوانات
العديد من الكتاب الناقمين يذكرون في أدبياتهم الحيوانات أو الحشرات كتعبير عن حنقهم على الواقع، فكافكا في رواية "المسخ" عبر عن غضبه من خلال تصوير ذاته صرصور، وعبد الرحمن منيف في رواية "حين تركنا الجسر" يضع كل ما في صدره من حقد وقهر في شتائم يوجهها لكلبه "وردان" وراشد العيسى في رواية "مفاتيح الباب المخلوع" يجعل الحديث عن الحيوانات يأخذ الحجم الأكبر من الرواية، حتى أننا نجد تفاصيل كثيرة لعمليات المسافدة.
"سعيد حاشوش" لا يختلف عن هؤلاء، فهو يبين لنا غضبه من خلال الكم الكبير لذكر الحيوانات والحشرات التي ذكرها، "والريح أتحسسها ثقيلة كمياه البالوعات، ... فيما انتصب حمار سباهي الأجرب وحيدا وسط كلاب آبقة مثل حيوان مرسوم في بحيرة تميل للزرقة في الظهيرة" ص17، ربط مياه البالوعات الأسنة بذكر الحيوانات يظهر لنا الحالة الصعبة التي يعيشها الكاتب.
"تشممت رائحة الجثة التي سحلتها الجدة لضفاف المستنقع.. رأيت الذباب يطاردها بشراسة وحين عادت كان الطنين يسبقها ويتشبث بها" ص19، الجمع بين الموت والجثث والمستنقع والذباب، يوضح لنا حجم السواد الذي يعيشه الإنسان، فكل الأسماء السابقة لها مداول سيء، وتعني الاشمئزاز والقذارة، إن كان شكلا أم مضمونا.
"الذبابة اشرف منهم... استقبلتنا كلاب المقبرة السمينة والأليفة وتحاشى الكلب الأسود النظرات الشرسة لذكور الكلاب وزمجرتها حين وضع ذيله بين الفخذين" ص22، تأكيد على المشاهد الصعبة التي يعيشها الإنسان، فالمقبرة، والكلاب، والسواد، والذباب، كلها تجتمع وتتكالب على الكاتب وتجعل من حياته كابوسا بشعا، تفوح منها رائحة القذارة، ولا يوجد فيها خط ابيض، يستطيع أن يخفف من الحالة الصعبة التي يمر بها.
الحكم
اعتقد بان هناك علاقة بين قوة الكلمة وحجم المأساة وقدرة الكاتب على التعبير، فهذه المسائل اجتمعت عند "سعيد حاشوش" فقدم لنا خلاصة أفكاره بكلمات تعبر عن واقعه، تمثل تجربته في الحياة، فهي الزبدة التي استخلصها لنا، سنجد منها ما يخص حالة العراق، وأخرى المنطقة العربية، ومنها ما يصلح لأن يكون عالميا لكل الناس أينما كانوا وحيثما حلوا، وهنا تكمن عبقرية الكاتب.
سنحاول تقديم تلك القول المختزلة والعميقة في مضمونها دون تدخل، "الكئيب والمهزوم لا يملك إلا أحلام اليقظة" ص12
"في أعماق كل منا مكبوتات قد تنفجر مثل بالونه أو نهرب بعيدا بصوفية لاجئ أو نعرج بروح انتحارية لنواجه التسلط" ص14
"كل من يحارب البلادة والرضوخ للقطيع يجب أن ينتحر بين القوماج واديان السلطة" ص15
"الجميع يعيش في دائرة العماء النفسي التي هي دائرتي المهشمة حين يقنع الإنسان نفسه ويخدعها بأنه تعب من الثورة ولآن من حقه أن يستريح ص21
"لا يبقى الإنسان كما هو في كل انتقال في المكان" ص28
"حين لا يعرف الإنسان ماذا يفعل يصاب بداء العبث أو الانقياد" ص31
"الصراع على السلطة جعل الأرض ضيقة" ص32و33
"ليس المهم أن أعيش وإنما المهم ا ن أحب الحياة التي اقتنع بها" ص36
"أدركت إن الثرثرة عن كل شيء زاد المقموع" ص38
"أعظم حرية يمارسها القلم حين يدرك عدم وجود قارئ، القراءة تستعبد الكاتب في زمن الحروب التي لا تنتهي" ص40
"العدو ليس في الخارج وإنما في الداخل يترعرع على شكل قناعات في الطفولة ووجهات نظر وأسلوب تفكير" ص41
"إن الإنسان المبني على أوهام خاطئة يكيف كل أخطاء البشر لصالح عقيدته" ص44
"العدو هو الخوف والإحباط" ص45
"الوطن ليس بيتا أو عدة بيوت وإنما المكان الذي أتحسس فيه باني لست وحيدا في مواجهة العالم" ص46
"أبشع ما يعانيه الإنسان هو أن يسقط في بئر الوحدة والنسيان" ص55
"الوفاء للأسياد يجعل من الإنسان كلب وفي" ص58
"إن رائحة الإنسان الميت رائحة لا تليق بكائنات الله... لان ابن آدم يأكل كل شيء حتى أخيه الإنسان" ص69
"وبدون الوهم لا يمكننا العيش لان الحياة التي تعرفينها تؤدي للقبر" ص74
"أدركت ببساطة إن الضعيف هو الذي يقدر القوة، نحن كائنات تظل جميلة اذا حاربت كل أنواع السحق وجنون العظمة" ص75
"إن الإنسان مجرد أن يتزوج يصير جبانا أمام السلطة" ص85.
