أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية -الجبانة- شاركدي إمره














المزيد.....

رواية -الجبانة- شاركدي إمره


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 16:11
المحور: الادب والفن
    


رواية "الجبانة" شاركدي إمره
رواية من منشورات دار الحوار سورية، اللاذقية، 1982، وترجمها عن اللغة المجرية نافع معلا مباشرة، مما يجعل النص قريب منا حيث وصلنا من اللغة الأم دون وسيط، تتحدث الرواية عن حالة البطر والفراغ التي يعيشها المجتمع الغربي البرجوازي، فالزوجة رغم إنه لا ينقصها أي شيء، وتم توفير كل احتياجاتها الأساسية والثانوية، المادية الروحية، إضافة إلى الحرية المطلقة التي يمنحها الزوج لها، ورغم الغنى الفاحش الذي تعيشه، حتى إن الزوج "بنتسه" يقوم بنحت تمثال لها، تعبيرا عن حالة الرفاهية التي يعيشها، وأيضا تعبيرا عن حبه وتقديره لزوجته "إيفا" التي ليس لها مثيل بين النساء، إلا أنها تعاني من حالة فراغ، فتذهب برحلة عبث مع شاب كان زميل دراسة في السابق، تتخذه عشيق، على مرأى وعلم الزوج الذي كان واثقا بأنها مهما ابتعدت عنه ستعود، فهي لن تستطع التخلي عن الرفاهية التي تعودت عليها، إلا أنها تقرر أن تكون "ما إن أنهض من سرير حتى يلتقطني سير آخر" ص90، وهكذا يتم تحطيم قيود الغنى الفاحش الذي عاشته مع "بنتسه".
الرواية تتحدث عن الفراغ والعبث الذي يعيشه المجتمع البرجوازي، حياة بطر بكل شيء، وهذا ما جعل من علاقة الزواج بلا رابط الحب، مجرد فراغ، تسلية، وتخضع لمبدأ المصالح والحسابات، الزوجة "إيفا" الراوي الرئيسي للأحداث تتحدث عن علاقتها محرمة : "لقد خنت زوجي أكثر من مرة، ولكن كنت في حيطة دائما، ومع أحد لا يعني بالنسبة لي أي شيء" ص18، فهي امرأة متحررة من كل شيء، تقوم بالخيانة لمجرد التسلية ودون أي رادع أو تأنيب ضمير، ورغم أنها في هذه الكلام تعترف بكتمان الخيانة وعدم الإفصاح عنها، إلا أنها تتوغل أكثر وتقوم بمصارحة "بنتسه" بأنها على علاقة مع الشاب "بيشتا".
وجود التمثال كان عامل مؤثر في أحداث الرواية، وكان له حضور في تطور ردود فعل الشخصيات، فالسبب الرئيسي الذي عمل على إظهار رتابة العلاقة الزوجية هو التمثال، من هنا كنت مشاعر الزوجة "إيفا" عليه بهذا الشكل "ورنوت من جديد إلى التمثال، لقد أغاظني التمثال، ... كل مسببات المشاكل تجمعت في هذا التمثال، كل شيء رديء هو : التمثال، ... اقتربت منه وبصقت عليه، رغبت أن اصفعه" ص75، هذا المشاعر سيتم تطويرها إلى فعال، وأعمال متطرفة من قبل الزوجة "إيفا"، فهي التي تتمتع بأكبر قدر من الحرية لا بد لها من استخدامها بهذا الشكل، "كيف تجرؤ على عمل تمثال لي؟ بقرة رخوة، ثم تدعو الجميع للإعلان عن ذلك، ألا تخاف من اخلع ملابسي لهم جميعا، كي اثبت أني لست كالتمثال، أنا، تلك التي على فمك، ألست زوجتك، بل عاهرتك منذ عشر سنين" بهذا الثورة تواجه الزوجة "إيفا" زوجها "بنتسه" فيقوم بتحطيم التمثال إرضاء لها، لكنها تكون قد وصلت إلى درجة من القناعة بعبثية الحياة التي تعيشها معه، فتقرر أن تتركه وتعيش مع عشيقها الشاب "بيشتا"، حتى وهي تعلم بان تلك الحياة لن تستمر طويل، فهي ستستكفي ببضع أيام أو شهور من السعادة معه، وبعدها يخلق الله ما لا تعلمون.
اعتقد بان الرواية فيها إثارة موضحة لنا طريقة التعامل والتفكير في المجتمع البرجوازي، كما أن وجود التمثال كلن يقرب النص من أسطورة "يجاملون" وهذا ما جعل الرواية تأخذ شيئا من البعد الرمزي، كما أن بناء الرواية كان متقنا تماما، وأحداثها مركبة ومتسلسلة بطريقة يستشف منها المتلقي قدرة الكاتب على ربط وتطوير الأحداث بطريقة سلسة، وعندما جعل الكاتب من بطلة الرواية هي الراوي الرئيس للأحداث، جعلنا نتقبل جراءتها وحريتها العبثية، رغم عدم توافقنا مع هذا السلوك المتطرف.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتراب في رواية -درب الفيل-
- الثوري في رواية -درب الفيل-
- الأبض والأسود في رواية -درب الفيل- سعيد حاشوش
- رواية -درب الفيل- سعيد حاشوش
- السادية العربية
- رسالة إلى كتاب الحياة الجديدة
- قصة -أنا أحبه-
- قصص الجيب والقرن الماضي
- رواية -النخلة والجيران- غائب طعمه فورمان
- هكذا يقتلون فلسطين
- بين الرسول محمد (ص) ومهدي عامل
- نهج واحد
- ما أحوجنا إلى الفكر
- التداخلات والتناقضات في المسألة السورية
- الهجوم الشرس
- فلسطين من اللا إلى النعم
- قتل الإبداع الفلسطيني
- موت فلسطين
- رواية -الصوت- غابريل اوكارا
- -الصبي الخادم- فردينا أويونو


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية -الجبانة- شاركدي إمره