أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - التغيير ضرورة وليست ترفا ..














المزيد.....

التغيير ضرورة وليست ترفا ..


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 15:07
المحور: المجتمع المدني
    


التغيير ضرورة وليست ترفا ....
ثقافة الأمم وهوياتها ليست نتاج الحاضر ولكنها حصيلة تراكمات الماضي ، فتاريخ كل أمة أو شعب هو نتاج تعاقب الأجيال ، وتطورها وانتقالها من طور متخلف إلى طور أكثر تقدمية وحداثة ، وما الازدهار الهائل الذي عرفته الكثير من أمم العالم التي تقدمت ، إلا ثمرة لذلك التبدل ، واستجابة مستيقظة للأفكار الخلاقة التي دفعت لاقتحام مساراته ..
والتغيير من أصعب القضايا والمهام ، فإذا نحن تتبعنا التغير في العديد من الأمم والمجتمعات ، وتفحصنا تأثير مساراته ووقائعها على تطورها الحضاري ، في كافة المجالات ، فإننا لاشك سنجد أنه لم ولا يحدث صدفة ، وإنما يحدث بمقدار استجابة تلك الأمم لروادها المبدعين الذين مكنتهم مواهبهم واهتماماتهم ومعارفهم ومهاراتهم من تنبيه مجتمعاتهم -المأخوذة بالدوران التلقائي حول النفس - لرتابة حياتهم وعقم حركة دورانهم ، وحثهم على الخروج من أطواق الفساد المحيطة بهم ، والدفع بهم لتجاوز الأفكار والسلوكيات الخاطئة المستحكمة في مصائرهم ، والإقدام على دخول مجلات التبدل والتغير ، رغم صعوبته ، التي تكمن في كونه عملا رياديا ليس مألوفاً ضمن نطاق السائد الذي لا يجد في الغالب قبولاً ولا ترحيباً ، ويقابل بالرفض والاستنكار ، من الكثير من المجتمعات ، لأنه –كما هو معلوم- لا يكون إلا بالخروج على الكثير من الأنساق المألوفة ، والإفلات من سائد الأعراف الموروثة ، ونقضاً أو تصحيحاً للعديد من التصورات الخاطئة المستقرة في ذهنية غالبية العامة ، أو استكمالاً لنقصٍ فيما هو قائم لدى النخب الثقافية والاجتماعية والمدرسية والأكاديمية ..
وما يزيد من تلك الصعوبة ، أن المرء عدو ما يجهل ، حتى ما قد ينفعه ، عدو النظام والانضباط ، عدو الوضوح ويتحايل على كل تغيير إذا لم يكن في صالحه الآني ، وكأنه عدو نفسه قبل أن يكون عدو الآخرين ، وخاصة إذا بعد التغيير عن المألوف كثيرا ، وأوغل في دروبه المجهولة – في كل المجالات والوقائع ، الانجازات والوقائع والأحداث – إلا وكان الرفض له أقوى ، والاستنكار أشد ، والحرب عليه أقوى وأشرس ، خاصة لدى من تشبّع بنمط ثقافي يكرس التكرار والاجترار والإذعان والامتثال والتماثل لما هو سائد في بيئته ، التي يتهيب حدوث أي تغيير فيها ، ويتفادى الأفعال التي يظن أنها ستلقي به وبها في مهاوي ذلك التغيير .. ويترك الأمور كلها لله وعلى الله ، الذي سيقتص له من ظالميه الذين سيعذبهم الله عذابا شديدا عقابا لهم على تعديهم على حقوقه وظروفه السيئة ، محتميا بالأدعية المحفوظة عن ظهر قلب ، أمثال : "الله يأخذ الحق " و"الله على الظالم" وغيرها من عبارات الاتكال والتقاعس عن نفض غبار الخنوع والرضا بالأمر الواقع حتى لو كان مليء بالذل والهوان ، التي تزخر بها قواميس المستضعفين ، ويزخر بها مخيالهم الشعبي ، كـ "الله يحرق باباهم فالنار" أي "جهنم" و"الجحيم" الذي هو زفرة الفقراء والمظلومين ، حسب المقولة الماركسية ، والذي لولا تلك "الجهنم" ، لما وجدوا متنفسا في الحياة الدنيا ، التي ذهب الناس فيها مذاهب شتى ، فكان منهم من جبلت نفسه على الكد والجد، والتوق الدائم لأعلى مراتب المجد، والتطلع لبلوغ المعالي والسؤدد ، فجاءت حظوظ مجتمعاتهم من التقدم بمقدار استجاباتها المتفاوتة للأفكار الخلاقة ، وكان منهم من آثر الاستسلام والتقوقع والإعراض عن دعوات روادهم ، للتأقلم مع متطلبات هذا العصر الزاخر بالمتغيرات .
إني هنا لا ألوم أحدًا على قلة خبرته ، أو سوء فهمه لدوره ومسؤوليته ، ولكني ألوم من يتشبث من رجال الفكر والسياسة برغبة عارمة على الحط من وعي شعوبهم المهددة بالفقر والكوارث وسوء الخدمة ، والهبوط بمستوى مواطنيهم والانحدار بهم إلى منزلقات تطيل معاناتهم..
ولا يسعني في الختام إلا أن أقول إن لله في خلقه شؤون، خلق سبحانه كل شيء بقدر، ولحكمة تفاوت البشر، واختلفت الرؤى ووجهات النظر ، ولكل رأي ووجهة نظر وله اهتمامات وطموحات ودوائر حياة ..
حميد طولست [email protected]




#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم عالمي جديد للمرأة
- ضرورة تغيير آليات التحاور؟؟
- التطرف يفسد العلاقة بين الناس
- الخطاب السياسي المستحدث ..
- عيد الحب .
- الخطاب السياسي لرجال الدولة !!
- عبارات حمالة للأوجه والمعاني
- -اعطيني صاكي- ، والرأي العام !!
- نعم نحن مع بناء مؤسسة برلمانية قوية ، ولكن !!
- وبينما المتقاعدون منغمسون في أحلامهم المؤجلة ؟؟
- كلنا نملك نفس العين .. لكننا لا نلك نفس النظرة !!(5)
- عندما يتاح المجال لمن يمتلك الموهبة في خدمة الوطن والمواطن ! ...
- -شارلي ابدو- من الخاسر ومن الرابح ؟؟
- الملكية تاج لا يراه إلا الجمهوريون ..
- ليلة رأس السنة الأمازيغية ID N SGGAS !!
- من ذكريات الشتاء بحينا الشعبي -فاس الجديد- ..
- الإسلام لا يحتاج شهادة تبرئة من أحد !!
- السفنج المغربي وما أدراك ما السفنج المغربي !!
- المصالحة المصرية القطرية
- في ذكرى رحيلك والدتي ..


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - التغيير ضرورة وليست ترفا ..