لن نتدخل في شرح هذا الجمل، فكل عبارة منها لها مدلول خاص، وهي تستحق أن نتوقف عندها متأملين فيها.
الكتاب والأدباء
العديد من الكتاب متأثر ببعض الادباء وبعض الكتب، ومنها من يترك حراكا فكريا لا يمحى من الذاكرة، فيقوم الكاتب بدوره بالإشارة إلى هذه المؤلفات التي تأثر بها، داعيا القارئ إلى قراءتها ، بطريقة غير مباشرة، إلا أن ذكرها يدفع بالمتلقي للاطلاع عليها، وهنا تكون المعرفة عالم غير محدود، يتسع أكثر كلما قرأنا.
"سعيد حاشوش" يذكر لنا العديد من الكتاب في روايته "درب الفيل" ".. تحت أقدام شعراء أول مهرجان مربد والذي قرأ فيه الجواهري أول قصيدة" ص39، يذكرنا الكاتب بتاريخ العراق الأدبي، وفي ذات الوقت بالجواهري الذي شارك فيه أول مرة ومات خارج العراق.
"ذات مرة قرأت لنيرودا" ص40، دعوة لتناول الأدب الثوري.
"كان أبي يصيح عاليا... يجب قتل قطيع اللاجئين لأنهم لم يدقوا الخزان، اخبرنا بذلك أبو الخيزران في رسالة غسان كنفاني رجال في الشمس" ص45، تذكير بأهمية تلك الرواية ودورها التحريضي.
"...وبالصدفة قرأت تروتسكي" ص50، أهمية الكاتب المتمرد الباحث في النفس الانسانية
"وتصميمي على تهريب الفنان سعد الخليوي" ص83.
" عقل سيد.. هو الشاعر الأوحد الذي انجبته المدينة دون أن ينشر قصيدة واحدة بل سرقه الشعراء" ص85، بلد يقتل مبدعيه مرتين، عدم إظهار المبدعين، وسرقة إبداعيهم، ثم موتهم حقيقة.
"يجب أن نخرج السياب من قبره ونجبره على كتابة شعر ثوري وليس مجرد بكاء وكبت" ص86، اهيمة السياب كشاعر استطاع أن يبقى مؤثرا في العديد من الكتاب والأدباء.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -الجبانة- شاركدي إمره
- الاغتراب في رواية -درب الفيل-
- الثوري في رواية -درب الفيل-
- الأبض والأسود في رواية -درب الفيل- سعيد حاشوش
- رواية -درب الفيل- سعيد حاشوش
- السادية العربية
- رسالة إلى كتاب الحياة الجديدة
- قصة -أنا أحبه-
- قصص الجيب والقرن الماضي
- رواية -النخلة والجيران- غائب طعمه فورمان
- هكذا يقتلون فلسطين
- بين الرسول محمد (ص) ومهدي عامل
- نهج واحد
- ما أحوجنا إلى الفكر
- التداخلات والتناقضات في المسألة السورية
- الهجوم الشرس
- فلسطين من اللا إلى النعم
- قتل الإبداع الفلسطيني
- موت فلسطين
- رواية -الصوت- غابريل اوكارا


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الحواري - رواية -درب الفيل- كاملة